الاثنين، 27 نوفمبر 2017

"عوسي الاعظمي" بطل متعدد المواهب ج١


المقال : "عوسي الاعظمي" بطل متعدد المواهب أثرى الرياضة بامكانياته المتواضعة لا ينساه التأريخ . مقال للأستاذ سرور ميرزا محمود (ج1) .
الصورة : المدرب (عوسي الأعظمي/المضطجع) و خلفه البطل الصاعد (كريم الأسود) و يقف في يمين منتصف الخلف الأبطال (مهدي وحيد) و (خلدون عبدي) يتوسَّطهم صاحب النظارات و من ثم (عبد الرزاق محمد صالح) عند تشكيل نادي الاعظمية للمصارعة عام 1951 .
جاءت الرغبة ان اكتب عن هذه الشخصية وبكل موضوعية حقيقة هذا الشخص الرياضي الذي سبق زمانه والذي يمتاز بروح الدعابة الاريحية ومما ساعدني بذلك لقائي مع اثنين من رواد وقادة الحركة الرياضية في العراق الدكتور أمير اسماعيل "اموري" والدكتور عبد القادر زينل"كابتن" اللذان عاصرا وعاشرا عوسي . هذه الشخصية بالرغم من كونه مختلف عن الشكل الاجتماعي للفرد البغدادي فهو من النماذج الأنسانية شكلت ظاهرة اجتماعية رياضية تحظى باحترام المجتمع كما يلاحظ أن مثله قلما تعد موجودة وان الأجيال الجديدة لم تعد تعرف وجود هذه الظاهرة . سنتناول بمقالتنا وبكل تجرد نقل حقيقة هذا الشخص العصامي المرح وصاحب مقولة ابن الاخ وابن الاخت وابن العم . ولد جاسم محمد الاعظمي عام 1913 في منطقة الاعظمية واغلب اهل الاعظمية وانا منهم لا نعرف اسمه جاسم وانما عوسي ماعدا اهله ومن تربى معهم عمل منذ طفولته مع والده الحطاب كان امياً وبسيطاً في تعليمه فالحياة وما فيها من نعم ومشاق كانت هي مدرسته امتلك قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية اطلقت عليه جدته لقب "عوسي" وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو. كان للمصارع البغدادي في اماكن الزورخانة يومئذ منزله خاصة في نفوس اهالي بغداد اذ كانوا ينظرون اليه نظرة اكبار وتقدير تتم هذه الممارسة بشعائر صوفية ولهذا فممارسة الزورخانة كانت في اغلب محلات بغداد كالكاظمية التي توجد فيها اكثر بيوت الزورخانة وفي محلة الفضل ومحلة الدهانة ومحلة الميدان ومحلة الصالحية في الكرخ ومحلة الشيوخ في الاعظمية ومحلة القشلة وقرب جامع المصلوب اما ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم "الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي" هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض وهي بطول 6.14 متر وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها اما الصراع فيكون داخل الجفرة وسميت بعدها جفرة عوسي هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد" كريم الاسود" وحسن عبد الوهاب..." فاز عوسي على المصارع الهندي علي محمد علي عام 1938 من افراد الجيش البريطاني في نزال اقيم على ساحة الكشافة بحضور الامير عبد الاله الوصي على عرش العراق الذي اكرم عوسي بمبلغ 20 ديناراً تقديراً لذلك واعجابا بمهارته.
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...