الثلاثاء، 15 مايو 2018

درابين الشيوخ و جسور الأعظمية




المقال : درابين الشيوخ و جسور الأعظمية .

الصورة : من اليمين عامر بن أبوالجود وباسم محمد سعيد ورزاق، عند رأس (جسر الأئمة) من جهة (محلة الحارّة) في (الأعظمية) عام 1973م وتظهر خلفهم درابين (محلة الشيوخ) التي ذكرها (هاشم الدباغ) و هي :- دربونة عبد الله السلام مقابل مقهى حجازي تنتهي بالشط و فروعها دربونة بهاء الدين البياتي والد المحامي أكرم البياتي و دربونة عيسى عبد الأعمى و هي قرب بيت أسطة عبد الرزاق محسوب و دربونة إبراهيم دلَّه قرب بيت عبد الله عدّول بن الحاج حافظ و دربونة حسّون السكران و دربونة الحاج حجازي و دربونة ريمة المسلمانية أو صبار وحيد الخطاط مقابل بيت رشيد شلال و قرب بيت عبد الرحمن البحري و دربونة زمّاوي و سليم فريج و هي مجاورة لعلوة حسّون السكران في السوق مقابل بيت عبد الباقي النجار كان فيها مدرسة أولية و دربونة حسين حنود (حسين بلدية) والد عبد الكريم الصيدلي صاحب صيدلية الأعظمية و دربونة خليلان التي فيها دربونة عبد الرحمن عبد الكريم الريس و دربونة حسن كافر و أبو سبع و حمودي القصاب و دربونة إبراهيم الجاسم و نجية الخبازة و دربونة حسن قواس (دربونة مكينة الطحين العائدة للحاج عوّاد بن عماد) ا.هـ .
من (تاريخ الأعظمية / وليد الأعظمي) :- إن العمران في الجانب الشرقي من بغداد بدأ مبكراً مع بناء مدينة المنصور المدورة . إن الخليفة المهدي بدأ ببناء قصره في الرصافة سنة 143هـ و ذكر (الطبري) أن المنصور هو الذي بدأ ببناء الرصافة و ليس المهدي و ذلك سنة 151هـ و ذكر (الخطيب البغدادي) و (إبن الفقيه الهمذاني) مثل ذلك ، و أن المهدي فرغ من بناء الرصافة و مسجده و قصره سنة 159هـ . قال (د.مصطفى جواد) أما فيما يختص بالجسور على نهر دجلة ، فكان يجري تحويل و تبديل بينها حسب الحاجة و حسب مقتضيات الحروب . فقد كان الجسر الكبير بين مدينة المنصور و الرصافة أول جسر شيّد على نهر دجلة في بغداد على عهد المنصور ثم عقد بعد ذلك جسر الشماسية في الشمال و كذلك الجسر الأسفل الذي صار في الحد الجنوبي من سور المستعين . و بعد مقتل الخليفة الأمين عطِّل جسر الشماسية فبقي إثنان . و لما بنى معز الدولة داره (المعزِّية) بباب الشماسية سنة 350هـ عقد لها جسراً يربطها بالجانب الغربي ، و نصب بعده عضد الدولة جسراً في باب الطاق . و في أول (العهد السلجوقي) سنة 448هـ نقل السلاجقة جسر باب الطاق الى مشرعة الحطابين في الجانب الشرقي ليربطها بمشرعة الروايا في الجانب الغربي . ذكر (إبن الجوزي) إن في باب الطاق جسرين يعبر الناس على واحد و يعودون على الآخر ، و في أول (العهد العثماني) لم يكن في الأعظمية جسر ، و كان الناس يعبرون في الزوارق و القفف . و في أواخر العهد العثماني نصب في الأعظمية جسر خشبي ، وكان الناس يعبرون عليه مع دوابهم بالأجرة . وكان موضعه في مكان جسر الأئمة الحالي ، ثم نقلته السلطة الى بلدة النعمانية أثناء الحرب العظمى لأغراض عسكرية ، و نصبت في موضعه (عبّارة) بالسلك الحديدي .  وعند تأسيس الحكومة العراقية ، أعيد نصب الجسر الخشبي في الأعظمية في (محلة السفينة) وكانت الحكومة تعلن في الصحف عن المزايدة في ضمان الجسر سنوياً ، والناس يعبرون عليه بالأجرة حتى ألغي رسم العبور سنة 1925م . وفي سنة 1951م أنشيء جسر حديدي لعبور القطار و السيارات و السابلة في (الصرافية) جنوب الأعظمية .  وفي سنة 1955م بوشر بإنشاء جسر حديدي ثابت في الأعظمية وإفتتحه الملك (فيصل الثاني) يوم 2 مايس 1957م وسمي بجسر الأئمة وأنشيء كذلك جسر حديدي آخر خلف (المقبرة الملكية) في الأعظمية . 
كما أنشيء جسر رابع في شمال الأعظمية عند صدر قناة الجيش .
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 

الجمعة، 11 مايو 2018

مواقف من المسيرة الرياضية




المقال : مواقف من المسيرة الرياضية . 

الصورة : تكريم البطلين (عوسي الأعظمي) و (خليل بَنانَه) من قبل الدكتور (أموري  إسماعيل) مكافأةً لهما على إستعراض الزورخانة الذي أبدعا فيه عام 1970 




كانتْ إدارة (نادي الاعظمية الرياضي) تقيم سنويا مهرجاناً رياضيا كبيراً وعاماً، بمناسبة ذكرى تأسيسه عام 1951 برعاية احد المسؤولين الكبار في الحكومة وبدرجة وزير او اعلى . ويحضر المهرجان جمهور غفير من رواد الرياضة والشباب من كافة أنحاء بغداد والمحافظات وممثلين عن النوادي الرياضية الرسمية والاهلية. وفي احد هذه المهرجانات قبل اكثر من 30 عاماً جرى مهرجان شعبي كبير برعاية (وزير الداخلية) الذي كان يهتم بشؤون الرياضة بصورة خاصة, وكان منهاج المهرجان يشمل مختلف الفعاليات الرياضية التي تمارس في النادي، كالملاكمة والمصارعة وكرة السلة والطائرة ورفع الاثقال وكمال الاجسام وبعض الفعاليات للدراجات. وقد وزعت ادارة النادي بطاقات الدعوة للمهرجان على كافة المؤسسات والنوادي وجمهرة الرياضيين لافتتاح المهرجان بمباراة كرة السلة بين فريقي النادي (أ و ب) وقد حضر مبكراً الرياضي المخضرم (عوسي الاعظمي) بعد ان تسلم بطاقة الدعوة واستقبله رئيس لجنة الاستقبال والتشريفات للمهرجان الدكتور اموري، فرحب به ترحيباً مميزاً واجلسه في المكان المخصص لكبار الضيوف والمدعوين في المقاعد الامامية المحيطة بساحة كرة السلة، فالتفت عوسي الى اموري وقال له بدون مقدمات: إحنا إشِّفنا منكم ؟ انتم سويتوا ثورة.. و أحنا طلعنا وهوّسنا، وأيدناكم، وما قبضنا منكم شي .! وكان يبدو على وجهه التجهم والانزعاج وعدم الرضا. فأجابه اموري مبتسماً: ما يصير الا خاطرك طيب، هسه اروح أكوله للسيد الوزير، وهو يريد خاطرك. فذهب اموري واخبر الوزير بما جرى مع عوسي وتعليقه المتهكم..! فقال له الوزير: يراجع وزارة الشباب في اليوم التالي لغرض قبض إكراميته وهديته الثمينة. فرجع اموري واخبر عوسي بمراجعة وزارة الشباب في اليوم التالي، ويتلقى كل خير ويدهن ايديه بالاكرامية. وفي اليوم التالي ذهب اموري الى وزارة الشباب الكائنة قرب (ملعب الشعب) بحدود الساعة 8 صباحاً حسب الاصول قبل بدء الدوام الرسمي بدقائق، فوجد امامه عوسي وهو متجهم الوجه ويبدو على قسائم وجهه العبوسية والغضب يصيح بوجهه: هاي وينكم يابه توعدون وما توفون بوعودكم صارلي ساعتين انتظر السيد الوزير وانتظرك وماكو جنابكم.. هاي الهدية الاكرامية هم ما اريدها.. وأدار ظهره محاولاً الابتعاد عن أموري وركوب دراجته الهوائية، فلم يفهم أموري ماذا يقصد عوسي من كلامه المتهكم وبأنه كان ينتظر لمدة ساعتين والوزير لم يقابله. فهرول نحو عوسي وقال له: يا رجل... ابن الاخ، عيني الدوام يبدأ الساعة 8 صباحاً والان الساعة 8 و 5 دقائق والوزير الان وصل وسوف أذهب لأخبره بوصولك. فقال له عوسي غاضباً: آني بعد صلاة الفجر ركبت بايسكلي من البيت في الاعظمية واتجهت نحو الوزارة، ووصلتها قبل ساعتين وما لقيت أحد منكم.. وما خلَّوني ادخل. هاي موخوش دگه..! فقال له أموري: انتظر شوية.. صارلك ساعتين هنا تنتظر، انتظر 5 دقائق. وذهب اموري الى الوزير ليخبره ان عوسي في الخارج، وصارله ساعتين ينتظر. فضحك الوزير بملء فَيِّه، وقال: عفية عليه. بدل ما نكرمه 25 دينارا، راح نكرمه 50 دينارا على انتظاره. فذهب اموري واخبر الرياضي المخضرم بقرار السيد الوزير بزيادة مكرمته... ففرح الرياضي عوسي بالخبر، وقال للدكتور أموري: تعال اليوم بالليل قرب الجامع اعزمك على عشه.. معلاك وفشافيش.. .ولخاطرك يكلف نصف دينار.


ثم يستدرك صاحب المقال (عامر ناجي) قائلاً :- عوسي الاعظمي : من الرياضيين الرواد برزوا في اربعينيات القرن العشرين، وكان معروفاً في المصارعة والسباحة، وعندما اعتزل ممارسة الرياضة وتقاعد اخذ على عاتقه إقامة بطولات عديدة للمصارعة والسباحة للمسافات الطويلة والدراجات والتزحلق (السكيتنك)، وكان معروفاً عن الرياضي المخضرم عوسي انه ينتقل بين محلات بغداد ودوائر الدولة والنوادي بدراجته الهوائية مهما بعدت المسافة، ولم يعرف يوماً انه تنقل بالباصات 


والسيارات ويقول عن ذلك. انها جزء من ممارسة الرياضة ركوب الدراجات

.

 (جريدة المشرق - ذاكرة عراقية - تأليف: عامر ناجي)
 . ( خالد عوسي الأعظمي ) . 


أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...