الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

من نوادر الرئيس الراحل عبد السلام عارف




       ( الصورة في القطار المتجه الى أسوان - الرئيس العراقي عبد السلام عارف يرأس الوفد المشارك في إفتتاح مشروع السد العالي في مدينة أسوان/ مصر عام ١٩٦٤م و على يمينه الرئيس السوفييتي خروشوف و من يساره الرئيس المصري جمال عبد الناصر ) .

اشتهر الرئيس الراحل عبدالسلام محمد عارف (1963-1966) بكثرة النوادر والطرائف التي لا يزال كبار السن يحفظونها عنه، ويروونها لابنائهم، وفي مجالسهم الخاصة. من بين هذه النوادر تلك التي التصقت بخطب الرئيس الراحل، نذكر منها، انه بعد قيام ثورة 14 تموز 1958، كان يتفقد المعسكرات، وكان يستهل كلامه بالسلام عليكم (أبو خليل). كما اطلق في كثير من خطبه شعارات جديدة، لا ربط بينها، ولاتهدف الى مفاهيم معينة.

 فتارة يقول: ان جمهوريتنا اشتراكية، وطنية، خاكية، وتارة أخرى يقول: لا قصور، ولا دور، لا حاكم ولا محكوم، لا أحزاب، لا كتل، امة واحدة، وحزب واحد. لا شرقية ولا غربية، لا جنوبية ولا شمالية، لا جوني ولا جون، وانما حمد وحمود. لا إقطاع بعد اليوم، لا قصور لا ثلاجات، لاتلفزيونات، لا تفاوت، لا طبقات، ولا جلالات، ولا فخامات، بل حرية وعدل ومساواة.
 وظلت خطبه على هذه الشاكلة، حتى بعد توليه منصب رئاسة الجمهورية في أعقاب انقلاب 8 شباط 1963، ففي احدى خطبه في معسكر رانية أمام حشد من الضباط والجنود، قال ضاحكاً: (شأحجي - البامية انكلبت شيخ محشي).!! ويروي عبدالرحمن فوزي -أحد كبار موظفي الاذاعة والتلفزيون- انه كان يمنتج خطب الرئيس، بأمر من الدكتور محمد بديع شريف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، حيث يتم حذف العبارات غير الدبلوماسية والجمل التي قد تحمل كلمات غير مناسبة. وتروي ابنته وفاء، ان والدها قد اختلف مع والدتها، واستنجدت بجدها (والد الزوجة)، وحضر الوالد وأخذ ابنته، وقبل الخروج من عتبة الباب، قال عبدالسلام لحماه:- شوف عمي، اذا اخذتها والله العظيم راح اركب دبابة واجي افلش بيتكم وارجعها.
 وعندما قدم ملك المغرب محمد الخامس الى بغداد، اصطحبه عبدالسلام الى جامع الامام الاعظم ابو حنيفة لاداء صلاة الجمعة، وبعد الصلاة اعتلى عبد السلام المنبر والقى كلمة طويلة تحدث فيها عن الثورة التي اطاحت بالنظام الملكي في العراق، واستشهد بالآية الكريمة : (ِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً). 
فأمتعض الملك الضيف، وشعر أنه المقصود في هذه الآية، وقد أصبح الخطاب حديث الجماهير.
 وفي ختام زيارة الوفد العراقي لمصر، لحضور افتتاح السد العالي، كان في توديع الوفد الذي يترأسه عبدالسلام عارف في مطار القاهرة الدولي كل من الرئيس المصري جمال عبدالناصر، والرئيس الجزائري احمد بن بيلا، والرئيس السوفيتي نيكتا خروشوف والرئيس اليمني عبدالله السلال. وفي تلك الاثناء، وجه ابن بيللا، دعوة رسمية الى خروشوف لزيارة الجزائر. فرحب خروشوف بهذه الدعوة واعداً بتحديد موعدها لاحقاً. وهنا التفت عبدالسلام الذي كان واقفاً بالقرب منهم يسمع ما يدور بينهما من حديث، فطلب من المترجم أن يقول لخروشوف: لو تموت ما تشوف بغداد. وقام المترجم بترجمتها حرفياً للرئيس السوفيتي، عندها احتقن وجه خروشوف، ونظر الى الزعماء العرب، وقال بعد أن انفجر ضاحكاً: أنتو العرب .. ماكرين. 
 وأثناء زيارته للشوملي، تقدم المواطنون ببعض الطلبات منها توزيع الاراضي على المستحقين وانشاء جسر وتبليط طريق الشوملي. فأستجاب الرئيس لطلباتهم بالايعاز الى جمعية المساكن بالمباشرة بتوزيع الاراضي، وتكليف المسؤولين باقامة الجسر، أما عن تبليط طريق الشوملي فقال هازجا: عَ الشوملي.. الشوملي.. عَ الشوملي، ناركم ولا جنة هلي. وفي خطاب القاه عند زيارته مدينة الرمادي، على الجماهير المحتشدة، استهل ذلك الخطاب قائلا: يا أهل الرمادي .. يا من ذررتم الرماد في عيون الاعادي. فضج الجميع بالتصفيق والضحك . وفي خطاب آخر القاه في محافظة البصرة، قال: يا أهل البصرة .. يا من زرعتم نومي البصرة، أشكركم وأرحب بكم، وأرجو أن تقدموا لي بعد خطابي هذا جاي نومي بصرة. ثم أضاف: (طاسة ابطن طاسة، بالبحر ركاصة)، ويا ريت قال غطاسة، فضحك الجميع وصفقوا للرئيس الذي كان يتعامل بود وحب مع جماهير شعبه .

مقالة من تأليف: وليد خالد : دار السلام.
جمع واعداد: خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...