لمعت في العهد الملكي في العراق ثلاثة اسماء شاعت
شعبية أصحابها بين الناس، الاول (عبود الكرخي)، والثاني (معروف الرصافي)، والثالث
(جميل صدقي الزهاوي). اشتهر الكرخي بشعره الشعبي وهجائه القاسي وعباراته البذيئة.
وربما ذاع اسمه بين الناس لهذا السبب. ولهذا السبب ايضا لم يسندوا له أي وظيفة او
مقعد في مجلس النواب. ضاق ذرعا بذلك فتوسل بالملك (فيصل الاول) ألا يغمط حقه.
فالتم...س
الملك من (نوري السعيد) ان يرتب له عضوية في المجلس، ولكن رئيس الوزراء ظل يماطل.
وظل الكرخي يلح على الملك، والملك يلح على نوري السعيد. قال له هذا شاعر شعبي
وللشعراء الشعبيين مكانة في الادب، فلماذا لا تريده في المجلس؟ اضطر ابو صباح ان
يكشف للملك حقيقة الامر. قال له: نعم، انه شاعر شعبي مجيد، ولكن ألديك فكرة عن
شعره؟ ثم أنشد ابو صباح بيتا واحدا من شعره تمنعني بذاءته من ذكره هنا او في اي
مكان آخر. ما ان سمع الملك الشطر الاول من البيت حتى سد اذنيه وقال «اسكت اسكت! هذا
فيه الكفاية!»، أفهم الآن لماذا لا ترشحه نائبا». للرصافي ايضا اشعار بذيئة. ولكن
كان جلها على حساب فيصل الاول الذي كان يعتبره صنيعة للانجليز. وكان مما قال فيه
ذلك البيت الشهير:-
ليس له من امره غير انه ----------- يعدد اياما ويقبض راتبا .
سمع الملك بذلك فانتهز فرصة وليمة اقامها لأدباء العراق وشعرائه، فاندس الى الرصافي وقال له معاتبا: هل انا حقا يا معروف، ذلك الرجل الذي يعدد اياما ويقبض راتبا؟ فأجابه الشاعر: «عسى ألا تكون كذلك!». على عكس الرصافي، كان جميل صدقي الزهاوي شاعرا ممالئا للسلطة وتمتع بعلاقة جيدة مع البلاط. وكان هذا من دواعي كره الرصافي له، بالاضافة الى المنافسة المهنية بينهما. كان فيصل الاول حريصا على المصالحة بين العراقيين الذين لا يؤنسهم شيء في الحياة اكثر من العراك فيما بينهم. اعتبر الملك جهوده جزءا من دعم الوحدة الوطنية للدولة الجديدة. فدعا الرصافي والزهاوي الى تناول العشاء معه ليصلح فيما بينهما. وكان العشاء من الرز المتوج بالديك الرومي المحشي على الطريقة العراقية باللوز والزبيب. سموا باسم الله وبدأوا بالاكل . فما كان من الزهاوي إلا أن اخذ يمعن هجوما على جانبه من الرز بحيث انقلب الديك الرومي الى جانبه فأنشد وقال:-«عرف الفضل أهله فتقدما» فأكمل له الرصافي البيت قائلا: «كثر النبش تحته فتهدما»! فاستغرق الملك بالضحك على محاولته الاصلاح بين شاعر وشاعر.
ليس له من امره غير انه ----------- يعدد اياما ويقبض راتبا .
سمع الملك بذلك فانتهز فرصة وليمة اقامها لأدباء العراق وشعرائه، فاندس الى الرصافي وقال له معاتبا: هل انا حقا يا معروف، ذلك الرجل الذي يعدد اياما ويقبض راتبا؟ فأجابه الشاعر: «عسى ألا تكون كذلك!». على عكس الرصافي، كان جميل صدقي الزهاوي شاعرا ممالئا للسلطة وتمتع بعلاقة جيدة مع البلاط. وكان هذا من دواعي كره الرصافي له، بالاضافة الى المنافسة المهنية بينهما. كان فيصل الاول حريصا على المصالحة بين العراقيين الذين لا يؤنسهم شيء في الحياة اكثر من العراك فيما بينهم. اعتبر الملك جهوده جزءا من دعم الوحدة الوطنية للدولة الجديدة. فدعا الرصافي والزهاوي الى تناول العشاء معه ليصلح فيما بينهما. وكان العشاء من الرز المتوج بالديك الرومي المحشي على الطريقة العراقية باللوز والزبيب. سموا باسم الله وبدأوا بالاكل . فما كان من الزهاوي إلا أن اخذ يمعن هجوما على جانبه من الرز بحيث انقلب الديك الرومي الى جانبه فأنشد وقال:-«عرف الفضل أهله فتقدما» فأكمل له الرصافي البيت قائلا: «كثر النبش تحته فتهدما»! فاستغرق الملك بالضحك على محاولته الاصلاح بين شاعر وشاعر.
مقالة من تأليف: خالد القشطيني.
جمع واعداد: خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق