الاثنين، 25 ديسمبر 2017

تاريخ كرة القدم في الأعظمية


المقال : تاريخ كرة القدم في الأعظمية .

الصورة : من اليسار الحاج (ملة معتوق 1911 - 1975) و الذي كان على رأس أول فريق لكرة القدم تم تشكيله في الأعظمية ، و من اليمين شقيقه (قدوري الپوسطچي) و في الوسط (عيسى الضرير) في إحدى مقاهي الأعظمية عام 1969 .


في سنة ١٩١٩م أنشأ الأنجليز ساحة لكرة القدم في موضع النادي الأولمبي و بجانبه ساحات للتنس و الهوكي و البولو ، و أنشؤوا ساحة لسباق الخيل بين ساحة عنترة و راغبة خاتون دامت سنة واحدة و فشلت . و قد أحب الشباب لعبة كرة القدم و إنتشرت بينهم ، و تشكلت أول فرقة لكرة القدم في العشرينات ، و كان من لاعبي ذلك الفريق :- ١- الحاج معتوق الأعظمي ٢- الحاج يحيى الحاج نعمان الأعظمي ٣- عوّاد معروف ٤- عوسي الأعظمي . ٥- إسماعيل كنيزي ٦- الحاج أحمد بعقوبلي (حامي هدف) ٧- نعمة أحمد المختار . ثم تعددت الفرق في كل محلة ، و كانت في الأعظمية ساحات عديدة لكرة القدم في الأحياء الشعبية ، و من أشهرها ساحة أديب و ساحة النزيزة و ساحة الوطني و ساحة صالح أفندي بالسفينة و أخيراً ساحة الچولي و كانت فيها ساحات نظامية منها إثنتان في كلية بغداد و إثنتان في النادي الأولمبي فضلاً عن ملعب الكشافة و قد برز في كرة القدم ١- اللواء أديب نجيب الريس ٢- الفريق الركن صالح مهدي عماش ٣- الدكتور سعدي إبراهيم ٤- عبد الودود خليل ٥- عبد السميع خليل ٦- محمد عبد الرزاق ٧- علوان منصور ٨- شوقي عبود ٩- أبو بكر عبد الله ١٠- عبد الكريم عبد الرزاق ١١- اللواء عبد الكريم الدباغ . و كانت فرق كرة القدم منتشرة في المحلات ، في كل محلة عدة فرق أحياناً على مستوى الأعمار ، و يجري التنافس بين الفرق الشعبية فضلاً عن النوادي الرسمية . و كانت بعض الفرق الشعبية تلعب في المحافظات ، و تدعو الفرق من المحافظات و تقيم لها الولائم ، و كانت مقرات الفرق الشعبية في المقاهي الشعبية ، ففي كل مقهى تجد لوحة بإسم الفريق و بعض صور اللاعبين العراقيين و الدوليين معلقة في المقهى (ا . هـ . تاريخ الأعظمية ص212-215) .


بعد هذه الحقبة برز لاعبون ذكرهم الدكتور (عبد القادر زينل) منهم {احمد عبد الرزاق والاخوة ابراهيم وطارق طه وثابت ابن حمدة ومنعم ابو الجاج و عادل كامل ورشيد حميد وهشام محسوب وشعلان عبد الكريم وهشام عطا عجاج وعصمت السيد} و يستدرك زينل قائلاً : ان الاعظمية كانت رافد رياضي للأندية والمؤسسات والمنتخبات الوطنية لأغلب اللعبات مما حدى بنا ومنذ طفولتنا مزاولة اكثر من لعبة بدءاً بالسباحة ومن ثم كرة القدم بجميع مراحل الدراسة ، الابتدائية في مدرسة المنذرية وفي المتوسطة مدرسة المثنى ومدرسنا كان الأستاذ (قاسم عبد الباقي) وفي منتخب تربية الرصافة كان (محمد حسون) مدربنا لتربية بغداد الرصافة ومنتخب العراق المدرسي وقد تفوق بحصد اغلب بطولات كرة القدم للمدارس والتربية لسنوات طوال ، ودائما ما كان يبادر لاستصحابنا بسيارته الجيب الشهيرة لإيصالنا الى الملعب كحالة تربوية وتشجيعية . وفي (ثانوية الاعظمية) كان مدرسنا للرياضة هو الأستاذ (فائق الجسار) وقد حققنا في تلك السنة بطولة الثانويات بعد ان فزنا في المباراة النهائية على (ثانوية الشرقية) وفي الستينات تم استدعائنا للعب في (النادي الاولمبي) من قبل المدرب محمد حسون وقد شاركنا في نشاطات (النادي الاولمبي) لأكثر من موسم ، ومن لاعبيه {صباح مرزا محمود وعزيز داود وخلاوي وشعلان عبد الكريم ومنيب واحمد ريشان ومحمد تكساس وفوزي نصيف ونجيب الكبيسي وباسل شمسي وهشام محسوب وخليل مجيد ليلو} (ا . هـ) أما أبرز الذين لعبوا في صفوف المنتخب العراقي فهما (أحمد صبحي و نزار أشرف).

الخميس، 14 ديسمبر 2017

الحركة الرياضية في الأعظمية .


مقال : الحركة الرياضية في الأعظمية .

الصورة : أهدى البطل (عوسي الأعظمي) صورته هذه الى المحامي الدكتور (هاشم مصطفى الدباغ) مؤلف كتاب (الأعظمية و الأعظميون) و كتب على ظهرها { أهدي تصويري الى الأخ الرياضي المعروف هاشم مصطفى الدباغ تذكاراً للروح الرياضية التي تجمعنا 6/12/1939 } .
إزدهرت الحركة الرياضية في الأعظمية في بداية الثلاثينيات بفضل مؤسِّسها و لولبها و محرّكها عوسي الأعظمي (جاسم عوسي بن محمدبن طه إبن سنبل الأعظمي) من أهالي الشيوخ ، و هو رجل أمي لا يعرف القراءة و الكتابة ، و لكنه كتلة من النشاط و الحيوية و الحركة ، دؤوب لا يعرف اليأس أو الملل أو التعب . فأول ما بدأ به هو السباحة (كان يعلم الصبيان السباحة) و كمال الجسم و كان يرسل التصاوير و النشرات المطبوعة بإسمه لمن كان يطلبها منه بواسطة (كوبون) خاص ينشره في الصحف و بعض المجلات العراقية و العربية ، و كان يستعين على ذلك بالأصدقاء و المعارف .
١- فهو أول من بدأ بسباق السباحة ، لا في الأعظمية فقط بل في العراق كله .
٢- و هو أول من بدأ بتدريب (تعليم) السباحة للأطفال .
٣- و هو أول من بدأ بسباق الدراجات ، لا في الأعظمية فقط بل في العراق كله .
٤- و هو أول من حرَّك و نشَّط المصارعة في الأعظمية ، و هو بطلها و مدرّبها لمدة طويلة و قد تدرب على يديه العدد الكبير من المصارعين .
٥- و هو أول من إعتنى و إهتم بالملاكمة و رفع الأثقال و كمال الأجسام .
٦- و هو أول من بدأ بسباق التزحلق (الإسكينتك) .
٧- و هو رائد الحركة الرياضية الأول في الأعظمية و في العراق .
و من أشهر الرياضيين الأعظميين :-
١- عطا عبد الله بن ملا حبيب في كمال الجسم .
٢- حميد حمدي الأعظمي (حميد وحشي) في رفع الأثقال .
٣- عوسي الأعظمي و جلال شاكر الأعظمي (أخو كمال أبو شفة) في المصارعة .
٤- ناجي شاكر الأعظمي بن سنبل في السباحة على المستوى الدولي .
٥- قاسم بن حمودي القصاب في سباق الدراجات ، كان دائماً الأول أو الثاني .
٦- عادل كامل في الملاكمة .
٧- اللواء أديب نجيب ، العميد عبد الهادي عوّاد الأعظمي ، و علوان منصور و كرمان بن سلمان في المصارعة .
٨- قاسم أحمد السيد ، بطل البلاد العربية في المصارعة .
٩- عبد الرزاق محمد صالح ، بطل البلاد العربية في المصارعة .
١٠- رحومي الشيخ جاسم ، بطل البلاد العربية في المصارعة .
١١- مهدي وحيد ، بطل دولي و مدرب فريق كركوك .
١٢- خليل إبراهيم كناري بطل العراق في الركض على البرميل عام 1932 .
١٣- العقيد حسام الدين محمد سعيد نشّو و حمدان أبو حظية بن حمودي المختار في السباحة .
من كتاب / الأعظمية و الأعظميون / هاشم الدباغ / ص١٣٥-١٣٨ .

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

النزيز في الأعظمية





المقال : النزيز في الأعظمية .

الصورة : بائع الثلج (خليل حسن إسماعيل المُلا إبراهيم الأعظمي العبيدي 1934 - 1999) والد كل من (رعد) و (سعد) و (معد) و (مازن) و (مسيح) و (عمر) في مَحَلِّهِ (مخزن ثلج معد العبيدي) على يسار محل (حجي سْعَيِّد) الواقع في (محلة النصة / منطقة النزيزة) عند رأس سوق الأعظمية الكبير مقابل المرافق الصحية عام 1970.
كان الثلج يباع في بغداد بالميزان و كان باعته يحفظونه في داخل (التبن... - علف الحيوانات) خشية ذوبانه ثم اصبح يباع بالقالب و أقسامه (ربع قالب - و نصف قالب) بعد ان نصبت في كل محلة منضدة صغيرة يضع عليها قالب ثلج و بيده منشار يقسمه به تمهيدا لبيعه على المشترين و هو ينادي (وغره الدنيه ياثلج .... برِّد گلبك بالثلج) .
ذكر المؤرخ (هاشم الدباغ) في كتابه (الأعظمية و الأعظميون) ص101-103 ما يلي :- نشرت (جريدة حبزبوز) بعدد 3083 آذار 1933 صحيفة 4 مقالة بعنوان (نزيزة الأعظمية) جاء فيه :- إن أهالي الأعظمية رفعوا الشكاوى و المضابط التي لا تقل طول الواحدة منها عن جسر الأعظمية ، كل ذلك عن المستنقع الكبير المحيط بدور الأعظمية الجدد الذي أثَّر التأثير الكلي على صحة أهالي الأعظمية ، لأن الحشرات التي يولّدها هذا المستنقع تسبب القرحات الموجودة على وجوه إخواننا الأعظميين ، تلك القرحات نسميها (أُخُتْ) و قد أصبحت ماركة مسجلة في وجه كل أعظمي ، لذا فإنك لم تجد أعظمياً سالماً من هذه الماركة المسجلة و كل ما أُرسِل مأمور مخصوصاً ليفتش عن حالة هذا المستنقع يرجع فيقول الى مرجعه (ماكو هيچي شي) أرض حماد . يابه شلون ماكو هيچي ! مو هاذي بكبر بحيرة الچبايش ! أبداً متوهمين إنتو وياكم ضعف نظر ! . و لقد زرنا بأنفسنا هذه النزيزة فوجدناها تكفي لأسطول أمريكا بأن يجري فيها مناورات بحرية . فهل تلتفت أمانة العاصمة الى أمر دفن هذا المستنقع و تخليص أهالي الأعظمية سيما و لقد إشترطت الحكومة التركية على المستهلك في حينه دفنه ! هذا ما ننظره في سعادة الأمين الفعال ! .
أما أشهر أماكن النزيز في الأعظمية فهي :-
١- نزيز النصة : و هو أكبر نزيز في الأعظمية و يقع في (محلة النصة) قرب التكية حيث ان الأرض كانت منخفضة أو واطئة إضافة الى أخذ ترابها لبناء (جامع الإمام الأعظم) و قد تحولت الآن بعد ردمها الى منطقة و لا تزال تعرف بالنزيزة .
٢- نزيز محلة الشيوخ .
٣- نزيز سيد سامح : و يقع في المنطقة المحصورة بين بيت اللواء (محمد إبراهيم مقابل دور (عبد المجيد سيد وهيب) و (الحاج ياسين) مقابل (بستان اليوقلمهچي) و قد تحولت الى مقهى بعد ما إشترى أرضها الحاج (محمود العمر) كما بنى فيها دوراً للسكن كل من (سيد سامح بن عبد الله الخطيب) و (حكمت العطار) و (الحاج ملا جاسم العبيدي) .
٤- نزيز بستان أبو عرّوج المنخفضة : لم يبق لها أثر الآن لأنها أدمجت بالمنتزه الذي بجانب (جسر الأئمة) و هذه النزيزة كانت مقابل (مقهى اليوقلمهچي) تماماً (مقهى محمد غايب) حالياً .
٥- نزيز بستان البرزنچي (البرزلي) و يقع في (محلة السفينة) خلف (مقهى الرصافي) و السدة (سدة الشط) لم يبق أثر لهذه النزيزة حيث بنيت المنطقة بالدور السكنية و هي عامرة بأهلها الآن ، و بالقرب من هذه النزيزة يقع معمل الغزل و النسيج (معمل صالح أفندي) أو معمل الشهداء حالياً.
٦- أما (محلة الحارة) فليس فيها نزيز لأنها منطقة عالية نسبياً ....

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

"عوسي الاعظمي" أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة لا ينساه التأريخ (ج3) .






المقال : "عوسي الاعظمي" أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة لا ينساه التأريخ (ج3) .

الصورة : الجوّال (عوسي الأعظمي) يحط الرحال و يقضي سنوات عمره الأخيرة محاطاً بتلاميذه الصغار على مسبح الصفا في الطالبية بداية التسعينات .


بضوء علاقاته وبمساعدة من الاصدقاء اصدر صحيفةً رياضية وراسل بعض الصحف المتخصصة بكمال الاجسام . كانت (مقهى الجسر) في السفينة بالاعظمية مكان سلواه، وهي قريبة من سكناه وفيها يلتقي رواد الرياضة بمختلف ممارساتهم، وشخصيات المنطقة ومعارفهم . له شعبية كبيرة وعرف عنه خفة دمه وسرعة البديهة التي يملكها ومداعباته التي كانت محل اعتزاز من قبل الجميع . كان الفريق (صالح مهدي عماش) رياضي وممارس لها طيلة حياته أضافة الى دوره السياسي والادبي ، وعندما اصبح وزيرا للدفاع عام 1963 كرم الرياضيين ومنهم (عوسي الاعظمي) مسيرة عوسي ليست رياضية فقط فحب المساعدة متأصل به رغم قلة مدخولاته المالية من المحل والتدريب . دجلة الذي كان الرياضيون يجتمعون على ضفافه فى الصيف وهناك تنصب الچراديخ صيفا، بضمنها (چرداخ عوسي) قرب جفرته ، حيث تقام سباقات السباحة والتجذيف والرياضة الشاطئية كالجري والطائرة ، تتخللها جلسات الليل الجميلة مع الطرب والموسيقى . افتتح له محلاَ تجاريا صغيرا للألبسة الرياضية وبعض من الجوائز الرياضية كالكؤوس والطوايع في (محلة السفينة) وكان يتردد عليه نخبة من الرياضيين واصبح مقراَ رياضياَ وملتقى للاصدقاء وعشاق الرياضة وابطالها القدامى . حضي في بداية السبعينات بتكريم مالي من قبل الرئيس (صدام حسين) عندما كان نائبا،استلم التكريم الدكتور (اموري اسماعيل) الذي كان يشغل وكيل وزارة الشباب من قبل المرافق الاقدم (صباح ميرزا) أوعز الدكتور اموري لمكتبه باستدعاء عوسي صباح اليوم التالي ليفاجئه بالتكريم، وفي الصباح حضر اموري للدوام واذا به يفاجئ بوجود عوسي بانتظاره منذ الساعة السابعة وبادره عوسي ضاحكا اعطني المكافئة يا ابن الأخ لأنني تعبان لم انم منذ ان علمت بالمكافئة من السيد النائب ، وكنت اخاف ان اصاب بالجلطة وانا نائم وأحرم منها. عوسي من النجوم الذين صنعوا أنفسهم بعرق جبينهم ، واستحقوا شهرتهم الواسعة ، ومن الذين أثروا الحركة الرياضية في العراق ، وهو واحد من أولئك الذين تركوا لهم بصمة واضحة في كل ما يخص الرياضة سواء في الجانب الجماهيري أو الإعلامي ، واستطاعوا بإبداعهم ومهارتهم أن يدوِّنوا أسماءهم في صفحات تاريخ الرياضة ، وهو من طينة الرياضيين الذين قلَّ أن يجود بهم الزمن وخاصة في أيامنا هذه، من الرواد الذين يستحقون ان نخلد اسمه في شاطىء الاعظمية في محلة السفينة في (نادي النعمان) أو (النادي الاولمبي) عند (ساحة عنتر) وفي قاعة المصارعة بالذات التي عاشها كرياضي وبرز فيها وفاء له ولما قدمه بهذا القدر او ذاك في بناء بعض الفعاليات الرياضية العراقية وتحديد نهجها وافاق تطورها لاحقاً. هكذا كانت حياة عوسي اشبه بسحابة مطر روت الارض بامطارها، ثم رحلت تاركة محاصيل نافعة، لم يعد موجودا بيننا لكنه ترك من بعده فريقاً من المصارعين والاتحادات عمل بجهد وبيقين لأستمرار اللعبة والابطال، عاش بطلا ، توفي عوسي في حادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، والتي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً ل (مسبح الصفا) لتعليم الفتيان رياضة السباحة، في ايلول1993 وهو في عمر الثمانين، مات عوسي ولم ترث عائلته سوى دراجته اللتي كان يتنقل بها طيلة عمره ومحله البسيط. هكذا كان قدره، ومن الله التوفيق. 

المقال من تأليف : (سرور ميرزا محمود) . 

عوسي الاعظمي.. بطل متعدد المواهب (ج2) .


المقال : "عوسي الاعظمي" بطل متعدد المواهب (ج2) .
الصورة : (عوسي الأعظمي/الأول من اليسار) يقوم برحلة على الدراجات الهوائية الى بلاد الشام و مصر عام 1946 برفقة الدرّاج (قاسم أبو العنبة/الرابع) و السيد (عبد الخالق/مصلِّح البايسكلات/الخامس) .
تضاءل دور الزورخانات اثناء الحرب العالمية الثانية ادرك عوسي بفطنته البسيطه نهاية الثلاثينات انها متجهة الى الزوال حينها ازداد تركيز قابلياته التخصصية في المصارعة الحرة وكمال الاجسام والسباحة وركوب الدراجات والجمناستك وبدأ التطلع الى الاحتكاك الخارجي أُفْتتح النادي الاولمبي عام 1937 في عهد الملك غازي عند ساحة عنتر تم تعيين عوسي و مجيد ليلو مدربَيْن في النادي براتب شهري قدره 6 دنانير وكان رئيس النادي رئيس الوزراء الاسبق الاستاذ حكمت سليمان الذي كان من الداعمين للرياضة في العراق ومشجعاً لهم فقد اكرم عوسي والأخرين مرات عديدة من ماله الخاص وكذلك فعل الاستاذ خليل كنه والاستاذ ناظم الطبقچلي الذين اصبحوا مدراء للنادي الاولمبي بدأ يدرب الجيل الصاعد الجديد اموري اسماعيل ورحومي جاسم وكريم رشيد وكرمان علي وهم وزملائهم سطَّروا اروع الانتصارات الرياضية ورفعوا اسم العراق عالياُ عربياُ ودولياً وسيخلدهم التأريخ لثمرة ما صنعوه من مجد ورفعة وفي سن ال35 من عمره بدأ يزاول فعاليات الكشافة وقام بالتجول والسفر الى سوريا ولبنان وتركيا وبلغاريا ونازل في المصارعة بطل سوريا وبطل لبنان زكريا شهاب وفاز عليه بالمصارعة الحرة وخسر امامه بالمصارعة الرومانية وفاز على بطل تركيا محمد اغلو كما صارع بطلا في بلغاريا في عام 1952 قام برحلة اخرى الى الأقطار العربية ومنها مصر وإلتقى بالمصارع المصري إبراهيم مصطفى في النادي الأهلي و تعرّف فيه على أشهر المصارعين المصريين وتدرب معم كما نازل عدد منهم قابل الرئيس محمد نجيب و أمر بأن تكون الأقامة على حساب الحكومة المصرية وتنظيم جولات سياحية له في مدن مصر التأريخية واحتفت به الاوساط المصرية بكونه احد ابطال العراق بالمصارعة والزورخانة بدأ نجمه بالصعود واخذ يطبع صوره ويوزعها على المعجبين وبدأت الصحف تنشر اخباره وعن تنوع قابلياته الرياضية قام بتنظيم أول بطولة في السباحة و على حسابه الخاص حيث أعلنت في الصحف عن تنظيم بطولة للسباحة تبدأ من منطقة الراشدية و ساعده بذلك امانة العاصمة والصحفي عبد الرزاق نعمان المحرر في جريدة الزمان و شارك فيها سباحون عديدون منهم علاء الدين النواب من الكرخ و ناجي كيفية من الاعظمية و جبار علي من الفضل و سباحون من مناطق مختلفة من بغداد وهناك طرفة في ذلك السباق وهي ان احد السباحين نسجت عليه بانه سيحطم الرقم القياسي وسيفوز يتلك المسابقة بسهولة وبعد ان السباق كان سريعاً نوعاً ما الا انه بعد ساعة اصبح بطيئا جدا وكانه يفاوج في مكانه ووصل المتسابقون وهو لازال قرب الكريعات مما حدى بعوسي الذي كان في زورق المرافقة والمراقبة برمي كربة من النخل في الماء بجانب السباح وناداه بأنها اسرع منه وتجاوزته وظل عوسي يهتف "ابن الاخ مثل خيل الشرطة" اقام بطولة الدراجات من الحلة الى ساحة عنتر في الاعظمية وفاز فيها البطل قاسم ابو العمبة كما ونظم سباق التزلج"السكيت" كان لجنة اولمبية بحد ذاته ظل بطل العراق في المصارعة الحرة و الرومانية على مدى 18عام وفي بداية افتتاح البث التلفزيوني كان يقدم برنامجا اسمه الأبطال وهو أول برنامج إعلامي رياضي يقدم عبر شاشةالتلفاز الطريف إن عوسي يبدأ حديثه باللغة الدارجة في هذا البرنامج بقوله "ايها المباوعون والمباوعات الكرام" وهذا يؤكد عفويته وسلاسة حديثه وميله للطرافة .

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

صَحِّ النوم


المقال : صَحِّ النوم .
الصورة : الزعيم (عبد الكريم قاسم 1958 - 1963) نائم في مكتبه في وزارة الدفاع .
نشاط اجهزة الأمن محفوف بالمزعجات ، ولكن له ايضا جانبه الظريف الذي يعطي ثروة من المقالب والطرائف . من اظرف ما سمعت منها كان ما جرى في عهد (عبد الكريم قاسم) دخل في ذهن السلطة ان (بريطانيا) تخطط لمؤامرة تطيح بالنظام الثوري . وَ لِرَد كيد (الانجليز) الى نحورهم شددوا الرقابة على (السفارة البريطانية) ولا سيما ملحقها العسكري . كلفوا رجلاً بمتابعته واعطوه دراجة نارية تتبعه حيثما ذهب . قالوا له اياك ثم اياك ان تتركه يفلت من انظارك . مصير الثورة كله على كتفيك . واظب الرجل على ملاحقة الدبلوماسي اينما ذهب الى درجة ان قامت بينهما علاقة صداقة كلما خرج الملحق ورأى وكيل المخابرات ، حياه بعربيته المكسرة «تسبح الى خير سيد» ذهب الملحق في احد الايام لحفلة ساهرة استمرت لما بعد منتصف الليل . وكانت ليلة قارسة البرد. خرج اخيرا يركب سيارته والتفت الى الشرطي السري فوجده نائما على دراجته ملتفاً بمعطفه . فحار الصاحب في امره كيف ينصرف بدون الشرطي السري . كان رجلاً طيباً وادرك انهم سيعاقبونه اشد العقاب عندما يكتشفون ان الامبريالي الانجليزي سار في (بغداد) بدون مراقبة والرجل المكلف بمراقبته غارق في النوم . فذهب اليه ليوقظه «سيد اصح! اصح من النوم! الصاحب يريد يمشي!». فرك الرجل عينيه ، نظر حوله ثم بادر لتشغيل دراجته . ولكنها لم تشتغل . اقتضى ذلك من الملحق ان ينتظر حتى تشتغل , ولكنها ابت . نزل الصاحب من سيارته ليساعد رقيبه في تشغيلها حتى اكتشف انها استنفدت وقودها واصبحت بدون بنزين . قال للشرطي «انت يبقى هنا صاحب يروح للبنزين يجيب بنزين للموتورسيكل» مضى لينطلق بسيارته ولكن الشرطي ركض وراءه بهلع ورمى بنفسه على السيارة ليوقفها . تذكر التعليمات «اياك واياك تخلي الصاحب يمشي وحده ويروح يدبر انقلاب ضد الحكومة» حار الاثنان في ما يمكن عمله اخيرا ذهب الملحق الى سيارته فتح الصندوق الخلفي واخرج انبوبا مطاطيا (صونده) ثم جاء بسيارته الى جانب الدراجة . مد طرف الانبوب في صهريج وقود السيارة وبطريقة (السايفون) نقل كمية كافية من البنزين الى صهريج الدراجة. «الله يطول عمرك مستر. والله لولا انت ما كان عرفت ايش أسوي واشلون ارجع للبيت» بضربة واحدة من قدمه ، اشتغلت الدراجة وسار بها الشرطي السري حثيثا في متابعة سيارة الملحق البريطاني . وهكذا نجا العراق والحمد لله من مؤامرات الانجليز في تلك الليلة وكل ليلة من ليالي العهد الثوري .
مقال من تاليف؛ . (خالد القشطيني) إقتباس بتصرف.
  . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

"عوسي الاعظمي" بطل متعدد المواهب ج١


المقال : "عوسي الاعظمي" بطل متعدد المواهب أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة لا ينساه التأريخ . مقال للأستاذ سرور ميرزا محمود (ج1) .
الصورة : المدرب (عوسي الأعظمي/المضطجع) و خلفه البطل الصاعد (كريم الأسود) و يقف في يمين منتصف الخلف الأبطال (مهدي وحيد) و (خلدون عبدي) يتوسَّطهم صاحب النظارات و من ثم (عبد الرزاق محمد صالح) عند تشكيل نادي الاعظمية للمصارعة عام 1951 .
جاءت الرغبة ان اكتب عن هذه الشخصية وبكل موضوعية حقيقة هذا الشخص الرياضي الذي سبق زمانه والذي يمتاز بروح الدعابة الاريحية ومما ساعدني بذلك لقائي مع اثنين من رواد وقادة الحركة الرياضية في العراق الدكتور أمير اسماعيل "اموري" والدكتور عبد القادر زينل"كابتن" اللذان عاصرا وعاشرا عوسي . هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي فهو من النماذج الأنسانية شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية تحظى باحترام المجتمع كما يلاحظ أن مثله قلما تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة . سنتناول بمقالتنا وبكل تجرد نقل حقيقة هذا الشخص العصامي المرح وصاحب مقولة ابن الاخ وابن الاخت وابن العم . ولد جاسم محمد الاعظمي عام 1913 في منطقة الاعظمية واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم عمل منذ طفولته مع والده الحطاب كان امياً وبسيطاً في تعليمه فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية اطلقت عليه جدته لقب "عوسي" وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو. كان للمصارع البغدادي في اماكن الزورخانة يومئذ منزله خاصة في نفوس اهالي بغداد اذ كانوا ينظرون اليه نظرة اكبار وتقدير تتم هذه الممارسة بشعائر صوفية ولهذا فممارسة الزورخانة كانت في اغلب محلات بغداد كالكاظمية التي توجد فيها اكثر بيوت الزورخانة وفي محلة الفضل ومحلة الدهانة ومحلة الميدان ومحلة الصالحية في الكرخ ومحلة الشيوخ في الاعظمية ومحلة القشلة وقرب جامع المصلوب اما ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم "الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي" هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض وهي بطول 6.14 متر وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها اما الصراع فيكون داخل الجفرة وسميت بعدها جفرة عوسي هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد" كريم الاسود" وحسن عبد الوهاب..." فاز عوسي على المصارع الهندي علي محمد علي عام 1938 من افراد الجيش البريطاني في نزال اقيم على ساحة الكشافة بحضور الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق الذي اكرم عوسي بمبلغ 20 ديناراً تقديراً لذلك واعجابا بمهارته.
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

أشهر إسْكَلّات الأعظمية القديمة

المقال : أشهر إسْكَلّات الأعظمية القديمة .
الصورة : (أبو يونس - محمد طه سنبل جاسم محمد جحجاح العبيدي 1870 - 1950) يقف أمام أشهر إسكلة في (الأعظمية) عام 1945 و تقع في (محلة الشيوخ) في أغلب الركن المقابل لمحل (نصيف الحلاق) و كانت (عَرٓصَه) تابعة له ، وهو والد كل من (يوسف - صاحب محلات يوسف محمد طه في راس الحواش) و (جاسم - عوسي الأعظمي / الرياضي المعروف) ترك زوجته الحامل (نشمية) مع أولادها الذكور الثلاثة الى حرب (السفربر) بعدما أعلنت (الدولة العثمانية) النفير العام في 3 آب 1914 لخوض الحرب ضد (روسيا) و (بريطانيا) و حلفائفهما . و قد سِيقَ أبناء (الأعظمية) الى (جبهة روسيا) فأهلكتهم الثلوج ، و ماتوا من شدة البرد و الجوع ، و بعد إنتهاء الحرب عام 1918 عاد قسم منهم الى (الأعظمية) فكانت الأعجوبة في رجوع الأخوة الثلاثة (محمد طه) و (أحمد/البزاز) و (حميد/البقال) من الحرب سالمين . ومنذ ذلك الوقت إفتتح (الحطّاب محمد طه) اسكلة لبيع الخشب . 
في ص92 من كتاب (الأعظمية و الأعظميون ) لمؤلفه (هاشم الدباغ) مقال (الإسْكَلَّة في الأعظمية) :- أسكل : الأسكلة جمعها ، تعني الميناء في بحر الروم . و الأسكلة في العراق تعني محل بيع الخشب و الحصران و القصب أو مواد البناء . و أشهرها هي :- 
١- أسكلة (محمد طه الأعظمي) من بيت (سنبل) والد (عوسي الأعظمي) في (محلة الشيوخ) . 
٢- أسكلة (الحاج حجازي) في (محلة الشيوخ) . 
٣- أسكلة (سيد أحمد بن سيد جاسم بن محمد بن ارزيج - أخو خالد القصاب) في (محلة الحارة) . ٤- أسكلة في محلة السفينة قرب بيت فنك . 
٥- أسكلة (الحاج حمودي بن شهاب الحاج أحمد بن الحاج إرزوقي الأعظمي) . في محلة النصة . (ا. هـ) . 
تكثر سكلات بغداد القديمة في (محلة السور) وفي (شارع الشيخ معروف بالكرخ) والسكلات (جمع سكلة) و الإِسْكِلَةُ تعني (السُّلَّم المتنقّل) أو (مرفأُ السفن) و بالفارسي (مرفا التفريغ) وهي مخازن لبيع جميع أنواع الأخشاب من الحطب و الشندل . 1- الحطب :- نظرا لإستعماله كمادة رئيسية في الطبخ داخل مناطق بغداد العامة فقد كثر بائعوا الحطب المتجولين في الطرق ، و هم ينادون (حطب الجزل حطب يارماجه قاو حطب طرفة حطب) ويسمى بائع الحطب (المْچاري) نسبة لكلمة ايجار أي يُؤَجَّر مقابل خدماته لامتلاكه حماراً أو أكثر لنقل الحطب والبضائع الأخرى . أما أطراف بغداد الشمالية الشرقية فلا وجود لبائعي الحطب هناك لكثرة الحطب من مادة (كرب وسعف النخيل) الذي يحتاجونه في شجر التنور . 2- ألواح (المنغروف / الشندل) :- تستورد من (الهند) و (زنجبار) وتصل (البصرة) في اوائل الخريف مع موسم التمور لتشحن باثمانها تموراً من البصرة . تنمو اشجار الشندل أعالي (نهر روفيجي) وهو احد انهار شرق (افريقيا) القوية ينبع من (مرتفعات تنجانيقا) ويجري شرقاً باتجاه (المحيط الهندي) ضمن دلتا شاسعة شديدة التشعب . كانت المراكب الخليجية منذ أوائل القرن الماضي تتوغل في أحراش دلتا نهر روفيجي من اجل جمع اكبر كمية من اخشاب المنغروف لغرض المتاجرة بها في موانئ (الخليج العربي - خليج البصرة) و عند وصول شحنات أخشاب الشندل الى البصرة تقوم (المهيلة) و (الدوبة) و هي من وسائل النقل المائي في ذلك الزمان بنقل و تفريغ الشحنة الى اسكلة (نهر العشار) بالقرب من (جسر الهنود الخشبي) ايام ازدحامه بالحركة و التجارة منذ ثلاثينات القرن الماضي . ومن البصرة يُنْقَل الشندل الى إسكلات العراق كافة . فقد كان خشب الشندل يستخدم لبناء اسقف البيوت وتوقف العمل به تقريبا بعد ان حل (الشيلمان) و (الصبّـة) المؤلفة من الشيش والاسمنت والحصى بدلا منه .  . ( خالد عوسي الأعظمي ) . .

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

مدرسة المؤيدية الابتداية في الاعظمية عام 1962



صورة من احتفالية مدرسة المؤيدية الابتدائية الواقعة في الاعظمية قرب بيت الدكتور الشبلي وقد ازيلت واصبح مكانها دائرة كاتب العدل لعدة سنوات ثم انتقل الصورة التقطت عام 1962 ( ويبدو في الصورة الطلاب والطالبات وهم يؤدون تمثيلية ).

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

نماذج إنسانية مختلفة ، شَكَّلتْ ظواهر اجتماعية


المقال : نماذج إنسانية مختلفة ، شَكَّلتْ ظواهر اجتماعية . للدكتور (طالب البغدادي) . 

الصورة : عوسي الأعظمي نهاية الأربعينات .

من مظاهر التحضر الاجتماعي شيوع التناقض الاجتماعي ومن خلال هذا التناقض برزت نماذج من الشخوص البشرية في المجتمع البغدادي العام تختلف كليا عن النموذج الإنساني الوسطي مما ميزها وجعلها ظواهر اجتماعية عامة حفرت لها ذكريات معروفة لدى جميع أوساط المجتمع البغدادي وهي أثرت كذلك في جوانب كثيرة من الحياة الاجتماعية والملاحظ أن هذه النماذج بالرغم من كونها مختلفة عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي فإنها تحظى باحترام المجتمع كما يلاحظ أن مثل هذه الظواهر لم تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظواهر . أسماء عرفها البغداديون وعاشوا اجتهادات ومغامرات بعضهم وحركاتهم وسوالفهم وكنت من بين من عَرَفَهم عن قرب وعرف أسباب تميزهم وأسباب اختفاء هذه الظاهرة .اشتهر (عوسي الاعظمي) كونه رياضيا من الدرجة الأولى وصاحب مكتبة في محلة الشيوخ في الاعظمية كان بطلا في الكمال الجسماني وبطلا في المصارعة والملاكمة وركوب الدراجات والسباحة وكان لوحده لجنة أولمبية كاملة كون نفسه بنفسه وقد كرس حياته للحركة الرياضية فقد كان ينفق ما يحصل عليه في المكتبة على الفعاليات الرياضية التي ينظمها لقد نظم سباقات المصارعة والدراجات والسباحة الطويلة والقصيرة كما ونظم مسابقة لم تستطع اللجنة الاولمبية أو وزارة الشباب تنظيمها وهي مسابقة (السْكيتنگ) مات عوسي ولم ترث عائلته سوى دراجته التي كان يتنقل بها طيلة عمره أما (خليلو) فقد كان قزمأ قريبا من العمى طوله لا يتجاوز 90 سم ذا رأس كبير اصلع الشعر يرتدي دشداشة مقلمة بدون فانيلة داخلية ويفتح صدره بشكل مستمر حافي القدمين طوال عمره يسكن في الاعظمية لكنه يرتاد مقهى الزهاوي الواقعة في محلة جديد حسن باشا في شارع الرشيد كلما تراه كان يحمل بيده اسطوانات لموسيقى الكلاسيك وأغاني الأوبرا كان خليلو يعتبر واحدا من أهم نقاد الموسيقى الكلاسيك جميل المجلس لطيف التحدث شيَّعه أهالي الاعظمية وقاموا بدفنه على نفقتهم إذ لم يخلف وراءه الا المجموعة الكاملة لاسطوانات الكلاسيك (حسون الأمريكي) عبيدي من أهالي الصليخ الأصليين في الاعظمية ومن عائلة كبيرة ومعروفة يعمل موظفا صحيا في مستشفى الأمراض النفسية والعصبية شاب طويل القامة اسمر اللون لا يخلو وجهه الطويل من كاريزما واضحة رشيق مبتسم دائما يلبس شورت قصير جدا وقميص مشجر وبعض الاحيان بنطلون كاوبوي وكان يمشي يوميا من بيته في الصليخ إلى الكرادة الشرقية بمصاحبة كلبه الوولف الكبير (تركي الچراخ) كان چراخا يصنع أجسام النراكيل من الخشب وكان من القلائل الذين يضبطون أصول المقام العراقي يجلس بشكل يومي دايم في دكانه الصغير في مدخل شارع المأمون خلف آلة الچرخ البدائية ويحرر بالمقام الواحد تلو الآخر ويلتف حوله عدد من قراء المقام يتناقشون في أصول القراءة ويمتلك أكبر شارب في بغداد (دعبول البلام) من أهالي باب السيف في الكرخ يمتلك زورقا يعمل فيه ويرتزق منه يربطه في مسناية باب السيف كان قارئا للمقام واشتهر بشرب العرق وإجادته لسگف السمك ومداعباته ومخالطته لشخصيات بغدادية كبيرة أظهره يوسف العاني في فيلمه الشهير سعيد أفندي (شيخان العربنچي) من أصل كردي يمتلك عربانة ربل لنقل الركاب كان مشهورا بأنه صاحب أقوى زيج في بغداد فكان يضرب زيج بدل جرس الإنذار والناس حين تسمع صوت الزيج تقفز مسرعة إلى الرصيف ويقال إن جعفر باشا العسكري كان مشهورا بضرب الزيج وفي أحد الأيام التقى بشيخان فتحدي كل منهما الآخر وكانت مباراة تاريخية بينهما .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

بين رؤيا و رؤية و خطيب (جامع بُنِّيَة)



المقال : بين رؤيا و رؤية و خطيب (جامع بُنِّيَة) .

الصورة : الشيخ (محمود غريب) محاطاً بتلامذته من المصريين و العراقيين و على يمينه السيد (محمد العاني) في جامع بنيّة نهاية عقد السبعينات .

الرؤيا :- {يعلم الله اني رأيت العراق وجامع بنية كما هو ، في رؤيا بالمنام… وقيل لي لماذا تخاف؟ انت هناك ستخدم 12 الف مسلم فسألته هل يوجد في العراق مطاعم فول مدمس وفلافل ؟ قال لي بل يوجد كبّة ، عرضت الرؤيا على احد شيوخي فقال فول وفلافل و12 ألف مسلم سافر يا محمود، فهي رحلة واسعة في الدعوة ضيقة في الدنيا، ولكن أقسم بالله انها كانت دنيا ودين والحمد لله} .

الرؤية :- {دائما أمريكا تعرف من تصطاد وماذا تفعل بصيدها، ان العراق رأس النعامة، ان النعامة تصل الى ستين كيلو من اللحم، ورأسها نصف كيلو، ولكن رأسها يتبصر العدو على بُعد طويل، فتحذّر الحيوانات، فهي انذار مبكر. فجاء الثعلب واشترى رأس النعامة من الكلاب. أخذ رأس النعامة وترك لهم الجسد الكبير ينعمون به فأصبحت الغابة بدون جهاز انذار . لقد خسر العرب والمسلمون بسقوط العراق وغزوه قلعة حصينة ضد الأعداء} .

وِلِدَ الشيخ الجليل محمود محمد غريب عام 1940، ولقد كان في صغره صانعا للمفاتيح متفرغاً لهذا العمل 17 سنة، ودرس خلال هذه المدة بالجامع الازهر الشريف حتى أتم الدراسات العليا . وكان الاول في دورته في الخطابة على مصر عام 1966. ومن أبرز اساتذته الامام محمد ابوزهرة، والامام محمدالغزالي ..
ويحكي عن سفره للعراق:  دخلت بغداد في 24»4»1974 وفتحنا جامع البنية في 29»5»1974 كان لي درس يومي الاثنين والخميس درس الاثنين كان تفسيراً موضعياً للقرآن الكريم لان القرآن يجمع كل الطوائف في العراق، ودرس الخميس للنساء، لقد بدأت بخمس من الاخوات الدارسات ويوم خرجت من العراق كان جامع بنية وحده يسع الف امرأة .

لقد عرفته بغداد وسائر مدن العراق واعظاً ومربياً وخطيباً ومرشدا، حيث كان خطيبا واماما بجامع بنية في الكرخ بين عامي 1974 و1981 عاش محباً للعراق وفياً لأهله دائم الدعاء للعراق وللعراقيين حتى بعد أن أخرج عنوة من العراق بدسيسة من جهة ما، من خلال نشاطه الدعوي الاسلامي الذي أدى الى هداية وارشاد المئات بل الآلاف من العراقيين نساء ورجالا، حتى صار جامع بنية مقصداً لعشرات الألوف من الافراد والعوائل من جميع أنحاء بغداد بل ومن جميع أنحاء العراق لما وهبه الله لهذا الشيخ الجليل من قدرة رائعة على الوعظ والارشاد والافتاء والنصيحة. وكانت باصات تنطلق من والى المسجد لإيصال المئات من الأطفال من مختلف أنحاء بغداد وعلى نفقة ميسورين أخيار ومجانا من أجل حضور دروس تحفيظ القرآن .

 كان الشيخ غريب أول من فتح باب تعليم القرآن للصغار وللنساء في المساجد، ولم تكن من قبل، ويعتبر هو صاحب أعظم حملة ايمانية في العراق منذ عقد السبعينات من القرن الماضي ، ولكن للاسف كان هناك من أغاضهم تجمّع الشباب والصغار والكبار في حلقات القرآن لدى الشيخ في جامع بنية في منطقة العلاوي ، فاتهموه من خلال وشاية كاذبة بالتواطؤ مع دولة معادية وأنه ينتمي لحزب تابع لها وهم يعلمون أنه أبعد ما يكون عن هذه الدولة و عن سياساتها . حتى قاموا بأمر دُبِّر بليل من جهاز الامن . واستطاع الشيخ رحمه الله الخروج من العراق عن طريق الموصل ثم الى الخارج بمساعدة الأخيار من العراقيين . آخر كلمة من الشيخ الراحل لأهل العراق سلامي على اهل العراق وسلامي على تلاميذ القرآن، ونحن على العهد نرعى الوداد. وافته المنية في (صلالة / بسلطنة عمان) اثر مرض عضال ، وكانت أمنيته ، أن يدفن في بغداد التي أحبها وعشقها .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

النوادي الرياضية إلى أين ؟



المقال : النوادي الرياضية إلى أين ؟ .

الصورة : الرعيل الأول من تشكيلة مصارعي (النادي الملكي/ الأولمبي) في (الأعظمية) الذي تأسس سنة 1940 بإدارة المدرب (مجيد ليلو / الجالس وسط الصورة) و المدرب المساعد ؛ المصارع (عوسي الأعظمي /الواقف على يسار الصورة) و يليه المصارعون (موفق محمود) ثم (سالم إبراهيم الداغستاني) و (حسين علي أحمد) و بعده (خلدون عبدي) و الجالسون من اليسار (كريم كاظم) و أخيراً (صالح مهدي) و...هم يحملون شعار النادي الملكي (ن - م) على مايوهاتهم .

الرياضة ذوق وفن ونشاط فكري وجسماني يجعل الانسان على محطات ، للمثابرة والجد وفوق كل ذلك ، هي نبع صاف يضع الانسان على مختلف أجناسه وأشكاله وألوانه ، على مسارات تؤهله لكي يتعافى ، ويكون دائما بنشاط مستمر وصحة وعافية في منأى عن الكسل والتراجع . وفي العراق رياضيون ، ساهموا في بناء الروح الرياضية الخلّاقة التي سجلها التاريخ في أحرف من نور ، وفي طليعة هؤلاء الرياضيين الذين رفدوا الرياضة بالعطاء والنماء والتواصل ؛ الرائد (جاسم محمد طه / عوسي الاعظمي) الذي لعب دوراً بارزاً في الرياضة الذي ورثته منه أجيال لا تزال تذكر الرياضة كأخلاق ومتعة وجمال فيه نسغ خلّاق . والذين يدركون المعنى التربوي الاخلاقي للرياضة يعرفون حق المعرفة المعاني السامية التي خلَّدت رجالاً مارسوا الرياضة ، وأسسوا مسارات حقيقية للرياضة بكل روعتها وجمالها ، لتزيد من عطاء الانسان ، وتجعله أكثر قدرة على تجاوز الصعاب وصولاً الى تحدي المصاعب والمعضلات التي تواجه الانسان وتعكِّر صفوه ، والرياضة فوق كل ذلك ، دنيا من اللهو البريء التي تجعل الانسان يتنفس الصعداء بجسم كله حيوية ونشاط وجمال وفي منأى عن الاوجاع والمرض : وهذه تحية لكل الرجال الذين أسسوا البنى التحتية للرياضة في العراق ، وأتمنى لو بادرت وزارة الشباب والرياضة باستذكار الرياضين الرواد الأوائل بوضع لوحات تخص الذين برعوا في دنيا الرياضة في كل مآثرها ، بعيدا عن التجاعيد التي لا يسوغها الذوق والاخلاق ، وكونوا مناهجاًً لهم ، تجعل الرياضي مع العصرنة ومع الذوق . و(نادي الاعظمية الرياضي /النادي الاولمبي) كمثل للنوادي الاخرى والذي عرف بروّاده الاوائل وفي طليعتهم (عوسي الاعظمي) وآخرون اسسوا البنى التحتية للرياضة على المستوى المحلي والدولي ، وفوق كل ذلك فان الرياضة مسلك رائع تبعد الانسان عن اللهو غير البريء لانها تهذب الخلق والذوق وتصنع الحب والجمال ، وما يؤلمني ان واجهات المباني الرياضية أصبحت ملاذاً للاعلانات التجارية لا غير ويفترض أن تكون هذه الواجهات مميزة بصور الرياضيين الأوائل والنصائح والمعلومات ذات الصلة بالرياضة كي يعرف الحادي والبادي ان هذا الموقع هو للرياضة والرياضيين والرواد..
- (جريدة المشرق) في عددها الصادر بتاريخ 11/3/2017 ؛ بقلم الشاعر (جليل نعمة العبادي).
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

إنسانية (الوصي) ودماثة خلقه وتسامحه وحبه للدُعابة



المقال : إنسانية (الوصي) ودماثة خلقه وتسامحه وحبه للدُعابة .

يقول (وزير الزراعة) في العهد الملكي ؛ الأستاذ (عبد الغني الدلي) :-
إعتاد أحد الوزراء السابقين أن يطلب مقابلة الأمير (الوصي عبد الاله) طيب الله ثراه ، مرة كل أسبوع ولم أعلم أن الرجل من المطيلين في الحديث دون مراعاة الوقت فلما قدّمت إسمه للأمير هز رأسه  قليلاً ثم قال :-  ليكن موعده يوم الخميس ، حيث عدد الزائرين أقل . حضر الرجل وكان على جانب ...كبير من الثقافة والأناقة ، لكنه بعد دخوله مكتب الأمير بقي يتحدث أكثر من نصف ساعة والوقت المتعارف عليه هو ربع ساعة فقط لكل زائر وقد أربك هذا الأمر منهجنا وأحرجنا مع بقية الوافدين فشكوت الأمير من ذلك فأجابني :- ماذا أعمل ؟ أنا لا أستطيع منع الرجل من الكلام وهو في ضيافتي ، لكن عندي رأي ؛ حددوا له موعد المقابلة في المرة القادمة في آخر ساعات الدوام لعل الجوع يدركه فيختصر الحديث ويوفر الوقت عليّ وعليكم . وفعلاً قمنا بتطبيق الاقتراح وحددنا موعد زيارته التالية في آخر ساعات الدوام ودخل عند الأمير في تلك الساعة وظلت آمالنا معلقة بعصافير معدته غير أن تلك الآمال خابت وإمتدت المقابلة إلى ما بعد ساعات العمل ولما إنتهت المقابلة سألت الأمير كيف حدث هذا؟ قال : لا أدري ، ولكن يبدو لي أن الرجل قد استعد للأمر وتناول وجبة الغداء مبكراً قبل الحضور فاستمر بالحديث ولم يشعر بجوعٍ ولا هم يحزنون ، وأجركم عند الله .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الخميس، 7 سبتمبر 2017

أشهر من نارٍ على علم (ج2) .



المقال : أشهر من نارٍ على علم (ج2) .

الصورة : (عوسي الأعظمي) في بيت (ناجي الخْضيري) الأعظمية عام 1938 .

في عقد الثلاثينيات أخذ إسم عوسي يتردد في (زورخانة الدهّانة) العائدة للبطل (عباس الديك) و كذلك في (زورخانة الصالحية) التي كان يمتلكها (محمد الخياط) ، وفي زورخانات (جامع المصلوب و خان كعبوري) كما أن الصحف أخذت تنشر أخبار جولاته و إنتصاراته ، و كذلك إعلانات التحدي التي كان يخاطب بها أشهر المصارعين المعروفين وقتذاك . و المعروف عن عوسي أنه لم يكن مصارعاً فقط ، إذ كان رياضياً مدهشاً ق...ام بكتابة و إصدار العديد من النشرات الرياضية المطبوعة التي كان يوزعها مجاناً على محبي و هواة الألعاب الرياضية ، و كان يطبع صوره الخاصة بشكلٍ أنيق و يوزعها بالعشرات على المعجبين بفنه ، و هو بعد ذلك أقام مسابقات كانت غريبة منها (سباق التزلج) الذي دعا له على صفحات الجرائد نهاية الثلاثينيات و وضع له جائزة للفائز ، و كذلك (سباق الدراجات) الذي لم تكن أوساطنا الرياضية تعرفه بعد ، إضافة الى العروض البهلوانية المشابهة في كثير من حركاتها لفعاليات (الجمباز) الحالية . و يضيف عوسي :- تعتبر (لعبة عباس الديك مع الهر كريمر الألماني) أشهر مباراة شهدتها بغداد حيث جرت على ساحة (المتوسطة الغربية) و بحضور حشد كبير من المتفرجين و كنت وقتها أُدَلِّكْ لكلا المصارعين ، فما إن تمكن عباس الديك من الوثوب على كريمر حتى أخذت الجموع تهتف و تطلق الرصاص و خرجت في حينها تظاهرة كبيرة . و يستطرد :- و نتيجة لمشاكل و خلافات تقرر غلق الزورخانات فإنتقلنا الى لعبة المصارعة الحرة ، و أصبحت من المصارعين المعروفين حيث أخذت أقف في الثلاثينيات الى جانب (صادق الهندي) و (حساني محمود) و (مجيد لولو) و (هادي محمد) و (جهاد بهاء الدين) . و لا ينسى عوسي الفوز الجميل الذي حققه عام 1938 على المصارع الهندي (علي محمد) أحد أفراد الجيش البريطاني و الذي جاء على حلبة (ساحة الكشافة) و بحضور الوصي على عرش العراق . فبعد أن فاز بطلنا ، بعث له الأمير (عبد الإله - الوصي) مبلغ (عشرين ديناراً) هدية بالمناسبة و بعدها عمل مدرباً في صفوف (النادي الإولمبي) و الذي أصبح فيما بعد من أشهر الأندية العراقية . و بمناسبة إفتتاح بناية (النادي الأولمبي) الجديدة عام 1940 كتبت (جريدة العراق) في عددها المرقم 5626 و الصادر يوم 30 أيلول 1940 متحدثة عن منهاج الحفل و ما آل إليه برنامج ذلك اليوم فأشارت الى مشاركة عوسي الأعظمي و جماعته في الإحتفالية قائلةً :- عوسي الأعظمي من الرياضيين المعروفين بجسمه و روحه فقد قام مع جماعته بتقديم جملة ألعاب يعتمد فيها على الخفة و سرعة الحركة و قد حازت على إعجاب الجميع فإنطلقت الأيدي بالتصفيق و الألسن بالهتاف و التشجيع . و بعد أن تجاوز عمره منتصف الثلاثينيات بدأ يفكر بالسياحة و السفر الى خارج القطر لمقابلة أبطال بقية الدول و الإحتكاك بهم أو للتمتع بالخبرة و المعرفة و زيادة الإطلاع ، و كان أبرز من لاعبهم و فاز عليهم ؛ البطل اللبناني (زكريا شهاب) و التركي (محمد أوغلو) إضافةً الى مجموعة أخرى من مصارعي (بلغاريا) و في أحد أعدادها أشارت مجلة (ألف باء) الى أن عوسي قام عام 1952 برحلة الى الأقطار العربية إنتهت بمصر حيث إلتقى بالمصارع المصري (إبراهيم مصطفى) الذي ذهب به الى (النادي الأهلي) و تعرف فيه على أشهر المصارعين المصريين . و يذكر عوسي بأن الرئيس المصري آنذاك (محمد نجيب) إستقبله، و أمر أن يقيم على حساب الحكومة المصرية و نُظِّمَتْ له جولات سياحية في مختلف أنحاء (مصر) .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الثلاثاء، 5 سبتمبر 2017

أشهر من نارٍ على علم (ج1) .


المقال : أشهر من نارٍ على علم (ج1) .

الصورة : (مجلة الرشيد) العدد 107 من 1-16 تموز 1989 مقال للأستاذ (سمير الشكرچي) .

إذا كانت الصحافة و الصحفيون الرياضيون اليوم يلهثون وراء الرياضيين البارزين و يخصونهم باللقاءات و المقابلات و إظهار كل ما يتعلق بهم على صدر الصفحات اليومية فإن الحال كان مختلفاً تماماً في الثلاثينيات يوم كان البطل يدفع من جيبه الخاص مقابل نشر خبر صغير عنه أو بطولة يشارك فيها و المتا...بع لمجريات الأحداث الرياضية على صعيد القطر في الثلاثينيات و الأربعينات يجد أن إسم البطل (عوسي الأعظمي) قد أُفْرِدَتْ له أكثر من مساحة خبرية على صفحات الجرائد العراقية العتيقة بل و أن هذا الرجل كان أشهر من نار على علم بفعل حركته الرياضية الدؤوبة و تعلقه بالألعاب المختلفة بما فيها المصارعة و السباحة و بناء الأجسام و الدراجات بل و حتى التزلج و إذا كان عوسي الذي قارب أو كاد يقترب من الثمانين قد ملأ دنيا الرياضة بإسمه لفترة إمتدت أكثر من نصف قرن فإنه اليوم ليس أكثر من متقاعد لم يعد يملك من مقومات الشهرة و العنفوان أكثر من إسمه فقط و هذا هو حال أبناء زمان الذين وهبوا الألعاب أكثر مما وهبتهم . ولد جاسم محمد الأعظمي أو عوسي كما أطلق عليه تحبباً فيما بعد في منطقة الأعظمية عام 1913 و كان منذ صباه حركاً نشيطاً يختلف تماماً عن سائر أقرانه إذ كان يتفوق عليهم جميعاً في الصراع و السباحة و الجري . فبعد أن بلغ السابعة من عمره كان يخرج مع أبيه الحطّاب الى نهر دجلة و هناك بدأت قريحته الرياضية تتفتح و بدأت مواهبه بالتطور نتيجة الإحتكاك و مشاهدة أبطال المصارعة و السبّاحين و المهتمين بتربية العضلات و تنميتها و إذا كانت الأعظمية و مناطقها القريبة من شاطيء النهر قد إشتهرت بزورخاناتها التي كان الشباب الذين يستهويهم الصراع يتبارون فيها لإظهار قوتهم فإن ضيفنا إجتذبته هو الآخر تلك العوالم التي كانت تغلِّف لعبة المصارعة فإنطلق يتدرب على المَسْكات الصعبة و يحاول تقليد المصارعين المشهورين أمثال (عباس الديك و أسطه غني القره غولي و صبري أفندي الخطاط) حتى أصبح يجيد كل الأوليات دون أن يتتلمذ على يد مدرب محدد . و من الذكريات الجميلة التي يحملها عوسي ؛ إسمي الحقيقي هو جاسم محمد طه أما عوسي فهو لقب أطلقته علَيَّ جدتي حينما أشرفت على الموت في طفولتي و نجوت منه بإعجوبة . و الغريب أن أصدقاءه و أقرباءه و حتى أبناء محلته يجهلون إسمه الحقيقي و لو شاءت الأقدار أن يأتي غريب ليسأل عن بيت جاسم محمد فلن يجد من يدله عليه لأنهم لا يعرفون رجلاً يسكن المنطقة بهذا الإسم . و يضيف عوسي ؛ بعد أن بلغت الثامنة من عمري بدأت أمارس أوليات المصارعة على شاطيء النهر و أتلهَّف لسماع أخبار أبطال الزورخانات و لما كانت زورخانات الشط ترتبط بفصل الصيف فإننا أخذنا نبحث على الزورخانات النظامية و عثرنا على واحدة قريبة من الأعظمية حيث عبرنا (الجسر الخشبي) الذي يربط (الأعظمية بالكاظمية) و إتجهنا الى (خان كعبوري) فشاهدنا زورخانة (فاضل التميمي) و كانت عبارة عن دائرة محفورة بعمق متر تحت الأرض تحيطها الكراسي و تخوت المتفرجين و كنا ندفع عشرة فلوس ثمن الدخول الى القاعة و بالمقابل كنا نحصل على قطعة حلوى - لقم ، و بدأنا بمتابعة الصراعات البطولية و كنا ننتصر لهذا و نصفق لذاك و بعد ذلك أخذنا نتردد على زورخانات بغداد و تعلمت شخصياً المصارعة على يد بعض الأبطال أمثال (عباس الديك و مجيد ليلو) و كنت وقتها أقوم بعملية التدليك لبعض المصارعين و أتعلم بالمقابل منهم المَسْكات الأصولية في المواجهة .

صورٌ من الذاكرة



المقال : صورٌ من الذاكرة .
الصورة : سلسلة (صور الحيوانات) .
وهي لعبة - التصاوير - نهاية الستينات و بداية السبعينات . وكان الطفل يشتري بعشرة فلوس الصورة الواحدة مع علك مستطيل بلون وردي حجمه قريب من حجم الصورة ويوضع في خلف الصورة وتكون مغلفة وكل الأطفال كانوا يطمحون الى تكوين سلسلة صور الحيوانات من رقم واحد (النمر الجالس على رجليه) الى رفم مئة (طائر البوم) وكانت مشكلتهم تكمن في صعوبة الحصول على الرقم (24) الثعلب والرقم (26) الأيل ورغم كل هذا فهنالك من أكمل أكثر من سلسلة واحدة . وكان يلعب بهذه الصور ألعاب كثيرة منها (الشمرة) و (البوزة) وغيرها . أيام جميلة وألعاب أجمل ، حرموا أطفالنا منها . 
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

أنا نوري سعيد




المقال : أنا (نوري سعيد) .

الصورة : الباشا (نوري سعيد) بداية الخمسينات .


قال عنه الباحث (محمد الجابري) :- "كان كريماً نظيفاً متسامحاً مع أبناء شعبه" . 

إسترسل السيد الباحث (محمد الجابري) في حديثه عن (نوري باشا السعيد) مستأنساً بما سمعه ، من شيخ المؤرخين (أ.د. حسين أمين) عن الباشا . بحيث وصل الأمر به ، أن يذكر لنا قصة ، تتضمن قيام الباشا في يوم ما ، بنقل مجموعة من الطلاب في سيارته الخاصة . و لأنهم ... لا يعرفون شخصية الباشا ، تكلموا بما يوحي للسامع أنهم مستاؤون من النظام ، لا سيما رئيس الوزراء نوري باشا السعيد ، فما كان من الباشا إلا أن يقول لهم عندما طلبوا النزول :- " أنا نوري السعيد ، لا تتكلموا بهذا الأمر ، وبهذا الشكل ، لكي لا يقبض عليكم رجال الأمن ، و تضيع عليكم المحاضرات الدراسية" . ثم يتساءل (الجابري) بعد هذا السرد قائلاً :- كم شخصية متسامحة الى هذا الحد ، ومتواضعة بتسامٍ وعنفوان ، أنصفها التاريخ ، أو ظلمها ؟ . ثم يقول : 

 ( لقد إستمعنا الى مواقف وقصص انسانية كبيرة في حياة الرجل قلَّ نظيرها، وهي ضرب من الخيال ، حيث كان عفيفاً بإمتياز، وسياسياً مقتدراً  ونظيفاً من الأدران، وكان هَمَّه الاول مصلحة بلده  وشعبه ، ولا سيما الجيش ، حيث عرف قيمته وموقفه).
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 



الاثنين، 7 أغسطس 2017

أغرب مشاركة في تاريخ الأولمبياد



المقال : أغرب مشاركة في تاريخ الأولمبياد .

الصورة : البعثة الاولمبية العراقية في يوم إفتتاح (اولمبياد مكسيكو 1968) قام (جورج تاجريان) برفع العلم وسار خلفه الربّاع (زهير ايليا) ثم المصارع (اسماعيل القرغولي) ثم (د. محمد سبع) .

قررت اللجنة الاولمبية التي شُكِّلَتْ بعد احداث 17 تموز 1968 المشاركة بالاولمبياد ثم عادت وانسحبت . يقول (زهير ايليا) ان امراً غريباً ومعقداً حدث بالتزامن مع افتتاح هذه الاولمبياد. فقد سافرنا من أمريكا للمكسيك أنا وزميلي (اسماعيل القرغولي) الذي كان يدرس في جامعة (ايسترن مشيكان) للالتحاق بالوفد العراقي، وعندما وصلنا القرية الاولمبية قالو لنا: إن الوفد العراقي انسحب من الدورة . قدمتُ للمسؤولين . الهوية والاوراق اللازمة ، قالوا (إن هذه المستمسكات لا قيمة لها امام انسحاب الوفد) فطلبتُ مقابلة رئيس اللجنة الاولمبية، وقد وافق على الاستماع لنا، ومن حسن حظي أن ينظم لهذه المقابلة (رئيس اتحاد رفع الاثقال العالمي ـ كليرنس جونسون) والذي يسكن مدينة (ديترويت) وهو يعرفني حق المعرفة، فساعد في تقريب وجهات النظر ومن ثم جرت الموافقة على مشاركة العراق . رغم انسحاب الوفد الرسمي ، إلا اننا تمكنا من استخدام الطابق المخصص في المبيت اثناء مكوثنا في القرية الاولمبية. ثم تعرفتُ على شخصية رياضية عراقية هو (جورج تاجريان) وعرّف نفسه بأنه متسابق في الدراجات وكان يحمل هوية المشاركة في الوفد العراقي ، فذهبت للمسؤولين وقلت لهم (عندنا عضو آخر سيلتحق بالوفد) وبعدها بوقت قصير ، حضر للقرية شخصية عراقية اخرى جاء للقاء الوفد العراقي وهو( د. محمد سبع) أستاذ قسم الرياضة بجامعة "مورهيد ـ كنتاكي"، وكان بطلاً سابقاً للعراق بألعاب الساحة والميدان وكرتي السلة والطائرة اوائل الخمسينات، فحدثناه عن قصة الانسحاب ورغبتنا في المشاركة، فدعيناه للمشاركة معنا، وافق على الانضمام بصفة (اداري) فأصبح عدد افراد البعثة أربعة . وعشية الافتتاح كان علينا أن نتدبر أمرنا في قضية العلم اثناء استعراض الدول، فذهبت الى الاستاذ "اوانيس ياسيان" وهو مدرب اعرفه من العراق، ومشارك بصفة حكم برفع الاثقال في الاولمبياد، وشكوت له عدم امتلاكنا علم العراق، فما كان منه إلا ان يذهب وينتزع العلم من بين الاعلام المرفوعة في الاولمبياد، وبعد ان صار عندنا علم، رفعناه عاليا في يوم الافتتاح . ا . هـ . و على (حامل الراية) ذكرت (مجلة الرشيد) إن أول حادثة إحتيال أولمبي شهدها العراق كانت عبر المحتال (جورج تاجريان) فإتضح انه يريد السفر مع الوفد كمصارع غير أنه شارك في سباق الدراجات و لم يحقق نتيجة تذكر، و من هناك هرب ، ويقول الصحفي (سمير الشكرچي) أنه محتال اجاد الاحتيال عالمياً حيث ظهر وهو يعتلي منصة التتويج الأولمبي في دورة 1968 كفائز بالميدالية الذهبية. وجاء في تقرير نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) أن المكسيكي العراقي الأصل (جورج تاجريان) كان يهرِّب في التسعينات مهاجرين غير قانونيين من دول شرق أوسطية إلى داخل الولايات المتحدة عبر الحدود المكسيكية ، و يتلقى مساعدة من ضابط في الهجرة المكسيكية لتهريب أشخاص لا هوية لهم إلى داخل الولايات المتحدة . ا . هـ . وهو يواجه عقوبة السجن لفترة تتراوح بين 5 - 45 سنة. قال (الزهاوي) عش هكذا في علوٍ ايها العلم - فاننا بك بعد الله نعتصم - ان احتقرت فان الشعب محتقر - او احترمت فان الشعب محترم - الشعب انت و انت الشعب اجمعه - وانت انت جلال الشعب والعظم - فان تعش سالماً عاشت سعادته - وان تمت ماتت الامال والهمم - هذا الهتاف الذي يعلو فتسمعه - جميعه لك فاسلم أيها العلم .

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الأحد، 6 أغسطس 2017

(الباشا) و (مقام الإبراهيمي) .



المقال : (الباشا) و (مقام الإبراهيمي) . روى السيد (عبد الرحمن فوزي) :- كان (نوري سعيد) يحب (المقام العراقي) بشكل غريب فحينما كنت مدير الإذاعة و كان (رشيد القندرچي) يقرأ (مقام الإبراهيمي) و إذا بجرس التلفون يرن ، و عندما رفعته ، سمعت صوت الباشا يقول :- داد ، عبد الرحمن ، خلّي رشيد يستمر . و هنا أشرت الى رشيد ، و هو داخل الإستديو أن يواصل هذا المقام الطويل و الصعب . و بعد نصف ساعة ، رن جرس التلفون من جديد ، و إذا بصوت الباشا يقول :- مشكور إبني عبد الرحمن ، إنطي أجرة إضافية لْرشيد ، على ما مقرر له من أجور . و هكذا كان يتواصل مع قراء المقام ، منهم (عبد القادر حسون) و (حمد موسى) و كان يجادلهم في القطع و الأوصال و البيانات ، كما كان يختلف على قطعة معينة و يكون بالتالي هو المنتصر . ا . هـ . يقول الكاتب (سنان أحمد حقي) كان له إلمام بالموسيقى والمقامات ، ويروي أحد الأهالي أنه شهد له موقفا انتقد فيه أحد قرّاء المقام لقرائته (مقام الإبراهيمي) بصورة غير سليمة ولمّا احتدّ النقاش بينه وبين أحد الحاضرين لم يتردّد الباشا من أن يقوم يتأدية المقام كاملا بصوته هو ، وهذا يبيّن مدى عمق اطّلاعه بالأنغام والمقامات والسلالم الموسيقيّة ويُقال أنه كان يُفضّل طريقة أداء (أهالي المعظّم) أي منطقة (الأعظميّة)على طريقة أداء منطقة (باب الشيخ) أو المناطق الأخرى ويعرف قرّاء المقام أن هناك تباين بسيط بين طرق الأداء المختلفة ببغداد وهو أمر جائز في التفاصيل الصغيرة أو ببعض الميانات وأحيانا في الأجناس رغم أن (المقام العراقي) عبارة عن مؤلّفة موسيقيّة متكاملة تستعرض كافّة الإنتقالات التي وصلتنا دون تغيير وباتباع الهيكل العام المتعارف عليه .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الخميس، 6 يوليو 2017

ساعة الأعظمية



المقال : ساعة الأعظمية .
الصورة : الحاج (عبد الرزاق محسوب الاعظمي العبيدي) أمام ساعته عام 1929م .
ولد (عبد الرزاق محسوب) في (محلة الشيوخ/الأعظمية) عام 1882 واكمل فيها دراسته الابتدائية ، في (كتاتيب المدارس التركية) افتتح  معملا لصناعة (النواعير) وابدع فيه . انخرط في (الجيش العثماني/ فوج المجاهدين) عند اندلاع (الحرب العالميه الأولى/1914) واشترك في (معركة الحويزه) و قام بتصليح (المدفع الكبير) الذي كان له دور مهم في (معركة الكوت) وفيهما انتصر الأتراك على الأنكليز . ولكونه ميكانيكي بارع ، تقدم بتاريخ 19/3/1921 لفحص (الساعة الگيلانية ذات الوجهين) المهداة الى جامع الامام الاعظم منذ عام 1919، لتصليحها و نصبها ، فوجدها غير صالحة، و في 25/3/1925 إبتدأ في معمله وبمساعدة ولديه (محمد رشيد) و (عبد الهادي) بصنع  ساعة كبيرة مع هيكلها الخاص و بأربعة اوجه وثلاثة عقارب ، حتى اتم صنعها في 28/12/1929 فوهبها الى ادارة الاوقاف لتوضع بدلا من تلك الساعة التالفة في جامع الامام الاعظم،  رفضت الأوقاف تسلمها ، فاحتفظ بها ونصبها على سطح معمله وكانت تعمل بإنتظام . وبتاريخ 8/11/1931 زار الملك (فيصل الأول) كلية (دار العلوم الدينية والعربية) في الأعظمية  ومعه رئيس التشريفات (تحسين قدري) ومدير الأوقاف العام (نوري القاضي) وبعد أن أتموا زيارة الكلية اقترح عليهم عميد الكلية الحاج (نعمان الأعظمي) زيارة (معمل محسوب) مقابل (مسجد خطاب) للاطلاع على الساعة ، فذهبوا إلى المعمل مع بعض وجوه الأعظمية ، أعجب الملك بالساعة وخاطب صانعها بقوله: لعل عبد الرزاق لا يطلب لها ثمناً باهضاً !، فأجابه انه قام بصناعتها خدمة للوطن وانه لذلك متبرع بها ولا يرجو سوى الأجر والثواب، فشكره الملك ووعده بقبولها ونصبها في موضعها في الوقت المناسب ، و منحه (الوسام الهاشمي) ثم بعد ذلك ذهب الملك ومن معه إلى بيت الحاج عبد الرزاق المجاور للمعمل حيث تناولوا طعام الغداء . شاركت الساعة في (المعرض الزراعي الصناعي) الذي اقيم في (حدائق باب المعظم) في 7نيسان 1932 حيث فازت بالجائزة الاولى وكانت من ابرز المعروضات واجدرها باهتمام الجمهور، وظلت على أرض المعرض 11 شهر تقريباً ، ومن هنا اشتهرت ب(ساعة المعرض) وبعد هذا الفوز ، وافقت الاوقاف على تسلمها لتوضع رهن التوقيف والحجز في احد مخازنها ، فداهمها الصدأ وكادت تتلف ، وفي سنة 1952 شعر الحاج عبد الرزاق وقد أقعده المرض بدنو أجله وذهاب أمنياته عبثاً في تحقيق نصب الساعة وضياع وتشتت أدواتها من بعده فطلب إلى ابنه (الدكتور صالح) مراجعة دائرة الأوقاف لخزن أدوات الساعة في إحدى غرف جامع الإمام أبي حنيفة حتى يحين نصبها . توفي الحاج عبد الرزاق في 7/11/1953  وفي نفسه حسرة لأن ساعته التي صرف من أجلها كل اهتمامه وكل ماله من طاقة فكرية ومالية، لم تر النور ولم تنصب في جامع أبي حنيفة والتي كانت أغلى أمنياته . قال فيه الشاعر(عطا حمدي الاعظمي) يد محسوب يد مااهرة * صنعت للجامع المعمور ساعة * جاورت قبر امام اعظم * منه ترجى ساعة الحشر شفاعة * كلما دقت ذكرنا فضله * وسالنا الله ان يجزي اختراعه * و سالنا الله ان يرحمه * ان شكر االله من شكر الجماعة . وفي عام 1958 قرر مجلس الوزراء ، إستخراج الساعة من الأوقاف بعد معاينتها وصلاحيتها، ونصبها على برج يناسبها في جامع الامام الاعظم على ان تقوم به (وزارة الاسكان) وبعد وضع التصاميم والخرائط من قبل المعماري (هشام منير) اتجهت النية الى بناء الابواب الرئيسية وسياج الجامع مع برج الساعة. وقد بوشر بالعمل بأشراف المهندس (محب الطائي) حتى أصبحت جاهزة للعمل عام 1961 .

 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...