عقدت الحكومة العراقية أواخر سنة 1947 معاهدة مع حكومة بريطانيا بإسم معاهدة بورتسموث ، و قد عارضتها الأحزاب السياسية و الجمعيات و الصحف الوطنية وطلاب الكليات و أساتذتها و جماهير الشعب . و كانت الأعظمية القلب النابض بالوعي الوطني و الحماسي و الجهادي ، و كانت الأعظمية نقطة الإنطلاق و المحرّض الأول على المظاهرات في كل يوم حتى سقطت وزارة صالح جبر و ألغيت المعاهدة . و كان طلاب كلية الشريعة يتجمعون صباح كل يوم أمام جامع الإمام الأعظم و هم يرتدون الجبب و على رؤوسهم العمائم ، يقودهم الشيخ (محمد محمود الصواف) ثم يتوجهون الى رأس الحواش فيلتحق بهم طلاب دار المعلمين الإبتدائية و يلتحق بهم طلاب ثانوية الأعظمية عند ساحة عنتر و منها الى كلية الحقوق في الصرافية و يتجمعون في ساحة الباب المعظم مع طلاب كلية الهندسة و كلية الطب و طلاب دار المعلمين العالية و ينطلقون الى شارع الرشيد في حشدٍ حاشد و الجماهير زاحفة مع الطلاب . و كانت المظاهرات تشتد يوماً بعد يوم حتى بلغت أوجها في (19-20-21) كانون الثاني عام 1948 ثم إشتدت بعنف لا مثيل له يوم الثلاثاء 1948/1/27 وقد سقط شهيدان من طلاب ثانوية الأعظمية ، هما :-
1- الشهيد رشيد إبراهيم الحميد .
2- الشهيد قيس إبراهيم الآلوسي .
و قد أقام الأعظميون مجلس الفاتحة و المنقبة النبوية على روحيهما في مسجد الشيخ جلال الدين الحارثي في سوق الأعظمية القديم ، و و قف شباب الأعظمية يستقبلون المعزّين القادمين من أطراف بغداد . و كانت الجماهير تسير مدوّية بهتافات ها في شارع الرشيد و هم يحملون على أكتافهم الشيخ الصوّاف و هو يلهب الجماهير بخطابه البليغ المثير ، و كان ذا بسطة في العلم و الجسم .
جمع واعداد / خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق