ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ . ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ (ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺭﻑ ) ﻟﻠﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1966 -
1968 .
ﺭﻭﻯ (ﺃﺑﻮ ﻗﻴﺲ ) ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺎﺭﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ -: ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ، ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ، ﻭﺍﺫﺍ ﺑﺎﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻲ . ﺍﻳﻘﻈﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ، ﻗﻤﺖ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺭﺩﺩ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ (ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻭﺍﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ؟ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﺭﺗﺪﻳﺖ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﺍﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﺳﺘﻘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺍﺑﻮﻗﻴﺲ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺍﺑﻮ ﻏﺮﻳﺐ . ﺍﺟﺒﺘﻪ ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ . ﻭﻃﻮﺍﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺻﺎﻣﺘﺎً ﻭﺳﺎﺭﺣﺎ ﺑﺎﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﻕ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﺴﺠﻦ ﺍﺑﻮ ﻏﺮﻳﺐ ، ﺗﺮﺟﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﺧﺒﺮﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺟﺎﺀ ﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻜﻢ ، ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻋﻨﺎﺻﺮﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻟﻠﺴﺠﻦ ﻭﺍﺩﻭﺍ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ، ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ، ﻭﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺪﻳﺮ
ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻗﺪﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﺑﺎﻻﻋﺪﺍﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺣﻜﻤﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻳﺎﻡ ﻭﺳﻴﻨﻔﺬ ﺍﻋﺪﺍﻣﻪ ﻓﺠﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻓﺎﺟﺎﺏ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ : ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺟﻬﺰﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ ﺣﺘﻰ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻘﻮﻡ ﺑﺘﻠﻘﻴﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ . ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺎﺭﻑ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺳﻤﻊ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺛﻢ ﺍﻣﺮ ﺑﺎﺣﻀﺎﺭ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ﻓﻮﺭﺍ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﺷﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻘﻠﻤﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ (ﻳﻠﻐﻰ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻻﻋﺪﺍﻡ ) ﻭﺗﻌﺎﺩ ﺍﻻﻭﺭﺍﻕ (ﻣﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ) ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻻﺻﺪﺍﺭ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ . ﻭﻋﻠﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺎﺋﻼً : ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻭﻫﺒﻪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻧﺎﺗﻲ ﻟﻨﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﻣﻨﻪ ، ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ : ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ، ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻧﻄﺒﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ ﻭﺑﺪﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﺑﺪ .
جمع واعداد / خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق