المقال : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان . الصورة : آخر وزير داخلية في العهد الملكي (سعيد قزاز) وسط الصورة .
يذكر (سالم عيسى تولا) عن حادثة حدثت معه فقال :" كنا في سيارة في طريقنا من القوش الى الموصل فتعطلت في الطريق ومعنا نساء واطفال في السيارة والوقت صيف والاطفال يبكون من العطش . حتى مرت سيارة سوداء فتوقفت . سأل سائقها هل تحتاجون الى أي مساعدة فقال سائقنا سيارتنا تعطلت يمكن بسبب البطارية فقال سائق السيارة الثانية اذا دفعناه تشتغل . نزل الرجل الاخر الذي كان جالس في تلك السيارة للمساعدة في الدفع وبدأوا يدفعون الى ان اشتغلت سيارتنا ، وفي هذه الاثناء قال سائق تلك السيارة السوداء لسائق سيارتنا :هل تعرف من دفع معنا ؟ انه متصرف الموصل سعادة المتصرف سعيد قزاز!!. (إ. هـ) . كان سعيد قزاز يعمل بدأب وجد في فيضان 1954 فكان يتنقل في ساعة الشدة وفي لحظة الازمة بين السداد وبين مقره في وزارة الداخلية مشيداً بعزيمة الرجال العاملين على حماية السدود وبقيت بغداد مهددة بالخطر على الرغم من جميع الجهود المبذولة للسيطرة على الفيضان ففي الوقت الذي بات فيه بعض الوزراء بنقل امتعتهم وأثاثهم الى الجانب الغربي من بغداد . واصل سعيد قزاز تنقلاته بين المناطق المختلفة داخل العاصمة . فكان ينتقل من تل محمد حتى الصليخ في سيارته ليتابع الاعمال القائمة على السداد الشرقية فكان يبقى حتى الساعة الثالثة او الرابعة بعد منتصف الليل يشرف بنفسه على اعمال المكافحة والانقاذ . وقد استطاع من خلال عمله المستمر انقاذ موظفي الزراعة في الزعفرانية الذين كادت المياه ان تبتلعهم من خلال ارساله الزوارق البخارية على وجه السرعة لانتشالهم . فاشارت جريدة الايام الى هذا العمل بأنه (نعمة تذكر له على الدوام). اعتقل يوم الإنقلاب على الملكية في العراق، فوقف بعزيمة ووقار وثبات أمام الشتائم والاهانات الصارخة في محكمة المهداوي ، كما وقف يوم 29/1/1959 يدافع عن نفسه امام المحكمة المذكورة بخطاب بليغ غاية في البراعة، وقد ختم كلامه قائلاً: انني أقف الآن وأرى الموت مني قاب قوسين او أدنى، ولا ترهبني المشنقة، وعندما أصعد عليها سأرى الكثيرين ممن لا يستحقون الحياة تحت قدمي، وأقف الان بين يدي الله عز وجل لأقول كلمتي الاخيرة كمسلم لا أمل له الاّ بعدالة خالقه العظيم ولا ايمان الا بدينه الاسلامي الحنيف، أقف كعراقي قدم ثلاثاً وثلاثين سنة في تعزيز الوحدة العراقية المقدسة، وأعلن على رؤوس الاشهاد بأني فخور بما قدمت لوطني الحبيب من أعمال وخدمات، فخور بانني كافحت الشيوعية بدافع اسلاميتي ووطنيتي.. فخور بانني كنت وزيراً فعالاً اعمل بوحي من ربي وعقل في رأسي وقلب في صدري.. محذراً من شرور الشيوعية الدولية وأخطارها على وطني العزيز.. لذلك اختتم دفاعي بأنني لا أطلب الرحمة والغفران من أي بشر كان، بل أترك أمري الى الله وأصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين.
يذكر (سالم عيسى تولا) عن حادثة حدثت معه فقال :" كنا في سيارة في طريقنا من القوش الى الموصل فتعطلت في الطريق ومعنا نساء واطفال في السيارة والوقت صيف والاطفال يبكون من العطش . حتى مرت سيارة سوداء فتوقفت . سأل سائقها هل تحتاجون الى أي مساعدة فقال سائقنا سيارتنا تعطلت يمكن بسبب البطارية فقال سائق السيارة الثانية اذا دفعناه تشتغل . نزل الرجل الاخر الذي كان جالس في تلك السيارة للمساعدة في الدفع وبدأوا يدفعون الى ان اشتغلت سيارتنا ، وفي هذه الاثناء قال سائق تلك السيارة السوداء لسائق سيارتنا :هل تعرف من دفع معنا ؟ انه متصرف الموصل سعادة المتصرف سعيد قزاز!!. (إ. هـ) . كان سعيد قزاز يعمل بدأب وجد في فيضان 1954 فكان يتنقل في ساعة الشدة وفي لحظة الازمة بين السداد وبين مقره في وزارة الداخلية مشيداً بعزيمة الرجال العاملين على حماية السدود وبقيت بغداد مهددة بالخطر على الرغم من جميع الجهود المبذولة للسيطرة على الفيضان ففي الوقت الذي بات فيه بعض الوزراء بنقل امتعتهم وأثاثهم الى الجانب الغربي من بغداد . واصل سعيد قزاز تنقلاته بين المناطق المختلفة داخل العاصمة . فكان ينتقل من تل محمد حتى الصليخ في سيارته ليتابع الاعمال القائمة على السداد الشرقية فكان يبقى حتى الساعة الثالثة او الرابعة بعد منتصف الليل يشرف بنفسه على اعمال المكافحة والانقاذ . وقد استطاع من خلال عمله المستمر انقاذ موظفي الزراعة في الزعفرانية الذين كادت المياه ان تبتلعهم من خلال ارساله الزوارق البخارية على وجه السرعة لانتشالهم . فاشارت جريدة الايام الى هذا العمل بأنه (نعمة تذكر له على الدوام). اعتقل يوم الإنقلاب على الملكية في العراق، فوقف بعزيمة ووقار وثبات أمام الشتائم والاهانات الصارخة في محكمة المهداوي ، كما وقف يوم 29/1/1959 يدافع عن نفسه امام المحكمة المذكورة بخطاب بليغ غاية في البراعة، وقد ختم كلامه قائلاً: انني أقف الآن وأرى الموت مني قاب قوسين او أدنى، ولا ترهبني المشنقة، وعندما أصعد عليها سأرى الكثيرين ممن لا يستحقون الحياة تحت قدمي، وأقف الان بين يدي الله عز وجل لأقول كلمتي الاخيرة كمسلم لا أمل له الاّ بعدالة خالقه العظيم ولا ايمان الا بدينه الاسلامي الحنيف، أقف كعراقي قدم ثلاثاً وثلاثين سنة في تعزيز الوحدة العراقية المقدسة، وأعلن على رؤوس الاشهاد بأني فخور بما قدمت لوطني الحبيب من أعمال وخدمات، فخور بانني كافحت الشيوعية بدافع اسلاميتي ووطنيتي.. فخور بانني كنت وزيراً فعالاً اعمل بوحي من ربي وعقل في رأسي وقلب في صدري.. محذراً من شرور الشيوعية الدولية وأخطارها على وطني العزيز.. لذلك اختتم دفاعي بأنني لا أطلب الرحمة والغفران من أي بشر كان، بل أترك أمري الى الله وأصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين.
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق