المقال : الأعظمية و شارع الإمام الأعظم .
الصورة : رأس الحواش بداية شارع الإمام الأعظم ، بعدسة مصور الأعظمية الشهير (زهير كاكا) من فوق ساعة جامع (الإمام الأعظم أبو حنيفة) عام 1960م .
قبل ما يقرب من تسعين عاماً او اكثر كانت الاعظمية خصوصاً مركزها القديم المحاذي (لنهر دجلة) تعد ضاحية من ضواحي بغداد ، يوم كانت اسوار بغداد تنتهي عند (باب المعظم) و (الكرنتينة) شمالا ، حيث كانت المساحة المحصورة بين الاعظمية حتى باب المعظم عبارة عن بساتين كثيفة مكتظة باشجار النخيل والفواكه ومزارع الخضراوات ، ويوم لم تدخل السيارات العراق بعد ، كان اهالي الاعظمية عندما يرومون الذهاب الى بغداد على ظهور حيواناتهم يسلكون طريقا ملتوياً عبر البساتين لا يتسع الاّ لمسير هذه الحيوانات ، وعند دخول السيارات وسِّعَ هذا الطريق المتعرج الذي اصبح في ايامنا هذه يسمى (شارع الامام الاعظم) لتمر عليه السيارات والسابلة ، وفي الايام الممطرة وعند تعثر المسير في هذا الشارع الترابي يلجأ اصحاب السيارات للوصول الى (بغداد) بوساطة الطريق المحاذي للنهر والمرتفع نسبيا عن مستوى سطح النهر ، كانت السيارات قليلة جدا والاجرة باهظة بالقياس الى مستوى المعيشة في ذلك الوقت وتوازي السفر من بلدة الى اخرى في الوقت الحاضر. هذه الضاحية التي اصبحت اليوم من بين ابرز المناطق الحضرية في العاصمة بغداد ، ذات تاريخ عريق وطويل موغل في القدم يمتد الى عصر الخليفة العباسي (ابو جعفر المنصور) الذي بنى بغداد ، فالاعظمية بموقعها الحالي تعد من المواقع القليلة المتبقية من بغداد الشرقية . سميت اعظمية نسبة الى الامام الأعظم (ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي) المتوفى سنة 776م الذي دفن في موقعه الحالي الذي يطلق عليه احيانا (مقبرة الخيزران) والخيزران ، اسم زوجة الخليفة (المهدي) و أم الخليفتين (الهادي) و (هرون الرشيد) المتوفاة سنة / 789 م اضافة لإحتواء المقبرة على قبور العديد من الشخصيات العباسية الاخرى . ومنذ ذلك الحين نشأت هذه الضاحية واتسعت وزادت كثافتها السكانية رويداً رويداً ، وتعززت مكانتها التاريخية والدينية والعلمية والاقتصادية منذ القدم . وتتميز الاعظمية كباقي مناطق بغداد بمناطقها القديمة ذات الطابع البغدادي الشرقي المميز مثل محلة (باب الطاق) الذي يأتي نسبة الى طاق كان يوجد في موقع (ساحة عنترة) و (كلية العلوم) الآن ، حيث انشد فيها الشاعر (عبد الله طاهر) قائلا :- ناحت مطوقة بباب الطاق - فجرت سوابق دمعي المهراق . ومن محلاتها القديمة ايضا (الرصافة) التي تقع بين (شارع المغرب) و (المقبرة الملكية) من جهة النهر ، حيث كان فيها جسر يربط بينها وبين الضفة الاخرى من دجلة ، هذه المنطقة كانت ملتقى اهل الادب والشعر ، وفي هذا الموقع قال الشاعر (علي بن الجهم) قصيدته المشهورة :
الصورة : رأس الحواش بداية شارع الإمام الأعظم ، بعدسة مصور الأعظمية الشهير (زهير كاكا) من فوق ساعة جامع (الإمام الأعظم أبو حنيفة) عام 1960م .
قبل ما يقرب من تسعين عاماً او اكثر كانت الاعظمية خصوصاً مركزها القديم المحاذي (لنهر دجلة) تعد ضاحية من ضواحي بغداد ، يوم كانت اسوار بغداد تنتهي عند (باب المعظم) و (الكرنتينة) شمالا ، حيث كانت المساحة المحصورة بين الاعظمية حتى باب المعظم عبارة عن بساتين كثيفة مكتظة باشجار النخيل والفواكه ومزارع الخضراوات ، ويوم لم تدخل السيارات العراق بعد ، كان اهالي الاعظمية عندما يرومون الذهاب الى بغداد على ظهور حيواناتهم يسلكون طريقا ملتوياً عبر البساتين لا يتسع الاّ لمسير هذه الحيوانات ، وعند دخول السيارات وسِّعَ هذا الطريق المتعرج الذي اصبح في ايامنا هذه يسمى (شارع الامام الاعظم) لتمر عليه السيارات والسابلة ، وفي الايام الممطرة وعند تعثر المسير في هذا الشارع الترابي يلجأ اصحاب السيارات للوصول الى (بغداد) بوساطة الطريق المحاذي للنهر والمرتفع نسبيا عن مستوى سطح النهر ، كانت السيارات قليلة جدا والاجرة باهظة بالقياس الى مستوى المعيشة في ذلك الوقت وتوازي السفر من بلدة الى اخرى في الوقت الحاضر. هذه الضاحية التي اصبحت اليوم من بين ابرز المناطق الحضرية في العاصمة بغداد ، ذات تاريخ عريق وطويل موغل في القدم يمتد الى عصر الخليفة العباسي (ابو جعفر المنصور) الذي بنى بغداد ، فالاعظمية بموقعها الحالي تعد من المواقع القليلة المتبقية من بغداد الشرقية . سميت اعظمية نسبة الى الامام الأعظم (ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي) المتوفى سنة 776م الذي دفن في موقعه الحالي الذي يطلق عليه احيانا (مقبرة الخيزران) والخيزران ، اسم زوجة الخليفة (المهدي) و أم الخليفتين (الهادي) و (هرون الرشيد) المتوفاة سنة / 789 م اضافة لإحتواء المقبرة على قبور العديد من الشخصيات العباسية الاخرى . ومنذ ذلك الحين نشأت هذه الضاحية واتسعت وزادت كثافتها السكانية رويداً رويداً ، وتعززت مكانتها التاريخية والدينية والعلمية والاقتصادية منذ القدم . وتتميز الاعظمية كباقي مناطق بغداد بمناطقها القديمة ذات الطابع البغدادي الشرقي المميز مثل محلة (باب الطاق) الذي يأتي نسبة الى طاق كان يوجد في موقع (ساحة عنترة) و (كلية العلوم) الآن ، حيث انشد فيها الشاعر (عبد الله طاهر) قائلا :- ناحت مطوقة بباب الطاق - فجرت سوابق دمعي المهراق . ومن محلاتها القديمة ايضا (الرصافة) التي تقع بين (شارع المغرب) و (المقبرة الملكية) من جهة النهر ، حيث كان فيها جسر يربط بينها وبين الضفة الاخرى من دجلة ، هذه المنطقة كانت ملتقى اهل الادب والشعر ، وفي هذا الموقع قال الشاعر (علي بن الجهم) قصيدته المشهورة :
عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري .
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق