الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

لماذا سميت محلة السفينة بهذه التسمية؟؟





صورة السفينة التي كانت ترسو في منطقة السفينة

               أطلق اسم السفينة تحديدا لما يعرف حاليا برأس الجسر القديم قرب (المسناية)، وكان في هذا المكان بالتحديد جسراً خشبيا لعبور المشاة والسيارات بين الأعظمية والكاظمية، وكان الجسر متحركاً لتسهيل عبور ومرور الدُوَّب (جمع دوبة) والسفن الصغيرة وكان شط دجلة عريضاً وعميقاً جدا وكانت البواخر والسفن والدُوَّبْ تحمل البضائع من شمال بغداد آتية بالبضائع من المحافظات الشمالية وبيجي وتكريت وسامراء والضلوعية ، وهي تشق عباب النهر باتجاه الجنوب.

حين تذكر السفينة لابد وأن تذكر معها مكتبة الحاج حمدي ومسجده ومجلسه الشهير، ولابد أن يذكر طرشي ذيب وشارع سعدة الذي يربط السفينة بمرقد الإمام الأعظم، وجامع صالح أفندي، ومقهى السفينة، وصخرة السفينة التي يمارس فيها صبيان السفينة هوايتهم بالقفز إلى الماء. وفي السفينة كبار بيوتات الأعظمية الشهيرين مثل بيت الحاج أرزوقي الحامد، وبيت عائلة سيد عبد اللطيف (الطوفي) بن الحاج صافي الاعظمي، وعائلة المالو، وثابت النعمان، وعائلة عبد القادر عثمان خليل


عندما تصل الى منطقة المسنّاية بالأعظمية، التي تعرف برأس الجسر كانت الناس من أهالي الأعظمية تتباشر وتتجمع على شاطئ النهر بمجئ السفن، فيهرعون اليها لغرض البيع والشراء، لان الاعظمية كانت تمتاز بيع الصوف والجلود وملحقاته التصنيعة كالعباءات والغزول والخيوط وما الى ذلك، وكانوا يشترون من السفن المواد القادمة من الشمال وكذلك الرقي والبطيخ وغيرها مما تحمله تلك السفن، من مواد مختلفة، فيتم البيع والشراء إمّا نقداً بالروبية العثمانية، او بالمقايضة، وذهبت الناس بكلامها العامي: (جتي السفينة... راحت السفينة)، ومن ثم أطلق على هذه المنطقة تسمية : (السفينة) وصارت تعرف كذلك حتى اليوم... ومنذ أكثر من قرن من الزمان..



جمع واعداد : خالد عوسي 



ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...