الاثنين، 13 يناير 2014

ليلة القبض على رئيس الوزراء ( حكمت سليمان )


الصورة - حكمت سليمان مع زوجته هاجر . 

في شباط 1939 كان نوري باشا السعيد في لندن للتباحث مع المسؤولين البريطانيين حول العراق واذا به يعود فجأة الى بغداد . ويبدو ان السفارة البريطانية في بغداد هي التي اوعزت اليه بالصورة بهذه السرعة لقرب وقوع احداث جسام في العرق . وحالما وصل العراق اعلن الاحكام العرفية في بغداد واصبحت قوات الامن والشرطة تحت امرة الجيش وشكل مجلسا عرفيا عسكري برئاسة عزيز ياملكي. يحكي المعاون محي الدين عبد الرحمن معاون شرطة السراي انه كان في احد الايام جالسا في مكتبه استدعاه مدير شرطة بغداد على وجه السرعة فلما دخل عليه اخبره ان رئيس الوزراء نوري السعيد يطلب القبض على حكمت سليمان فورا وايداعه الموقف في شرطة السراي. يقول اسرعت ومعي رئيس عرفاء المركز بركوب سيارة الشرطة واتجهت نحو دار حكمت في الصليخ فاخبرت من قبل عقيلته انه مدعو على العشاء في دار وزير العدلية جمال بابان. وحين وصلت دار الوزير في الاعظمية قرب نهر دجلة استأذنت في طلب مواجهته وادخلت الى احدى غرف الدار فلما حضر الوزير واستفهم عن سبب حضوري قلت له عندي امر بالقبض على حكمت فغضب الوزير وقال اتأخذه من داري وانا وزير العدلية قلت له هذه اوامر نوري باشا شخصيا . فتركني حانقا وذهب الى حيث يجلس المدعويين وبعد برهة قصيرة من انتظاري حضر وزير الشؤون الاجتماعية عمر نظمي ليقول لي اذهب الان فالوقت غير مناسب قلت له معالي الوزير انا انفذ الاوامر الصادرة لي من رئيس الوزراء فتركني عائدا الى حفلة العشاء ثم جاءني السيد احمد الراوي مدير الشرطة العام فقال لي محي ليس من اللائق ان تقبض على حكمت بهذه الصورة قلت له سيدي لقد اعلن نوري باشا الاحكام العرفية قبل ساعات والامر اخطر من ان تتدخل فيه فقال لي قم بواجبك اذن ولا دعوى لي . وفيما انا اراقب الوضع المتأزم في دار الوزير واذا بحكمت سليمان يقترب مني ويقول لي هيا بنا الى حيث تريد فاركبته سيارة الشرطة وذهبت به الى موقف شرطة السراي وحينما سمع رئيس الوزراء نوري باشا بخبر اعتقاله اغتبط وحضر الى مركز السراي ليتاكد بنفسه حيث لم يتصور ان يتم القبض على حكمت بهذه السرعة. وفي الصباح اقتيد حكمت الى المجلس العرفي العسكري المشكل في معكسر الوشاش وبعد المحاكمة صدر عليه الحكم بالاعدام ولم ينفذ الحكم لتدخل السفير البريطاني في بغداد وقد اشار الى حادثة الاعتقال هذه المرحوم ناجي شوكت في كتابه الموسوم (سيرة وذكريات) حيث كان وزيرا للداخلية في تلك الفترة حيث قال في ص 351 من الكتاب ما يلي: "قد علمت في اليوم التالي ان توقيف حكمت في الليلة الماضية جرى بصورة تأباها اللياقة فقد كان مدعوا للعشاء في دار جمال بابان مع جملة من الاصحاب فاستل من بين المدعوين دون ان تراعى حرمة لصاحب الضيافة".

تاليف: رائد العبدلي .
جمع واعداد: خالد عوسي.

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...