الأحد، 24 نوفمبر 2013

عازف الجوزة الشهير المعظماوي الأصيل ( شعوبي إبراهيم )


( الصورة ) عازف الجوزة الشهير المعظماوي الأصيل ( شعوبي إبراهيم ) رحمه الله وهو في خريف العمر بعد أن فقد بصره . 

( المقال ) في الامتحان يُكرم الفتى أو يُهان .

من الشخصيات البغدادية الاعظمية الطريفة، شعيب بن ابراهيم، المعروف بين المعاظمة بشعوبي. كان شخصية متعددة الجوانب، كانت النجارة واحدة من هواياته. تحدى فيها زملاءه على صنع بلم (زورق) ورغم توقعهم بأنه لن يبتعد به غير بضعة امتار حتى يتحطم ويغرق، فان ذلك لم يحدث. عبر به النهر وعاد سالما بين تصفيق الحاضرين. صادف ذلك خروج اليهود ومعهم عازفو المقام. كانت آلة الجوزة من اهم الآلات الموسيقية العراقية، ولم يحسن صنعها غير اليهود. تحير القوم في ما يمكن ان يفعلوه بغيابهم. بيد ان شعوبي ضرب على صدره وقال «دونكم انا ادبرها». وصدق ما قال. ففي ايام قليلة صنع آلة جوزة بعمل سلم معظماوي. بيد ان نجاحه هذا جره الى تعلم العزف عليها حتى اصبح من اشهر العازفين العراقيين، وسد بذلك النقص الذي تركه اليهود بعد هجرتهم من وطنهم القديم. هكذا انقلب من نجار الى موسيقار. ولكنه سبق ايضا وتحول الى شاعر وممثل. اعتدنا على مشاهدته على مسرح المدرسة يغني وينشد ويمثل مشاهده الكوميدية. عرض عندئذ الفيلم الذي غنت فيه ام كلثوم: ««غني لي شوي شوي، غني لي وخد عيني». فصعد شعوبي في احدى حفلاتنا المدرسية واعاد سبك الاغنية بما اثار ضحكنا واستحساننا: «مشيني دبي دبي، مشيني وخذ عيني». بيد ان طلبة ثانوية الاعظمية ضجوا بقصيدته الشعبية الشهيرة، «عمي يا أستاذ الجبر»، التي ألقاها من المسرح ساخرا فيها من دروسنا. وفي تلك الايام، كنا نعاني بصورة خاصة من درس الانجليزي ساورنا الاعتقاد بأنها لغة اعداء الوطن، الانجليز، فكرهناها وأهملناها، والظاهر ان هذا الشعور تملك بصورة خاصة صاحبنا شعوبي. ظل يرسب في هذا الدرس سنة بعد سنة. وترك الدراسة بسببه دون ان ينال شهادة الثانوية. ما ان انتهى شعوبي من هجائه للدرس غناء حتى شاعت القصيدة بين سائر الاوساط الطلابية في العراق. وما زال الكثير منا، وانا في مقدمتهم، نتذكر الكثير منها:-


* عمي يا أستاذ الجبر
درسك يتعب الفكر
* سين وصاد تحت الجذر
والناتج يطلعلك صفر
* الناقص في الناقص زائد
اسمع مني ولا تعاند
* لا تنقص ولا تزايد
اسكت احسن لك واصبر
* عمي يا استاذ الجبر
* بالانجليزية كودباي
ما خليت براسي راي
* ووتر يسمون الماي
وبرج يسمونه الجسر
* عمي يا أستاذ الجبر


* كانت ملهاة ظريفة من شعوبي المتشعب الادوار، استمتعنا بها وخففت عنا عناء الدرس وقلق الامتحانات. وهو ما حداني الى استذكارها والطلبة يمرون بمثل ظروفها الآن. شدوا حيلكم وتجبروا باشعار شعيب بن ابراهيم .

تاليف:خالد القشطيني .
جمع واعداد: خالد عوسي الاعظمي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...