المقال : العندليب الأسمر في بغداد .
الصورة : الرئيس العراقي (عبد السلام عارف) في القصر الجمهوري ، يستقبل الفنان (عبد الحليم حافظ) لدى زيارته الثانية الى العراق عام 1965م .
في ذلك الصباح الندي الرائق ؟ من ذلك الصيف البديع ! ، دعت الصحف العراقية ، جماهيرها ، الى حضور حفلة ساهرة كبرى ، في الثامنة ، من مساء نفس اليوم . يحييها ساحر ذلك الزمان (العندليب الأسمر ، عبدالحليم حافظ) أفضل من ذوَّب قلوب العذارى ، بل ، و العانسات أيضاً !! , و كانت الصحف ، تحمل البشرى التي لم تتهيأ من قبل ! . فقد نُشِرَ الخبر في أغلب الصحف ، بمكان بارز مع صورة (صاحب الصوت الدافيء ، حتى في برد كانون) ليس لي بالطبع . ولكن لجميلات وشباب العرب ! . و لقد كان من المفرح حقاً ، أن سعر التذكرة لايتجاوز سعر أكلة ( باچة) أو (كباب) عراقي ! . فقد جاء عبد الحليم حافظ ، للمرة الأولى ، مع وفد الفنانين العرب ، لإقامة حفلتين في بغداد ، ليومي (الثلاثاء 9 و الخميس 11 يونيو حزيران 1964م) على مسرح سينما النصر ، بدعوة من إذاعة فلسطين ، لدعم صندوق فلسطين ، و كان معه نجوم الفن العربي ، و الذين وصلوا بغداد يوم 8 حزيران ، فيما حضر العندليب ، فجر اليوم التالي (يوم الحفل الساعة 5,30 صباحاً) قادماً من الأردن . بعد أن ساهم في إحياء حفل زفاف إبن شقيق نهلة القدسي (زوجة محمد عبد الوهاب) بالإضافة لحفلي (5 - 6 يونيو) في عمّان . كان مقر إقامة الضيف الفنان عبدالحليم حافظ ، في فندق بغداد الدولي ، مقابل دار سينما النصر تقريباً ، في شارع السعدون ، أهم شوارع بغداد في ذاك الوقت ، الذي إكتظ بالفتيات والنسوة المعجبات ، فقد شهد الشارع تظاهرات نسوية ضخمة طيلة مكوث العندليب في بغداد ، و كذلك المعجبين من الرجال ، الذين جاؤوا لمشاهدته وجهاً لوجه ، حتى وصل الأمر ، لغلق الشارع عدة مرات ، بسبب الإزدحام الكثيف ، الذي عرقل سير المركبات . {ويستذكر الاعلامي (محمد سبع الفياض) عندما كان يعمل مدير ستوديو التلفزيون قائلا :- حضر لتلفزيون بغداد عبد الحليم حافظ فكُلِّفْت بإجراء حوار تلفزيوني معه والتقطنا صورة تذكارية داخل المبنى} . كان الفنان عبد الحليم حافظ ، ضمن وفد الفنانين العرب ، الكبير العدد ، من الفنانين والفنانات والموسيقين والعازفين الكبار والفنيين المرافقين للوفد ، والذي ضم كل من المطرب (محمد قنديل - غنى ، وحدة مايغلبها غلاب و على بغداد) وغنت (نجاة الصغيرة - لاتكذبي) و (كارم محمود - أمجاد ياعرب أمجاد) و (شريفة فاضل - السقايين) و (هدى سلطان - إن كنت ناسي افكرك) و (لبلبة - تقليد الفنانين) و (مها صبري - فيها گول) و (فائزة أحمد) و (أحمد غانم) و (ثريا حلمي) و (إسماعيل ياسين) و (إسماعيل شبانة - شقيق عبد الحليم) و (محمد عبد المطلب) و (صباح) و (فهد بلان) و (سميرة توفيق) و (فايدة كامل) و (مريم فخر الدين) و (أمينة رزق) وربما هنالك آخرين . و بعد أن قدمه الفنان (حسن يوسف) غنى عبد الحليم حافظ ، مجموعة من أغانيه : الحلوة ، المسؤولية ، بلدي الثوار ، وحياة قلبي وأفراحه ، حكاية شعب . و رافق حسن يوسف ، عبد الحليم ، الى الموصل ، و قدمه هناك أيضاً . و في إحدى حفلتي (عام 64) نشرت مجلة مصرية مشهورة ، صورة عبد الحليم حافظ ، يمسك بيد الفنان (رضا علي) ويقول إنه عبد الحليم حافظ العراق ! . أما الزيارة الثانية والاخيرة لعبد الحليم مع وفد الفنانين العرب الى بغداد ، فقد كانت عام 1965م ، حيث قدم فيها أغنية (يا أهلا بالمعارك) و (بلدي الثوار) في دار سينما النصر أيضاً . كانت بغداد ، عرساً عربياً كبيراً ، و حكاية (حليم) إحدى حكايات الزمن الجميل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق