الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

مصرع الملك فيصل الثاني



إن مصرع الملك فيصل الثاني وعائلته فجر يوم 14 تموز / يوليو 1958 ، سيبقى حدثا تراجيديا يثير الاهتمام والتعاطف معا ، ليس لأنه يمثل نهاية إنسان في ريعان الشباب ، بل لأنه يعّبر عن نهاية تاريخ ومجتمع وثقافة وأسلوب حياة .. وبدأ تاريخ عراقي يختلف تماما عما كان سابقا .. وبالرغم من كل المبررات والمسوغات التي يسوقها كل الذين أيدّوا وما زالوا يؤيدون ما حدث ، فان كل المقربيّن إلى زعيمي الانقلاب عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ينفون نفيا قاطعا دورهما في اقتراف ذلك القتل ، وان المسؤول الأول والأخير كان النقيب عبد الستار السبع .. في حين تشير الدلائل إلى أن قرار قتل الملك قد اتخذ من قبل قاسم وعارف معا بعد استشارة بعض رؤساء الاحزاب ، إذ تقول إحدى الروايات نقلا عن احد الضباط الأحرار إن احد رؤساء الأحزاب وكان له مكانة عند عبد الكريم قاسم أجاب قاسم بعد سؤاله عن مصير الملك قائلا : كل يوم يذبح ببغداد مائة رأس غنم ، اجعلها مائة وواحد فلن يحدث شيئا ! لقد اصرّ الزعيمان على تنفيذ ذلك بالرغم من نفي عائلتيهما على مسؤوليتهما في قتل الملك ، وقد نشرت كل عائلة قصة ذلك فأخت عبد الكريم لامته لوما شديدا على قتل فيصل ، فسكت واغرورقت عيناه ـ برواية ابن أخيه الأستاذ طالب حامد قاسم . وزوجة عبد السلام لامت زوجها على فعلته عندما رجع إلى بيته ، فأجابها بالنفي ! وكأنهما لم يكونا بمسؤولين عن اخطر حدث شهده العراق . إنهما قد حكما العراق معا أو على انفراد ، فان صحّت براءتهما من مشروع القتل ، فقد كان باستطاعتهما أن يعلنا ، أو أن يعلن أيا منهما براءته رسميا أمام العالم والتاريخ . وهنالك رسالة خاصة من احد الأصدقاء المخلصين للمشير الركن عبد السلام عارف ، وكان الأخير يبرّه كثيرا جاء فيها أن الرئيس عبد السلام كان مؤرقا ومتعبا جدا قبل مصرعه بأيام ، وقد اسّر صديقه قائلا بأنه " سيسّلم الحكم إلى احد الزعماء العراقيين العسكريين ، ويذهب مجاورا وتائبا للرسول (ص) في المدينة المنورة ، كي يقضي ما تبقى من حياته هناك ، عسى الله يقبل توبته في الذنب الذي اقترفه فجر يوم 14 تموز / يوليو 1958 بالاشتراك مع عبد الكريم قاسم في قتل فيصل الثاني والعائلة المالكة وكلهم أبرياء .. ويضيف له : إن أرواحهم تلاحقني أينما أكون " . وسواء كانت الرواية برغم سذاجتها ، صحيحة أم غير صحيحة ، فان زعيمي الثورة يتحملان المسؤولية التاريخية في كل ما حدث !
-------------------------------------------------------------------------



إن الملك فيصل الثاني رحمه الله، كان – باتفاق جميع الأطراف السياسية والاجتماعية العراقية - شخصا مسالما ودمثا و صغير السن، ولم يكن هو الحاكم الفعلي والآمر الناهي في البلاد من وجهة نظر الكثيرين، فلا يتحمل بالتالي وبشكل كامل، وزر ما حدث من عمليات قمع وقتل واضطهاد ضد العراقيين خلال العهد الملكي خصوصا "مذبحة الجسر" خلال انتفاضة كانون 1948 و "مجزرة السجن المركزي" سنة 1953 ضد السجناء اليساريين وقصف قرى الفرات الأوسط بالطيران وتدميرها سنة 1935 وغير ذلك وفير .
 بقلم ( علاء اللامي ) .
----------------------------------------------------------------------------




الصورة - الملك فيصل الثاني في البرلمان الإنكليزي عام ١٩٥٤م .
هل كان ملكاً مع وقف التنفيذ ؟ 

.. يقول الملك فيصل الثاني:- أنا بين (الانكليز) و(خالي ونوري السعيد) مثل الأطرش بالزفّة .
 
لمْ يكن الملك فيصل الثاني ملكاً كبقية ملوك الأرض.. فهو من ناحية الشكل ملك له بزّته المارشالية وتاجه الذهبي المرصع بالجواهر واليواقيت، وسلامه الملكي يعزف في سينمات العراق كافة.. ويقف الجميع احتراماً لهذا السلام.. كان الشعب العراقي يحب هذا الشاب المولود سنة 1935، وكان والده الملك غازي الأول قد غمرته الفرحة العارمة عند مجيء هذا المولود الذي مثل له كوليّ للعهد بعده، وعندما بلغ فيصل الرابعة فجع بوالده بحادث سيارة مدبر. بعد هذه المأساة نودي بفيصل الثاني ملكاً على العراق تحت وصاية خاله الأمير عبدالاله (اعتباراً من سنة 1939 ـ حتى 2 مايس 1953) إذ يبلغ الملك فيصل الثاني سن الرشد ويتسلم سلطاته التي نص عليها الدستور العراقي.. والسؤال أ تسلم سلطاته الدستورية حقاً أم بقى الأمر بيد خاله الذي استمرأ الوصاية فصعب الأمر ان يعطيها للغير ولو كان هذا الغير ابن اخته الملكية عالية؟! لنستمع الى الملك فيصل الثاني، ونعيش لحظاته وهو يتخبط في حيرته أواخر ايام حكمه قبيل حدوث ثورة 14 تموز 1958.. في كتاب الملك فيصل الثاني / آخر ملوك العراق / تأليف الدكتور لطفي جعفر فرج، وفي الصفحة 191 نقرأ ما يأتي:- وهكذا نخلص الى ان الملك فيصل الثاني قد تسلم مهماته الدستورية عام 1953 على الورق ومن أجل الدستور فقط حيث لم يكن له مع خاله الأمير من الأمر شيئاً سوى مظاهر البروتوكول وبعض مقتضيات الدستور، أما شؤون الحكم وادارة سياسة الدولة وتدبير الملك فقد كانت من نصيب خاله ولي العهد الذي يعد المتربع الحقيقي على العرش، وبذلك فقد حجّم (الأمير عبدالاله) الملك فيصل وأضعف ثقته بنفسه وأظهره عاجزاً اذا تخلى عنه لأي سبب من الأسباب وبذلك يكون الأمير قد ربط مصير العرش بمصيره ربطاً محكماً فبقيت له الكلمة المسموعة والأمر النافذ الى الساعات الأخيرة من حياته. ويستطرد السيد المؤلف وبالصفحة نفسها مواصلاً القول: ويكفي أخيراً ان نورد ما دار بين الملك فيصل الثاني والسيد جاسم مصطفى مخلص لنتعرف على حيرة الملك في أواخر ايامه إذ قال:- ـ والله يا جاسم صدقني بأنني لا أعرف ماذا أفعل.. الانكليز والسائرون في ركابهم يريدون شيئاً.. ونوري السعيد يريد شيئاً وخالي يريد شيئاً. وأنا مثل الأطرش بالزفة لا أدري الى من التفت وماذا أفعل.. اعلم يا جاسم بأن أمامي الآن ستاراً أسود لا أعلم ماذا يجري خلفه.. ولا أدري كيف أتصرف فإني أخشى ان أغضب خالي، أو أزعج نوري باشا والانكليز، هذا من جهة ومن جهة ثانية.. أنا ملك هذا الشعب الطيب كيف سأتمكن من خدمة بلدي؟ لست أدري؟ هذه حقائق الموقف، فالشعب العراقي يحب هذا الملك، ويعطف عليه كثيراً، لكونه يتيم الأب والأم، وكان والده الملك غازي محبوب الشعب العراقي لانه كان ملكاً شعبياً بطبيعة حاله وتربيته بعيداً عن عنجهيات الملوك وشعورهم الطاغي بالتفوّق على الشعب لأن الله قد اختاره من دون خلقه ليكون ملكاً.. فهو في زعمه ظل الله في أرضه.. والذي أعرفه تماماً ان الشعب العراقي لم يفكر بقتل الملك. وفي 14 تموز 1958 صبيحة يوم الاثنين سقط المليك الشاب مضرجاً بدمه مع أفراد الأسرة المالكة ومعهم الوصي عبدالاله، وذلك في قصر الرحاب، وأنا واثق ان من قتل الملك لم يكن يقصده بالذات.. ولكنها الأقدار وهي لا ترد. 

تأليف: ستار جاسم ابراهيم .
-----------------------------------------------------------------



 -------------------------------------------------------------------
علق (إسلام مبارك) : رحم الله الملك الشاب وكما اخبرنا سيد البشر
 عليه افضل الصلاة والسلام بأن من قتل يقتل ولو بعد حين 
وهذا فعلا ماحصل لقتلة الملك
--------------------------------------------------------------------
علق (محمد الربيعي) : الاخ ابو سليمان والله ادمعت العيون
من هذة المقالة ولكن نقول
حسبنا الله ونعم الوكيل.

--------------------------------------------------------------------
علق (ثامر  السامرائي) :
هذا هو عراقنا الحبيب من يومه والدماء تسقي ارضه
--------------------------------------------------------------------
علق (ستار الاعظمي) : سبب انهيار المملكه العراقيه هو الأمير عبد الإله
 لأنه كان غير محبوب من قبل الشعب..  رحم الله الجميع


--------------------------------------------------------------------

جمع وأعداد : خالد عوسي  

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...