المقال : الأعظمية (وليدة الموت) . الصورة : من أرشيف صور (المس بيل) . جانب من جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان عام 1909 .
من يلومني اذا ما اطلقت عليها اسماً جديداً قد يعترض عليه البعض، لكني اجزم بأنه يليق بفاتنة العلماء والشعراء والاغنياء والفقراء، الاعظمية وأسمّيها اليوم "وليدة الموت" لكونها وببساطة ولدت على هذه الارض في يوم وفاة امام التقى والورع ( ابي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رحمه الله)، الذي كانت وفاتـه عام 150هـ/ 767م، وبعد ان لحقت به في المقبرة الخيزران والدة الخليفة هارون الرشيد عام 789م، وكذلك الياقوتة بنت المهدي، وسميت بمقبرة الخيزران نسبة لوالدة الرشيد، لكن قبر الامام اخذ استقلاليته من المقبرة وعلى الرغم من اطلاق التسمية عليها باسم والدة هارون، لكن المدينة التي نمت كقرية صغيرة تسمت باسم الفقيه والامام العادل الأعظم ابي حنيفة، ولم تكتف بذلك، بل أخذت منه العلم لتلد العلماء والعدالة في التعامل مع سكنتها مهما اختلفت مناشئهم او مستوياتهم الاجتماعية والمعرفية وهنا نسوق مثالا بسيطا على هذا الانصاف غير المبرمج الذي جاء متوافقا مع سجية وطبيعة اهالي الاعظمية، ففيها شوارع مهمة مثل شارعي "عمر بن عبد العزيز" و" طه"، والأول للخليفة الاموي العادل، والثاني نسبة لرئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي طه الهاشمي، الذي كان اول من سكن الشارع وتسمى باسمه، وهذا لم يمنع عدالة الأعظميين من ان يطلقوا اسم احد شوارعهم المهمة على بائعة الخبز "سِعدة"، وهذه التسمية بلا شك تلغي التمايز الطبقي بين مكونات المجتمع الاعظمي، سواء كانت بقصد او من غيره. يوسف المحمداوي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق