الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

ماذا فعل نوري السعيد بعزيز علي الذي شتمه؟

 
سئل عزيز علي : ماذا حدث بينك وبين نوري السعيد في استديو الاذاعة عام 1956؟
- في يوم اربعاء من اربعاءات عام 1956 كنت استعد لدخول الاســتديو لانشاد مقال (السفينة) و(صل عالنبي) واثناء الانشاد فوجئت بوجود (نوري السعيد) -باشا- وراء زجاج غرفة مراقبة الاستديو ينظر اليَّ مع بعض موظفي الاذاعة وقد خيل اليَّ انه سيكرمني فأنسجمت مع المقال وبعد فترة ترك غرفة المراقبة وعاد بعد قليل وهو يحدق بي ويطيل النظر نحوي وبعد لحظات دخل مهندس الاذاعة (ناجي صالح) واسر في اذني (هل تحمل معك مجموعة اشعارك لان الباشا يريد ان يراها) فسلمته اياها وهي بخط يدي وكان الباشا قد سأله (لك هذا شنو دا يحچي من گلبه) فأجابوه (لا باشا هذا هو ينظم ها الأشياء وحافظها ويقرأها على الغيب ومدير الاذاعة موافق عليها) فطار صواب الباشا وقال وين مدير الاذاعة فأجابوه (طلع قبل شويه) فقال (لعد جيبولي الاشعار اللي دايگولهه هذا- يقصد عزيز). بعد حين عاد المهندس ناجي ليقول لي (الباشا يريدك) فذهبت اليه وانا اجهل ماقاله للموظفين.. فقال الباشا وبشكل يوحي بعدم الرضا) انت شدعوه هلگد متشائم.. وداتبچي الناس بها الحچايات ييزي تشاؤم.. ييزي مضت علينه اربعميت سنة واحنا نبچي)) ثم اردف قائلاً: ( انت شنو شغلك)؟ فقلت اني موظف بالگمرك فقال (واي واي.. چمالة موظف بالحكومة) فقلت لنفسي (اكلها عزيز افندي خوش تكريم راح يكرمني الباشا). ثم قال الباشا شنو (چي) وشتقصد بعبارة (اخر كل علاج الچي) فقلت باشا انت باشا تعرف الچي (الكي) فقال الباشا (المن تريد الچي) فأجبته لم اقصد ناساً معينين. فدس المجموعة في جيبه وقال بسيطة وغادر المكان فخفت في حينها ولم انم في تلك الليلة وفي اليوم التالي ذهبت الى گمرك بغداد حيث كنت اعمل مخمناً فرن جرس الهاتف وحدثني الاستاذ (خليل ابراهمي) مدير الدعاية العام وقال الباشا يريدك ويبدو انه كان يظن انك شيوعي. فذهبنا سوية الى مجلس الوزراء في القشلة واستقبلنا الباشا قائلا (شتشربون) فاعتذرنا كلانا عن طلب شيء ثم قال (انته يا اخي الله ناطيك هالموهبة تسفط الكلام مثل ماتريد فليش دا تفزز الناس واتبچيهم گول البلد بخير وبيه رجال مخلصين يگدرون يقضون على هالعيوب والآفات.. ليش تلزم الجوانب السلبية وماتذكر الايجابية ثم توقف عند كلمة في مقال (حبسونا) اقول فيها (مجلسكم مجلس اشرار) وقال بالله هذا اشلون حچي فأجبته بانني اقصد مجلس الامن وليس مجلس الامة فقال ليش اني غشيم هذا الحچي مايعبر عليَّ. فسكت ثم اعاد اليَّ المجموعة وغادرت بدون ان يعاقبني الباشا لكن (خليل ابراهيم) الذي بقي في غرفته بعد خروجي وبعد ذلك قال خليل ابراهيم (الباشا تأكد انت موشيوعي وصار معجب بيك هواية) فقلت له ارجوك ان تشطب اسمي من برامج الاذاعة وقد خفت على نفسي كثيراً وفعلاً لم اذهب الى الاذاعة في الاربعاء الذي تلا الحادثة رغم اذاعة اسمي وموعد برنامجي في ذلك اليوم لكن جريدة الاهالي هاجمت الباشا في اليوم التالي وقالت انه ذهب الى الاذاعة لاسكات اصوات الحق المتمثلة بالادباء والشعراء.. فأزددت خوفاً وشعرت ان عدم ذهابي هو السبب في ذلك وكي لاتتطور الامور اكثر ذهبت في الاسبوع التالي وانشدت مقال (انعل ابو الفن لابو ابو الفن). وبعد ثورة 1958 حدثني د. (مصطفى جواد) قائلاً (كنت عند نوري باشا في احد الايام ومصادفة ادار مؤشر الاذاعة فسمع مقالك (الفن) وتابعه بكامله لكنه قال عندما انتهيت- شوف شوف ابن الـ.. دايشتمني). وضحكت كما ضحك د. مصطفى جواد والاستاذ عبد الحميد العلوجي الذي كان يشغل معي نفس الغرفة في وزارة الارشاد. ( حسن أسد ) .
جمع واعداد : خالد عوسي 
 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...