ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻬﺪﻱ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻋﻘﺐ ﺍﻟﻘﺎﺋﻪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺗﻜﺮﻳﻢ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﻮﺗﺮﻱ ﺗﺆﻛﺪ ﻓﻌﻼً ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺸﻮﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً، ﻭﺃﻥ ﺳﺠﻮﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺳﺠﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻫﻮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻻﺷﺮﺍﻗﻲ
ﺍﺑﻦ ﺳﻴﻨﺎ :
ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﺍﻩ
ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ !
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺃﺑﺪﺍً ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻛﺒﺎﺭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﻼﻭﺓ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻣﺰﻕ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﺍﺭﺑﺎ ﻭﺭﻣﺎﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺤﺎﺷﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ. ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﻭﻗﻒ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﻛﺎﻻﻋﺼﺎﺭ ﺗﺠﻮﺏ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻓﺎﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎً ﺍﻧﻬﻢ " ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻌﺪ .." ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﻋﺠﺒﻪ، ﻗﺎﻝ ﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ :
- ﻗﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺍﺧﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻟﻮﻋﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻷﻣﺮ ﻳﺨﺼﻬﻢ .. ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻓﻄﻮﺭﻩ، ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﻋﻤﻲ ! ﺍﺟﻮﻱ ( ﺍﻱ ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺅﻭﺍ )..
ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺇﺫﻥ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻊ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺍﻓﺘﺢ ﻟﻬﻢ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻃﺮﻗﺎً ﺧﻔﻴﻔﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻗﺎﻝ : ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ .. ﻓﺪﺧﻞ ﺷﺎﺑﺎﻥ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﻣﺪﻧﻲ ﻭﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ .. ﺳﻠﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ -: ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ !
ﻗﺎﻻ : ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻘﻨﺎﻙ .. ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭﺍ ﺛﻢ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ : ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺠﻼﻥ ﻭﻧﺮﺟﻮ ﺃﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺍﺯﻋﺠﻨﺎﻙ .. ﺍﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﻧﺮﻳﺪ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻭﻻﺩﻱ ! ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻱ ﻧﺴﺨﺔ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﻨﺖ ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺍﻋﻄﻲ ﻟﻠﺠﺮﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻆ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ، ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻱ ﻣﺴﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻈﻤﺖ ﻭﻻ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ..
ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮ ﺭﺟﻼ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ، ﻓﻘﺎﻻ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻧﺤﻦ ﻣﻜﻠﻔﺎﻥ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻥ ﻧﺼﻄﺤﺒﻚ ﻣﻌﻨﺎ ..
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ
ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﻠﻘﺎﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎﺽ ﻣﺜﻘﻒ ( ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻀﻮﺍً ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻻﺣﻘﺎً ) ﺑﺎﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻧﻪ ﻣﻌﺠﺐ
ﺑﻪ ﻭﺑﺸﻌﺮﻩ . ﺛﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺭﺯﻣﺔ ﺍﺷﻌﺎﺭ ﺟﻮﺍﻫﺮﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻪ
ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻘﺮﺃﻫﺎ ﻣﻌﺠﺒﺎً .. ﺷﻜﺮﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻟﻄﻔﻪ.. ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ
ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﻭﻟﻴﺪﻭﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :
- ﺃﻧﺖ ﻓﻼﻥ ﻃﺒﻌﺎً ..
- ﻧﻌﻢ.
- ﺍﻟﻘﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ؟
- ﻧﻌﻢ.
- ﻫﻞ ﻋﻨﺪﻙ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻻ. ﻓﻘﺪ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ..
- ﻫﻞ ﺗﺤﻔﻆ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻬﺎ؟
- ﻃﺒﻌﺎً ﺍﺣﻔﻆ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻬﺎ .
- ﻣﺎ ﻫﻲ..
ﻓﺘﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﺩ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ
ﻟﻠﻮﺗﺮﻱ ﻭﺍﻻﺷﺎﺩﺓ ﺑﺨﺪﻣﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺑﻴﺘﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻛﻨﻤﻮﺫﺝ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ..
ﻭﻣﺤﺸﺮﺝ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﺒﺎﺑﻪ
ﻓﺪﻓﻌﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺰﺣﺰﺡ ﺧﺎﺋﺒﺎ
ﻓﻘﺎﻝ .. ﻛﻔﺎﻳﺔ .. ﺷﻜﺮﺍً.
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﻭﺟﺪﻩ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ :
- ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻨﺪﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺤﺠﺰ.
ﻭﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ﻓﻔﻬﻢ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻲ : ﺧﻠﻪ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ..
ﻗﺎﻝ : ﻫﺬﻩ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻷﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻭﺃﻱ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺠﺒﻚ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺴﺄﻭﺻﻲ ﺑﻬﺎ،
ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﺸﻐﻮﻝ ﻛﻠﻪ ﺑﻤﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﺑﺎﺭﺩ، ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ
ﻭﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺸﻤﺲ ..
ﻓﺘﺶ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻟﻪ ﻣﻘﺮﺍً ﻳﻌﺠﺒﻪ ﻟﺒﺮﻭﺩﺗﻪ ﻭﺍﻧﻌﺰﺍﻟﻪ ﺳﻮﻯ
ﺩﻫﻠﻴﺰ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ !
ﻓﺄﻣﺮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﺑﻮﺿﻊ ﻓﺮﺍﺵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻛﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺗﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :
- ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺳﻴﺨﺪﻣﻚ
ﻭﻳﻠﺒﻲ ﻛﻞ ﻃﻠﺒﺎﺗﻚ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ : ﺭﺳﺎﻟﺔ، ﺷﺮﺍﺀ، ﺃﻭ ﺃﻳﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ..
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻷﻥ ﺃﺳﺮﺗﻪ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻜﻮﺕ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺧﺸﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻲ
ﻣﻘﺮ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ﻳﺤﻔﻆ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺍﺕ.. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮﻭﺣﺔ .. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺢ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺯﻭﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺀ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻣﻨﻊ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺯﺍﺋﺮﺍً ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺷﺎﺗﻤﺎً ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻳﺠﺮﺅ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﺸﺘﻴﻤﺔ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ..
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﻜﻞ
ﺗﺮﺣﺎﺏ، ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺟﻮﺍﻫﺮﻱ ! ﻳﻌﺰ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً
ﻟﺴﺖ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺩﻭﺭ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻚ، ﺑﻞ ﺗﻠﻘﻴﻨﺎ ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺮﻓﻲ ..
ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ ﻣﻌﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ
ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﺑﺎ ﻓﺮﺍﺕ ﻫﻞ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎً؟
- ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ .!
- ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻟﻨﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻨﺸﺮﺏ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ
ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ !
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ .. ﻫﻞ ﺗﻀﺎﻳﻘﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ
ﺿﻴﺎﻓﺘﻚ؟
ﻓﻲ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﺳﺘﺄﻧﺲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺑﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﺣﻤﺪ
ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺨﺪﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ، ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻮﻥ ﻣﺸﻐﻮﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ : ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺃﻗﻞ، ﺃﻛﺜﺮ ..
ﺑﻘﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺪﺓ ﺷﻬﺮ ﺭﻫﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ . ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻣﻪ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ . ﻭﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻴﻮﻡ، ﻭﻗﺪ
ﺃﻭﺷﻜﺖ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﺟﺎﺀﻩ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺑﻬﺠﺖ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻳﻄﻠﺒﻚ ..
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﺇﻟﻴﻪ. ﺃﻋﺮﺏ ﻟﻠﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﺳﻔﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭﺃﻟﻤﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ
ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺧﻼﻝ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻣﻦ
ﺳﻮﻑ ﺗﺨﻠﻮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺑﻴﻦ . ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻭﺻﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻃﻠﺐ ﺃﻭ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
- ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ..
ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻭﻫﻲ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻒ،
ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻌﻄﻴﺔ :
- ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﻮﺍﻟﺪﺗﻲ ﻓﻴﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ..
ﻭﺍﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﺃﺣﺪ ﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻷﻥ ﻣﻨﺰﻝ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ .. ﺛﻢ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﻏﺮﻓﺘﻪ "ﺍﻟﻤﺒﺮﺩﺓ .." ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻳﺴﺘﺪﻋﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ
ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ :
- ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺳﺎﺭﺓ ! ﺻﺪﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻚ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺗﻮﺛﻴﻘﻬﺎ
ﺑﺮﻗﻴﺎً .. ﻫﻴﺄ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﻼﺑﺴﻪ،
ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺣﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ، ﻭﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ . ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺩﺧﻞ ﻣﻌﺎﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺒﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﺣﺮﺍً
ﻃﻠﻴﻘﺎً.. ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻧﻪ ﺣﻲ ﻳﺮﺯﻕ ﻭﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﺮﺍﺡ
ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﺠﻨﺎً .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮﻱ ﻳﺮﻭﻱ ﺣﻜﺎﻳﺔ
ﺳﺠﻨﻪ ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﻋﺼﺮ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻟﻴﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ
ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻴﺘﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺗﺮﺣﻤﺎً
ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻳﻠﻤﺴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀﻳﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺃﺻﺪﺭﻫﻤﺎ
ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق