المقال : إعدام (مدير الأمن العام) .
الصورة : بهجت داوود سلمان العطية (مواليد 1900، البصرة) سياسي عراقي ومدير الأمن العامة في العهد الملكي وحاصل على لقب (باشا) بإرادة ملكية من الملك (فيصل الأول) أكمل دراسته في (ثانوية الشرطة) في (البصرة) وأصبح عام 1929 مديراً للشرطة وتدرج في منصبه وانتقل لعدة محافظات. وتم تعيينه عام 1946 كمدير لقسم التحقيقات الجنائية وكان مسؤولاً عن ملاحقة الشيوعيين والتنكيل بهم .وكان أول مدير للأمن العامة في العراق وظل في منصبه حتى 14 تموز 1958. و حكم عليه بالاعدام في (محكمة الثورة) برئاسة (المهداوي) واعدم في 20أيلول 1959. وكان أحد أربعة تم إعدامهم بعد أحداث الموصل / حركة الشواف عام 1959م .
كان يوما حزينا في تاريخ عائلتي فقد تم تنفيذ حكم الإعدام في جدي لأمي (بهجت العطيه) هذه الشخصية المثقفة . تم استدعائنا مساءاً ، كان عمري يومها ١١ سنه اجتمعنا في منزل العم (كامل العطيه) الذي كان قريبا من (السجن المركزي) وذهبنا مشياً على الأقدام لوداعه رجالاً و نساءاً وأطفالاً . استقبلنا والضحكة تملأ وجهه في لباس السجن الرمادي وكنا كلنا نبكي وجلسنا حواليه فقال لي :- لماذا تبكي يا (أمين) واجلسني في حضنه وهو يقول :- (أمّوني ، أنا رح أروح شهيد كان مبتسما لم يكن يهاب الموت ووقف بيننا كالطود الشمخ مرفوع الرأس ، كان اليوم التالي سيشهد إعدام اربعة من رجال العهد الملكي هم (وزير الداخلية / سعيد قزاز) و (مدير الأمن العام / جدي / بهجت العطيه) و (متصرف بغداد / عبد الجبار فهمي) والرابع لا اتذكر اسمه وكذلك الزعيم (الطبقجلي) ومجموعة من ضباط (ثورة الشواف) رحمهم الله جميعا كان جميع المحكومين بالإعدام يبكون وهم يودعون عوائلهم عدا اثنين (سعيد قزاز وبهجت العطيه) كانا مبتهجين بملاقاة الموت وهم واثقون بأنهم شهداء، والدي قال لجدي :- احنا ولد عشائر هل تأخذ بثأرك ؟ قال له :- لا ، (الله) هو يأخذ ثأري انا رجل مؤمن، من مفارقات القدر عندما ألقي القبض على يوسف سلمان يوسف (فهد) رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . الذي سيصبح في المستقبل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي . لم يكن اي احد يعرف هذه الشخصية وما هو اسمه الحقيقي ، أُدخل على جدي فإذا ب فهد يهتف بهجت وإذابجدي يقول يوسف ، لقد كانوا زملاء واصدقاء دراسة في البصره ، فاحتضنا بعضهما ، وتبادلوا القبلات ، وطلب له شاي وطلب ان يعاملوه جيداً . عندما كان فهد في السجن وكان (بهجت العطية) مديرا لذلك السجن جرت بينهما حوارات عديدة ونقاشات ليليلة. تم الحكم على فهد بالسجن ، ثم أعيدت محاكمته بتهمة التنظيم في السجن ، و أُعدم . كان القرار سياسي بطلب من (الإنجليز) مفارقة اخرى عندما ألقي القبض على شاعرنا الكبير (الجواهري) واعتقل في الأمن العام ، افرد له جدي مكان لوحده وليس مع المعتقلين و وضع له مبردة وسمح لعائلته ان تأتي له بالطعام في (سفرطاس) وكان كل يوم يزور شاعرنا الكبير ويقول له هل محتاج اي شيء (ابو فرات) فيرد شكرا (ابو غسان) هذه كانت اخلاقه و تربيته حتى مع أعداء النظام الملكي الذي كان هو احد أعمدته، اخر ما أودّ ان أقوله التقيت ب (فاضل البراك) بعد (غزو الكويت) في بيت صديق وكنت أقوم بزيارته ، ففتحت الباب زوجته الله يرحمها وقالت عدنا (فاضل البراك) فدخلنا غرفة الاستقبال وتم تقديمي له فقال لي حضرتك جدك (بهجت العطية) رحمه الله قلت نعم فقال انا اطلعت على مكتبات وكتب مدراء الأمن السابقين فلم ارى اكبر و أغزر من مكتبة جدك كان رجلا غزير الثقافة .
. إقتباس بتصرف . ( خالد عوسي الأعظمي ) . .
هناك تعليق واحد:
ممكن اعرف تفاصيل اكثر ولو حتى مقابلات مع احد افراد عائلة الشهيد بهجت و شكرا
إرسال تعليق