المقال : ظاهرة عِكْسِيَّة القيسي .
الصورة : (خالد عوسي الأعظمي) يصافح البطل العالمي في المصارعة الحرة غير المقيدة (عدنان القيسي) في حفل أقيم له في نادي الأعظمية القديم والذي تمت إزالته مؤخراً مقابل مركز شرطة الأعظمية الآن . و على يسار القيسي (حكمين دوليين للمصارعة) وكان هذا الحفل في عام 1970 ، و قدم فيه (عوسي الأعظمي) عرضاً رياضياً رائعاٍ .
ولد عدنان عبدالكريم أحمد القيسي في بغداد ومارس المصارعة وهو مراهق في مناطق الاعظمية ثم سافر بعد إنتهائه من المرحلة الثانوية إلى الولايات المتحدة للدراسة في أحد الجامعات ثم عمل وأقام في عدة مدن ودول مثل دالاس وفرانسيسكو وبورتلاند و هونلولو واستراليا واليابان و بريطانيا وعرف بشخصية (شيف بيلي وايت ولف) وسافر للإقامة في استراليا وحقق بطولة استراليا لسنة واحدة وسافر إلى نيوزلاندا وعاد مرة أخرى إلى اليابان وبعدها اتصل فيه أحد منظمي مباريات المصارعة الحرة في مدينة لندن وطلب منه بأن يحضر وذلك بشخصية تختلف عن شخصية الهندي التي كان يمثلها وتدعى (الشيخ العربي) وقبل بالفكرة وأعجب الأنكليز بشخصيته العربية وبعد هذه المغامرات قرر العودة مرة أخرى للعراق نهاية الستينات وبدأت “مغامرته الحقيقية” في المصارعة. وبدأ نجم عدنان القيسي يرتفع وتوالت اللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحفية في الصحف والمجلات حتى كانت لا تخلو صحيفة من صورته أو حديث له وازداد الطلب على صحيفتي الملاعب والجمهور الرياضي نظراً لاهتمامهما الكلي بأخباره وبطولاته ومشاريعه ومتحديه القادمين من البلدان الأوربية، وكان مراقبون يرون ان الحكومة العراقية التي كانت قد استلمت الحكم في 1968 ، هي من يقف وراء تلك الحملة الاعلامية . وكان الفوز الذي حققه القيسي على المصارع (غوريانكو) قد حضر له القيسي واستعد لستة شهور، وسافر الى المدن والقرى العراقية ليعلن عن هذا التحدي الكبير في العراق وحدد بأن تكون المباراة في صيف 1969 في ملعب الشعب الدولي لكرة القدم، حيث نصبت الحلبة وسط الملعب وجلس الجمهور الذي قيل انه تجاوز الـ100 الف متفرج على العشب الاخضر للملعب، بالاضافة الى المدرجات، كما نقلت المبارة مباشرة عبر تلفزيون بغداد و كانت المباراة من ثلاث جولات وانتهت بفوز عدنان القيسي والبس حزام البطولة، هذا الحزام الذي اصبح فيما بعد ماركة لنوع من الاقمشة التي سادت موضها بين النساء العراقيات انذاك. وسعد الشعب العراقي بأجمعه بهذا ” الانتصار العظيم ” وأصبح القيسي بطل الشعب وحتى الحكومة العراقية احتفلت بهذا الانجاز ومنحته سيارة (مرسيدس) وبيتا كما عين مديرا في وزارة الشباب . ثم توالت اللقاءات التي خاضها القيسي مع “بطل الكومنويلث” جون ليدز و”بطل افريقيا ” برنس كومالي ونزاله الشهير مع بطل فرنسا (فيريري) العملاق و”بطل البرتغال” طرزان وغيرهم من عمالقة المصارعة الحرة غير المقيدة، اذ تمتع الجمهور العراقي بتلك النزالات التي جرت اغلبها في ملعب الشعب الدولي، وكانت تحظى برعاية الحكومة التي شكلها حزب البعث بعد عام 1968، واستفاد منها في شغل المجتمع العراقي لتثبيت سلطته كما يقول القيسي الذي أضاف في لقائه مع قناة الحرة “”لو كنت رفضت القيام بهذه التمثيليات لما كنت حيا الى الان”. وكان المعلق الرياضي الشهير مؤيد البدري الذي كان يعلن دائما عن ان ما يمارسه عدنان القيسي انما هو تمثيل واتفاق بين المتباريين اكثر مما هي مصارعة او رياضة، قد قال في مقال له “جاء هاتف إلى منزلي وإذا بالمتكلم محمد سعيد الصحاف – الذي كان يشغل منصب مدير عام الإذاعة والتلفزيون آنذاك: وقال: مؤيد عليك أن تحضر إلى التلفزيون مساء اليوم لتقديم لقاء مع عدنان القيسي بناء على توجيهات رئيس الجمهورية احمد حسن البكر “. ويضيف البدري ” أخبرني الصحاف بضرورة إجراء اللقاء بناء على أوامر عليا وفعلاً قدمته لمدة خمس عشرة دقيقة تقريباً تحدث فيه عن فوزه الذي حققه على المصارع (غوريانكو) ومشاريعه القادمة وغير ذلك من الامور”. وكانت النزالات التي خاضها القيسي قد شكلت ظاهرة في المجتمع العراقي . فلقد كان الصبية في جميع أنحاء العراق و بالأخص أزقة بغداد القديمة يخرجون بأعداد كبيرة و يصدحون بأهازيج بعد كل إنتصار يحققه القيسي على خصومه . منها (عدنان القيسي يگول مرتي هندية لا تحبل و لا تجيب إلا بعكسية ) .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
هناك تعليقان (2):
Adnan Bin Abdul Kareem Ahmed Alkaissy El Farthie
Adnan Bin Abdul Kareem Ahmed Alkaissy El Farthie
إرسال تعليق