الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

اللهم انصر العرب



المقال : اللهم أنصر العرب .
الصورة : موكب رسمي (للملك غازي) يخرج من بناية البرلمان قرب البريد المركزي في إحدى شوارع بغداد عام 1937 . 
في عصر أحد أيام شهر أيلول من عام 1934 كان (الملك غازي) عائداً من الفلوجة إلى بغداد بسيارته، فإستوقفه أحد الفلاحين ومعه إبنه الصغير الذي لم يتجاوز بعد 10 سنين، وكان الفلاح بعمر 50 سنة حافي القدمين ومهلهل الثياب، أمر الملك سائقه بالتوقف وإقترب الفلاح وولده من السيارة وخاطب الملك (وهو لا يعرفه) : السلام عليكم بيگ . فرد الملك على سلامه وسأله عما يريد فقال الفلاح : والله يا طويل العمر أريد إتركبوني وياكم بالسيارة آني وإبني وتاخذونا إلبغداد إوما عندي بس 20 فلس .
إبتسم الملك وقال له : بس ما إنركبكم إلا إبخمسين فلس . وإشعدكم رايحين إلبغداد ؟
فقال الفلاح : والله يا طويل العمر عندي گاع وسلبها مني (مدير الناحية) وأريد أشتكي عليه يم الملك .
فقال له الملك : ميخالف إتفضل إركب إنته وإبنك. وأمر السائق بالتحرك بعدها إلتفت للفلاح وقال له : عندك أوراق لو مستندات تثبت الگاع ترجعلك ؟
فأجابه : نعم بيگ هاي مستندات الگاع إتفضل إقراها .
وجد الملك أن الحق مع الفلاح وأن مدير الناحية قد أعطى الأرض لأحد الشيوخ المتنفذين هناك، وأرجع الأوراق للفلاح وسأله : زين إنته تعرفه للملك وتعرف إشلون توصله ؟
فرد عليه الفلاح : والله يا طويل العمر صيت الملك واصل للعُربان وإيگولون عليه إزلمة طيب على الملة، وإن شاء الله مايخيب ظني، وراح أوگف آني وإبني گدام سيارته من إيروح للصراي وأشكيله حالي . فإبتسم الملك ودعا له بالنجاح في مهمته . في هذه الأثناء وصلوا إلى جسر الخر، فنزل الفلاح وإبنه، وتنازل الملك عن الأجرة وسأله عن المكان الذي سيتواجد فيه في بغداد ، وفي اليوم التالي كان أحد مرافقي الملك يتكلم مع الفلاح في منطقة العلاوي .
وقال له : البيگ اللي وصلك إبسيارته إتوسطلك يم الملك ورجعلك گاعك وهذا أمر من الملك للمدير وسلمه الأمر . ذهل الفلاح وصار يدعو للبيگ .
وقال للمرافق : والله من شفته گلت هذا من الأجاويد وإمبين عليه إبن شيوخ ، وتوسل بالمرافق لكي يدله على بيت البيگ لكي يشكره على معروفه . فجيء بالفلاح للبلاط وأدخلوه للملك فسلم على الملك ورد عليه التحية وسأله : عمي إنت تعرف اللي إتوسطلك حتى ترجّع گاعك ؟ فعرف الفلاح بذكائه أنه في حضرة الملك .
وقال : يا طويل العمر إذا چنت إبن أبوي فإنت الملك ونفسك البيگ اللي وصلني، تبسم الملك، وعندها وقع الفلاح على أقدام الملك وقد بللت دموع الفرح لحيته .
وقال للملك وهو يبكي : دخيلك أبو فيصل دخيلك . فهدّأ الملك من روع الفلاح وأمر له بمكافأة وإنصرف الفلاح وهو يدعو للملك بالتوفيق وكان أشبه بالحالم ينظر للسماء ويصيح : اللهم إنصر العرب.. اللهم إنصر العرب..

 مقتبس من موقع الگاردينيا.

فاتنة الدنيا و مُذْهِلَة العقول


المقال : فاتنة الدنيا و مُذْهِلَة العقول .
الصورة : (هيدي لامار 1913 - 2000) (ممثلة نمساوية أمريكية) ، كانت من أهم نجوم العقد من شركة (مترو غولدوين ماير) . و كذلك فهي (عالمة رياضيات) ، شاركت مع فريق بحثي في اختراع (موجات الراديو ذات الطيف الترددي الانتشاري - الواي فاي ، البلوتوث) .
ولدت في فيينا عاصمة النمسا والمجر، و هي الابنة الوحيدة المدللة لأسرة ثرية من (أبوين يهوديين) وحققت شهرتها قبل رحيلها الى عاصمة الشاشة الفضية الاميركية حين أظهرت مفاتنها في لقطات جريئة و ساخنة في فيلم "النشوة" أو «الفتنة» عام 1933 وهو أحد افلامها الاوروبية الاولى . وقد ظهرت فيه (عارية تماما) ثم تزوجت رجلا كان يغار عليها. فقام هذا الرجل بجمع الفيلم من كل مكان . ولم تبق إلا نسخة واحدة استحال عليه أن يستردها إذ كانت هذه النسخة عند الزعيم الإيطالي (موسوليني) ثم حققت شهرة كبيرة من خلال دورها في فيلم "شمشون ودليلة" الذي جننت به الدنيا عام 1949. و تحولت نجمة هوليود بعد ذلك الى مجال البحث العلمي ، فبعض العلماء يرون أنها المخترع الحقيقي (للتليفون المحمول) ، وأنها سجلت ذلك في أميركا، وأنها سجلت اختراعا آخر هو (تحريك الطوربيد باللاسلكي) وقد فكرت في تحريك الطوربيد عندما تزوجت رجلا يبيع السلاح ، (تزوجت ست مرات) ، وفشلت في ذلك . أما نهاية هيدي لامار فهي نهاية حزينة . كبرت في السن وانحنت وانكسرت ، وحاولت السرقة من المحلات، ودخلت السجن، وساءت حالتها بسبب الإدمان واختفاء الناس وتنكرهم لها. وحدث لها ما أجد صعوبة في ذكره ، وغير قادر على أن أحكي ما يسيء إليها أكثر من ذلك . ماتت هيدي لامار عن 86 عام ، (اسطورة هوليوود في الثلاثينات والاربعينات) و (ابنة المصرفي النمساوي) التي غزت الشاشة الفضية وحملت لقب "اجمل امرأة في العالم". فقد قالت الشرطة الاميركية ان اصدقاء هيدي عثروا عليها متوفية في سريرها بمنزلها في "التامونت سبرينغ" بعد ان انتابهم القلق عليها حين لم ترد على اتصالاتهم الهاتفية. ولم يعرف بالتحديد موعد وفاتها. وقال ستيف اولسون المتحدث باسم الشرطة: "يبدو انها توفيت في سريرها. شاهدها لآخر مرة عدد من الاصدقاء منذ بضعة ايام. وكانوا قد اعتادوا التردد عليها من حين لآخر للاطمئنان عليها" مشيراً الى ان نجمة هوليوود كانت تعيش بمفردها.. و بعد سنوات من موتها اكتشفوا أنها كانت سابقة لزمانها .

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

ناكر المحرقة ... في النار!




اليوم : (الأول) من (ذي الحجة) .
المقال : ناكِرُ المحرقة .. في النار !!!!!؟؟؟؟؟ . 
الصورة : (روجيه - رجاء جارودي 1913-2012) فيلسوف و كاتب فرنسي مسلم .
الحقيقة انّ ''جارودي'' الذي لجأ لوثائق وروايات اليهود غير الصهاينة لم يقم بإنكار المحرقة (الهولوكوست) على إطلاقها، وإنّما أثبت فقط المبالغة الفادحة من قبل الصهاينة لتحقيق أغراض سياسيّة وأنّ التصفية العرقيّة لم تقتصر على اليهود فقط وإنّما تعدّتهم لأجناسٍ أخرى، ولكنّ العين العوراء للعدالة الغربيّة حينما يتعلّق الأمر بالابتزاز الصهيوني لم ترَ سوى واجب التنكيل بهذا المفكّر حتى لايتجرّأ غيره على الاقتراب من تلك المنطقة المحرّمة . هل وعى المسلمون أنّ من دافع عنهم حتى من قبل أن يعتنق عقيدتهم لم تتح له فرصة الدفن اللائق بمسلم ولم تُصلّ عليه صلاة الجنازة في مسجد باريس ولا في غيره ؟. بل هل ورد لهم نبأ حرق جثمان الفيلسوف المسلم من قبل عائلته ؟ هذا ماحدث ''لرجاء جارودي'' المسلم الّذي توفّي عن عمرٍ ناهز 99 عاماً . أحداث الجنازة التي اقتصرت على ترتيبات داخل مقبرة ضاحية ''شامبيني سير مارن'' الباريسيّة في حضور متواضع للغاية لم يتعدّ مئتي فرد أغلبهم من العرب والمسلمين المقيمين داخل قاعة صغيرة عرضت فيها إحدى الشاشات بانوراما لأعماله باستثناء كتابي'' الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيليّة'' و ''نداء للأحياء'' الّذي يؤكّد فيه على أهميّة القوميّة العربيّة . في تلك القاعة ''المشؤومة'' علمنا أن اسرته قررت أن تحرق جثمانه و ان لا يصار إلى دفنه، وهذا يؤكد عدم رغبتهم بدفنه حسب الشريعة الإسلامية، ولايستطيعون دفنه على التقاليد المسيحية لأنه توفي وهو مسلم، وأعتقد أن هذا القرار ورائه جهات خبيثة، أرادت أن تنتقم منه وهو ميت، بعد عدم إستطاعتها النيل منه وهو على قيد الحياة. وهي إهانة مريعة لحرمة الأموات المسلمين. واللافت غياب دبلوماسي وإعلامي عربي تامّ عن الجنازة وكأنّ الراحل الكبير لم يُفنِ حياته ويتحمّل المطاردات والإهانات والتشويه من قبل الآلة الصهيونيّة دفاعاً عن قضايانا العادلة وكأنّه لم يصِر مواطناً عربيّاً بالانتماء ولم ينل جدارة الافتخار به من شعوبٍ لم تعد تُعنى بإظهار الامتنان لمن يتفانون في الدفاع عنها بالنيابة . من أقواله (الحمد لله أني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين) . 

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

فريج الاكرع يظهر من جديد





المقال : ( فْرِيج الأگرع ) يظهر من جديد !!!!! .
الصورة : إبن السِعْلوَّة ( فْرِيج الأگرع ) يحلق لحيته الطحلبية و يظهر بحُلَّة جديدة .
لا أدري ما الذي ذكّرني به ، لكنّ الحال الذي عليه عراق اليوم يوحي وكأنه موجود في كل ركن وزاوية، يرتقي ظهورنا ويُدميها، ينشب أظفاره في قلوبنا فيجعلنا حائرين كيف تسنّى له الظهور بعد كل تلك الغيبة. أتعرفون من هو؟ إنه فريج الأگرع ، ذلك الكائن الخرافي الذي نبع ذات يوم من حكايات جدّاتنا وهنَّ يخوِّفننا به. هو فريج الأگرع، إبن سعلوَّة الشط، المجبول عل الفساد والمخاتل في نهارات الشواطئ.. ذلك الذي تقول جدّاتنا أنه يعيش تحت المياه مع أمه لكنه يظهر في بعض الأيام باحثاً عن الأحصنة (جمع حصان) التي غاب عنها أصحابها، وحين يعثر عليها يرتقي ظهورها ويشرع في عضِّها وخرمشتها فإذا حضر الناس بسبب الصهيل غاب هو عن الأنظار. كان فريج الأگرع حسب المخيلة الشعبية الجامحة ذا شكل غريب؛ قزم على هيئة رجل ذي وجه أخضر ولحية طحلبية، رأسه أصلع ، وحجمه لا يتجاوز حجم طفل في الثالثة من العمر. عدا هذا، كانت لديه أظفار حادة وأسنان قوية ويقول رواة قصصه في الجنوب أنه من أزعج المخلوقات وأكثرها إيذاء . وللخلاص من شرِّه كان الفلاحون يضعون قيراً على ظهور خيلهم كي يلتصق به ومن ثم يصطادونه من خلاله، فإذا ما نجحوا في ذلك ـ وهم غالباً ما ينجحون كما تفترض المخيلة ـ يشرع فريج الأگرع بالبكاء والتوسُّل كالأطفال كي يطلقوا سراحه، فهو يتوقع، دون شك، أن يعاقب أشدّ عقوبة ممكنة لتكرر إزعاجه لهم . المهم إنه يظل يتوسَّل ويبكي متعهداً ومقسماً أن لا يعود لفعلته لكن الفلاحين يصرّون على معاقبته وضربه بالسياط فيعود للبكاء مستنجداً بإمه، سعلوَّة الشط، التي تكمن في النهر حيث مملكتها السحرية الغامضة. المهم أن العقل الشعبي ربما أراد الانتقام من تلك السعلوَّة فتصوّر أنّ بإمكان الفلاحين الأذكياء أسر إبنها الأگرع، ذلك المُفْسِد الذي إنتهينا به وهو يتوسَّل ويتوسَّل ثم يستغيث بالوالدة دون جدوى. هاكم ما يجري في الخرافة؛ فجأة تظهر السعلوَّة الأم من باطن النهر، تَخرج بجدائلها الخضراء المتطايرة وأرجلها الشبيهة بالخرق. ها هي ذي تبكي بقلب مقروح متوسلة أن يتركوا ولدها . الفلاحون يرفضون، مثلنا حين نمسك بأحد الفاسدين الإداريين . تقترب وهي تذرف الدمع مدراراً، تماماً مثل الحاضنة التي تقف وراء الفاسد الذي لوَّعنا، ثم تعرض على الفلاحين شيئاً مغرياً قائلة لهم؛ فدوه أروح إلكم.. بس عوفوا فريج وآنه أدلِّيكم على دوه مال رمد العيون ووجع الراس.. شتگولون !. يتناقش الفلاحون فيما بينهم برهة ثم يوافقون. يُفلتون الكائن الأقرع من القير فيهرب وهو يصرخ ويسبّ الجميع كما يفعل الأطفال . يلج باطن المياه بينما الناس يقذفونه بالحجارة ويلعنونه ـ منعول الوالدين بس ترجع إلا نشلع أذاناتك.. تُرى هل سنفعل ذلك مع فريج الأگرع خاصتنا إذا ظفرنا به!. هل ستهرع له سعلوَّتنا الجديدة لتنقذه! هل ستفاوضنا مثل تلك اللعينة!. أسئلة تبرق في عتمة العراق المليء بالسعالي ولا من مجيب سوى ظهورنا التي اتعبتها الخرمشة وأنهكها العضّ الخبيث.

الصعلوك الصامت



المقال : (الصعلوك الصامت) .... يتكلم .
الصورة : (شارلي شابلن) في لقطة ملونة من فلم (الدكتاتور العظيم) أرجو مشاهدة الرابط .
http://youtu.be/1bQOK-81Pxs
قبل أن يودع السينما اقترح عليه أحد أصدقائه، ويدعى (ألكسندر كوردا)، الشروع في إنتاج فيلم ناطق عن «هتلر»، تقوم حبكته الفنية على شخصية «مزورة» تتقمص دور الزعيم النازي، ويكون «الصعلوك» بطلًا للأحداث، طالما اشتركا في نفس الشارب. وقتها أخذت الفكرة تداعب رأسه، ويروي في مذكراته: «نعم.. إنني في دور (هتلر) أستطيع أن أخطب في الجماهير بأي رطانة تروق لي، وأتكلم كما أشاء، بينما أظل في دور الصعلوك صامتًا»، واعتبر أن الزعيم النازي إذا ظهر في عمل فني على الشاشة سيكون مادة صالحة للفكاهة. ولم يسلم قبل انتهائه من تصوير نصف مشاهد فيلمه الجديد «الديكتاتور العظيم» من تلقي رسائل تهديد ووعيد تحذره من تصوير الفيلم، لكنه كان يرد: «مصمم على مواصلة طريقي.. هتلر يجب أن يكون مادة للضحك». أعلنت بريطانيا الحرب على زعيم النازية، وبدأ الكل يتعجل «شابلن» على إتمام فيلمه عن «هتلر»، ولم تخفف رسائل التهديد والوعيد من حدتها، بل كشفت عن وجه آخر يعلن الحرب على «الصعلوك الصامت»، بتأكيد أصحابها أنهم سينسفون دور العرض بالقنابل وقت افتتاح الفيلم. أنهى «شابلن» تصوير الفيلم بعد أن أنفق 2 مليون دولار، في أول عمل يطل خلاله على الشاشة ناطقًا متحدثًا أمام جمهوره للمرة الأولى بلسان «هتلر»، عام 1940، واستقبله محبوه بحفاوة، وصفقوا له تمامًا كما كان يحدث في أفلامه الصامتة، حتى إن الفيلم استمر في دور العرض 15 أسبوعًا متتاليًا، حقق خلالها له أكبر إيراد منذ بداية عمله في عالم السينما. أرجو مشاهدة الرابط .
www.youtube.com/watch?v=ANJdLGi_8-c

الثورة لا تحتاج إلى عباقرة !!



المقال : الثورة لا تحتاج إلى عباقرة !!!!!؟؟؟؟؟ .
الصورة : قتيلُ العبقرية (ألكسندر أليخين) بطل العالم في الشطرنج .
كثيرة هي الأحكام و القرارات التي إخترق صداها جلسات المحاكم ، لتلقُطَها أسماعنا بالكثير من الدهشة و الإستغراب نظراً لتعارضها مع منطق العقل القويم ! ... لكن ؟! هل سمعتم ... بحكم ... كهذا ؟! ... أقتلوه ... لأنه عبقري !!! ...ًنعم ، هذا هو جُرمُه المشهود الذي إستحق عليه القتل !!! . ألكسندر أليخين ... ملك العبقرية و سيد شطرنج زمانه ... و بعد أن إغتال ألافاً مُؤلفة من الملوك على الرقعة ، جاء الدور عليه و صدر في حقه حكم الإغتيال بأمر من الزعيم السوفييتي (ستاليــن) الذي كان يقيم محاكماً ثورية لكل إنس يسيح في بلده و يعارض نهجه ! ، و حدث أن قام أحد مساعدي ستالين و بجرأة مُنقطعة النظير مُعترضاً على حكم زعيمه ! و بحجة أن إغتيال أليخين هو إغتيال للعبقرية الروسية ، و بموته سيُفرِّط السوفيات في أحد أعتى أسلحتهم التي يركُنون إليها في حروبهم البديلة ضد مُعسكر الغرب ! . (( الحرب البديلة هي ميدان صراع ثانٍ ، تنافس فيه الغرب ضد الشرق إبّان الحرب الباردة ، و الشطرنج من أهم ساحات تلك الحرب ! )) ، إلاّ أن ستالين أجاب غريمه الرافض لفكرة الإغتيال بأن الثورة لا تحتاج الى عباقرة ! ... و بعد أن إستصغر عقول أتباعه بهذه الحُجة إتفق الجَمعُ على أمر قد دُبِّر بــ لَيل ! . كش ملك ... مات ملك الشطرنج ، أليخين ! العام 1946 بأحد فنادق مدينة إيستوريل ، بالبرتغال ليلة الرابع والعشرين من شهر مارس ! و من معرض حديثنا نستخلص جريمتين ، واحدة غامضة خفية ، نفذتها أيادي الكا جي بي (( جهاز الاستخبارات السوفييتي )) ، و أما الأخرى فكانت مشهودة للعيان ! ، و المتهم فيها هو أليخين بعينه !!! ... فهو ولد روسياً ، و عبقرياً !!! ، بل و الأجرم من ذلك أن عبقريته برزت إبّان الستار الحديدي الذي فرضه ستالين السفاح على شعبه ، إذ كان يّشرد بكل نابغة يخرج عن محيط دائرته ، و بعد أن تحدد موقف أليخين المعارض للحكم الشيوعي تم وضعه على رأس قائمة الأشخاص المطلوب تصفيتهم في العاجل القريب ، لأن إنشقاقه عن الحزب الحاكم سيجلب مضرّة كبيرة بسبب شعبيته المتزايدة على إثر إنجازاته الشطرنجية التي صنعت منه بطلا قومياً يتغذى على حُلو إنتصاراته ملايين الروس ! ...و على إثر التهديدات المتزايدة قرر أليخين هجر موطنه و اللجوء إلى فرنسا . عاش كــمُنشق معارض لنهج ستالين ، إلاّ أن رسائل الترهيب و الترغيب كانت تصله تباعاً و تُخيُره بين العودة لأحضان بلده الأم مقابل إمتيازات رفيعة أو ميتة نكراء بتهمة الخيانة العظمى ! ... و طوال رحلة بطلنا مع المجد و إنتصاراته الشطرنجية كانت تتعقبه الإستخبارات الروسية لتقتنص روحه ، إلى أن تحدد الزمان و المكان ، فعُثر عليه قتيلاً [مخنوقاً] في غرفته بأحد فنادق [ لشبونة ] البرتغال ! . لتطوى بذلك أحد أبرز صفحات أساطير الشطرنج و الذي خلد وراءه العديد من الآثار .

الأحد، 13 سبتمبر 2015

طلعت الشمس على الحرامية



المقال : طلعت الشمس على الحرامية .
الصورة : تلفزيون بغداد عام 1985 . من اليسار ، المنلوجست (علي الدبو) و يليه أستاذ المقام (حامد السعدي) و من ثم ، خبير المقام العراقي الأستاذ القدير الحاج (هاشم الرجب).
كان (علي الدبو 1915- 1996) يتحدث اللغه الانكليزية والهندية والتركية وكان حاضر النكتة ويحب الظرافة ومن محبي المنولوج وقد نصحه الفنان (حقي الشبلي) في عام 1937 بترك المقام والاتجاه الى التمثيل والمنولوج . تحول علي الدبو من المقام الى المنولوج اضافة الى التمثيل . وكان عضواً في فرقة حقي الشبلي وشارك في تقديم العديد من المسرحيات بأدوار متعددة ، ومنها : (فتح مصر وذي قار \اميرة العفاف \مصرع الزباء \عنتره بن شداد \لاله هراتي) و مسرحيه (بيبي خجاوي) التي قدمت على مسرح الحلة . و قد قام بدور المرأة بدل الممثله الرائده (ماري كزبرخان) . وكان من اصدقائه (الملا عبود الكرخي) الذي كان يقول عنه (انت ولد فلته ياعلي) واهداه شعراً لكي يغنيه (عافني ولفي ياخلگ والله وشمر) . واضافة للمنولوج فقد كان مؤلفا قديرا ، وقد الف منولوج للأستاذ (محمد القبنچي) ومطلعه (خليه سنطه ياخذها صفطه هوسه ياريمه صارت عونطه) والتي سيق عليها الى المحاكم بسبب وجود غمزات سياسية على الحكومة واتهامها بالرشوة وايضا الف ولحن للعديد من الفنانات منهن (أحلام وهبي وهيفاء حسين وسميره توفيق ودلال شمالي وجاكلين وسلامه وغيرهن) . ارسل الى المملكه المتحده لدراسة فن الاخراج عام 1961 واكمل الدوره بنجاح واخرج العديد من الاعمال الفنيه منها (زفة العرس \الحنة) . له اكثر من 72 مونولوج كثير منها وضعت على الرف ولم تذاع وهو لايعرف السبب ومن اهم منولوجاته هي : المطيرچي \ الهرجه ابيتي \ من تمشي ديره لبالك \ الجدري \ التلفون \هاي الثورة وخل نتحاسب \عيد مبارك \على بغداد العربية \ فكري احتار \السكران \ بين اذنك وعينك اصبعتين \ تنطي بايديك تتعب رجلك تركض ليل نهار\ .وغيرها وكانت جميعها توجيهية وتربوية وتعالج بعض العادات واساليب الحياة وقليلا منها ماهو سياسي حيث ترك ذلك الجانب لصديقه المنلوجست (عزيز علي) رفيق عمره . في ظهيرة يوم 14 \ تموز \ 1958 ارسل (عبد السلام محمد عارف) على علي الدبو ، وهم من محلة واحدة و (مَعْرِفَه) و صديق مقرب من (عبد الرحمن عارف) وقدم علي الدبو الى الاذاعة ، وطلب منه عبد السلام تأليف منولوج للثوره وقد تم ذلك خلال 6ساعات واذيع في صباح اليوم التالي وهو (الشمس طلعت على الحرامية) ولكن هذا المونولوج اختفى ، و هذه بعض كلمات المنولوج الذي اكتسب شهره كبيره في حينه :-

 الشمس طلعت على الحرامية ..... وبانت اعمال الرجعية

كلها من هذا المعاش .......... هذه المكاين انتر ناش


عفيه معاش .............. كلها من هذا المعاش 

بغداد ذكريات ومشاهد



الصورة : في بغداد عام 1936 للشيخ (علي الطنطاوي 1909 - 1999) هو فقيه وأديب وقاضٍ سوري ويُعتبر من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين . 
عُرِفَ بولعه (لبغداد والأعظمية) ، حتى أنه ألف كتاباً سمّاه "بغداد ذكريات ومشاهد" وقد طبع عدة مرات ، وقد ذكر في مقدمة الطبعة الثانية سنة 1989، عن (الأعظمية و رجال الأعظمية) فقال (هل أجد الشيوخ الأجِلَّة الذين جمعني بهم التدريس في (دار العلوم الشرعية) ، الملحقة (بمسجد الإمام الأعظم) ، الذي سميت بإسمه ونسبت إليه مدينة (الأعظمية) ؟ هل أجد العالم الغني الزاهد الشيخ (أمجد الزهاوي) ، والعالم الحقوقي صاحب خزانة الكتب الكبيرة الحاج (حمدي ألأعظمي) ، والمفتي الصالح الشيخ (قاسم القيسي) ، ومدير الدار الأستاذ الشيخ (معمر فهمي المدرس) ؟ لقد كنت وحدي الشاب بينهم وكانوا كلهم اكبر مني سناً ، خبِّروني ألا تزال (غرفة - بهجت الأثري) في الوزارة حافلة بالصفوة المختارة من أهل العلم والأدب ؟ ألا تزال (المكتبة في دار - الحاج حمدي) في (السفينة) موئل العلماء والأفاضل ؟ ألا تزال في (دار - الشيخ قاسم القيسي) على (شط دجلة) تلك المجالس التي كانت لروحي روحاً ولقلبي طرباً ..وقد سكن الشيخ (علي الطنطاوي) في (مدرسة الإمام أبي حنيفة) حيث يوجد سكن خاص للأساتذة فيها وكان يلقي في بعض الأحيان دروس الوعظ بعد العصر في (جامع الإمام أبي حنيفة) في شهر رمضان ويقول عن تلك الأيام (كنت أجلس في (دار العلوم) في الاعظمية كل مساء بأذن المدير، في هذا الصحن المشرق ، تظللنا الأشجار قد أثقلتنا ثمارها وتحف بنا الأزهار قد ملأت صدورنا عطورها، ومن فوقنا زقزقة العصافير كأنها موسيقى بارعة ، ما وضعت أنغامها عبقرية إنسان ، وكان الفرّاش يعد الشاي ، وكان الباب مفتوحاً، فليس تخلو عشية من أساتذة كرام يزوروننا أو طائفة من الطلاب يجيئـــــون إلينا، أو جماعة من الجيران نبقى معهم بين أحاديث تدور، أحاديث في العلم وفي الأدب ومناظرات تخللها مراجعات في الكتب - وفي المدرسة مكتبة كبيرة فيها كتب قيمة - حتى نسمع داعي الله للصلاة ، فندخل المسجد من باب بينه وبين المدرسة فنصلي.

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...