الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

تحت موس الحلّاق



المقال : تحت موس الحلّاق .

الصورة : الفنان (حمودي الحارثي) مع رفيق دربه ، الأستاذ (سليم البصري) نهاية السبعينات .

حمودي الحارثي  (عبوسي)  من مواليد بغداد 1936م، من عائلة تعمل في النحت على الخشب ، أخوه ورثها عن أبيه، وعمل عبوسي مع أخيه في هذه المهنة وهو بعمر 6 سنوات، ولهم أعمال نادرة في ( الكاظمية وسامراء وكربلاء والحضرة القادرية وعند مقام النبي حسقيل في الحلة وغيرها من المواقع ) وفي أحد الايام من عام 1957 زارهم بعض الشخصيات المعروفة حينها في محل النجارة، وعندما شاهدوا الاعمال النحتية الجميلة اعجبوا بها وسألوا اخاه عمن قام بذلك، فأخبرهم انه هذا الصبي الصغير، وهو اخي، ولما سألوه عن تعليمه، اجابهم بانه خريج الدراسة المتوسطة، فطلبوا ان يذهب (حمودي) الى معهد الفنون الجميلة في قسم النحت ليصقل موهبته، وفعلا ذهب بعد ان اخذ توصية ( كارت وساطة ) من اقرباء والدته الرياضي الاستاذ (محمد علي صدقي) صديق عميد معهد الفنون الجميلة انذاك الفنان الكبير (حقي الشبلي) استصحب حمودي معه بعضا من اعماله النحتية، وفي الساحة المقابلة للمعهد في منطقة ( الكسرة )، شاهد جلالة الملك (فيصل الثاني) خارجا من البلاط الملكي راجلا ( اصبح البلاط فيما بعد دارا للضباط القادة )، فتقدم اسوة بالآخرين الذين تجمعوا يحيونه، ولما اراد ان يكلمه منعه الحرس، فأشر لهم الملك بالسماح له، ولما مثل بين يديه وسلم عليه، عرض عليه منحوتاته وقدم له ( الكارت) الذي كان معه ، ولما سأله عن علاقته بصاحب الكارت ، اجاب بانه احد اقربائه ، فقال الملك : (هذا الرجل استاذي ومعلمي لمادة الرياضة ) وكتب في ظهر الكارت ، (الاستاذ الكبير حقي الشبلي … ارجو إبداء المساعدة) وقال له ايضا : انت فنان موهوب ولا تحتاج الى الوساطة . ودَّع حمودي الملك ، والفرحة لا تسعه ، وفي باب عميد المعهد ، منعه الفراش من الدخول ، ولما اعلمه انه يحمل كارتا من جلالة الملك ، اخبر العميد بذلك ، ولما سمع الشبلي بأسم الملك ، نهض من مكانه وأدّى التحية وقال (‏‎frown‎‏ رمز تعبيري جيب الكارت) ، وقُبِل الحارثي في قسم النحت ، لكن عائلته منعته من الدوام ، للنظرة الخاطئة نحو الفن آنذاك، ولما حاول اقناعهم وإفهامهم بان القسم الذي يدرس فيه لا علاقة له بما يقصدونه من فنون، لم ينفعه ذلك بشيء مما اضطره لترك منزل العائلة والسفر إلى مدينة البصرة ليبدأ (عبوسي) مرحلة النجومية والتألق .

 إقتباس بتصرف   . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

عوسي الأعظمي أو (جاسم محمد طه) - 70 سنة رياضة و تدريب - الجزء الثاني.


الجزء الثاني من مقال : (عوسي الأعظمي) أو (جاسم محمد طه) 70 سنة رياضة و تدريب . 

الصورة : (عوسي الأعظمي - ستوديو الجمهور) في الأعظمية ، بداية السبعينات .

 ... نتيجة مشاكل و خلافات، تقرر غلق الزورخانات، فإنتقلنا للعب المصارعة الحرة ، و أصبحت من المصارعين المعروفين ، حيث أخذت أقف في الثلاثينات الى جانب (صادق الهندي) و (حساني محمود) و (مجيد ليلو) و (هادي محمد) و (جهاد بهاء الدين) . في عهد (الملك غازي) تم إفتتاح (النادي الأولمبي) "مركز شباب الأعظمية حالياً" فكان حدثاً رياضياً كبيراً و عيّنتُ أنا و (مجيد ليلو) مدربَيْن في النادي براتب شهري قدره (6 دنانير) و كان (حكمت سليمان) مديراً للنادي و لا أنسى أنه كان من المشجعين للرياضة ، و كان يصرف لنا من جيبه الخاص فوق رواتبنا، و تسَّلم إدارة النادي بعده (خليل كنه) ثم (ناظم الطبقچلي) و أخذنا نقيم ألعاب المصارعة و يحضرها (الوصي عبد الإله) و (رشيد عالي الگيلاني) و غيرهما ، و ما زلت أذكر اللعبة التي خضتها عام 1938 مع اللاعب الهندي (علي محمد) من (الجيش البريطاني) في (ساحة الكشافة) و بحضور (الوصي) فتمكنت من الفوز عليه وسط تشجيع الجماهير لي ، و قد بعث لي (عبد الاله) (20 دينارا) كهدية لفوزي هذا . في النادي الأولمبي أخذنا ندرب جيلاً جديداً من المصارعين مثل الدكتور (أموري إسماعيل) و (رحومي جاسم) و (كريم رشيد) لكنني بقيت بطل العراق في المصارعة الحرة و الرومانية [على مدى 18 عام] و يسافر (عوسي الأعظمي) الى الخارج على حسابه ليلتقي بالمصارعين (السوريين) و (اللبنانيين) و (الأتراك) و (البلغار) يقول : إلتقيت بالبطل العالمي اللبناني (زكريا شهاب) عام 1951 فغلبته بالمصارعة الحرة ، لكنه غلبني بالرومانية . و في (تركيا) لعبت مع المصارع (محمد أوغلي) الذي صرعته أيضا، و كانت جولتنا مناسبة للتعرف على مصارعين من بلدان عديدة ، حتى في (بلغاريا) تصارعنا مع مصارعين معروفين آنذاك لم أتذكر أسماءهم ، و كان معي في هذه الرحلة عدد من المصارعين العراقيين منهم (قاسم عبد الباقي) و (يوسف العبيدي) و آخرون ، و حينما عدنا الى (بغداد) قمت بتنظيم أول بطولة في السباحة و على حسابي الخاص ، حيث أعلنت في الصحف ، عن تنظيم بطولة للسباحة تبدأ من منطقة (الراشدية) و ساعدني بذلك الصحفي (عبد الرزاق نعمان) المحرر في (جريدة الزمان) آنذاك ، و شارك فيها سباحون عديدون منهم (علاء الدين النواب) من (الكرخ) "بطل السباحة المعروف" و (جبار علي) من (الفضل) و سباحون من مناطق مختلفة من بغداد . في عام 1952 قام عوسي الأعظمي برحلة اخرى الى الأقطار العربية ، إنتهت بمصر ، حيث إلتقى بالمصارع المصري (إبراهيم مصطفى) الذي ذهب بعوسي الى (النادي الأهلي) و تعرّف فيه على أشهر المصارعين المصريين و يقول الحاج عوسي : لقد إستقبلنا في هذه الرحلة (محمد نجيب) رئيس مجلس قيادة الثورة في (مصر) آنذاك ، و أمر بأن نقيم على حساب الحكومة المصرية ، و نُظِّمت لنا جولات سياحية في مختلف أنحاء (مصر) و بالفعل أَقمت مع زملائي المصارعين العراقيين (20 يوما) هناك أُقيمت لنا خلالها مسابقات على حلبة (النادي الأهلي) و إستفدنا كثيراً بالتعرف على المصارعين المصريين الذين كانوا ماهرين فعلاً . و في (السبعينات) ينتقل عوسي الأعظمي الى العمل في (الكلية العسكرية) كمدرب للمصارعة فيها ، و ليخرِّج أجيالاً أخرى من المصارعين ، بينما يستمر في ممارسة ألعابه في المنطقة الشعبية التي عاش فيها .

مقال  للباحث الرياضي (جميل الطائي) مجلة (ألف باء) عام 1983م .

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...