الخميس، 6 فبراير 2014

هوايات نوري السعيد .. لا تدل عليه !



الصورة - ثعلب السياسة العراقية ( نوري السعيد ) يداعب سبحته في مؤتمر حلف بغداد عام ١٩٥٧م كما كان يلاعب أقطاب رجالات السياسة في الشرق الأوسط .


المقال - هوايات نوري السعيد .. لا تدل عليه !


من يقلب أوراق الحياة الخاصة لنوري السعيد، الذي بقي مهيمناً على مقدرات العراق السياسية طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن تولى خلالها رئاسة الوزارة أربع عشرة مرة، يجدها حافلة بالغرابة والطرافة، وبالمتناقضات احياناً، فقد كان يهوى تربية القطط والكلاب، ويحب الأطفال، وكان للنكتة القصيرة وقع خاص في نفسه في الوقت الذي كثيراً ما كان يلجأ إلى الصمت ويلوذ بالهدوء، وكان يميل الى الرحلات السياسية الطويلة، ولكنه لم يكمل في حياته رحلة واحدة إلى آخرها، وفي ذات الوقت كان يحب الاصطياف في ( عالية ) في لبنان أو في جبال التيرول بالنمسا. يكره الحلاق ولكنه يحب الاعتناء بهندامه، وحيناً يكره التصوير، فقد كان يهوى الجميلات . 

وفي هذا الصدد يقول ناصر الدين النشاشيبي بكتابه ( ماذا جرى في الشرق الأوسط) الذي أشار إليه المرحوم احمد فوزي بكتابه ( حكايات سياسية وصحفية ) إن (الباشا) كان يحرص على إن لا تغيب وجوه الحسان عن مجالسه، فقد عرف عنه ضعفه أمام الجمال، وكان خصومه ينفذون إلى الهجوم عليه من زاوية علاقاته الغرامية، أكثر من زاوية علاقاته السياسية ! وقيل عنه انه سواء في شبابه أم في شيخوخته كان يبحث عن الجمال حيثما وجده، في بغداد، واسطنبول، وفي فينا، وفي لندن، وكانوا يذكرون في معرض الحديث عن زوّاره وسمّار مجالسه أسماء سيدات عراقيات جميلات كان نوري السعيد يقربهن منه، ويفرق عليهن وعلى أقاربهن الخير والنعم !. 
وفي بغداد كان يركب ثلاث سيارات مختلفة كلها تحمل الرقم ( 20 بغداد )، وكانت سياراته كلها سوداء، وأحيانا يترك سياراته الثلاث ويركب سيارة جيب أو في سيارة أجرة أو سيارة احد أصدقائه كشاكر الوادي أو ضياء جعفر أو خليل كنه. 
وكان كثير من الناس يعرفون عن نوري السعيد انه كان يهوى سماع المقام العراقي مثلما يهوى سماع الأغاني التركية، والكثير – أيضاً – يعرف انه كانت لديه مسبحة من العنبر ( يطقطق ) بها إثناء الحديث، ترافق أنامله في حله وترحاله !

( مقالة من تاليف: فخري حميد القصاب ) .
جمع واعداد: خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...