الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

رياضة الزورخانة والمقام العراقي


 رياضة الزورخانة والمقام العراقي

بقلم الدكتور/ حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي 

الصورة : عرض لرياضة الزورخانة ، في إستديو تلفزيون العراق نهاية الخمسينات ، وهذه إحدى حلقات (برنامج المصارعة) وهو أول برنامج رياضي منذ تأسيس تلفزيون العراق عام 1956م . تقديم وإعداد البطل (عوسي الأعظمي) الثالث من اليمين جلوسا ،ً والرابع ، البطل (حسين تاجر النجفي) والسادس ، قاريء المقام وبطل الزورخانة (عبد الهادي البياتي) وفي المقدمة شقيقه البطل (مهدي زنو) .

المقال : إن موسيقى وغناء المقامات العراقية ترافق ممارستها وعروضها الرياضية الزورخانية، تشجيعاً للاعبين الرياضيين عند تقديم عروضهم أمام الجماهير، وخلق المزاج والاستعداد لتحمل مشاق بعض الألعاب الزورخانية خلال العرض. وقد اجتاحت هذه الممارسات الرياضية الزورخانية في العراق طيلة القرون الأربعة الماضية تقريباً، على نطاق عفوي وشعبي واسع دون تدخل الدولة في دعمها وتقديمها. واستمر الأمر في سيادة هذه الرياضة الشعبية حتى النصف الأول من القرن العشرين. وقد كان أشهر الرياضيين الزورخانيين العراقيين عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الأعظمي وصادق الصندوق وعبد الهادي البياتي ومهدي الزنو وحسن نصيف الجميلي ومحمد أسطة بريسم وغيرهم. وفي غالب الأحيان، يتكون فريق الزورخانة من عدد يصل إلى 15 لاعبا زورخانيا، وأحيانا يتجاوز هذا العدد حسب الظروف والإمكانيات. وفي طقوس عروضها الشعبية والجماهيرية الخاصة في الصراع يُمنع دهن الجسم، ولا يجوز النطح بالرأس، وعدم رفع الخصم ورميه بالأرض، وعدم السماح بإذاية المصارع بالمسكات المؤدية للخلع أو الكسر. وتقوم رياضة الزورخانة بصورة عامة على تمجيد قيم الفتوة والأخلاق الرفيعة. تعنبر رياضة الزورخانة في نظر لاعبيها والجماهير، رياضة مقدسة..! حيث تبدأ فعالياتها بصورتها التقليدية بقراءة المرشد آيات من القرآن الكريم، ثم يتبعها بدقات الطبل المنتظمة وينشد التواشيح الدينية وقراءة بعض المقامات العراقية، بعدها يهرول الكابتن (المدرب) هرولة خفيفة للإحماء ثم تبدأ حركات (الشناو) يليها رفع الأميال من قبل (اللاعبين) وتنتهي عادة بنوعين من النزالات: الأول يسمى "الحلواني"، وهو نزالات تجريبية والثاني نزالات "الخصماني" وهي تحديات بين أبطال في اللعبة. إن هذه الرياضة ذات طابع ديني تربي الناس على الأخلاق الفاضلة من صبر وإيثار وسماع للمواعظ والأدعية والتواشيح الدينية. هذا ومن الجدير ذكره، أن لرياضة الزورخانة تقاليد أخلاقية يجب للاعب اتباعها، منها أن يكون نظيفا وذا أخلاق فاضلة ونبيلة وهو في حالة الوضوء، ويتمتع بروح التواضع، وألا يكون مغترا بقوته، ويكون أمينا ومحبا لأهله. هكذا تكون عروض رياضة الزورخانة في المحافل والبطولات الرياضية برفقة الإيقاعات مع المؤدي لمجموعة من المقامات العراقية، ذات الطابع الوقور المعبر عن الخشوع والروحانيات بقصائد دينية او صوفية أو روحانية، كمقامات البيات والمحمودي والحليلاوي والجبوري والبهيرزاوي والحجاز وغيرها .

 إقتباس بتصرف خالد عوسي الأعظمي 



أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...