الأحد، 12 أبريل 2015

الموظف الحرامي



الصورة /ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ‏( ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺑﮓ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ ‏) ، ﻳﺘﻠﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻋﺎﻡ 1929 .
ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﻟﻠﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ
ﺗﻔﻘﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﻣﻮﻋﺪﺍ ﻟﻌﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﺐ ﺣﺠﺰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻟﻴﺤﺠﺰ ﻓﻴﻪ ﻗﻤﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ . ﻟﻢ
ﻳﺠﺪ ﺇﻻ ﺳﺮﻳﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻗﺪ ﺷﻐﻼ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﻳﻦ ﺍﻷﺳﻔﻠﻴﻦ. ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺄ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺟﻬﻤﺎ
ﻓﻲ ﺇﻋﻄﺎﺋﻪ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﻳﻦ، ﻓﺘﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻭﻧﺎﻡ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺑﻘﻲ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ
ﺍﻷﺳﻔﻞ، ﻓﺮﺍﺡ ﻫﺬﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﻟﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻤﺎ ﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﺃﻥ
ﺭﺍﺡ ﻳﻜﻠﻤﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻛﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ ﻣﻦ
ﻣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﻼﺳﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ. ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻄﺮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻳﺘﺴﺎﻫﻠﻮﻥ ﺃﻭ
ﻳﻐﻀﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﻦ ﻳﺮﺗﺸﻲ ﺃﻭ ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ
ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻴﺪﻋﻲ ﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻪ ﻭﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺤﺴﺐ ﻗﻂ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻫﻮ
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ . ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﺑﺎﺩﺭ ﻓﻮﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﻋﺮﻳﻀﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﻄﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ. ﺳﺠﻞ ﻋﺮﻳﻀﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻭﺳﺎﺭ
ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻪ . ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ
ﻳﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺳﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﺳﺮﻗﺎﺗﻪ ﻭﺍﺧﺘﻼﺳﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ.
ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﻴﺺ ﺑﻴﺺ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ. ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ. ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ
ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﻳﺴﺮﻉ ﻧﺤﻮ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ . ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ
ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﻪ ﻭﻧﺎﺩﺍﻩ : ‏« ﺃﻭﮔﻒ ﻻ ﺗﺮﻭﺡ ‏». ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ
ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺗﻰ، ﺧﺎﺋﻔﺎ ﺧﺠﻼ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ . ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ : ‏«ﺃﻧﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﺰﻭﺟﺘﻚ ﻋﻦ
ﺳﺮﻗﺎﺗﻚ. ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺳﺄﻋﻴﺪﻙ ﺇﻟﻰ ﻭﻇﻴﻔﺘﻚ ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻭﺗﻌﺪﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﻜﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ‏». ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ، ﻓﺨﺮّ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺨﺘﺾ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ. ﺳﺤﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﺴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺪﻭﻥ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﻠﻢ
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺈﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺪﺩ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺼﺔ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ.
جمع واعداد/ خالد عوسي.
 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...