الأحد، 7 ديسمبر 2014

أغنية ....بلي يبلبول



الصورة (تركيب) : أدولف هتلر يرحب بوفد العراق المشارك في مهرجان الكشافة العالمي عام 1936 .

الاستاذ "بلبول" هو مدرب سباحة عراقي ، كان يعلم الصبيان سباقات السبح وانواعه. فاذا ماتخرجت دورة من الدورات، نزل معهم الى الماء وصاح باعلى صوته: " بلي يبلبول؟ " ، فيرد المتدربون وراءه : " بلي .... "، " ياولاد بلبول ؟ " ، " بلي... " ، وفي عام 1936 وفي عهد الملك غازي بالتحديد، كان الفنان حافظ الدروبي على رأس الوفد المشارك في مهرجان الكشافة العالمي الذي اقيم في برلين - المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وعقد المهرجان برعاية الزعيم النازي هتلر، وكان على كل وفد ان يردد النشيد الوطني الخاص ببلاده، ولم يكن للعراق نشيد وطني انذاك ، فأُحرج الوفد كثيرا، وتدارك الاستاذ حافظ الدروبي الموقف وصاح باعلى صوته عند الاقتراب من منصة الزعيم الالماني:( بلي يبلبول.... ، فردد الفريق بعده : بلي..... ماشفت عصفور....بلي.... يُنگُر بالطاسه......بلي.... حليب براسه....... " ، وردد الجمهور الذي ملأ الملعب "بلي" باعلى صوت.......!!، فرد هتلر التحية على الوفد ومضى الامر بسلامة.... ولكن لو نتخيل لو هتلر فَهم حافظ الدروبي ماذا أنشد أمام حضرته فماذا سيكون مصير الدروبي والوفد والمدرب بلبول ؟؟؟ وخصوصا" وأن بلبول عراقي "يهودي" !

جمع واعداد: خالد عوسي

الملك الصغير و الخيوط أشكال




الصورة : من اليمين ، الملك الصغير فيصل الثاني ، ووالدته الملكة عالية ، وخاله الوصي عبد الإله .

كانت الملكة عالية، والدة فيصل الثاني، قد شاركت في اعمال جمعية حماية الأطفال وساهمت مع النساء الأخريات في أداء أعمالها الخيرية، وعلى الأخص خياطة الثياب التي كانت تجيدها. وفي بعض الأحيان كانت تأتي بالقماش الى بيتها في قصر الزهور وتشتغل لساعات طويلة في تفصيل القماش وخياطته لصغار اليتامى والمعوزين. انصرفت بصورة خاصة الى هذه الفعاليات بعد وفاة زوجها الملك غازي، وكان فيصل الثاني في الرابعة من عمره. ومن شأن الأطفال انهم غالبا ما يفسرون الكلام بمعناه الحرفي. لا يختلف في ذلك ابن الملوك او ابن الصعاليك. وكان جالسا بجانبها وهي تقوم بعملية الخياطة. سألها، ماذا تفعلين؟ قالت أخيط ملابس لليتامى. ظل يحدّق الملك اليتيم فيما تفعل والدته، ثم سمعها تنادي على من يأتيها ببكرة خيوط. سألها «شنو هذا؟» فأجابته (هذا خيط يا حبيبي). تهللت أسارير الملك الطفل. فاقتطع قطعة من الخيط وراح يجري بها. لم تدرك الملكة سرَّ هذا الاهتمام المفاجئ لوليدها بالخيط والخيوط. حمل قطعة الخيط وخرج بها وراح يبحث عن احد الجنود من الحرس الملكي حتى عثر عليه. قال له «خذ، جبت لك خيط» فغص الجندي بالضحك، قبَّل الملك من رأسه وشكره على حسن صنيعته وراح يطوف به بين زملائه من الجنود. يروي لهم هذا المقلب الظريف: قبل عدة ايام، وبينما كان ذلك الجندي البسيط موكلًا بحراسة الملك، داعبه بالحديث ثم قال له: «سوِّي لي معروف. قل لأمك تعطيني خيط»، ما كان يقصده ذلك الجندي هو الترقية. الجندي العادي يكون بدون خيط، او شريط. الجندي الأول يحمل خيطا واحدا، ونائب العريف يحمل خيطين، والعريف ثلاثة خيوط وهكذا. كان ذلك الجندي الشاب جنديا عاديا بدون أي خيط. ولا شك انه كان يحلم بنيل خيط واحد على الأقل يؤهله لتسلم زيادة في راتبه، ربما مئتين او ثلاث مئة فلس في الشهر. كان الملك الطفل قد نسي الموضوع كما يحصل لسائر الأولاد، غير ان مشاهدته لوالدته وهي تستعمل الخيط ذكَّرته به. وكان طفلا بارا كوالديه فحمل الخيط وراح يركض به فرحا مستبشرا الى ذلك الجندي ليحقق له امنيته كما تصور. ولكن الخيوط خيوط. وشتان ما بين خيط وخيط. ودارت الحكاية في القصر وتداولها القوم، يستأنسون بالمقلب الذي وقع فيه ملك العراق. سمعت الملكة بالحكاية فاستغرقت هي الأخرى بالضحك. ولم يذكر ما اذا كان ذلك الجندي قد نال الخيط الذي حلم به. ولكن من يعرف الملكة الأم لا يملك غير ان يتصورها وقد توسطت لدى الآمر بأن يحقق لذلك الجندي بغيته ويرقيه خيطا واحدا الى رتبة جندي اول.


جمع واعداد: خالد عوسي 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...