مصارعتنا بين الديك وگلگامش .
الصورة : العرض الرائع الذي قدمه فريق الزورخانة (صادق الصندوق) الثالث من اليمين و(عوسي الأعظمي) الرابع . وبمشاركة البطل (قاسم السيد) الأول من اليمين و (كريم الأسود) الخامس . والحلبة على ستاد ملعب الشعب الدولي . قبل نزال المصارعة الحرة غير المقيدة بين البطل (عدنان القيسي) والبطل الإنگليزي (جون ليز) . عام 1971م .
المقال :
عمرها ليس بالقصير وموغل بالقدم وكما يقول المثل الشعبي (عمر تفكه) لكنها لم تشبه حكاية اننا أصحاب اول حرف ونغم وقانون وساعة وحضارة ووو بعد ان ادمت القرون والازمنة رحلة التواصل وتأخرت عجلة التقدم كثيرا في وطن كانت سحب السماء تدر خراجا أين ما مطرت في ظل لهيب الحروب والحصارات والأمراض وهيمنة الامبراطوريات والدول العظمى والاحتلال على مقدرات أرض السواد والذهب الاسود وغيرها من نعم حباها الله ووضعها في بلدنا . لعبة المصارعة في العراق ليست حديثة عهد وسجلت حضورها قبل الميلاد في ملحمة كلكامش بين بطل الملحمة وانكيدو وتارة بينهما معا والثور السماوي حيث انتصرا عليه . قد لا يعلم جيل اليوم ان اخبار المصارعة كانت تتسيد الأنباء والمتابعات في عقود تمتد لثلاثينيات وأربعينيات القرن المنصرم وحظيت أسماء صادق الصندوق وعوسي الأعظمي وصبري الخطاط ومهدي زنو وعلي دبو وعباس الديك قاهر المصارع الألماني الهر كرايمر بالشهرة والتداول في داخل البلاد وخارجها وحينما تأسس اول اتحاد للمصارعة تولى الديك رئاسته وتم تسجيله رسميا في العام 1956 وهذا العام كانت فيه انطلاقة تلفزيون بغداد الاول في الشرق الأوسط . هل يتوقع جيل اليوم ان لعبة اخرى غير كرة القدم كانت هي الاكثر رواجا في مناسبات عديدة منها أواخر العام 1969 وبدايات السبعينيات مع بزوغ اسم المصارع عدنان القيسي العائد من اميركا ليؤسس بواكير المصارعة الحرة غير المقيدة خارج المألوف لهذه اللعبة وزحف عشرات الألوف من بغداد والمحافظات لملعب الشعب لمشاهدة نزالات الرجل المثيرة للجدل ليس المدرجات وحدها يتم اشغالها بل ساحة الملعب وجوانبه ومحيطه الخارجي فضلا عن نقل مباشر للحدث وسط ترقب ملايين المشاهدين كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً . في العام 1973 نظم العراق اول بطولة عربية بالمصارعة الحرة في بغداد فاز مصارعونا بها وفي العام 1975 فزنا ببطولة بغداد الدولية واول بطولة آسيوية للاشبال في الفلبين حصد مصارعونا لقبها ولا أنسى بصمات مصارعينا الصغار في العام 1976 ببطولة العالم للمدارس التي اقيمت في أميركا إذ تمكنوا من احراز اللقب من بين 15 بلدا مشاركا في المنافسات وأطلق مصارعون صغار العنان لمسيرتهم منذ ذلك الحين . بالإمكان أن تدر هذه اللعبة الذهب والفضة والنحاس والمراكز المتقدمة في الدورات الاولمبية وبطولات العالم لو احسن التعامل مع أبطالنا ومواهب اللعبة وتم زجهم في معسكرات خارجية ولمسات فنية مجربة ومعايشة في بلدان متطورة وسبق لتلك الفعالية ان حققت حصادا قاريا وصولات ببطولات العالم العسكرية في عقود مضت بسواعد نجوم اللعبة . آخر إنجاز المصارعة العراقية كان في الدورة الرياضية العربية التي اقيمت في الجزائر ونال مصارعونا 18 وساما بينها 6 ذهبية وهم أحوج للاحتضان والتكريم والرعاية من اجل ان يكون مستقبل اللعبة مثمراً بإذن الله أليس كذلك؟ . (كاظم الطائي) . إقتباس بتصرف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق