عدت يا يوم مولدي .
الصورة : عوسي الأعظمي ماسكاً ولده خالد في ستوديو زهير كاكا عام 1964م .
عدت يايوم مولدي ... عدت يا أيها ال ... لا لا لا ، لم يكن شقياً مولدي ، ولم أقل أبداً (ليت يايوم مولدي كنت يوماً بلا غد) . عندما كنت صغيرًا لم أكن أعرف معنى الاحتفاء بيوم الميلاد . شببت وكبرت ، وتوافرت فرص السفر لأقوام يقدرون هذا اليوم ، ثم بعد ذلك أبناء وأصدقاء و(فيسبوك) يستعجلونه ، كل عام . من يكبرني وبعض أقراني لم يتح لهم تسجيل تواريخ ميلادهم ، أولئك جيل 1-7 الطيبين . وقد تسابق المحبون بتذكيري به ، ما بين سائِل عن العمر ، ومُهنِّئ بأمنيات طيبة ، ومتكرِّم بوردة أو كعكة لذيذة . يسألونني ماذا يعني لك بياض الشعر ، وتموجه فوق الجبين؟ هل تشعر بإدبار الشباب؟ كيف تصف عامك أو عمرك المنصرم؟ وماذا تتمنى لعامك وأعوام العمر القادمة؟ لستُ أدري أي الأسئلة يستحق إخراجه للفضاء العام ، وأيها أحتفظ به؟.. أيها أبرزه ، صفحات السرور أم غصات الألم؟! ولا يزال الأفق ينبئ بالمزيد ما امتد بي العمر . المؤكد أن الرحيل والانتقال يمنحان خبرات ، ويتيحان معارف جديدة ، وكذلك هما يكرسان قدراتك على الفراق ؛ لم تعد تأبه بقول كلمة «وداعًا».. أحيانًا تخبئ جرحك في ثناياها ، وأحيانًا تقسو على الغير في فعلها . الفراق له وجهان : وجه قوة تتمتع بها ، ووجه وجع تكتمه في كل لحظة . وداع لمن يستحق البقاء في عالمك ؛ لذلك أجد رغبة في ذكرى يوم مولدي هذا أن تكون رسالتي هي التقدير لكل من فارقتهم ، رغبة أو قسرًا ، اختيارًا أو بحكم الظروف . الفراق ليس كُرهًا بالضرورة ، ولا يقود للنسيان دائمًا.. لا أستطيع التخلي عن نفسي تمامًا ، حتى وإن كانت فلسفتي هي كتمان لحظات الضعف ، والسير في الدروب نحو الأمام دون التفاتات نحو الوراء . لا أندم ولا أعتذر كثيرًا ، ولا أدعي نقاء حكمتي في الحياة . مقتنع بالحكمة : في النهاية ذاتك هي الأهم . لستُ مجبرًا على الارتباط ببقعة جغرافية أو بعلاقات بشرية لا تناسب روحك . ستقترب من روحك أكثر كلما كنت قادرًا على تجاوز الحواجز التي تتشكل داخلك .. فابحث عن روحك داخلك ، وليس لدى الآخر .. شكرًا لكل مَن ذكّرني وهنَّأ بيوم ميلادي. شكرًا لوالدي رحمه الله الذي وثَّقه قبل ستة عقود
الأعظمي خالد عوسي