الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

رائد الترجمة الى العربية في العراق



عبد المسيح وزير ...رائد الترجمة الى العربية في العراق وأول رئيس لديوان الترجمة في وزارة الدفاع،وضع أول قاموس للمصطلحات العسكرية في العراق والوطن العربي .ولد سنة 1890 في مدينة ماردين جنوب شرق تركيا وعمل في مجال التدريس في لبنان والترجمة في مصر وكان من خيرة المترجمين هناك فذاع صيته وسمعت به الحكومة العراقية وهي في بداية تشكيل مؤسساتها بعد تنصيب فيصل الاول ملكا على العراق فارسلت تستدعيه على باخرة درجة اولى مع اربعة عشر مترجما جلبهم معه ليفتح ديوان الترجمة بوزارة الدفاع اولا ويحتل مركز الريادة في هذا المجال بعد ان حقق الشيء الكثير فيه، فقد توصل الى وضع (30.000) مصطلح جمعها في المعجم العسكري بما فيها الرتب العسكرية التي كانت تغلب عليها اللغات التركية والاجنبية الاخرى، ولا ريب ان الترجمة جانب مهم من جوانب الحركة الفكرية وميدان خطير من ميادين النهضة الادبية، وليملأ بعد ذلك الساحة العراقية بفيض من ادبه وعلمه الغزيرين، فقد كان اول من ترجم شريعة حمورابي الى العربية عن نسخة موركن عام 1923، فكانت مفاجأة للناس رغم ان الشريعة عربية وعراقية الاصل لكنها كانت مجهولة بالنسبة للعراقيين كذلك يعتبر اول من بشر بنظرية اينشتاين عندما ترجمها بدقة وعناية ونشر فصولا منها في جريدة (العراق الممتاز) سنة 1923 فيما كان قد نشر فصولا من شريعة حمورابي في مجلة (اليقين) التي اصدرها المرحوم محمد الهاشمي خلال تلك الفترة الى جانب نماذج من شعره وقصصه وتحول داره الى صالون وملتقى للشعراء والادباء، والقادة العسكريين ورجال السياسة ومن بينهم الزهاوي والرصافي، محمد رضا الشبيبي، سامي شوكت، وبكر صدقي، وامين العمري، وتوفيق وهبي، ومحمد مهدي البصير، وروفائيل بطي، وعبد الغفور البدري، وعزيز شريف، وابراهيم صالح شكر، وارتبط بعلاقات وثيقة مع عدد من المفكرين والادباء العرب والاجانب ومنهم زكي مبارك، طاغور، امين الريحاني وانور العطار

توفي في بغداد سنة 1943 عن عمر ناهز53 عاما تاركا ارثا ادبيا وثقافيا لن ينسى. (ص . بغداد . ف.ب) .

----------------

* قبل سبعين سنة رحل عبد المسيح وزير (1889 - 1943) رائد الترجمة الى العربية في العراق، عن الدنيا بهدوء ودون ما ضجة.. فبعد ان فرغ من اداء عمله اليومي في وزارة الدفاع كرئيس لديوان الترجمة فيها، عاد الى داره ليجد كريمته (ايناس) تنتظره لينتهي من تناول طعامه ويشرب قهوته المعتادة ، ليخرجا سوية لمشاهدة احد الافلام السينمائية في بغداد. وفعلا تم كل شيء وبدا الرجل يستعد للخروج لكنه شعر فجأة بألم في معدته فسارعت (ايناس) تصنع النعناع في محاولة للقضاء على المه المفاجئ فيما هرع هو يتصل بصديقه الدكتور صبري مراد لكنه قبل ان ينهي مخابرته لفظ انفاسه الاخيرة على يد ابنته مصابا بذبحة صدرية حادة ، لم يشك من قلبه طيلة حياته .

جمع واعداد : خالد عوسي 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...