الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

العيد في الأعظمية أيام زمان

 


العيد في الأعظمية أيام زمان .

الصورة : المؤرخ (وليد الأعظمي) في الوسط وعلى يساره أخيه (إبراهيم أبو وسام) صاحب ستوديو القيثارة ، وعلى يمينه أخيه (سهيل أبو نوفل) الذي فقد في (معركة الطاهري) إبان الحرب العراقية الأيرانية ، وهم واقفون أمام حديقة الرحبي في شارع 20 .  بعدسة أخوهما المصور (زهير كاكا) عام 1967م .

المقال : يقول المؤرخ وليد الأعظمي رحمه الله عن تجمعات العيد 

 كان والدي رحمه الله يصطحبني وأخواي (زيد) و (زهير) من الفجر الى (جامع الإمام الأعظم) لشهود صلاة العيد   وخطبتها ، وبعد إداء الصلاة نذهب الى زيارة الموتى من أقاربنا وتلاوة سورة يس أو سورة الفاتحة على أرواحهم ، ثم نذهب الى بيوتنا لتناول طعام الفطور ، ونقبِّل أيدي آبائنا وأمهاتنا ، نستلم (العيدية) منهم ثم ندور على بيوت أقاربنا من الأعمام والأخوال ثم نعود وفي جيوبنا مجموعة النقود المعدنية قد أثقلتها . وأذكر في صباي ، تجمع الأطفال في العيد ونصب ، دواليب الهواء والأراجيح الصغيرة على الجذوع في منطقة (النزيزة) موضع (قاعة القادسية) اليوم كما يأتي بعض أبناء القرى والريف ببعض رؤوس الخيل والحمير لكرائها وركوبها من قبل الأولاد ، وكانت الأراجيح العالية تُشد بجذوع النخيل الطويلة الباسقة في (بستان الدرعية) في محلة النصه بالأعظمية [مابين سوق الأعظمية وبإتجاه مائل الى شارع 20] وكانت الشابات من البنات يركبن تلك الأراجيح ، وأذكر أنني كنت أرى الشابة في الأرجوحة وهي ترتدي العباءة السوداء ولا تشعر بحرج في ذلك . وأذكر أن الحاجة (ملكة أم غازي) [والدة بيبيّه بنت بحر/أم أحمد] رحمهما الله ، كانت تنصب في بيتها جذعين يتدلى بينهما سرير من الخشب (تخت) يحمل عشر أشخاص ويسمونه ( لَلّو ) وكان النساء يذهبن الى بيت الحاجة ملكة في العيد ويركبن في هذا السرير ويتأرجحن به ، وكنت أرى نساء متزوجات يركبن في هذا السرير الأرجوحة مع أطفالهن . وأذكر في طفولتي أن أمي إصطحبتني في العيد مرة الى بيت الحاجة ملكة وركبتُ معها . وكنا نركب الأراجيح ودولاب الهواء بالنقود أيام العيد الأولى وعندنا مبلغ وافر منها ، وفي آخر أيام العيد نكون قد صرفنا تلك النقود ، فنركب الأرجوحة بالمقايضة فندفع لصاحب المرجوحة شيئاً من كعكة العيد (الكليچة) وبعد العيد ينتظر الناس يوم الأربعاء الأول بعد العيد ويذهبون الى زيارة مرقد (أبو رابعة) {أبو رابعة هو الأمير أحمد بن الخليفة المستعصم بالله العباسي وزوجته أم رابعة هي عصمة الدين شاه لبنى حفيدة القائد صلاح الدين الأيوبي} وكانت تحيط به الزروع والبساتين ، وتنتشر الناس بين الحقول ، وتجلب بعض العوائل معها الطعام وأدوات الشاي ، وينشد بعض الشباب قصائد من الزجل الشعر الشعبي (المربَّع) وبعص الشباب يركبون الخيل ، وينتشر بين الناس باعة المرطبات والحلويات والمخللات . ولما إنتشر العمران وبناء المنازل في تلك المواضع إنتقل الناس بالإحتفال يوم الأربعاء بعد العيد الى (المقبرة الملكية) وكانت تحيط بها البساتين وغابة كبيرة من أشجار السدر (النبق) العالية ، ثم إمتد العمران الى هذه المنطقة أيضاً فإنصرف الناس عن هذه العادة . من كتاب ذكريات ومواقف ص24 - 26 .

 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...