السبت، 23 نوفمبر 2013

الشيخ سيد محمد النقشبندي




صورة نادرة للشيخ ( سيد النقشبندي ) في ( جامع أبي حنيفة النعمان ) في الأعظمية . في الوسط يقرأ ( الشيخ إبراهيم عامر ) وعلى يمينه ( الشيخ صفاء الدين الأعظمي ) وعلى يساره الشيخ ( سيد النقشبندي ) رحمهم الله ، إلتقطت هذه الصورة في عام 1975 م . زار الشيخ العراق من تاريخ السبت 6 / 9 / 1975 وحتى 4 / 10 / 1975).

 الشيخ سيد محمد النقشبندي (1920- 14 فبراير 1976) أستاذ المداحين..وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني، يتمتع بصوت يراه الموسيقيون أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات. كلمة (نقشبندي) مكونة من مقطعين هما (نقش) و(بندي) ومعناها في اللغة العربية: القلب، اي: نقش حب الله علي القلب. النقش بند بالفارسية هو الرسام أو النقاش والنقشبندي نسبة إلى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم إلى شيخهم بهاء الدين نقشبند المتوفى سنة 791 هجرية. قيل عنهم أنهم يزينون عقولهم بالرسوم والنقوش وهم بنجوة من أوضار الحياة وما تحفل به من شرور وما غرتهم مفاتن تلك الدنيا التي تتلون تلون الحرباء. رسم نقشبند من العلم الإلهى صورا ليس لها من شبيه ونقش نقوشا خفية للخلق الأبدى ولذلك عرف أتباعه بالنقشبندية. صوته الأخاذ القوى المتميز..طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين. يا رب وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندى. هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية في القرن. لحن ملائكى لم يكتمل العشرين وهو كما قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان. نبذة عن حياته :- ولد في قرية دميرة بجوار المسجد الكبير إحدى قرى محافظة الدقهلية، في مصر عام 1920م. لم يمكث في (دميرة) طويلاً، حيث انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره. في طهطا حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية. جد الشيخ سيد هو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، ووالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية. كان يتردد على مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض. في عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر الي حلب وحماه ودمشق لاحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الاسد، كما زار أبو ظبي والأردن وإيران واليمن وإندونسيا والمغرب العربي ودول الخليج العربي و العراق ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية. في عام 1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الامام الحسين بالقاهرة والتقي مصادفة بالاذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الادعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميا عقب اذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني في نور الأسماء الحسنى وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، هذا بالإضافة الي مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين. وصف الدكتور مصطفي محمود في برنامج العالم والايمان الشيخ سيد النقشبندي بقوله (انه مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل اليه أحد) وأجمع خبراء الاصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات، وكان يقول الجواب وجواب الجواب وجواب جواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين الميترو سوبرانو والسبرانو. دخل الشيخ الإذاعة العام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة. توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م. كرمه رئيس مصر الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته. كما كرمه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989 بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضاً. كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتي ميدان الساعة. من أهم أعماله بالإنشاد الدينى . ابتهالات دينية كثيرة تفوق الأربعين ومن أشهرها:- جل الإله، أقول امتي، اي سلوي، انت في عين قلبي، يارب دموعنا، حشودنا تدعوك، بدر الكبرى، ربنا، ليلة القدر، أيها الساهر، سبحانك يا رب، رسولك المختار، مولاي، أغيب، يارب إن عظمت ذنوبي، النفس تشكو، ربّ هب لى هدى.

جمع واعداد: خالد عوسي.


العابد الزكي و الماجد الذكي .
الصورة : الشيخ الحاج (صفاء الدين الأعظمي) رحمه الله . المقال : عاش مع القرآن منذ صغره في مدينته الأعظمية وأخذ علم القراآت من خيرة العلماء والشيوخ آنذاك ثم قرر الإرتحال الى المملكة المغربية وكون فيها مدرسة لقراءة القرآن على الطريقة المصرية والعراقية فذاع صيته هناك وأحبه الناس وأحبهم وكان دائم الإبتسام حتى مات بينهم بعيداً عن أهله ووطنه .
قال فيه شيخُه العلامة عبد القادر الخطيب، ، كما في أول إجازته له بالسبعة: "إن الشاب العابد، الزَّكي، والماجد الذَّكي، صفاء الدين بن حمدي الدباغ الأعظمي، قد فاق أقرانه بذكائه، وحاز فوق ما نالوه بكثرة همته وعنائه، وذاق من المآل أتم الكمال، وراق اطلاعا على أصل ما طلبه بالغدو والآصال ، بشدة سعيه واعتنائه وحسن الخصال، فهو والله لنعم الأخ الأوحد، والتلميذ الأسعد، والعلَم المفرد، ذلكم أخونا في الله صفاء الأعظمي، أخذ الله بيده، ووفقه لمرضاته، وجعله زينة للقراء وقدوةً حسنةً لإخوانه المجددين بكتاب رب العالمين..". ومن ذلك ما قاله الشيخ المحدث السيد صبحي جاسم البدري السامرائي، كما هو مكتوب بآخر إجازته بالسبعة من شهادات العلماء عليها، مؤرخا بتاريخ غرة المحرم 1389هـ، أي قبل وفاة الخطيب بخمسة أشهر :"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد، فمن منا لا يعرف أخانا صفاء الأعظمي تلميذ العلامة الشيخ عبد القادر الخطيب، أطال الله في عمره، فصفاء الدين هذا من أبرز تلامذة الشيخ الذين أخذوا عنه التجويد والقراءات السبع، فمنذ عام 1384 الهجري وهي بدايات تعرفنا عليه ونحن نراقبه أثناء حضورنا دروس الشيخ الخطيب، ما رأيناه يوما تخلَّف عن الدرس بل نجده أمامنا جالسا دون صحبه يسبقهم بين يدي شيخه، وبقي على هذا ست سنوات إلى أن انتهى من ختم القرآن للسبعة أواخر رجب سنة 1388هـ. ثم بادرَنا الخطيب الأعظمي بأن تلميذه أهل لنيل الإجازة العلمية بالسبعة، وتم ذلك للشيخ وتلميذه أواخر شعبان، وتسلمها من غرة شهر رمضان. وكان الشيخ حريصا على أن يُتِمَّ تلميذُه عليه القراءات الثلاث، وفعلا بدأ يَدرُسها وقطع شوطا كبيرا فيها دون أن يكملها على شيخه؛ لمرض الشيخ بعد سنة من إجازته لصفاء الأعظمي. على أننا لا نشهد لأخينا إجازته بالسبعة فحسب، بل نعترف له أنه أخذ عن شيخه وشيوخ آخرين علوم العربية وشيئا من التفسير والحديث والفقه. نسأله تعالى أن ينفع بأخينا نشره العلوم التي حصّلها، والله الموفق". فما زال عطاؤه موصولا في التدريس والإقراء وجمع تسجيلات القراء، والمشاركة في المحافل القرآنية، حتى توفاه الباري سبحانه، فجأة، عصر يوم الأربعاء 9 جمادى الأولى 1432 الموافق 13 أبريل 2011م، تعالى وغفر له. وصُلِّيَتْ عليه صلاة الجنازة بمسجد بدر بالقنيطرة بعد عصر يوم الاثنين 14 جمادى الأولى 1432 الموافق 18 أبريل 2011 ، وكانت جنازة حافلة، بحيث حضرها تلاميذ الشيخ ومحبوه من مدن عديدة من المغرب، وذلك في اليوم الخامس لوفاته، وإنما تأخر دفنه لأسباب إدارية ضاع الحق فيها بين مكاتب القنصلية العراقية بالمغرب. ودُفن الشيخ بمقبرة سيدي البخاري بمدينة القنيطرة في المغرب، وقبره معروف عند الشجرة التي تتوسط المقبرة، بجوار قبر شيخنا أحمد بن المفضل اليزيدي، وشيخنا محمد الهبطي المواهبي، المتوفَّيَيْن معا في حادثة سير بين القنيطرة و وزَّان عام 1424، وكانا يعرفان الشيخ في حياتهما، وكم لقياه وجالساه، وكتب الله أن يدفن بجوارهما، جمعنا الله بهم جميعا في مستقر رحمته. هذا ما كتبه تلميذُه أبو أويس إدريسُ بنُ محمد العلمي السجلماسِّيّ المغربي ، في ليلة الثلاثاء 7 رجب 1433 الموافق 29 ماي 2012، بمدينة تطوان قاعدة شمال المغرب


ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...