المقال : العسكري في مذكرات السويدي .
الصورة : (جعفر العسكري 1885 - 1936) قاتل مع العثمانيين في الحرب العالمية الأولى عام 1914 و حارب الاستعمار في ليبيا ، وشارك في الثورة العربية عام 1916 و كان أول وزير دفاع في المملكة العراقية عام 1921، ناضل من اجل استقلال العراق عام 1932 ، واصبح وزيرا ورئيسا للوزراء حتى قتل في إنقلاب بكر صدقي .
كنت اقرأ قبل ايام مذكرات (توفيق السويدي) ليس من عادتي ان اضيِّع وقتي بمثل ذلك ... فمذكراتنا خليط عجيب من الكذب والواقع يضيِّع الانسان عقله في التمييز بينهما. كان مما قرأته في (مذكرات السويدي) الذي اصبح هو الآخر رئيسا للوزراء عدة مرات ، هو أن المذكور اعلاه ، امير اللواء (جعفر العسكري) استولى في العهد الملكي على ارض ثمينة تمتد على شاطئ (دجلة) وتعتبر من احسن الأماكن في مدينة (بغداد) في حي (العيواضية) كانت ارضا اميرية ملك الدولة . استولى عليها الرجل وبنى لنفسه فيها قصرا منيفا مطلا على النهر وباع بقية الأراضي بأثمان باهظة، ربما لحرامية آخرين . كان (وزير المالية) عندئذ (ساسون حسقيل) الوزير الذي لم يخدم اقتصاد العراق رجل مثله . اكتشف ذلك واخبر الملك (فيصل الأول) ورئيس الوزراء (توفيق السويدي) بالأمر. لم يتخذ أي احد أي اجراء، ضده . بعد اشهر قليلة سمَّت (امانة العاصمة) الشارع الرئيسي في الأرض المسروقة بأسمه «شارع العسكري» وفتحت وزارة المعارف مدرستين على الأرض المسروقة سمتهما باسمه ، مدرسة العسكري للبنين (التي درست فيها) ومدرسة العسكري للبنات . وكانت اول مرة في التاريخ نسمع فيها ، أن دولة تخلد اسم سارق حرامي بإطلاق اسمه على الشارع والمدارس التي سرق ارضها من الدولة . انا واثق مئة بالمئة ، لو ان وزارة المالية كانت بيد جوني او هنري او شارلي من دهماء الانكليز لما تردد دقيقة واحدة في اعتقال (جعفر العسكري) واسترجاع الأرض الحكومية من يديه . ولكن وزير المالية كان (ساسون حسقيل) وما الذي يستطيع ان يفعله رجل يهودي امام كل هذه الشلة من الحرامية ؟ . ا . هـ . الكاتب (خالد القشطيني) .
و أنا مع صاحب المقال (القشطيني) في أن {مذكراتنا خليط عجيب من الكذب والواقع } . بدليل ما جاء في مذكرات رئيس الوزراء (السويدي) الذي لم يتخذ أي إجراء ضد الوزير (جعفر العسكري) بعدما علم بتجاوزه على أراضي الدولة و إستملاكها وبيع ما شاء منها . و بعلم الملك (فيصل الأول) و وزير المالية (ساسون حسقيل) . فهل من المعقول أن يكتب صاحب المذكرات مثل هذا و يضع نفسه في مواضع الشبهات ، و هو يتستر على سارق ، أم هو خوف من سلطة و نفوذ (العسكري) مع شلة الحرامية آنذاك !!؟ .
وهل كَشَفَ (السويدي) المستور في مذكراته بعد حين، على أنها (صحوة ضمير) ؟
. ( خالد عوسي الأعظمي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق