ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻧﻮﺭﻱ ﺳﻌﻴﺪ . ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ : ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1921 .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ -: ﻧﻮﺭﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻟﻪ
ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﻭﺍﻧﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ. ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ
ﻋﺎﻡ 1921 ﺑﻌﺪ ﺗﺘﻮﻳﺞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻠﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﺛﻨﺎﺀ
ﺗﻘﻠﺪﻱ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻻﻣﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻛﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺿﻤﻮﺭ ﺑﺪﻧﻪ ﻭﻧﺤﺎﻓﺔ ﺟﺴﻤﻪ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﺗﺤﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ! ﻭﺗﻮﺛﻘﺖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻊ
ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺍﻟﺠﻢ ﻭﺍﺩﺑﻪ ﺍﻟﻤﻠﺤﻮﻅ ﺍﻣﻴﺰ ﻣﺎ ﻳﻄﻐﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ
ﺻﻔﺎﺗﻪ !! ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ. ﻭﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ
ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﺎﻕ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻗﺮﺍﻧﻪ ﻭﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﻫﺮ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻬﻮﺩ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﻟﺒﺮﺍﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻣﺴﺎﻳﺴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺪ
ﻋﺮﻑ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺧﺒﺮ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺤﻴﺚ ﺍﺻﺒﺢ ﻃﺒﻴﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻄﺮ، ﻭﻟﻮﻟﺐ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﻪ ﻻﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﻻﺑﻘﻠﻤﻪ
ﻭﻻﺑﻠﺴﺎﻧﻪ، ﻭﻻﺑﻌﺸﻴﺮﺗﻪ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺑﺠﺮﺃﺗﻪ ﻭﺛﺒﺎﺗﻪ ﻭﺑﺮﺍﻋﺘﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺠﺎﺭﺑﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻼﺻﻪ
ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ، ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﻟﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ
ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻣﻊ ﺳﺨﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﻣﻄﺎﻣﻌﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ . ﻧﻮﺭﻱ
ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .. ﺭﺟﻞ ﻣﺮﻥ ﻭﺫﻭ ﻧﻈﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﻭﺑﻌﻴﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻪ
ﺍﻻﻗﻮﻳﺎﺀ ﻭﻗﺎﺳﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ . ﻳﻮﺩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ
ﺍﻟﻬﻴﺎﻡ ﻣﻊ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻻﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰ، ﻭﻟﻮ
ﺍﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺑﺪﺃ ﻳﻌﺎﺭﺿﻬﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻨﺪ ﻟﻠﻨﺪ ﻟﻜﺴﺐ ﻣﺎ ﺍﻣﻜﻦ
ﺍﻟﻰ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻣﺎ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺔ ﻟﻪ ﺍﻭ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺍﻟﺸﻐﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻜﺎﻧﺖ
ﺍﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻬﺎﻳﻨﺔ ﻭﺍﺫﻧﺎﺑﻬﻢ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺍﻗﺮﺍﻧﻪ
ﻭﺭﻗﺒﺎﺋﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﺍﻭ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻧﻪ
ﺩﻭﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻨﻪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﺎﺭﻋﻬﻢ ﺑﺘﻤﻜﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ
ﺍﻻﺧﻴﺮ ﺻﺮﻋﻮﻩ ﺑﻤﻌﻮﻧﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ.
المصدر/ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺭﺅﻭﻑ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻧﻲ .
جمع واعداد/ خالد عوسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق