الجزء الثاني من مقال : (عوسي الأعظمي) أو (جاسم محمد طه) 70 سنة رياضة و تدريب .
الصورة : (عوسي الأعظمي - ستوديو الجمهور) في الأعظمية ، بداية السبعينات .
... نتيجة مشاكل و خلافات، تقرر غلق الزورخانات، فإنتقلنا للعب المصارعة الحرة ، و أصبحت من المصارعين المعروفين ، حيث أخذت أقف في الثلاثينات الى جانب (صادق الهندي) و (حساني محمود) و (مجيد ليلو) و (هادي محمد) و (جهاد بهاء الدين) . في عهد (الملك غازي) تم إفتتاح (النادي الأولمبي) "مركز شباب الأعظمية حالياً" فكان حدثاً رياضياً كبيراً و عيّنتُ أنا و (مجيد ليلو) مدربَيْن في النادي براتب شهري قدره (6 دنانير) و كان (حكمت سليمان) مديراً للنادي و لا أنسى أنه كان من المشجعين للرياضة ، و كان يصرف لنا من جيبه الخاص فوق رواتبنا، و تسَّلم إدارة النادي بعده (خليل كنه) ثم (ناظم الطبقچلي) و أخذنا نقيم ألعاب المصارعة و يحضرها (الوصي عبد الإله) و (رشيد عالي الگيلاني) و غيرهما ، و ما زلت أذكر اللعبة التي خضتها عام 1938 مع اللاعب الهندي (علي محمد) من (الجيش البريطاني) في (ساحة الكشافة) و بحضور (الوصي) فتمكنت من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير لي ، و قد بعث لي (عبد الاله) (20 دينارا) كهدية لفوزي هذا . في النادي الأولمبي أخذنا ندرب جيلاً جديداً من المصارعين مثل الدكتور (أموري إسماعيل) و (رحومي جاسم) و (كريم رشيد) لكنني بقيت بطل العراق في المصارعة الحرة و الرومانية [على مدى 18 عام] و يسافر (عوسي الأعظمي) الى الخارج على حسابه ليلتقي بالمصارعين (السوريين) و (اللبنانيين) و (الأتراك) و (البلغار) يقول : إلتقيت بالبطل العالمي اللبناني (زكريا شهاب) عام 1951 فغلبته بالمصارعة الحرة ، لكنه غلبني بالرومانية . و في (تركيا) لعبت مع المصارع (محمد أوغلي) الذي صرعته أيضا، و كانت جولتنا مناسبة للتعرف على مصارعين من بلدان عديدة ، حتى في (بلغاريا) تصارعنا مع مصارعين معروفين آنذاك لم أتذكر أسماءهم ، و كان معي في هذه الرحلة عدد من المصارعين العراقيين منهم (قاسم عبد الباقي) و (يوسف العبيدي) و آخرون ، و حينما عدنا الى (بغداد) قمت بتنظيم أول بطولة في السباحة و على حسابي الخاص ، حيث أعلنت في الصحف ، عن تنظيم بطولة للسباحة تبدأ من منطقة (الراشدية) و ساعدني بذلك الصحفي (عبد الرزاق نعمان) المحرر في (جريدة الزمان) آنذاك ، و شارك فيها سباحون عديدون منهم (علاء الدين النواب) من (الكرخ) "بطل السباحة المعروف" و (جبار علي) من (الفضل) و سباحون من مناطق مختلفة من بغداد . في عام 1952 قام عوسي الأعظمي برحلة اخرى الى الأقطار العربية ، إنتهت بمصر ، حيث إلتقى بالمصارع المصري (إبراهيم مصطفى) الذي ذهب بعوسي الى (النادي الأهلي) و تعرّف فيه على أشهر المصارعين المصريين و يقول الحاج عوسي : لقد إستقبلنا في هذه الرحلة (محمد نجيب) رئيس مجلس قيادة الثورة في (مصر) آنذاك ، و أمر بأن نقيم على حساب الحكومة المصرية ، و نُظِّمت لنا جولات سياحية في مختلف أنحاء (مصر) و بالفعل أَقمت مع زملائي المصارعين العراقيين (20 يوما) هناك أُقيمت لنا خلالها مسابقات على حلبة (النادي الأهلي) و إستفدنا كثيراً بالتعرف على المصارعين المصريين الذين كانوا ماهرين فعلاً . و في (السبعينات) ينتقل عوسي الأعظمي الى العمل في (الكلية العسكرية) كمدرب للمصارعة فيها ، و ليخرِّج أجيالاً أخرى من المصارعين ، بينما يستمر في ممارسة ألعابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها .
مقال للباحث الرياضي (جميل الطائي) مجلة (ألف باء) عام 1983م .
( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق