الثلاثاء، 6 يناير 2015

نكهة القهوة في نزاهة القضاء


 الصورة : نهاية العشرينات ، ملك العراق فيصل الأول /1921-1933 .

أنتهز صانع قهوة الملك فيصل الاول فرصة نوم الملك ظهراً فأستأذن التشريفات للذهاب للسوق والعودة قبل استيقاظ الملك , فذهبَ ولكنه لم يعد ... وعندما أستفسر الملك عنه عند استيقاظه حيث لم يجلب له القهوة كعادتهُ , أخبره مدير التشريفات بأمره وعدم عودته,فأوعز له بالاتصال بالشرطة لمعرفة مصيره..فأتضح أنه موقوف على قضية..فذهب مدير التشريفات الملكية الى معاونية شرطة السراي حيث كان موقوفاً,فأخبره ُ معاون المركز أنهُ جاء الى منطقة الميدان وهي مزدحمة,حيث اللهو والشرب(شرب الخمور)واللعب,فاعتدي عليه بالأستهزاء منه وهو(عبد أسود)من دون أن يعرفوا من هو,فثار بوجههم واخرج مسدسه ورمى طلقة في الهواء,وبناء على ذلك الحادث اوقفه حاكم التحقيق القاضي عبد الله السلام,وسأله مدير التشريفات عن الحل؟فقال المعاون له:نذهب الى دار القاضي التي كانت قريبة من مركز الشرطة...وعندما علم القاضي بأن طارق الباب كان رئيس التشريفات الملكية,خرج بعد(15)دقيقة بكامل قيافته اليهم,وسأل عن المطلوب منه؟.فقال رئيس التشريفات ان صاحب الجلالة لايستطيع الاستغناء عن هذا القهوجي,وليس هناك من يحل محله,فهل من الممكن اطلاق سراحه من الموقف ولو بكفالة!!..فغضب القاضي عبد الله السلام وقال(لم أتخذ داري مجلس قضاء)ثم ان القضية في دورها البدائي في التحقيق..فدخل الدار وأغلق الباب بشدة وتركهم في الطريق..ويقول الحاج عبد الله الخشالي الذي روى لنا هذه الحكاية:ان رئيس التشريفات عندما رجع وأخبر الملك بالذي حصل مع القاضي..اجابه الملك فيصل :- (القاضي أدرى بشغله)..وهنا نتساءل :ألم يكن القاضي يعرف أو عرف بأن هذا القهوجي لايستطيع أن يستغني عنه الملك لانه كان يكاد المتخصص الوحيد بها,وكان الملك يستذوقها بشكل لايجعلهُ يفارقها ويفتقدها في كل حين..لكن القضاء النزيه والمستقل بحيث لايستطيع حتى الملك فرض رأيهُ عليه..


جمع واعداد : خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...