الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

تحت موس الحلّاق



المقال : تحت موس الحلّاق .

الصورة : الفنان (حمودي الحارثي) مع رفيق دربه ، الأستاذ (سليم البصري) نهاية السبعينات .

حمودي الحارثي  (عبوسي)  من مواليد بغداد 1936م، من عائلة تعمل في النحت على الخشب ، أخوه ورثها عن أبيه، وعمل عبوسي مع أخيه في هذه المهنة وهو بعمر 6 سنوات، ولهم أعمال نادرة في ( الكاظمية وسامراء وكربلاء والحضرة القادرية وعند مقام النبي حسقيل في الحلة وغيرها من المواقع ) وفي أحد الايام من عام 1957 زارهم بعض الشخصيات المعروفة حينها في محل النجارة، وعندما شاهدوا الاعمال النحتية الجميلة اعجبوا بها وسألوا اخاه عمن قام بذلك، فأخبرهم انه هذا الصبي الصغير، وهو اخي، ولما سألوه عن تعليمه، اجابهم بانه خريج الدراسة المتوسطة، فطلبوا ان يذهب (حمودي) الى معهد الفنون الجميلة في قسم النحت ليصقل موهبته، وفعلا ذهب بعد ان اخذ توصية ( كارت وساطة ) من اقرباء والدته الرياضي الاستاذ (محمد علي صدقي) صديق عميد معهد الفنون الجميلة انذاك الفنان الكبير (حقي الشبلي) استصحب حمودي معه بعضا من اعماله النحتية، وفي الساحة المقابلة للمعهد في منطقة ( الكسرة )، شاهد جلالة الملك (فيصل الثاني) خارجا من البلاط الملكي راجلا ( اصبح البلاط فيما بعد دارا للضباط القادة )، فتقدم اسوة بالآخرين الذين تجمعوا يحيونه، ولما اراد ان يكلمه منعه الحرس، فأشر لهم الملك بالسماح له، ولما مثل بين يديه وسلم عليه، عرض عليه منحوتاته وقدم له ( الكارت) الذي كان معه ، ولما سأله عن علاقته بصاحب الكارت ، اجاب بانه احد اقربائه ، فقال الملك : (هذا الرجل استاذي ومعلمي لمادة الرياضة ) وكتب في ظهر الكارت ، (الاستاذ الكبير حقي الشبلي … ارجو إبداء المساعدة) وقال له ايضا : انت فنان موهوب ولا تحتاج الى الوساطة . ودَّع حمودي الملك ، والفرحة لا تسعه ، وفي باب عميد المعهد ، منعه الفراش من الدخول ، ولما اعلمه انه يحمل كارتا من جلالة الملك ، اخبر العميد بذلك ، ولما سمع الشبلي بأسم الملك ، نهض من مكانه وأدّى التحية وقال (‏‎frown‎‏ رمز تعبيري جيب الكارت) ، وقُبِل الحارثي في قسم النحت ، لكن عائلته منعته من الدوام ، للنظرة الخاطئة نحو الفن آنذاك، ولما حاول اقناعهم وإفهامهم بان القسم الذي يدرس فيه لا علاقة له بما يقصدونه من فنون، لم ينفعه ذلك بشيء مما اضطره لترك منزل العائلة والسفر إلى مدينة البصرة ليبدأ (عبوسي) مرحلة النجومية والتألق .

 إقتباس بتصرف   . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

عوسي الأعظمي أو (جاسم محمد طه) - 70 سنة رياضة و تدريب - الجزء الثاني.


الجزء الثاني من مقال : (عوسي الأعظمي) أو (جاسم محمد طه) 70 سنة رياضة و تدريب . 

الصورة : (عوسي الأعظمي - ستوديو الجمهور) في الأعظمية ، بداية السبعينات .

 ... نتيجة مشاكل و خلافات، تقرر غلق الزورخانات، فإنتقلنا للعب المصارعة الحرة ، و أصبحت من المصارعين المعروفين ، حيث أخذت أقف في الثلاثينات الى جانب (صادق الهندي) و (حساني محمود) و (مجيد ليلو) و (هادي محمد) و (جهاد بهاء الدين) . في عهد (الملك غازي) تم إفتتاح (النادي الأولمبي) "مركز شباب الأعظمية حالياً" فكان حدثاً رياضياً كبيراً و عيّنتُ أنا و (مجيد ليلو) مدربَيْن في النادي براتب شهري قدره (6 دنانير) و كان (حكمت سليمان) مديراً للنادي و لا أنسى أنه كان من المشجعين للرياضة ، و كان يصرف لنا من جيبه الخاص فوق رواتبنا، و تسَّلم إدارة النادي بعده (خليل كنه) ثم (ناظم الطبقچلي) و أخذنا نقيم ألعاب المصارعة و يحضرها (الوصي عبد الإله) و (رشيد عالي الگيلاني) و غيرهما ، و ما زلت أذكر اللعبة التي خضتها عام 1938 مع اللاعب الهندي (علي محمد) من (الجيش البريطاني) في (ساحة الكشافة) و بحضور (الوصي) فتمكنت من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير لي ، و قد بعث لي (عبد الاله) (20 دينارا) كهدية لفوزي هذا . في النادي الأولمبي أخذنا ندرب جيلاً جديداً من المصارعين مثل الدكتور (أموري إسماعيل) و (رحومي جاسم) و (كريم رشيد) لكنني بقيت بطل العراق في المصارعة الحرة و الرومانية [على مدى 18 عام] و يسافر (عوسي الأعظمي) الى الخارج على حسابه ليلتقي بالمصارعين (السوريين) و (اللبنانيين) و (الأتراك) و (البلغار) يقول : إلتقيت بالبطل العالمي اللبناني (زكريا شهاب) عام 1951 فغلبته بالمصارعة الحرة ، لكنه غلبني بالرومانية . و في (تركيا) لعبت مع المصارع (محمد أوغلي) الذي صرعته أيضا، و كانت جولتنا مناسبة للتعرف على مصارعين من بلدان عديدة ، حتى في (بلغاريا) تصارعنا مع مصارعين معروفين آنذاك لم أتذكر أسماءهم ، و كان معي في هذه الرحلة عدد من المصارعين العراقيين منهم (قاسم عبد الباقي) و (يوسف العبيدي) و آخرون ، و حينما عدنا الى (بغداد) قمت بتنظيم أول بطولة في السباحة و على حسابي الخاص ، حيث أعلنت في الصحف ، عن تنظيم بطولة للسباحة تبدأ من منطقة (الراشدية) و ساعدني بذلك الصحفي (عبد الرزاق نعمان) المحرر في (جريدة الزمان) آنذاك ، و شارك فيها سباحون عديدون منهم (علاء الدين النواب) من (الكرخ) "بطل السباحة المعروف" و (جبار علي) من (الفضل) و سباحون من مناطق مختلفة من بغداد . في عام 1952 قام عوسي الأعظمي برحلة اخرى الى الأقطار العربية ، إنتهت بمصر ، حيث إلتقى بالمصارع المصري (إبراهيم مصطفى) الذي ذهب بعوسي الى (النادي الأهلي) و تعرّف فيه على أشهر المصارعين المصريين و يقول الحاج عوسي : لقد إستقبلنا في هذه الرحلة (محمد نجيب) رئيس مجلس قيادة الثورة في (مصر) آنذاك ، و أمر بأن نقيم على حساب الحكومة المصرية ، و نُظِّمت لنا جولات سياحية في مختلف أنحاء (مصر) و بالفعل أَقمت مع زملائي المصارعين العراقيين (20 يوما) هناك أُقيمت لنا خلالها مسابقات على حلبة (النادي الأهلي) و إستفدنا كثيراً بالتعرف على المصارعين المصريين الذين كانوا ماهرين فعلاً . و في (السبعينات) ينتقل عوسي الأعظمي الى العمل في (الكلية العسكرية) كمدرب للمصارعة فيها ، و ليخرِّج أجيالاً أخرى من المصارعين ، بينما يستمر في ممارسة ألعابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها .

مقال  للباحث الرياضي (جميل الطائي) مجلة (ألف باء) عام 1983م .

الخميس، 29 سبتمبر 2016

عوسي الاعظمي أو جاسم محمد طه 70 سنة رياضة و تدريب - الجزء الأول .



المقال : عوسي الاعظمي أو جاسم محمد طه 70 سنة رياضة و تدريب . ج1 .
الصورة : (عوسي الأعظمي) عام 1981م . بعدسة المصور (زهير كاكا) .
رغم أنه بلغ السبعين من عمره ، أو ربما تجاوز هذه السن ، إلا أنه إعتاد النهوض مبكراً كل يوم ، ليؤدي تمارينه الرياضية الصباحية ، ساعة كاملة . أما في الصيف ، فيضيف اليها سباحة 100م ، و يبتسم عوسي قائلاً : قبل أن تسألوا أجيبكم ، لم أتعب ، و أعتقد ، أن السر يعود ، الى أنني ، لم أدخن أو أشرب الخمرة في حياتي . و عوسي الأعظمي بطل الزورخانة ، و المصارع المخضرم ، ولد عام 1913م . و يقول عن إسمه : إنه مجرد كناية أطلقتها عليَّ جدتي ، حينما أوشكتُ على الموت في طفولتي ، و قد نجوتُ بأعجوبة ، أما إسمي الحقيقي ، فهو (جاسم محمد طه) و لكن من يعرفه بهذا الإسم ؟ حتى أبناءه لا يُعرفون في المنطقة و المدرسة و العمل ، إلا بابناء عوسي ، و هذا ما ينسحب على الأبطال العالميين الذين تصارع معهم ، و أشهرهم (الهرگريمر) حيث يسمونه (مستر واسي) ضعف ذاكرة عوسي ، لم تمنعه من إستذكار الأحداث ، و لعله يتذكر القديمة منها ، أكثر من الحديثة ، فيقول عن صورة ثبت عليها أنها أُلتقطت عام 1936م ، إنها قبل حوالي عشرة أعوام !. بدأ لهفته نحو الرياضة ، مذ كان عمره ثمانية أعوام ، حيث علَّمه أبوه السباحة ، أثناء فراغه من عمله كبائع حطب ، ثم أخذ يخرج مع أقرانه الى الشط القريب من محلة سكناه (الاعظمية) للسباحة و اللعب ، و هناك يتحلَّقون حول زورخانات الشط ، التي تُخَطَّطْ على الرمل في الجَزْرات ، و يرقبون المتصارعين في ألعابهم و حركاتهم الرياضية ، ثم في تصارعهم على إيقاعات و غناء بغدادي شجي . يقول الحاج عوسي : ولَّدت هذه الصور الجميلة ، رغبة كبيرة عندي ، و عند جميع أقراني ، بدأنا فعلاً ، نمارس أوليّات المصارعة ، على شاطيء النهر ، و نتلهَّف لسماع أخبار أبطال الزورخانات المعروفين آنذاك مثل (عباس الديك و حجي بريسم و أسطه غني و صبري الخطاط) و لما كانت زورخانات الشط ، ملاعب موسمية ترتبط بفصل الصيف ، علاوة على أنها ، غير نظامية ، فهناك قواعد و أصول و مواصفات للزورخانة ، أخذنا نتساءل عن أماكن تواجد الزورخانات ، و عثرنا على واحدة قريبة منها حيث عبرنا (الجسر الخشبي) الذي يربط (الأعظمية بالكاظمية) و إتجهنا الى (خان كعبوري) لندهش بزورخانة (فاضل التميمي) و كانت دائرة محفورة بعمق متر تحت الارض ، تحيطها كراسي و تخوت للمتفرجين ، و مقابل (10فلوس) يسمح لنا بالدخول في القاعة ، مع الحصول على قطعة حلوى (لُقُمْ) و بدأ أمامنا الصراع البطولي ، و كنا ننتصر لهذا ، و نُصَفِّق لذاك ، إنها صور مشجِّعة و ذكريات بديعة ، بعدها أخذنا نتردد على زورخانات بغداد ، و تعلَّمت المصارعة على يد بعض الأبطال ، مثل عباس الديك و (مجيد ليلو) حيث أخذتُ أُدَلِّكْ لبعضهم و أتعلم المسْكات و الأصول في المواجهة مع البعض الآخر ، و أخذ إسمي يتردد في الثلاثينات ضمن زورخانات بغداد و التي توزعت في محلة (الدهّانة) التي يملكها المصارع عباس الديك و في (الصالحية/نفس مكان الاذاعة والتلفزيون حالياً) و كان يملكها المصارع (محمد الخيّاط) و زورخانة (جامع المصلوب) و زورخانة خان كعبوري . و تعتبر لعبة عباس الديك مع الهرگريمر - المصارع الالماني المعروف ، أشهر لعبة شهدتها بغداد ، حيث جرت على ساحة (المتوسطة الغربية) و بحضور حشد كبير من المتفرجين ، و كنت وقتها أُدَلِّكْ لكلا المتصارعَيْن ، فما إن تمكَّن عباس الديك من الوثوب على گريمر ، حتى أخذت الجموع ، تهتف ، و تطلق الرصاص ، و خرجَت في حينها ، تظاهرة كبيرة . مقال من تأليف جميل الطائي/المدى . 


الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

لا تَهشّوا الذباب .



المقال : لا تَهشّوا الذباب .
الصورة : ( نوري سعيد ) لا يَهش ( الذبابة ) التي فوق حاجبه .
روى لنا الكاتب (سعد محسن خليل) بأن الباشا نوري سعيد ، رئيس وزراء العراق ، كان في جلسة جمعته مع وزرائه و نوّابه ، يتكلم لهم عن حالات الفساد التي شمَّ رائحتها في بعض مفاصل الحكومة ، و عن المسؤولين عنها ، حيث ذكر لهم حكاية قديمة طريفة ، سمعها من والده ، و مفادها . خرج والدي ذات يوم من الجامع ، بعد أن أدى (صلاة الظهر) فوجد رجلاً مسكيناً شحاذاً ، و على عيناه أسراب راكدة من الذباب ، تَمُصُّ بالتَقَيُّح الموجود على جفْنَيْهْ ، تألَّم والدي من منظر ذلك الرجل المسكين ، فتقدم منه و هشَّ بيده لإزاحة الذباب "الموكِّر" على عيناه ، و بعد أن طار الذباب ، صرخ الشحاذ بوجه والدي معترضاً على ذلك ، حيث قال لوالدي " الله لا يعطيك العافية ، لماذا أزحت الذباب عن عيوني" ؟! . إستغرب والدي من ذلك ، و أجابه " أنا خلَّصْتك من الذباب الذي يأكل عينيك و يلوثها و يخربها ." فأجاب المسكين الشحاذ قائلا " إن الذباب القديم الذي طار عن عيني كان قد شبع من مصِّ القيح في عيوني ، و أصبح ضرره و تأثيره محدوداً لا يؤذيني ، و لكن الآن سيأتي ذباب جديد و يقوم من البداية بعملية مَصْ جديدة ، ستكون قوية و ستؤذيني و تؤلمني" . قرأ الباشا هذه الحكاية ، و تأمَّلها ، و أدرك حكمتها و مقاصدها ، و على ضوئها وصف الباشا الوزراء و المسؤولين الفاسدين بالذباب ، الذي كان يعشِّشْ على عيون الرجل الشحّاذ "بطل حكايتنا" . و أشار الى مكافحته و التصدي له ، و إلا فأن الفاسد الجديد سيكون أكثر ضرراً من الفاسد القديم الذي شبع من فساده ، و تتحمل الحكومة مسؤولية عدم كشف و تخليص الناس من ضرره و شره ( إ . هـ ) . [ كانت للباشا فلسفة في حكم العراق ، و أهل العراق . و قد سُئِل يوماً عن الطريقة المثلى في حكم العراق فقال :- " يجب أن تُشعرهم بقوتك ، فهم لايحترمون الضعيف ، و لو كان حكيماً ، ثم تعمل مخلصاً للتعرف على مطالبهم الحقة ، فتبادر الى تحقيق النافع منها ".

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

حفاة على جسر الذهب



المقال : حفاةٌ على جسر الذهب .

الصورة : المليونيرة المعَمِرَة (هيوغيت كلارك) في شبابها .


كاد العثور على جثة مشرّد مجمدة تحت أحد الجسور ، تمر مرور الكرام ، لو لم تكشف التحقيقات ، أن الميت ، سليل أسرة من أباطرة التعدين ، و وريث ، ثروة هائلة ، لم يكن يعرف بها . الحدث تناولته عناوين الصحف الأمريكية (متشرد يرث 19 مليون دولار ويموت قبل تسلمها)(وفاة مشرد قبل تحوله إلى ثري)(مشرد عاش فقيراً و مات متجمداً من البرد ، و هو لا يعلم أنه مليونير) . فعندما توفيت المليونيرة الأمريكية ، غريبةالأطوار (هيوغيت كلارك) خلَّفت وراءها ثروة قدرت ، بنحو 307 مليون دولار على الأقل ، و كان ضمن ورثتها قريب مفقود لها ، يدعى (تيموثي غراي) أوصت بأن يرث نحو %7 من أموالها ، لكن المشكلة كانت في العثور عليه . إن تيموثي هنري غراي (60 سنة) عاش مشرداً ، و عثر عليه الأطفال ، ميتاً على الثلج ، قرب إحدى سكك الحديد في ولاية (وايومينغ) الأمريكية . وتبين أن سبب الوفاة هو انخفاض درجة حرارة جسمه . إن الأميركية (هوغيت كلارك) وريثة (وليام أندروز كلارك) الرجل الذي أعتبر (ثاني أكبر أثرياء أميركا) تركت وصية حرمت بموجبها كل أقاربها من ثروتها ، مما إضطر عائلتها ، للطعن بالوصية . ما أثار ضجة إعلامية كبيرة ، فقد كانت تكره الأقارب و الغرباء ، و تعتقد أن لا أحد يتقرب منها ، إلا من أجل أموالها . و تزوجت كلارك مرة واحدة و من ثم إنفصلت ، من دون أن ترزق بأولاد . و تخلت كلارك عن قصورها وأموالها الكثيرة ، و إختارت العيش في عزلة ، عبارة عن غرفة  في أحدى مستشفيات نيويورك ، طوال 20 عاماً ، قبل وفاتها في مايو 2011م ، عن عمر 104 أعوام. 

                      ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

العازف ( أينشتاين) حساب ضعيف وأداء نظيف



المقال : العازف ( آينشتاين ) حسابٌ ضعيف و أداءٌ نظيف .
عُرف عن العالِم الفذ البرت آينشتاين 1879- 1955 وَلَعَه بالموسيقى وهوايته العزف على الكمان، وهناك الكثير من القصص والنوادر التي تتحدث عن هذا الجانب في حياته، وفيها قدر كبير من التناقض حول مستوى إدائه على الكمان. بدأ آينشتاين تعلم الكمان وهو في السادسة من عمره ، بتأثير أمه ، وكانت عازفة بيانو جيدة، لكنه لم يستمتع كطفل بالعزف على الكمان إلا في سن الثالثة عشرة، عندما "اكتشف" سوناتات الكمان لموتسارت فأحبها، وأخذ يتعلم العزف بشكل أفضل. مع ذلك لم يكن يتمرن بانتظام، وهو شرط أساسي لتعلم العزف بشكل جيد. بعد ذلك رافقه كمانه على الدوام، وكان يشارك في عزف موسيقى الصالة مع الأصدقاء غالباً، لكنه عزف كذلك في مناسبات عامة، منها حفل تكريمه في طوكيو باليابان سنة 1922 عندما قدم سوناتا بيتهوفن المسماة كرويتسر، وهي ليست من الأعمال التي يعزفها الهواة. وكان يعزف في الحفلات الموسيقية التي تقام لاغراض خيرية . وكان آينشتاين مغرما بشكل خاص بموسيقى موزارت وباخ . ومن النوادر التي تروى عنه ، أنه عزف سوناتا لموتسارت ذات مرة مع عازف البيانو النمساوي الشهير آرتور شنابل 1881-1952، عندما أخطأ آينشتاين مرة في الدخول في الوقت المطلوب بالعزف، قال له شنابل: "ألفريد، أنت ضعيف بالحساب!". من جانب آخر، قالت عنه عازفة الكمان ليلي بتشيكوف بعدما عزفا سوية في بيتها في هوليوود سنة 1930 أعمال باخ وموتسارت وشومان أن أدائه كان نظيفاً ولم تصعب عليه حتى أكثر فوغات باخ دقة. كتب عنه ناقد موسيقي بعد سماعه عزف آينشتاين في برلين، أنه "يعزف بشكل ممتاز. مع ذلك لا أفهم شهرته الواسعة في العالم. فهناك الكثير من عازفي الكمان الذين يعزفون مثله دون أن يشتهروا" لربما كان هذا الناقد هو الوحيد في برلين، الذي لم يسمع بالنظرية النسبية يومها. واصل آينشتاين العزف حتى توقف كفه الايمن عن الحركة بالسرعة والدقة المطلوبتين عندما شاخ . كما كان يستخدم الموسيقى كوسيلة للاسترخاء طيلة حياته..

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الخميس، 25 أغسطس 2016

نكهة الأعظمية في المقام العراقي



المقال : نكهة الأعظمية في المقام العراقي .
الصورة : الموسيقار ( طالب القرن غولي ) مع المطرب ( محمد الشامي ) .

الرابط : أغنية محمد الشامي (يفر بيه) http://youtu.be/LC7IKnPSjvY
كانت اغنية (يفر بيّه هوى المحبوب يا يمه) علامة فارقة له، وفي الغناء العراقي ومازالت ، حية وقريبة من الشفاه ، ويتردد صداها في الايام ، على الرغم من مرور عدة سنين على انطلاقتها بداية التسعينات لاول مرة . لكنه لم يتواصل بعدها وظهرت عنه شائعات كثيرة ، وطال غيابه . يقول المطرب (محمد الشامي) :- كنت خلال مدة الغياب متواصلا مع الفن واؤدي التمارين، وانني واثناء دخولي الى المعهد ذهبت وتعلمت (التجويد) على يد الشيخ (جلال الحنفي) الذي كان يدرسنا مادة (اللغة العربية) وبسببي دخلت (مادة التجويد) الى (معهد الدراسات النغمية) وكان من المفروض ان اغني (المقام العراقي) ولكن كانت عندي (لكنة نجفية) وكان لا بد ان تزول ، لكي استطيع غناء المقام ، وعندما درست التجويد زالت ، ثم حاولت ان احصل على (النكهة الاعظمية) فسافرت مع (الملا بدر الأعظمي) و (الملا سامي الاعظمي) وشاركت معهما في إحياء (الموالد) و (المناقب النبوية) بعد ان راحت اللكنة النجفية التي في صوتي ، وكان المطرب (حسين الاعظمي) بسبب هذه اللكنة يقول لي : (انك لا تصلح للمقام لان لكنة بغداد ليست بك) ولكنني تعلمت (اللهجة البغدادية) ونجحت فيها. لقد عشت حياتي السابقة كمهندس وكأنسان ناجح وواعي، ولكنني كنت احس ان الفن اذا ما فارقني لحظة احسني ميتا . لقد كنت امشي وراء الفنان (طالب القره غولي) من (وزارة الاعلام) الى (الاذاعة) فاستمتع بمشيته وكأنه يغني لي، كنت استمتع بايقاع مشيته، هذا اوصل الحس عندي بالآخرين، وبالضبط صرت ارى الحياة (ديجتال)، ارقام ، واستمتع على قدر ما يحمله ذلك الانسان من شعور صادق وابداع .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الجمعة، 5 أغسطس 2016

مصارع على بساط الريح



المقال : مصارع على بساط الريح .

الصورة : (نادي الأعظمية الرياضي) الواقع في (شارع الشباب) . من اليمين ، بطل العراق ، المصارع (خالد دَدَوْ) ثم المصارع و المدرب العراقي الكبير (عبد الرزاق محمد صالح) و من بعده المصارع (هشام نورمان) ثم (خالد عوسي) و (عوسي الأعظمي) ثم المصارع و المدرب الكبير (حسين علي عبود) في عام 1971 م .

إحتوى (نادي الأعظمية) و (النادي الملكي - الأولمبي) على خيرة اللاعبين الذين أنجبهم العراق في المصارعة و الملاكمة و كرة السلة و كرة الطائرة و السباحة و غيرها من الألعاب الفردية و الجماعية . و كان من أبرزهم ، المصارع الدولي و المدرب العراقي الكبير (عبد الرزاق محمد صالح الدليمي) الذي تحدَّث عنه الأستاذ (سمير الشكرچي) قائلاً :- هو إبن الاعظمية الذي تخصص في خطف الذهب في الدورات الرياضية العربية !! ولد في منطقة (السفينة / الأعظمية) عام 1935م . هو بعض من جيل كتب إسمه بحروف من ذهب ، أمثال (أموري اسماعيل) و (إبراهيم طه) و (خلدون عبدي) و (صالح مهدي) و (صبيح كرادي) و (كريم رشيد) وغيرهم ، أشرف على تدريبه عام 1954 المدرب الألماني (الهر گريمر) ضمن تشكيلة المنتخب العراقي ، إضافة الى (رحومي جاسم) و (حسن عبد الوهاب) و (جلال شاكر) و (صالح مهدي بحر) و (لطيف شهاب) و (خالد أحمد) فاز ببطولة العراق للوزن الخفيف عام 1955 ، و التي بقي محتفظاً بها منذ ذلك التاريخ حتى إعتزاله ، فاز عام 1957 ببطولة وزنه وحمل (الميدالية الذهبية) في (الدورة الرياضية العربية الثانية) التي جرت في (بيروت) أسهم وزميله (رحومي جاسم) عام 1959 في تكوين فريق للمصارعة ، في سلك الشرطة ، وفي نفس العام شارك في (بطولة العالم) التي اقيمت في (طهران) و من نتائجه المتميزة تاريخياً ، تعادله مع المصارع العالمي الاذربيجاني (صاري أحمدوف) في النزال الذي جرى بتاريخ 7/5/1962 على (قاعة الشعب) في بغداد ، و في آذار عام 1963 كان ضمن الوفد العراقي الذي شارك في لقاءات (كرمنشاه) و حصل على (الوسام الفضي) في (بطولة العالم العسكرية) التي جرت عام 1963 في (القاهرة) و حصل على بطولة (الدورة الرياضية العربية الرابعة) التي جرت في (القاهرة) عام 1965وزيَّن الوسام الذهبي صدره ، في (دورة الكانيفو الآسيوية) عام 1966 و حصل على (الوسام البرونزي) فاز عام 1967 على البطل السوري (فيصل زهرة) في بغداد . إعتزل عام 1972 و إنتقل الى التدريب في فريق (نادي الشرطة) . يقول الأستاذ (مؤيد البدري) :- بعد عودة وفد المصارعة الذي شارك في بطولة آسيا للناشئين ضيَّفت مدرب الفريق (عبد الرزاق محمد صالح) و مجموعة من المصارعين في برنامج (الرياضة في إسبوع) و عندما شارف اللقاء على الإنتهاء حاول المدرب عبد الرزاق أن يتكلم ، لكنني و بسبب ضيق الوقت لم أسمح له بذلك ، و إنتقلت الى فقرة أخرى . بعد إنتهاء البرنامج ، سألت المدرب عبد الرزاق ، الذي كان يسكن محلتي السفينة نفسها ، و تربطنا علاقات وثيقة مذ كنا أطفالاً ، ما الشيء الذي أَرَدْتَ الكلام عنه ؟! فقال رحمه الله على بساطته : ( والله أستاذ ردت أقول صارلنا إسبوع من رجعنا ولا واحد كرَّمنا)! . كان البطل (عوسي الأعظمي) معجباً بالمصارع (عبد الرزاق) كثيراً ، حيث كان يقول :- من الصعب أن تطبق على (إرزوقي) مسْكة ، فهو كالطائر على بساط المصارعة . و كان يرى فيه الإخلاص و الحرص و المثابرة مع الأخلاق في التدريب . رافقه و أحبه ، و حزن على فراقه كثيراً . فقد أدركته المنيَّة ، حين صعق بالكهرباء أثناء عمله في مركز شباب الحرية ، بتاريخ 7/7/1977 م . رحم الله ذلك الطائر ، على ذلك البساط . 
. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ملك في الذاكرة


المقال : ملكٌ في الذاكرة .

لم يكن الملك فيصل الثاني ، كبقية من كان في عمره ، كان يرسم على وجهه إبتسامات حزينة . ولم يتكلم إلا إذا سُئِل ، ولم تعجبه الثرثرة أبداً . تعّلم ألا يكون لوحده أبداً ، فمنذ طفولته تعّود أن يحيطه الكبار ، وقد عرفت أن خالته الأميرة عابدية بدأت ترعاه بعد وفاة أمّه التي كانت له سندا ، وبموتها فقد الملك الطفل فيصل الثاني كل فرحة ، ولكنه كان إنساناً عجيباً في كظم حزنه . كان يعجبه إحتساء الشاي بالحليب ، ويعجبه إستقبال الشباب العراقي من الفتوة . ويرحب دوماً بجولات في شوارع بغداد ، إذ كان يرغب أن يكون في سيارة مكشوفة ، ليحي شعبه الذي يصفق له كلما يراه . كان يعشق الصور الفوتوغرافية ، ومراقبة الأفلام السينمائية . كان يحب الرسم ، وبدأت هوايته منذ سن مبكرة ، كان يتكلم مع مربيته ومعلمته بالانكليزية ، التي نجحت في غرس جُمل كثيرة من التعابير والمصطلحات النادرة والثمينة في ذهنيته ، وعلمته كيفية النطق بها منذ صغره حتى يمكنه في المستقبل أن يتميز بها على ملوك الأرض وزعمائها . ولكن القدر لم يمهله لينتفع العراق بمثل هذا الملك ، الذي يبدو أنه لم يخلق للعراق أبداً !
المصدر: (من مذكرات روزاليند راميريس 1912 - 1999م) .

أيام السباحة في نهر دجلة


الصورة : من اليسار ، كاتب المقال (وسام الشالچي) مع خاله (سعد) منتصف السبعينات .

زمان .. في النصف الاول من عقد السبعينات كانت لدينا فعالية انا وخالي (سعد) هي السباحة عصرا بنهر دجلة . لقد كان بيتنا (قرب ساحة عنتر ، بالاعظمية) ليس بعيدا عن المنطقة التي كنا نسبح فيها قرب (كورنيش الاعظمية) لكننا لم نكن نذهب وحدنا بل كنا طيلة أيام الصيف على موعد يومي مع زوج عمتي الاستاذ (ابراهيم الشالچي) ، حيث كان يأتينا عصرا بحدود الساعة الخامسة بصحبة ولده (قصي) رحمه الله ، وربما يصحبه ايضا أحد اصدقائه . 
كنا نسمع صوت رنّة هورن سيارته وهو بباب البيت فنخرج اليه مسرعين لنركب معه ثم نتوجه الى المنطقة المحصورة حاليا بين (جسر 14 رمضان) والذي لم يكن موجودا في وقتها و (ساحة الدلال) والتي كانت منطقة مكشوفة في حينها وفيها جرف طويل صالح للسباحة يستغله اغلب اهالي الاعظمية لممارسة هذه الهواية . وعلى مدى ساعتين او اكثر كنا نتمتع بالسباحة في النهر حيث كان الماء صافيا ونقيا كالزلال وارض الجرف زاخرة بالرمال النظيفة التي تتوهج حين تسقط عليها اشعة الشمس لتبدو وكأنها رمال من ذهب . كنا كثيرا ما نعبر الشط لنصل الى (منطقة السايلو) في المنطقة المقابلة (بالكرخ) حيث يستقبلنا السباحون في الجهة المقابلة بالتحية والترحاب , وحتى اتذكر ، كيف كنا نعبر الشط مرتين في اليوم الواحد ، أحياناً . كانت اجمل اللحظات برحلتنا اليومية هي حين نتوسط النهر حيث نشعر بسرعة تيار الماء القادم من الشمال من مناطق (الكاظمية) و (الگريعات) والمتجه جنوبا حيث (جسر الصرافية) ثم وسط (بغداد) كان عمّو ابراهيم يغط بالنهر في تلك اللحظات ثم يخرج رأسه وينتصب في وسط النهر وهو يصيح باعلى صوته (نحمد الله على هذه النعم) من شدة الشعور بالانتعاش والسعادة والتي كنت انا ايضا أحسها بقوة مثله . كثيرا ما كنت اشعر بالاسماك وهي ترتطم بأرجلي الغاطسة بالماء , لكني كنت لا اخاف من هذا بل اخاف فقط من (السويرة) التي كان يحذرنا منها السباحون ويقولون بأنها تغرق امهر سباح . لذلك كنا لا ننسى بان نأخذ معنا (چوب) خلال سباحتنا للإحتياط وللطواريء . اذكر جيدا في احدى المرات حين وصلنا الى (منطقة السايلو) حيث الارض صخرية خرجنا قليلا لنستريح فاخترقت قطعة زجاج محشورة بين الصخور رجل خالي سعد فاخذ ينزف منها بغزارة . سارع احد الأخوة من الجهة المقابلة فجلب قطعة قماش كبيرة لف بها الجرح فتوقف النزف , ثم تطوع احد الكرخيين يملك زورق بان ينقله بزورقه الى الجهة المقابلة . عدنا نحن الى الجرف المقابل سباحة حيث سارع زوج عمتي الى اعادتنا للبيت حيث قمنا باسعافه . كانت حياة جميلة للغاية لا نشعر ابدا فيها بالخطر او الخوف من شيء , وكان الناس يعيشون متآخين لا يستغرب أحدا من أحد , وليس هناك مشاعر كره او احاسيس طائفية في نفوس الناس بل احاسيس الحب والعطف تملأ الوجدان والقلوب . لقد كانت فعلا ايام رائعة مملوءة (بالنِعم) كما كان يقول عنها زوج عمتي , الرحمة عليه وعلى تلك الايام التي ذهبت وما اظن ان لها من عودة ..
.(منقول بتصرف خالد عوسي الأعظمي ) . .

الخميس، 4 أغسطس 2016

العندليب الأسمر في بغداد





المقال : العندليب الأسمر في بغداد .

الصورة : الرئيس العراقي (عبد السلام عارف) في القصر الجمهوري ، يستقبل الفنان (عبد الحليم حافظ) لدى زيارته الثانية الى العراق عام 1965م . 


في ذلك الصباح الندي الرائق ؟ من ذلك الصيف البديع ! ، دعت الصحف العراقية ، جماهيرها ، الى حضور حفلة ساهرة كبرى ، في الثامنة ، من مساء نفس اليوم . يحييها ساحر ذلك الزمان (العندليب الأسمر ، عبدالحليم حافظ) أفضل من ذوَّب قلوب العذارى ، بل ، و العانسات أيضاً !! , و كانت الصحف ، تحمل البشرى التي لم تتهيأ من قبل ! . فقد نُشِرَ الخبر في أغلب الصحف ، بمكان بارز مع صورة (صاحب الصوت الدافيء ، حتى في برد كانون) ليس لي بالطبع . ولكن لجميلات وشباب العرب ! . و لقد كان من المفرح حقاً ، أن سعر التذكرة لايتجاوز سعر أكلة ( باچة) أو (كباب) عراقي ! . فقد جاء عبد الحليم حافظ ، للمرة الأولى ، مع وفد الفنانين العرب ، لإقامة حفلتين في بغداد ، ليومي (الثلاثاء 9 و الخميس 11 يونيو حزيران 1964م) على مسرح سينما النصر ، بدعوة من إذاعة فلسطين ، لدعم صندوق فلسطين ، و كان معه نجوم الفن العربي ، و الذين وصلوا بغداد يوم 8 حزيران ، فيما حضر العندليب ، فجر اليوم التالي (يوم الحفل الساعة 5,30 صباحاً) قادماً من الأردن . بعد أن ساهم في إحياء حفل زفاف إبن شقيق نهلة القدسي (زوجة محمد عبد الوهاب) بالإضافة لحفلي (5 - 6 يونيو) في عمّان . كان مقر إقامة الضيف الفنان عبدالحليم حافظ ، في فندق بغداد الدولي ، مقابل دار سينما النصر تقريباً ، في شارع السعدون ، أهم شوارع بغداد في ذاك الوقت ، الذي إكتظ بالفتيات والنسوة المعجبات ، فقد شهد الشارع تظاهرات نسوية ضخمة طيلة مكوث العندليب في بغداد ، و كذلك المعجبين من الرجال ، الذين جاؤوا لمشاهدته وجهاً لوجه ، حتى وصل الأمر ، لغلق الشارع عدة مرات ، بسبب الإزدحام الكثيف ، الذي عرقل سير المركبات . {ويستذكر الاعلامي (محمد سبع الفياض) عندما كان يعمل مدير ستوديو التلفزيون قائلا :- حضر لتلفزيون بغداد عبد الحليم حافظ فكُلِّفْت بإجراء حوار تلفزيوني معه والتقطنا صورة تذكارية داخل المبنى} . كان الفنان عبد الحليم حافظ ، ضمن وفد الفنانين العرب ، الكبير العدد ، من الفنانين والفنانات والموسيقين والعازفين الكبار والفنيين المرافقين للوفد ، والذي ضم كل من المطرب (محمد قنديل - غنى ، وحدة مايغلبها غلاب و على بغداد) وغنت (نجاة الصغيرة - لاتكذبي) و (كارم محمود - أمجاد ياعرب أمجاد) و (شريفة فاضل - السقايين) و (هدى سلطان - إن كنت ناسي افكرك) و (لبلبة - تقليد الفنانين) و (مها صبري - فيها گول) و (فائزة أحمد) و (أحمد غانم) و (ثريا حلمي) و (إسماعيل ياسين) و (إسماعيل شبانة - شقيق عبد الحليم) و (محمد عبد المطلب) و (صباح) و (فهد بلان) و (سميرة توفيق) و (فايدة كامل) و (مريم فخر الدين) و (أمينة رزق) وربما هنالك آخرين . و بعد أن قدمه الفنان (حسن يوسف) غنى عبد الحليم حافظ ، مجموعة من أغانيه : الحلوة ، المسؤولية ، بلدي الثوار ، وحياة قلبي وأفراحه ، حكاية شعب . و رافق حسن يوسف ، عبد الحليم ، الى الموصل ، و قدمه هناك أيضاً . و في إحدى حفلتي (عام 64) نشرت مجلة مصرية مشهورة ، صورة عبد الحليم حافظ ، يمسك بيد الفنان (رضا علي) ويقول إنه عبد الحليم حافظ العراق ! . أما الزيارة الثانية والاخيرة لعبد الحليم مع وفد الفنانين العرب الى بغداد ، فقد كانت عام 1965م ، حيث قدم فيها أغنية (يا أهلا بالمعارك) و (بلدي الثوار) في دار سينما النصر أيضاً . كانت بغداد ، عرساً عربياً كبيراً ، و حكاية (حليم) إحدى حكايات الزمن الجميل !

رجلٌ يساوي وزنه دُرَراً


المقال : ( رجلٌ يساوي وزنه دُرَراً ) --- 
للكاتب الصحفي الأستاذ (سمير الشكرچي) .

الصورة : (عوسي الأعظمي) يقف على نهاية (الجَزْرة) وسط نهر دجلة ، مقابل (قصر بلاسم - الأعظمية) و تظهر في الخلف ضفة (بساتين الكاظمية) عام 1936م .


هذا الرجل الذي سأتكلم عنه اليوم ، ولد في زمانٍ غير زمانه ، و تفوَّق على التاريخ و الجغرافيا ، و على نفسه ، يوم أصدر صحيفةً رياضية ، و راسل صحف العالم المتخصصة بكمال الأجسام ، و هو أمي ، لا يجيد القراءة و الكتابة ، كما تعلمها أغلب إعلاميي اليوم ، ولد (جاسم محمد الأعظمي) عام 1913م ، في منطقة (الأعظمية) و عمل منذ طفولته ، مع والده (الحطّاب) و إمتلك قوة جسدية غير إعتيادية ، جعلته متميزاً حتى بين من هم أكبر منه عمراً ، في السباحة و الجَري و المصارعة و ممارسة الحركات الجمبازية الأرضية ، أطلقت عليه جدته ، لقب (عوسي) بعد أن إختنق في طفولته ، و بلغ حد الموت ، و بقدرة قادر ، عاد ليتنفس فأصبح عوسي ، منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته ، مارس المصارعة في الزورخانات ، في الثلاثينات ، و تعلم أبجدياتها ، على يد (عباس الديك) و (مجيد ليلو) و بدأت الصحف تنشر أخباره منذ تلك الفترة ، كونه لم يكن مصارعاً فقط ، و إنما برز في مجموعة ألعاب ، منها ، كمال الأجسام و السباحة و ركوب الدراجات والجمناستك ، و من أبرز محطاته ، أنه كان يطبع صوره ، و يوزعها على معجبيه ، و دخل التاريخ كونه أول عراقي ، أقام سباقاً للتزلج شتاءً ، و وضع كأساً بإسمه للفائز ، أبرز نتائج المصارعة التي برز فيها ، كانت فوزه على المصارع الهندي (علي محمد علي) عام 1938م ، في نزال أقيم على ساحة الكشافة بحضور الأمير (عبد الإله) الوصي على عرش العراق ، الذي أكرم عوسي ، بمبلغ 20 ديناراً ، تقديراً لإنجازه . في عمر الخامسة بعد الثلاثين ، بدأ مشاريعه الكشفية ، و السياحية ، بالتجول في الأقطار الشقيقة ، على دراجته الهوائية ، و إستغل تواجده في (لبنان) و (تركيا) لينازل و يفوز على البطلين ، اللبناني (زكريا شهاب) و التركي (محمد اوغلو) إضافة الى عدد آخر من مصارعي (بلغاريا) رحم الله عوسي ، الرجل الذي لن يتكرر ، الذي كانت أبرز إنطلاقاته الكشفية ، عند بلوغه (مصر) عام 1952م ، حيث تدرب مع مصارعيها ، و نازل عدد منهم ، إضافة الى مقابلته للرئيس (محمد نجيب) الذي أمر بإقامته في مصر ، على حساب شعبها و حكومتها ، و تنظيم جولات سياحية له ، على إمتداد بلاد الفراعنة .

. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

( السياب ) بين الذهاب و الإياب

المقال : ( السياب ) بين الذهاب و الإياب .

كتب (هادي الحسيني) عن مشاهدته لبرنامج ، عن حياة الشاعر العراقي (بدر شاكر السياب) و كيف تم علاجه في مستشفى لبناني ، عام 1962م ، و قد فشلت عمليته ، الأمر الذي ناشد الادباء في (لبنان) الزعيم (عبد الكريم قاسم) بأن ينقذ حياة هذا الشاعر المهم ، فأمر قاسم ، بمنحة للشاعر ، و قدرها 500 دينار عراقي ، و يذهب الى العلاج في (لندن) و أثناء علاجه ، داخل المستشفى البريطاني ، الذي وافق يوم 8 شباط ، وجاء الطبيب المعالج ، ليقول للسياب ، هل سمعت أخبار بلدك العراق ؟ ، فقال : لا ، قال الطبيب: إن الزعيم قاسم قد مات هذا اليوم .... كان السياب لا يستطيع تحريك قدميه بسبب الشلل ، وحين سمع بالخبر قال للطبيب ، أجمل خبر سمعته ، و أحس الآن بأني أستطيع المشي . يضيف الحسيني ، السياب ناكر للجميل و لعل الشاعر الراحل (جان دمو) كان على حق حين قال أن البياتي أفضل منه بكثير . ( إ هـ . عدنان أبو زيد ) . في طريق عودة السياب من لندن الى العراق عام 1963م ، مر (بباريس) و قضى فيها أياماً ، بصحبة بعض الأصدقاء ، و منهم (سيمون جارحي) و الصحفية البلجيكية الأصل (لوك نوران) التي كان قد التقى بها في (بيروت) من قبل ، و كانت مهتمة بترجمة بعض شعره الى الفرنسية . و قد ساعده سيمون جارحي في إستشارة طبيب فرنسي مختص بالأعصاب ، ولم يختلف تشخيص الطبيب الفرنسي عن تشخيص الأطباء الإنكليز ، في ندرة مرض بدر ، و عدم توصل العلم آنذاك لعلاجٍ له . فارق بدر الحياة ، في المستشفى الأميري (بالكويت) يوم الخميس 24 كانون الأول عام 1964م . في يوم إستمر هطول المطر فيه بدون توقف ، كأني به ، يودع إنساناً تغنى به طويلاً ، و أنشد أجمل و أروع قصائده فيه ، نقل جثمان بدر الى (البصرة) بصحبة صديقه الوفي (علي السبتي) و وصلت الجنازة (العراق) في اليوم الذي يحتفل العالم كله بميلاد السيد المسيح ، الذي طالما تماهى بدر بسيرته . و وري الثرى في مقبرة (الحسن البصري) و لم يمش في جنازته إلا نفر قليل ، إلا أن المطر ظل ينهمر .
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ... مطر ... مطر ...
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى . 


. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

وصول الإسلام الى ( فلسطين )


اليوم : الثلاثون من رمضان .
المقال : وصول الإسلام الى ( فلسطين ) .
أرجو مشاهدة الرابط : كيف بدأت قضية فلسطين ؟ http://youtu.be/T3UQV6UK-KQ
الصورة : (القدس - بيت المقدس) من اليمين (قبة الصخرة) و من اليسار (المسجد الأقصى) .
أرسل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، عدة جيوش سنة 633م لفتح بلاد الشام بقيادة عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وأبي عبيدة بن الجراح، فهزم يزيد الروم في وادي عربية جنوب البحر الميت وتعقبهم حتى غزة في عام 634م. وأحرز عمرو بن العاص انتصارات كبيرة على الروم في معركة أجنادين عام 634م، وفتح فحل وبيسان واللد ويافا . ثم قام خالد بن الوليد بتوحيد الجيوش الإسلامية في جيش واحد، وانتصر على الروم وطردهم . في معركة اليرموك . وبعد وفاة الصديق ، اشترط البطريرك صفرونيوس أن يتسلم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنفسه مدينة القدس " إيلياء" . ومن أعظم آثار الأمويين في فلسطين ، قبة الصخرة التي بناها عبد الملك بن مروان في الموضع الذي عرج منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج، والمسجد الأقصى الذي أتم بناءه الوليد بن عبد الملك ، ومدينة الرملة التي بنى فيها سليمان بن عبد الملك قصره الشهير والمسجد الأبيض . وفي القرن 3هـ استولى الطولونيون على فلسطين، أما في القرن 4هـ ، فقد أغار القرامطة على فلسطين وأحدثوا فيها من السلب و النهب . بدأت الحروب الصليبية بخطبة للبابا أوربان الثاني سنة 1095م طالب فيها العامة بتخليص قبر المسيح المقدس من أيدي المسلمين وتطهير القدس منهم. فقاد بطرس الناسك أولى الحملات العسكرية التي استمرت قرنين ، واحتل الرملة ودمر يافا وحاصر القدس بجنود يقدر عددهم 40 ألفًا، وبعد شهر من الحصار استسلمت الحامية المصرية الصغيرة التي كانت موجودة هناك، فدخلوا القدس عام 1099م وقتلوا فور دخولهم 70 ألف مسلم . وأعلن الصليبيون إقامة مملكة لاتينية في القدس ومدوا نفوذهم إلى عسقلان وبيسان ونابلس وعكا واستقروا في طبريا. نجح نور الدين زنكي بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية في استعادة بعض المدن والإمارات، واستكمل صلاح الدين الأيوبي تلك الانتصارات فكانت معركة حطين الشهيرة التي استرد بعدها بيت المقدس عام 1187م. في عهد الدولة المملوكية استطاع سيف الدين قطز والظاهر بيبرس الإنتصار على المغول في معركة عين جالوت في عام 1259م . وواصل خليل بن قلاوون تحرير بقية المدن الفلسطينية التي ظلت بحوزة الصليبيين حتى طهرت البلاد منهم تمامًا عام 1291م . انتصر العثمانيون على المماليك في معركة مرج دابق بالقرب من حلب عام 1516م ودخلوا فلسطين التي أصبحت تابعة للحكم العثماني منذ ذلك الحين ولمدة أربعة قرون . حاولت فرنسا بقيادة نابليون غزو فلسطين عام 1799م ، ولكن الحملة ارتدت مهزومة بعد وصولها إلى عكا، قرر محمد علي والي مصر عام 1838م توسيع ملكه بضم بلاد الشام، فنجح ابنه إبراهيم باشا في فتح العريش وغزة ويافا ثم نابلس والقدس. ولم يدم حكم محمد علي للشام أكثر من عشر سنوات لتعود مرة أخرى إلى الحكم العثماني. .بعد انتصار القوات البريطانية على تركيا في الحرب العالمية الأولى بقيادة الجنرال اللنبي دخلت فلسطين عام 1917م تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948م. انسحبت بريطانيا بعد ذلك مفسحة المجال أمام الصهاينة لإقامة دولتهم في فلسطين التي سميت إسرائيل، ونجحت العصابات الصهيونية بمساعدة كل من بريطانيا والولايات المتحدة في إلحاق هزيمة بالعرب في حرب 1948م، وأعلنوا قيام دولة إسرائيل بعد غياب عن الساحة الفلسطينية دام لأكثر من ألفي عام. 
. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الاثنين، 4 يوليو 2016

الإسلام في بلاد الغال ( فرنسا ) .


اليوم : التاسع و العشرون من رمضان .
المقال : الإسلام في بلاد الغال ( فرنسا ) .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في فرنسا http://youtu.be/8WvoTjcNgvM
الصورة : إفتتاح (مسجد الإحسان) أكبر مسجد و مدرسة إسلامية في أوربا (8000 م٢) من قبل رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق (رانسوا فيون) في (ارجنتاي - ضاحية باريس ، حيث يعيش فيها أكثر من 30000 مسلم) في اول مبادرة من نوعها لرئيس حكومة .
كان أول من غزا (بلاد غالة - فرنسا) من ولاة الأندلس : السمح بن مالك الخولاني (100- 102هـ) فقد بدأ بالاستيلاء على أربونة، ثم مضى في تقدمه حتى فتح طولوشة أو تولوز، واستولى على ولاية سبتمانية كلها، وأقام بها حكومة مسلمة في هذا الوقت المبكر. وقد اتخذ من أربونة قاعدة للجهاد وراء جبال البرت، وتوغل في إقليم أكيتانية، غير أنه استُشهد في يوم عرفة سنة 102هـ في موقعة بالقرب من طولوشة . تولى بعده عنبسة بن سحيم الكلبي سنة 103هـ، وقد عبر بجيوشه جبال البرتات، وتابع حركة الفتوح لإقليم سبتمانية بمدنه السبع، وافتتح إقليم بروفانس، واتجه شرقا حتى بلغ نهر الرون ثم صعد مع النهر شمالا حتى بلغ مدينة ليون. وتوغل بعدها حتى كان على بعد 70 كم من جنوبي باريس الحالية، وهي أبعد نقطة وصل إليها المسلمون شمالا، وتبعد نحو 800 كم شمال جبال البرتات، وفي طريق عودته ، قتله الفرنجة ، سنة 107هـ . وفي 112هـ ، عُيِّن ثانيةً ، عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي والياً ، وسار بجيوشه (100000) نحو الشمال، وعبر جبال ألبرت من طريق بنبلونة متجها إلى دوقية أكيتانية -أعظم ولايات غالة في ذلك الوقت- فاكتسحها، ودخل عاصمتها برديل عنوة، ثم واصل زحفه حتى أشرف بجيشه على نهر اللوار واستولى على مدينتي بواتييه وتور، وما كاد يخرج الجيش الإسلامي من بواتييه في طريقه نحو باريس حتى فوجئ بوصول جيش هائل من الفرنج والمرتزقة يقوده (شارل مارتن - قارله) وعلى بعد 20 كم شمال بواتييه في الطريق إلى تور جنوبي مجرى اللوار في موضع قريب من طريق روماني قديم هو المسمى بالبلاط, حدثت معركة بلاط الشهداء - بواتييه) في أواخر شعبان 114هـ . وإستمرت 8 أيام . وعلى الرغم من هزيمة المسلمين فيها ، فقد بقيت حامية عسكرية عربية في مدينة أربونة جنوب غربي فرنسا نحو 20 سنة محتفظة بذلك البلد وبجانب كبير من سبتمانية، ولم ينسحب المسلمون من غالة تماماً إلا بعد قيام الدولة الأموية في الأندلس سنة 138هـ وقرار صقر قريش عبد الرحمن الداخل بسحب قوات المسلمين من غالة . وفي القرن 3هـ استطاع البحارة الأندلسيون الاستيلاء على مدينة نيس واستوطنوا الشواطئ الفرنسية الجنوبية ونشأت دولة أندلسية في جنوب فرنسا ووصلت إلى سويسرا ولم تهزم هذه الدولة إلا بعد 82 عاماً، واحتل الأغالبة جزيرة كورسيكا في سنة 191 هـ وظلّوا فيها 142 عاماً . وفي القرن 16م نفت إسبانيا الكاثوليكية الغالبية من الموريسك إلى جنوب فرنسا وقد بلغ عدد هؤلاء المسلمين الذين يبطنون إسلامهم أكثر من 150000 واندمجوا مع تعاقب الأجيال في المجتمع الفرنسي . وسواء احتلت فرنسا بلادا إسلامية (الجزائر عام 1830) أم انسحبتْ عنها فقد صحب ذلك في كلتى الحالتين هجرة لأعداد ضخمة من المسلمين إلى أرضها . وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أصدرت فرنسا قانونا، يعدّ استثناء من علمانيّتها، يمكّنها من بناء مسجد ومعهد إسلامي في عاصمتها لمكافأة المسلمين وعرفانا منها لتضحيتهم في الدّفاع عنها. وقد دشّنت هذه المؤسّسة الدينية في الدائرة الخامسة من باريس في حفل رسمي عالمي سنة 1926م . يصل عدد المسلمين في فرنسا اليوم الى أكثر من 6 مليون نسمة مع أكثر من 2265 مسجد.
. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الإسلام في ( كوريا الجنوبية ) .





اليوم : الثامن و العشرون من رمضان .
المقال : الإسلام في ( كوريا الجنوبية ) .
أرجو مشاهدة الرابط : المسلمون في كوريا الجنوبية http://youtu.be/qVHq858IjGc
الصورة : المركز الإسلامي في العاصمة الكورية سيؤول .
يشير تاريخ كوريا، إلى أن العرب وصلوا إليها في وقت مبكر، فقد أشار ابن خرداذبه في كتابه "المسالك والممالك"، إلى وصول التجار العرب إلى بلاد سيلا (مملكة كورية قديمة) في القرن 9م ويشير التاريخ الكوري ، إلى علاقات تجارية بين العرب وبلادهم ، في القرن 11م ففي سنة 1040م زار وفد من التجار العرب كوريا، وقدموا هدايا من الزئبق والمرجان ، إلى الملك (جوان جونج) ولقد جاء العرب إليها من الصين . والوصول الفعلي للإسلام جاء أثناء الحرب الكورية الأخيرة ، بعد سنة 1950م ، فقد وصلت إلى كوريا الجنوبية قوات تركية ، ضمن قوات هيئة الأمم المتحدة ، وكان إمام هذه القوات (الشيخ عبد الرحمن) وشيدت القوات التركية مسجدًا لتأدية شعائر الإسلام في سنة 1956م ، وكانت هذه البداية ، وأقبل الكوريون على اعتناق الإسلام ، فإعتنق 4000 كوري الإسلام ، ثم أخذ عدد المسلمين يتزايد، وتكون الاتحاد الإسلامي الكوري في سنة 1963م ، وفي سنة 1966م ، أعيد تنظيم الاتحاد الإسلامي الكوري ، وبني مسجد مؤقت في سيول . وللمركز الثقافي الإسلامي السعودي نشاط في الدعوة الإسلامية ، بين الكوريين العاملين بالمملكة العربية السعودية ، وأسلم آلاف منهم . يبلغ عدد المسلمين في كوريا الجنوبية نحو 130 ألفاً، من أصل حوالي 49 مليون نسمة ، بحسب تقديرات اتحاد المسلمين الكوريين ، وينتشر المسلمون بشكل أساس ، في 3 مناطق هي سيول العاصمة وديوسان وكوانجو . والبوذية هي الديانة الرسمية في البلاد ، حيث يشكل البوذيون حوالي 52% من عدد السكان ، فيما يمثل المسيحيون نحو 20% إضافة إلى المسلمين ، أما النسبة المتبقية فلا تنتمي إلى أية ديانة . وهناك معتقدات أخرى ، مثل الكونفوشيسية ، أي أرواح الآباء والأجداد ، ومنهم مَن يعتقد بوجود آلهة للخير والشر (الكيوشين) وأغلبية الكوريين لا يعتقدون بإله أو دين ، ومنهم من يشعر بنقص في شخصيته ، فيتظاهر بالانتماء لأية ديانة . ولذلك ، فمن السهل جداً على الكوري قبول دعوة أي دين ، إن كان له مصلحة له فيه . اعترفت وزارة الإرشاد الكوري ، بالاتحاد الإسلامي بكوريا سنة 1967م ، وتبرع رئيس جمهورية كوريا آنذاك ، بمساحة تقدر 5000م٢ لإقامة المسجد الإسلامي الرئيسي والمركز الإسلامي بسيول ، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع في سنة 1971م ، وفي سنة 1972م تشكلت لجنة من الاتحاد الإسلامي الكوري ، لبناء المسجد والمركز الإسلامي بكوريا ، وفي سنة 1974م احتفل بإتمام بناء المركز الإسلامي بسيول ، وحضر الاحتفال وفود من بعض الدول الإسلامية والعربية ، وفي سنة1981م ، افتتح المجلس الإسلامي الكوري مسجدين في مدينتي (بوسان) و (كوانجو) ولقد وصل عدد المساجد في كوريا الجنوبية إلى 8 مساجد . كما تكونت بالمركز الإسلامي في مدينة "سيول" أول جمعية إسلامية خيرية ، لتلقي أموال الزكاة من المسلمين ، وإنفاقها في مصارفها الشرعية ، كما تم إنشاء مدرسة إسلامية ملحقة بالمركز الإسلامي في مدينة "سيول" وذلك لتعليم أبناء المسلمين في كوريا الجنوبية ، العلوم والمعارف الإسلامية . وهناك مراكز إسلامية صغيرة ومصليات ، أسسها المسلمون غير الكوريين ، من العمال والتجار المهاجرين من دول إسلامية مجاورة لكوريا ، وهي : بنجلاديش وباكستان وإندونيسيا والهند وماليزيا. ويوجد أكثر من 70 مصلى ، موزعة في أنحاء البلاد؛ تُقام فيها الصلوات الخمس والجُمَع والأعياد ودروس القرآن .. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

فجر الإسلام في ( شبه جزيرة العرب )


اليوم : السابع و العشرين من رمضان .
المقال : فجر الإسلام في ( شبه جزيرة العرب ) .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في مكة http://youtu.be/taeg_zl2nPU
لقد بعث الله تعالى رسوله على حين فترة من الرسل على رأس الأربعين من عمره فجاءه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وكان أول ما نزل عليه قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ فقام صلى الله عليه وسلم بأمر ربه فبشر وأنذر ، ومكث يدعو الناس سراً حتى نزل قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ فصدع بأمر الله تعالى وجهر بدعوته فجعلت قريش تسخر به وتستهزئ به ويؤذونه بالقول . ثم خرج إلى أهل الطائف يدعوهم فقابل رؤساءهم وعرض عليهم فردوا عليه رداً قبيحاً وأرسلوا غلمانهم وسفهاءهم يقفون في وجهه ويرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه صلى الله عليه وسلم فرجع عنهم . ثم قيض الله له الأنصار فبايعوه على عبادة الله وحده لا شريك له وأن يمنعوه إذا قدم عليهم مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم فأذن الله لرسوله بالهجرة إليهم فهاجر في شهر ربيع الأول بعد ثلاث عشرة سنة من مبعثه . فكان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم هو أنور يوم وأشرفه فاجتمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محيطين به متقلدين سيوفهم ، حتى بنى مسجده ومساكنه ثم بعد ذلك أذن الله له بقتال أعدائه الذين كانوا يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون فأظهره الله عليهم وأيده بنصره وبالمؤمنين ولما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين اختاره الله لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فابتدأ به المرض في آخر شهر صفر وأول شهر ربيع الأول فخرج إلى الناس عاصباً رأسه فصعد المنبر فتشهد وكان أول ما تكلم به بعد ذلك أن استغفر للشهداء الذين قتلوا في أحد ثم قال: (إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله) ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى وقال: بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (على رسلك يا أبا بكر ثم قال: إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس). ولما كان يوم الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة اختاره الله تعالى لجواره فلما نزل به جعل يدخل يده في ماء عنده ويمسح به وجهه ويقول: لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم شخص بصره نحو السماء وقال: اللهم في الرفيق الأعلى فتوفي يوم الاثنين فاضطرب الناس عند ذلك وحق لهم أن يضطربوا حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد فإن من كان يعبد محمداًً فإن محمداًً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) فاشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل النبي صلى الله عليه وسلم في ثيابه تكريماً له ثم كفن وصلى الناس عليه أرسالاً بدون إمام ثم دفن ليلة الأربعاء صلوات الله وسلامه عليه.
. ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

مصير الإسلام في ( أفريقيا الوسطى )

اليوم : السادس و العشرون من رمضان .
المقال : مصير الإسلام في ( أفريقيا الوسطى ) .
أرجو مشاهدة الرابط : إسلام أفريقياالوسطى http://youtu.be/eQ2R9GPZLfg
الصورة : مسلمون نازحون بسبب إعتداءات (مناهضوا بالاكا) في أفريقيا الوسطى .
إنتشر الإسلام في أفريقيا الوسطى عند مطلع القرن 10هـ/16م ، عندما بدأ الدعاة يفدون إلى المنطقة، ومن أشهرهم (محمد بن عبد الكريم المغيلي) الذي جاء من شمال إفريقية ، كما خضعت أجزاؤه الشمالية والشمالية الشرقية للمالك الإسلامية التي قامت في منطقة تشاد وفي غربي السودان ، وزاد انتشار الإسلام ، عندما وصل إليها الدعاة السنوسيون من ليبيا والدعاة الذين أرسلهم (المهدي) في السودان وذلك في نهاية القرن 13هـ وبداية القرن 14هـ . وننتقل الى عام 1966 حيث حدث انقلاب عسكري مفاجئ قاده (جان بيديل بوكاسا) انتهت بإعلان إسلامه عام 1976م وقيام إمبراطورية إفريقية الوسطى بدلاً من الجمهورية ، وأسلم معه العديد من أفراد قبيلته ، وصار اسمه (صلاح الدين أحمد بوكاسا) . وبعدها وصل المسلمون لأول مرة الى الرئاسة من خلال الانقلاب الذي قاده القائد المسلم ميشال دجوتوديا الذي يناصره مسلحوا تحالف "سيليكا"، الذين أغلب عناصرهم من المسلمين، أطاح بالرئيس المسيحي "فرانسوا بوزيزى" الذي تناصره ميليشيات "مناهضوا بالاكا" المسيحية في مارس/آذار 2013م ، وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد فشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، نتيجة للأعمال الإجرامية والفوضوية التي تقوم بها الميلشيات المسيحية المسلحة (مناهضوا بالاكا) لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا في مطلع يناير/كانون الثاني 2014م . منذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين. وزاد استهداف المسلمين منذ تولت سامبا-بانزا، وهي مسيحية رئاسة البلاد. وتتحدث التقارير الواردة من هناك عن طرق بشعة للقتل باستخدام السواطير والفؤوس، وبدون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل. وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألفي شخص . وفر عشرات الآلاف من المسلمين النازحين إلى دولتي الكاميرون وتشاد المجاورتين . يقدر عدد سكان إفريقيا الوسطى حوالي خمسة مليون نسمة اعتبارا من عام 2008م، ويشكل المسلمون نحو 15٪ من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان (25% بروتستانت و25% كاثوليك)، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية. ومعظم المساجد في جمهورية إفريقيا الوسطى متواضعة البناء، تبنى من الخامات المحلية، والكثير منها في حاجة إلى إصلاح أو إعادة البناء، وتنتشر المساجد رغم بساطتها في معظم المدن، ولكن أكثرها في العاصمة، ففيها 11 مسجدًا، ومعظمها ألحقت بها المدارس القرآنية، وتوجد المساجد في معظم المدن الكبرى . ويعيش معظم مسلموا أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا .

الأربعاء، 29 يونيو 2016

المسلمون في النمسا .


اليوم : الخامس و العشرون من رمضان .
المقال : المسلمون في النمسا .
أرجو مشاهدة الرابط : رمضان في النمسا http://youtu.be/_Nhmds4IStc
الصورة : طالبات مسلمات من النمسا خلال تلقيهن الدروس الدينية .
كان أول وصول للإسلام إلى وسط أوروبا في أثناء التقدم العثماني نحو فيينا وكان أول حصار تركي لها في سنة 963 هـ - 1549م ودارت رحى الحرب بعنف وشراسة ، وجاء الحصار الثاني لفيينا في سنة 1095 هـ - 1683 ولم يتقدم الأتراك أكثر من مشارف فيينا ، فلذلك كان دخول الإسلام للنمسا عن طريق المهاجرين اّلأتراك . وتم الاعتراف بالإسلام عام 1812 كدين رسمي في البلاد ، ولم يمض وقت طويل على اقتطاع النمسا (البوسنة والهرسك) من الدولة العثمانية سنة 1878 حتى استقر في فيينا مفتي مسلم رفيع المستوى، وتم الاعتراف بالجماعة الدينية الإسلامية، على المذهب الحنفي في 1874 والذي مهَّد لصدور "قانون الإسلام" في الإمبراطورية النمساوية المجرية عام 1912، وفي عام 1883 أنجزت المطبعة الحكومية في فيينا كتاباً بالألمانية عن الأحوال الشخصية بعنوان "قوانين الزواج والأسرة والإرث الإسلامية للمحمديين ‍‍‍‍‍‍ حسب المذهب الحنفي" . وفي عام 1909 دخلت حيز التنفيذ تشريعات للتنظيم الإداري للشؤون الدينية الإسلامية، والأوقاف الإسلامية، بالإضافة إلى الشؤون المدرسية . وضمت العاصمة النمساوية فيينا مسجداً في شارع آلزر قبل الحرب العالمية الأولى وأثناءها. واضطلع مفتي الجيش النمساوي بدور الرعاية الدينية للجنود المسلمين. بل إنّ القوات البوسنية كانت من أبرز الوحدات العسكرية في الجيش النمساوي، فقد أبلت بلاءً حسناً في معاركها على الجبهة الإيطالية عام 1916 ومن هنا جاءت تسمية شارع "تسفاير بوسنياكن" الكائن في مدينة غراتس النمساوية . وفي أثناء الحرب وحتى انهيار إمبراطورية النمسا عام 1918 ؛ كانت المدارس في فيينا وسراييفو تقدم للتلاميذ المسلمين الملتحقين بها مواد إسلامية . وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى حيث هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية . فقد قام مسلموا النمسا عام 1933 بتشكيل الرابطة الثقافية الإسلامية، لكنّ هذه الجمعية الإسلامية سرعان ما حُلّت إثر دخول القوات النازية إلى الأراضي النمساوية في العام 1939، وكانت النمسا آنذاك قد أصبحت جزءاً من الرايخ الألماني الثالث وعرفت بـ"أوستمارك" . وتم أثناء الحرب العالمية الثانية تشكيل مؤسسة جديدة باسم الجالية الإسلامية بفيينا. وتم حل الجمعية في العام 1948. زادت هجرة المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية ، فوصلت إليها هجرات إسلامية من يوغسلافيا ، ثم جاء إليها العديد من العمال الأتراك وهم يمثلون أكبر جالية مسلمة في النمسا ، ثم يليهم المسلمون اليوغسلاف ، ثم مسلموا الأقطار العربية ، ويعمل المسلمون بالصناعة والتجارة . ويتواجدون في مدن فيينا ولينز وسالزبورج ، وبالنمسا أندية للعمال المسلمين تتعاون مع جمعية الخدمات الإسلامية الاجتماعية . وفي الخمسينيات من القرن العشرين بدأت جمعية الخدمات الاجتماعية الإسلامية نشاطها، باتجاه إعادة إحياء الاعتراف القانوني بالإسلام ، الأمر الذي تحقق بالفعل عام 1979. والمسلمون في النمسا يتمتّعون بكثير من الحقوق والمزايا التي لا تتوفر في كثير من دول الغرب، ويبلغ تعدادهم حالياً قرابة المليون مسلم، ينخرطون في كل الأعمال تقريباً حتى الجيش و يجدون الاحترام والتقبّل من غيرهم . ويُقدّر عدد المساجد في النمسا بأكثر من 100 مصلٍّى ومسجد ، و على رأسها المركز الإسلامي في فيينا الذي تأسس عام 1979 .

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...