المقال : إنتخبوا (الباشا) و إلا ...؟ .
طلب رئيس مركز بلدي من (الزبّالين) و (الكنّاسين) انتخاب الباشا نوري سعيد، فرد عليه أحد الزبّالين بالرفض، بعد ترأس الباشا للحكومة، وتثبيت رئيس المركز البلدي في منصبه أصدر عقوبة بذلك المعترض، حوّله من زبّال الى كنّاس، ولأن الانتخابات كانت تجري بين حين واخر بحل مجلس النواب في إرادة ملكية، كرر المسؤول الطلب من ذات الشخص متوعداً بانه سيرجعه الى عمله او يعاقبه مرة أخرى، فرد عليه بانه الان مجرد كنّاس فما الذي يستطيع فعله هل يحوله الى مساعد كنّاس مثلا ؟؟ مثل هذه النكتة لا تمنع من الاعتراف بان الباشا نوري سعيد كان أكثر ساسة العراق قدرة على التكيف مع الظروف ما دامت تحافظ على أهدافه الاستراتيجية وهي ازدهار العراق وتقدمه، ولم يكن يمتنع عن التحالف مع اشد خصومه قسوة في تشكيل الحكومة ، انه فهم اليات التوازن في ادارة الدولة ، دوليا في قبول المصالح البريطانية من اجل بناء القدرات العراقية ومن ثم المطالبة بالحقوق وفقا لتلك الاتفاقات التي عقدها مع بريطانيا العظمى حينها ، وإقليميا عرف كيفية إدارة مصالح العراق وسط تنازعات مصالح الدول المحيطة من خلال توازنات دقيقة جدا تكاد لا تفرق ما بين دولة وأخرى، وداخليا تعامل مع الشعب بروح ابوية من حيث كون الجميع تحت قانون واحد حتى العاق منهم ينتظر العقاب حينما يخطأ وليس العكس!
جمع واعداد / خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق