المقال : فلتسقط بريطانيا و لا أعاقب شعبي .
الصورة : القشلة - تتويج (فيصل الأول) ملكاً على العراق في 23/8/1921 .
في 23/ 8/ 1922 أقيمت احتفالية بمناسبة مرور عام على تتويج الملك فيصل ، ملكاً على العراق ، بدأ الاحتفال البسيط الرمزي وذلك لتزامنه مع حلول شهر محرم الحرام عند الشيعة. في هذه الأثناء دخلت ساحة القشلة مجاميع من المتظاهرين بلغ عددهم عشرة آلاف متظاهر من مؤيدي الحزبين المعارضين بعد أن طافت شوارع بغداد تهتف بحياة الملك، ألقى فيها (مهدي البصير) خطاباً نارياً باسم الحزب الوطني و(محمد حسن كبه) باسم حزب النهضة. في هذه اللحظات صعد المندوب السامي (بيرسي كوكس) مع (المسز بيل) ودخلا غرفة الاستقبال، وبينما هو يصعد على السلم نادى بصوت عال (حسون أبو الجبن) فلتسقط بريطانيا، وما أن سمع الجمهور ذلك حتى دوى بعاصفة من التصفيق ما جعل المندوب السامي عابس الوجه مكفهراً، فظن الجميع أن هذا يجري باتفاق مع الحزبين وليس عاطفة جماهيرية. خرج المندوب السامي غاضباً بعد أن هنأ الملك بالمناسبة، وطلب في اليوم التالي إقالة (فهمي المدرس) واتخاذ إجراءات رادعة بحق الخطيبين، وقد نفذ الملك هذه المطالب مضطراً، في اليوم نفسه شعر الملك بألم في بطنه، وبعد الفحص تبين أنه يعاني من الزائدة الدودية، وقرروا إجراء عملية جراحية للملك. وتم إعلام المندوب السامي بذلك فحضر العملية وقابل الملك وهو على السرير وطلب منه إصدار أمر ملكي باتخاذ إجراءات لدعم الأمن والاستقرار إلاّ أن الملك رفض ذلك قائلاً: قد لا أصحو من الغيبوبة، فكيف تطلب مني أن يكون آخر أعمالي عقاب الآخرين .
ذكريات أحمد باقر الحسني
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق