السبت، 3 أبريل 2021

وفاة الملك غازي الأول


وفاة الملك غازي الأول .
الصورة : تنشر لأول مرة ، وهي واحدة من أرشيف زوّدني به السيد المحامي (صباح محمد عارف) رحمه الله واضعاً علامة (X الوالد) بالأخضر للدلالة على والده الشيخ محمد عارف والد الرئيسين عبد السلام وعبد الرحمن ، وفيها ، علماء الدين يصلّون على جثمان الفقيد صاحب الجلالة الملك غازي الأول رحمه الله عند بوابة المقبرة الملكية في الأعظمية ظهيرة يوم 5/4/1939م .
المقال : من كتاب (مواقف وذكريات) ص13-14 يتحدث المؤرخ (وليد الأعظمي) قائلاً :- وأذكر وفاة الملك غازي الأول يوم 4 نيسان 1939م وأنا في الصف الثالث الإبتدائي ، وقد أمر مدير المدرسة بإنصراف التلاميذ ، فإنصرفنا ورأينا الناس في الشوارع والطرقات ، رجالاً ونساء يبكون ، والنساء تصرخ ، ثم ذهبنا الى رأس الحواش عند حديقة النعمان ، ننتظر موكب التشييع ، ثم جاء الموكب الجليل ، وكان النعش قد حُمـلَ على عربة مدفع وهو مجلّل بالعلم العراقي ، وخلف النعش تمشي (فرس الملك) وهي مجلّلة بالسواد ، وتبدو واجمة كأنها تبكي لفراق فارسها . وكان شارع المقبرة الملكية كأنه غابة من أشجار السدر ، وقد عبقت رائحته وأختلطت مع روائح الأزهار والورود مع روائح وأزهار البرتقال (القدّاح) وعطور الطلع النضيد على رؤوس باسقات النخيل . وكان علماء الدين ورؤساء القبائل العربية والوزراء وكبار رجال الدولة يسيرون خلف النعش بسكينة وهدوء ، ثم دفن نعش الملك غازي في القبة الزرقاء على يسار الداخل الى بناية المقبرة . وأذكر أن العائلة المالكة نصبت ماكنة كهربائية لتبريد الماء وسقاية الناس على روح الملك غازي ، وكان الناس يشربون الماء البارد ويملؤون الكيزان منها الى بيوتهم ، وكان ذلك أول مرة نرى ماكنة كهربائية تبرّد الماء . وكانت تأتي سيارة من القصر الملكي (قصر الزهور) كل يوم خميس عصراً لتوزيع المرطبات (الموطا) على روح الملك وكنا نسميها (أسكيمو) وكنا نذهب ونحن أطفال من شارع عشرين الى المقبرة الملكية كل يوم خميس عصراً ننتظر سيارة المرطبات . 


 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...