السبت، 10 أبريل 2021

واقعة الأعظمية




واقعة الأعظمية .
الصورة : بعض من آثار الحرب على العراق وما خلفته من خراب ودمار على مدينة الأعظميةً وجامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في 10/4/2003م .
المقال : قبل أذان الفجر من يوم الخميس العاشر من نيسان 2003م هاجمت الدبابات والطائرات ساحة وشارع الإمام الأعظم وشارع الچرداغ ومحلة السفينة ومحلة الشيوخ وقد قاوم المجاهدون العرب مع أبناء الأعظمية تلك القوات الحاقدة . قاوموا الدبابات والطائرات بالرشاشات والقنابل وبعض القذائف مدة سبع ساعات ، وقد أحرقوا وأعطبوا ثلاث دبابات مع بعض ناقلات الجنود ، وقد إنحصرت إحدى المدرعات أو الدبابات في أحد أزقة محلة السفينة وكان الزقاق ضيقاً ، وبقيت ثلاثة أيام محصورة في ذلك الزقاق حتى تمكن الأمريكان من سحبها بعد أن إعتلى الأطفال تلك المدرعة ورقصوا فوقها ودخلوا فيها وأكلوا ماوجدوا من الشوكولاتة وأنواع النستلة والمعلبات وعبثوا في بعض أدواتها . وقد قصف المجرمون الأعداء جامع الإمام الأعظم ، وأصابوا برج الساعة الأعظمية . والأبطال من الشباب الذين قاوموا الأعداء في واقعة الأعظمية من قبل أذان الفجر حتى الضحى من يوم الخميس العاشر  من نيسان ، وقد أكرم الله تعالى بعض أولئك الشباب وأعزهم ومنحهم درجة الشهداء ، وهم من أبناء الأعظمية ومن المجاهدين العرب ، وعند إنتهاء الواقعة جمع الشباب في الأعظمية جثث الشهداء ودفناهم في حديقة جامع الإمام الأعظم ، وقد أطلقنا على ذلك الموضع إسم (روضة الشهداء) تغشاهم وتغمرهم دعوات المصلين في كل وقت وحين بالمغفرة والرضوان . والخلود في أعلى الجنان . أما قتلى الأعداء المجرمين فكثير ولم يستطع أبناؤنا إحصاءهم ، لأنهم ينقلون قتلاهم بسرعة ، كما ينقلون الدبابات والمدرعات المعطوبة والمحروقة 
(المؤرخ وليد الأعظمي/ذكريات ومواقف ص196-197-198) إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي 
 

السبت، 3 أبريل 2021

وفاة الملك غازي الأول


وفاة الملك غازي الأول .
الصورة : تنشر لأول مرة ، وهي واحدة من أرشيف زوّدني به السيد المحامي (صباح محمد عارف) رحمه الله واضعاً علامة (X الوالد) بالأخضر للدلالة على والده الشيخ محمد عارف والد الرئيسين عبد السلام وعبد الرحمن ، وفيها ، علماء الدين يصلّون على جثمان الفقيد صاحب الجلالة الملك غازي الأول رحمه الله عند بوابة المقبرة الملكية في الأعظمية ظهيرة يوم 5/4/1939م .
المقال : من كتاب (مواقف وذكريات) ص13-14 يتحدث المؤرخ (وليد الأعظمي) قائلاً :- وأذكر وفاة الملك غازي الأول يوم 4 نيسان 1939م وأنا في الصف الثالث الإبتدائي ، وقد أمر مدير المدرسة بإنصراف التلاميذ ، فإنصرفنا ورأينا الناس في الشوارع والطرقات ، رجالاً ونساء يبكون ، والنساء تصرخ ، ثم ذهبنا الى رأس الحواش عند حديقة النعمان ، ننتظر موكب التشييع ، ثم جاء الموكب الجليل ، وكان النعش قد حُمـلَ على عربة مدفع وهو مجلّل بالعلم العراقي ، وخلف النعش تمشي (فرس الملك) وهي مجلّلة بالسواد ، وتبدو واجمة كأنها تبكي لفراق فارسها . وكان شارع المقبرة الملكية كأنه غابة من أشجار السدر ، وقد عبقت رائحته وأختلطت مع روائح الأزهار والورود مع روائح وأزهار البرتقال (القدّاح) وعطور الطلع النضيد على رؤوس باسقات النخيل . وكان علماء الدين ورؤساء القبائل العربية والوزراء وكبار رجال الدولة يسيرون خلف النعش بسكينة وهدوء ، ثم دفن نعش الملك غازي في القبة الزرقاء على يسار الداخل الى بناية المقبرة . وأذكر أن العائلة المالكة نصبت ماكنة كهربائية لتبريد الماء وسقاية الناس على روح الملك غازي ، وكان الناس يشربون الماء البارد ويملؤون الكيزان منها الى بيوتهم ، وكان ذلك أول مرة نرى ماكنة كهربائية تبرّد الماء . وكانت تأتي سيارة من القصر الملكي (قصر الزهور) كل يوم خميس عصراً لتوزيع المرطبات (الموطا) على روح الملك وكنا نسميها (أسكيمو) وكنا نذهب ونحن أطفال من شارع عشرين الى المقبرة الملكية كل يوم خميس عصراً ننتظر سيارة المرطبات . 


 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...