المقال : و مضى قطار العمر .
حجز الباشا (نوري سعيد) رئيس وزراء العراق (ڤارگون) عربة قطار صالون ، للقيام بسفرة خاصة غير رسمية من بغداد الى البصرة ، و كانت أجرة العربة حينذاك (15) دينار ، لم يجرؤ مدير المحطة الى مطالبة الباشا بالمبلغ المذكور ، مما حدا به الى تحرير فاتورة الى السيد (موفق القشطيني) مدير في السكك يبلغه بذلك (حتى يخرج المبلغ من ذمة مدير المحطة) ، و هنا أيضاً أصبح المدير (موفق) في حرجٍ شديد حول كيفية إسترداد المبلغ من الباشا ، فإن لم يفعل فسيكون هنالك نقص في حسابات المديرية ، يتحمل تبعتها هو . رجع المدير الى البيت و هو حزين مرتبك لا يعرف كيف يتصرف . فلما رآه والده (القشطيني) مهموما و عرف السبب ، قال له ، إليك الحل . إفعل كما فعل بك مدير المحطة ، و إبعث بالفاتورة الى مجلس الوزراء . أعجبته فكرة أبيه و قام باللازم . و بعد أيام رجع المدير الى البيت مبتسماً سعيدا و أبلغهم بما حدث . فقد دفع الباشا نوري سعيد الصك من حسابه الخاص و إستلمها (موفق) بنفسه من عنده و بتوقيعه !!! . و هكذا ... مضى قطار الخير !! . ( خالد عوسي الأعظمي ) .
هناك تعليق واحد:
الله يرحم نوري باشا
إرسال تعليق