الجمعة، 1 مايو 2015

‏( ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ‏) ﻭ ﺩﻭﻟﺔ ‏( ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ‏)

ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ‏( ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ ‏) ﻭ ﺩﻭﻟﺔ ‏( ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ‏) . ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ
ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻨﻬﺎ ‏( ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ‏) ﻋﻠﻰ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ .
ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ، ﻓﺘﺪﻝ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ
ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻥ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﻘﻲ ﻳﻨﺎﺿﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻥ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺃﻱ
ﻛﻴﺎﻥ ﺻﻬﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﺬﻝ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺯﻋﺎﻣﺎﺕ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﺧﺮﻯ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺍﺩﻋﻮ ﻛﻞ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﺣﻴﺎﺩﻳﻴﻦ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻪ ﺍﻭ ﻣﻘﺘﻪ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﺍﻥ ﻳﻌﻴﺪﻭﺍ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻘﻮﻟﺔ
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺩﺩﻫﺎ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ : " ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺮﻧﻴﺦ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﺫﺍ ﻋﻄﺴﺖ
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﺻﻴﺒﺖ ﺍﻭﺭﻭﺑﺎ ﺑﺰﻛﺎﻡ ، ﻓﺎﻧﺎ ﺍﻗﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ﺍﺫﺍ ﻋﻄﺲ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﺻﻴﺐ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺰﻛﺎﻡ " . ﻭﺍﺗﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ
ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﺟﺎﻳﻴﻢ ﻭﺍﻳﺰﻣﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻭﻝ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ : " ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ " ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻋﺎﻡ
1950 ، ﺍﺫ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻗﺎﻝ : " ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﺍﻻﻗﻨﺎﻉ ﺳﻬﻼ ﻣﻴﺴﻮﺭﺍ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺍﻥ ﺍﺳﺎﻳﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ
ﻗﺪﺭ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﻭﺍﺭﻭﻱ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻭﺗﻌﺴﻒ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﺍﺑﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ . ﻛﻨﺖ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺏ
ﻭﺍﻟﻠﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻤﻦ ﺍﺗﻴﺤﺖ ﻟﻲ ﻓﺮﺻﺔ
ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﻭﺍﻟﻌﻨﻴﺪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ
ﺍﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻬﻮ
ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻥ ﺳﺒﺐ ﻋﻨﺎﺩﻩ
ﻭﺗﺼﻠﺒﻪ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻳﺠﺎﺩ ﻣﻨﻔﺬ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺗﻀﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﺭﺩﻥ
ﻭﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ، ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ .. " ‏( ﺍﻧﻈﺮ : ﺹ 500 ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ‏) . ﻭﻟﻘﺪ ﻗﻤﺖ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺎﺕ
ﻣﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ، ﻓﻬﺎﻟﻨﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻣﻦ
ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺷﻴﻰﺀ ﻣﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺪﻭﺩﻳﺔ ﻭﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ . ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﻧﻮﺭﻱ
ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ ،
ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻻ ﻗﻮﺓ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻗﺪ
ﺍﺭﺍﺩﻩ ﻣﺸﺮﻭﻋﺎ ﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺎ ﻛﻮﻧﻔﺪﺭﺍﻟﻴﺎ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺎﻃﺒﺔ ﻓﻴﻪ ..
ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻭﻗﺪ ﻏﺪﺍ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ، ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻬﻼﻝ
ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ ﺑﻴﻦ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻛﺎﻣﻼ .. ﻭﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ
ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﻴﻦ : ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻮﺣﺪ ﺍﻟﻬﻼﻝ
ﺍﻟﺨﺼﻴﺐ ﻛﺘﻠﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ
ﺗﻜﻤﻠﻬﺎ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ؟؟ ﻭﺍﻳﻦ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻭﻗﺖ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺎﺩﻱ ! .
تاليف/ ﺳﻴﺎﺭ ﺟﻤﻴﻞ.
جمع واعداد/ خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...