كان نوري السعيد (بغدادياً) بكل ما في الكلمة من معنى ودلالة. كان بغدادياً في أخلاقه وشمائله، وبغدادياً في طعامه وشرابه، وبغدادياً في وفائه لأصدقائه.
وعندما كان يدرس في اسطنبول كان يسمي نفسه (محمد نوري سعيد البغدادي).
أمّا ما يمتلكه نوري السعيد الذي قضى حوالى اربعين عاماً في الجيش والسياسة، ما بين قائد عسكري ووزير للدفاع والخارجية بل ورئيساً للوزراء اربعة عشر مرة، حتى توفي وهو رئيس وزراء الإتحاد الهاشمي، عندما [قتل] في إنقلاب 58 وعندما أرادوا مصادرة أمواله فلم يجدوا عنده الاّ داره، وخمسة آلاف دينار في البنوك، هي رصيد ابنه صباح. و يقول المؤرخ طالب مشتاق ، ان نوري السعيد وعندما كان رئيساً للوزراء عام 1949 جاءني الى داري وكنت حينها مديراً للبنك العربي ببغداد، فأسر اليّ انه بحاجة الى ستة آلاف دينار، فإن كان بإمكاني ان ادبرها له مقابل رهن أسهمه في شركة الغزل والنسيج، ولم يكن يملك اسهما غيرها، فعندما أجبته بالإيجاب انفرجت اساريره، وكانت مواعيده دقيقة في تسديد القرض. وبعد [قتله] لم يكن لأرملته وأرملة ابنه ما تعيشان به، فتعينت ارملة ابنه صباح مترجمة في الإذاعة البريطانية، امّا ارملة السعيد فقد خصص لها جلال بايار رئيس تركيا راتباً يسيراً، ولكن بعد الإنقلاب على حكومة بايار، انقطع هذا الراتب، فاضطرت الى بيع عقد لها ثمين كان هدية قديمة من امير الكويت، فاشتراه احد الأثرياء الكويتيين، فلمّا سمع امير الكويت بذلك أمر بردّ العقد وخصص لها راتباً شهرياً. المؤرخ طالب مشتاق، في كتابه (أوراق ايامي).
جمع واعداد خالد عوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق