الخميس، 13 فبراير 2014

دولة الديمقراطية يقودها نوري سعيد .


إلتقيت شخصياً قبل فترة بشخص كبير في السن وهو لواء طبيب في الجيش العراقي وخدم في مستشفى الرشيد العسكري فتكلمنا بعدة مواضيع ثقافية وسياسية تحاكي الواقع وذكرنا العهد الملكي وديمقراطيته الخيالية فقال الرجل آنا شاهد على ذلك العصر شخصياً فبدأ يعرِّفني عن نفسه وعن عائلته . هذا الشخص كان أخوه الأكبر أحد الطيارين الذين استشهدوا عندما تعرضت طائراتهم للسقوط في سرب الملك فيصل الأول . وقال انا كنت اخرج مظاهرات ضد الملكيه واؤيد اقامة الجمهورية لكن ندمت على مافعلت على ماحصل في العراق فبدأ بي الفضول والدخول بالتفاصيل بتلك الحقبه قال بعد إستشهاد أخي كان البيت الملكي يتصل بنا دائما للإستفسار عن حالنا ويرسل الينا المؤونه من المواد الغذائية دائما ولم ينقطعوا عنا . و أنا في شبابي أخذتني الشعارات الثورية الوطنية وخرجت في إحدى المظاهرات ضد البلاط الملكي فتم فصلي من الجامعة كعقوبة لي ..لكن كانت مرحلتي حرجة . طالب في الثاني من كلية الطب يضيع عليه المستقبل فاخذوا الاصدقاء والاقارب بالالحاح علي ان اقابل الوصي عبدالاله او نوري باشا السعيد وبعد فترة طلبت من احد اقاربنا وهو ضابط كبير في الجيش العراقي في ذلك الوقت بان يساعدني فاتصل بالامير عبدالإله وقال ان فلان يريد ان يقابل سموكم وهو اخو الشهيد الطيار فلان ..فرحب الامير بذلك وحدد موعد له ..يقول ذهبت له وانا متردد فجلست معه وقال لي ما المشكله قلت له انا خرجت في المظاهرات وتم فصلي من الجامعه ومن المفروض ان يقابلنا الباشا نوري السعيد كي ينظر في امرنا فرفع الامير ًعبدالإله التلفون واتصل برئيس الوزراء نوري السعيد وقال له باشا يجلس معي الان فلان وهو خرج في المظاهرات ونريد ان نعيده الى الجامعه ليكمل دراسته الطبيه فقال له الباشا نوري السعيد (جُر أذانه من يمَّك وگُلّه خلي يصير سياسي زين مو بس شعارات لان العراق يحتاجه بالمستقبل) يقول فتعجبت من هذا الكلام اخرج ضدهم وهكذا يعاملوني وعدت الى الدراسه واكملتها .. فبعد ان تم الحديث بتلك الحادثه الشخصيه اخذنا نتحسر على زمن كان فيه دولة ديمقراطية يقودها شخص سياسي ذو صدر رحب يتحمل الشتائم من عامة الناس يدعى نوري السعيد ومن عائلة ملكية هاشمية لاتملك قصر وترفع القرآن وتباد بمجزرة دموية .. جمع واعداد خالد عوسي

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...