الخميس، 25 يونيو 2020

الحلاقون في الأعظمية




الحلاقون في الأعظمية 

الصورة : (نصيف الحلاق 1926 _ 1989) من بيت المزاينه ، أشهر حلاق في محلة الشيوخ ، يقف أمام محله بداية السبعينات ، والد كل من محمد وسامي الحلاق وسلومي ومصطفى الحلاق وهو الأخ الأكبر لأشقائه عبد الباقي وأحمد أبو شهاب وناظم الحلاق وستار الحلاق وعبد الوهاب وهادي قبچ الحلاق .
المقال : لم تكن وظيفة الحلاق مقتصرة على تزيين الزبائن . فقد كان الحلاق يمارس مهنة الحجامة وقلع الأسنان وختن الصبيان (طهورهم) وربما قام بأعمال وخدمات طبية لمعالجة المصابين بالقرع وتفجير الدمامل وما الى ذلك من الأمراض ، وكان بعضهم يربي ديدان العلك ويضعها في أكواز من الفخار مع شيء من الماء يبدله من يوم وآخر ، وهذه الديدان تستعمل في إمتصاص القيح عند وضعها على الدمامل والأورام . وللحلاقين إصطلاحات في أسماء الموضة (المودة) في الحلاقة فمنها :- (نمره صفر) و (تواليت) و (المحدد) و (البروص) و (الصوجري) و (أبو البوكله) وغيرها . وهنالك حلاقون متجولون (حلاقوا الأرصفة أو الدوارة) يحلقون للناس على قوارع الطريق والأرصفة بأجر زهيد ، يحملون معهم كرسيا صغيرا أو تنكه يجلس عليها الزبائن من الرجال والصبيان . وقد حلقت أنا شخصيا رأسي في الطريق عند الحلاق المتجول آنذاك (محمود عبد الكريم الكويلي) لقاء أجر قدره أربعة فلوس سنة 1936 . وغالبا مايتعرض هؤلاء وزبائنهم الى غارات البلدية فيضطرون الى الهرب والاختفاء عن أنظارهم وهم يلعنون سوء طالعهم ، وقد إنقرض حلاقوا الأرصفة الآن . وإليكم أشهر الحلاقين في الأعظمية 
أولا - عائلة المزاينه ، أو عائلة حسن المزين وأولاده خميس ومحمود وحمودي ، وأولاد حمودي أحمد ومحمد وحميد . وإبراهيم بن أحمد (إبن الكبيسية) ومعروف الحلاق بن حميد لا يزال قائما بالمهنة . وأولاد خميس سعيد المزين ومحمد . ومن أولاد محمد جاسم وأولاده وخليل المزين (أبو عوض) لا يزالون يزاولون المهنة ، وأولاد عمهم الحاج حسين والد حمزة وإبراهيم وعباس المزين .
ثانيا - عيسى الحلاق بن حمادي العيسى الأعظمي والد طارق ليس له صلة بعائلة المزاينه .
ثالثا :- الحلاقون الآخرون :
أ- محمود عبد الكريم ، في (محلة النصه) جاء الى الأعظمية حوالي سنة 1935م .
ب- علي الحلاق ، من الكاظمية في (محلة السفينة) مجاور لبيت الحاج إبراهيم العبد قرب دائرة الماء والكهرباء ومقابل بيت الحافاتي ، وهو من التبعية الايرانية وسفر الى إيران
ج- جلال الحلاق ، تركي أبو كمال وسامي في  محلة الحارة.
د- عبد الكريم السامرائي ، نسيب بيت الحاج هاشم الرجب في (محلة الشيوخ) قرب الحمام 
 (هاشم الدباغ/كتاب الأعظمية والأعظميون ص77-78-79)
 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي

الاثنين، 15 يونيو 2020

اعلامنا الرياضي بين ألق الماضي وتعاسة الحاضر



.اعلامنا الرياضي بين ألق الماضي وتعاسة الحاضر .

الصورة : (برنامج المصارعة) أول برنامج رياضي ظهر على شاشة تلفزيون المملكة العراقية منذ تأسيسه على يد الملك (فيصل الثاني) عام 1956م . في هذه الحلقة يظهر مقدم البرنامج (عوسي الأعظمي) في الوسط وعلى يمينه زميله الذي يشاركه في تقديم البرنامج البطل (جلال شاكر) وعلى يساره ضيف البرنامج المدرب والحكم الدولي القدير (حسن عبد الوهاب) ويقف خلفهم السيد (عبد الجبار سرور) مع مجموعة من أبرز نجوم المصارعة آنذاك ، أذكر منهم الثاني من اليمين المدرب البطل (سعيد عبد الله) ولقد قاموا بعرض رياضي فني جميل حاز على إستحسان المشاهدين .
ان كل من تابع ويتابع وخصوصا من تهمه اخبار وحال مؤسستنا الرياضية في ايجابياتها و سلبياتها ومنذ عام 1965 الذي تم اصدار اول جريدة رياضية (الملعب) ثم اعقبها صدور عدد من الجرائد الرياضية مثل( الملاعب .الجمهور الرياضي . الرياضي .النشاط الرياضي .الرياضي العسكري .البعث الرياضي ...) اضافة الى صدور هذه الصحف كان هنالك برامج رياضية منذ عام 1957 عرضت على شاشة التلفزيون العراقي اوله برنامج (المصارعة ) كل يوم اربعاء يقدمه البطل المرحوم جلال شاكر مع البطل المرحوم عوسي الاعظمي ثم بعد ذلك برنامج ..الرياضي.. الذي قدمه الاستاذ الراحل مجيد السامرائي . وقبله الاستاذ الراحل اسماعيل محمد الى 24 \اذار \1963 تم بث اول برنامج قدمه الاستاذ القدير مؤيد البدري (الرياضة في اسبوع) , وظل هذا البرنامج من ارقى واجمل واروع البرامج الرياضية التي قدمه التلفزيون العراقي بل ما تقدمه كل القنوات الرياضية العربية وبشهادة البعيد قبل القريب . حتى تدخلت السياسة الملعونة والمصالح الشخصية والمحسوبية والمنسوبية اللعينة في لب وكيان مؤسستنا الشريفة العفيفة وانهت وحطمت هذه الحديقة الجميلة الغنية بثمارها وازهارها وروائحها الزكيةوهذا التدخل بدأ منذ مطلع التسعينات واستمر ليومنا هذا حيث بدأ اعلامنا بالسير والاتجاه نحو الاعلام المتلون والابتعاد عن الاعلام الحر الذي لا علاقة له بالمصالح الشخصية والمحسوبية والمنسوبية ونقل الاخبار بحقيقتها ووقتها وعدم اهتمامه بعدد قليل من الالعاب والاندية والاتحادات وانما كان اهتمامه بكل صحفه ومجلاته وبرامجه بجميع الالعاب والنشاطات التي تنفذها انديتنا واتحاداتنا وتقييمها بسلبياتها و ايجابياتها والاهم من كل ما تقدم كان لإعلامنا الرياضي بكل ما ينشر ويعرض له الاثر الكبير جدا على ما يحدث في مؤسستنا واحترام وتقدير مكانته وموقعه كدعامة من اهم الدعامات التي ترتكز عليها مؤسستنا الرياضية . وليس كحاله اليوم يكتب وينشر ولا أحدا يصغي ويسمع إليه ولا تأثير له على كل مايحدث بالرغم من الحقائق والوقائع التي يتطرق اليها. وكثير جدا ما تغيرت اتحادات واندية بإعضائها ولاعبيها ومدربيها وحكامها بسبب تحليل او تقييم لحالة ما يتطرق اليها اعلامنا القديم بصحفه وبرامجه . كذلك اخواني كان اعلاميونا ليسوا احرار بنشر وعرض ما يشتهون ويرغبون كما يحدث اليوم كانوا حرصين كل الحرص على نقل الحقيقة واهتماهم بجميع ما تقام من نشاطات مختلفة في مؤسستنا . الاهم عن كل ما تقدم في حديثنا هذا وبمراجعة ونظرة الى صحفنا ومجلاتنا وبرامجنا الرياضية التي كانت تصدر وتعرض قبل اكثر من عشرون عام سترون الفرق الكبير في ما يعرض وينشر من امور تهم وتمس مصلحة مؤسستنا اداريا وفنيا وارشيفيا وما يعرض وينشر هذه الايام حيث الاهتمام الواضح من قبل اعلامنا اليوم بنشر الصور التي تاخذ 80% من مساحة صفحات الصحيفة واكثر من 90% تنشر وتعرض اخبار لاتحاد او اتحادين . وتاكيد لكلامي وخصوصا من الناحية الارشيفية التي يتميز به اعلامنا منذ ستينات القرن الماضي هي اولا مواكبتي له واطلاعي على الكثير مما نشر وعرض وثانيا هو ما رايته وشاهدته من ارشيف لا مثيل له احتفظ به وحافظ عليه بكل امانة واخلاص ووفاء لمؤسسته الاستاذ القدير رزاق كشكول حيث عشرات الالاف من صحفنا وجرائدنا ومجلاتنا الرياضية يحتفظ بها تحمل وتحتوي على معلومات ارشيفية تخص مؤسستنا بانديتها واتحاداتها بلاعبيها ومدربيها وحكامها وبجميع فرقها بل بكل نشاطاتها منذ عشرات السنين . وختاما اقول واؤكد على ضرورة تشكيل لجنة متخصصة تقوم بعد اخذ الاذن والموافقة وتقديم الشكر والتقدير الاستاذ رزاق كشكول وبالتعاون المشترك معه بالاطلاع والبحث في ما نشر وكتب بهذه الكنوز الموجودة لديه لصياغة وتاسيس واصدار ارشيف لا مثيل له وخصوصا بعد فقدان وضياع جميع ما ارشف من معلومات لمؤسستنا بعد عام 2003 مع تحيات.
. الحكم باسل العبيدي

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

ذكريات ولمحات مضيئة عن (ظرفاء الاعظمية)



ذكريات ولمحات مضيئة عن ظرفاء الاعظمية 
ايقونات في وجدان من عاصرها او تعايش معها .

الصورة : (عوسي الأعظمي) مع (أحمد حلومي) على شواطيء الأعظمية عام 1943م .
المقال : لقد حفل تاريخ الاعظمية خاصة خلال القرن الماضي بالعديد من خفة الدم، تمضى معهم فى السراء والضراء، ينفسون من خلالها همومهم وأوجاعهم، وظرفاءه لون اخر من التفرد في اماكن عدة، وهم فاكهة المنطقة كما يقال يملؤون حياة الناس بالبهجة والسرور من خلال مواقفهم الكوميدية الطبيعية غير المصنوعة ورغم السنتهم اللاذعة ومساخة كلامهم احيانا الا ان الكل كان يحبهم ويستمتع بردودهم التي تضحك كثيرا ، بالنكتة يعترضون ويرفضون وينتقدون، وبالسخرية يواجهون الظلم والفقر والفساد، ومن الشخصيات التي اصطلح على تسميتها ظرفاء الاعظمية فكان منه من هؤلاء الرجال الظرفاء شخصيات لها حضور في اللطافة والظرافة واصحاب جلسات جميلة، الذين غابت برحيلهم مجالس الضحك والأنس والمرح، نذكر منهم: عوسي الاعظمي: بطل الزورخانة، والمصارع المخضرم، ايقونة لا تغيب عن متابعي الرياضة، محفورة في ضمير بغداد والعراق، ولد عام 1913 في محلة الشيوخ في منطقة الاعظمية، واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم، عمل منذ طفولته مع والده " الحطاب"، كان امياً وبسيطاً في تعليمه، فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته، امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية، اطلقت عليه جدته لقب"عوسي"، وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته، مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو، هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي، فهو من النماذج الأنسانية شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية، تحظى باحترام المجتمع، كما يلاحظ أن مثله قلما تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة، في عهد الملك غازي تم افتتاح النادي الاولمبي فكان حدثا رياضيا كبيرا، جرى تعيينه ومجيد ليلو مدربين في النادي براتب شهري قدره ستة دنانير وكان حكمة سليمان مديرا للنادي والذي كان من المشجعين للرياضة، وكان يصرف لهم من جيبه الخاص فوق رواتبهم، وتسلم ادارة النادي بعده خليل كنه ثم ناظم الطبقجلي، وبدأوا باقامة العاب المصارعة ويحضرها الوصي عبد الاله ورشيد عالي الكيلاني وغيرهما، خاض المصارعة عام 1938 مع اللاعب الهندي علي محمد من الجيش البريطاني في ساحة الكشافة وبحضور الوصي، فتمكن من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير له، وقد بعث له عبد الاله عشرين دينارا كهدية لفوزه هذا. في النادي الاولمبي، بدأ بتدريب اموري اسماعيل ورحومي جاسم وكريم رشيد وكرمان علي، وهم وزملائهم قدموا اروع الانتصارات الرياضية ورفعوا اسم العراق عالياُ عربياُ ودولياً وسيخلدهم التأريخ لثمرة ما صنعوه من مجد ورفعة. في بداية افتتاح البث التلفزيوني، كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشةالتلفاز، الطريف إن عوسي يبدأ حديثه باللغة الدارجة بعفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة "ايها المباوعون الكرام" ، وبمساعدة من الاصدقاء، اصدر صحيفةً رياضية وراسل بعض الصحف المتخصصة بكمال الاجسام وهو لايجيد القراءة والكتابة، وفي السبعينات ينتقل عوسي الاعظمي الى العمل في الكلية العسكرية كمدرب للمصارعة فيها، وليخرج اجيالا اخرى من المصارعين بينما يستمر في ممارسة العابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها، افتتح محلا للادوات الرياضية في السفينة قرب المقبرة الملكية وكان المحل ملتقى للرياضيين وجلساتهم الجميلة وفيها الطرائف والذكريات الممتعة.
 توفي عوسي في حادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة، في ايلول1993 وهو في عمر الثمانين.
 بقلم الأستاذ (سرور ميرزا محمود) إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي .

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...