الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

التعاليم (التلمود)




( التلمود ) كلمة عبرية معناها التعاليم. وهو كتاب مقدس عند اليهود يعادل في قيمته الروحية والعلمية التوراة، بل يفوقها بمراحل في كثير من الجوانب التطبيقية. وهو مجموعة من الشرائع اليهودية التي نقلها احبار اليهود شرحا وتفسيرا للتوراة واستنباطا من اصولها واذا كانت كتابة العهد القديم قد استغرقت قرونا عدة ساهم فيها عدد كبير من الحاخامات الى ان كانت كتابته النهائية على يد عزرا في القرن الخامس قبل الميلاد، فان التلمود ايضا تأخرت كتابته عن العهد القديم ما يزيد عن سبعة قرون، لان كتابته تمت بين القرنين الثاني والخامس بعد الميلاد
ما هو التلمود؟ يتألف التلمود من قسمين: المشنة وهي النص او المثنى، والجمارا وهي التفسير او الشرح. والتلمود هو الاسم الجامع للمشنة والجمارا معا. و"المشنة" عبارة عن مجموع تقاليد اليهود المختلفة في شتى نواحي الحياة اليهودية مع بعض الآيات من التوراة. ويزعمون ان هذه التعاليم شفوية القاها موسى على شعبه حين كان على الجبل، ثم تداولها هارون واليعازر ويشوع وسلموها للانبياء، ثم انتقلت من الانبياء الى اعضاء المجمع الاعلى وخلفائهم في القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام يهوذا ودونها. اما "الجمارا" فهي مجموع المناظرات والتعاليم والتفاسير التي دونت في المدارس العالية بعد الفراغ من المشنة
لا شىء يكشف الصهيونية.. ويعرى أساليبها أكثر من التلمود.. وقد هوجم التلمود بشدة فى العصور الوسطى, باعتباره أهم مصدر للتعاليم اليهودية التى أدت إلى مقاومة اليهود للدين المسيحى, حتى أن الإمبراطور "هونوريوس" قال فى أحد قوانينه: "إن الحاخامات مخربون". والتلمود هو الكتاب الذى تتخذه العصابات الصهيونية فى فلسطين بنصوصه وتعاليمه هدياً لها.. أن المأساة التى تنسج خيوطها اليوم الصهيونية العالمية للسيطرة, لا على الشعوب العربية فقط, بل على العالم أجمع هى الجانب العملى التنفيذى للنصوص المروعة فى التلمود. ولقد دفعنا إلى تقديم هذا الكتاب الذى بين يديك, والذى هو مجمله عرض لما جاء فى التلمود.. إطلاع العالم على خطورة الصهيونية ومبادئها والخطط التى وضعتها للسيطرة على هذا العالم عن طريق الاقتصاد, ومدى ما تضمره من شر للإنسانية.. فنظرة الصهيونية المدمرة للمعتقدات الدينية تفوق العقل والتصور. إن هذا الكتاب إشارة إلى العالم أن يستيقظ.. فسوف يعرف كل فرد أن الصهيونية وباء خطر, لا حد له على حياته كفرد بل على مستقبله ووجوده.. إن نظرة واحدةإلى التلمود تكشف مدى الخطر.. ويكفى أن تعلم أن اليهود عبر تاريخهم يقومون بحرق التلمود وجمعه من الأسواق والمكتبات, لأنهم أول من يعلم أن ما فى التلمود ينطوى على شر وتدمير للإنسانية.. وهم لا يحرقونه حباً فى الإنسانية أو تقديساً لها.. لكنهم يعلمون أنه لو نشر بين الناس فسوف يفضح أساليبهم ويكشف عن نفسيتهم تجاه الأمم الأخرى.. تلك النفسية التى تظهر واضحةعلى حقيقتها عندما يملكون ويسيطرون وتصبح لهم قوة ينفذون بها ما يعتقدون. وطبائعهم اليوم تظهر على ما ربتها فيهم النصوص المقدسة عندهم.. إن ما ترتكبه إسرائيل اليوم من جرائم وحشية ضد عرب فلسطين وما تخطط له الصهيونية العالمية فى كل مكان من العالم تظهر مدى تعلقهم بهذه الوصايا الموجودة فى التلمود.. وكما قيل: "من فمك أدينك".
مقالة من اعداد خالد عوسي

منارة الاسكندرية



(منارة الاسكندرية) . من عجائب الدنيا السبع كانت تسمى فاروس Pharos ، موقعها كان على طرف شبه جزيرة فاروس وهي المكان الحالي المقام عليه قلعة قايتباي الشهيرة. تعتبر أول منارة في العالم أقامها سوسترات في عهد بطليموس الثاني عام 270ق.م وترتفع 120 مترا وهدمها زلزال عام... 1375م . الثابت تاريخياً أن منار الإسكندرية، الذي كان من عجائب الدنيا السبع، قد أُنشئ عام 280 ق.م.، في عصر بطليموس الثاني؛ و قد بناه المعماري الأغريقي سوستراتوس؛ و كان طوله ، البالغ مائةً وعشرين متراً، يجعله أعلى بنايةً في عصره. و يقال أن قلعة قايتباي قد أقيمت في موقع المنار، و على أنقاضه. و قد وصف المسعودي، في عام 944 م، المنار وصفاً أميناً، و قدَّر ارتفاعه بحوالي 230 ذراعاً. و قد حدث زلزال 1303 في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فضرب شرق البحر المتوسط، و دمر حصون الإسكندرية و أسوارها و منارها. و قد وصف المقريزي، في خططه، ما أصاب المدينة من دمار، و ذكرَ أن الأمير ركن الدين بيبر الجشنكير قد عمَّر المنار، أي رمَّمه، في عام 703 هجرية. و بعد ذلك الزلزال المدمر بنصف قرن، زار ابن بطوطة الإسكندرية، في رحلته الثانية، عام 1350 م.، وكتب يقول: "و قصدتُ المنار، عند عودتي إلى بلاد المغرب، فوجدته قد استولى عليه الخراب، بحيث لا يمكن دخوله و لا الصعود إليه؛ و كان الملك الناصر – رحمه الله – شرع في بناء منار بإزائه، فعاقه الموت عن إتمامه". و يروي المؤرِّخ المصري ابن إياس، أنه عندما زار السلطان الأشرف قايتباي الإسكندرية، في عام 1477، أمر أن يُبنى مكان المنار برج جديد، وهو ما عُرف فيما بعد ببرج قايتباي، ثم طابية قايتباي، التي لا تزال قائمةً، حتى اليوم. و كان المنار يتألَّف من أربعة أقسام؛ الأوَّل عبارة عن قاعدة مربَّعة الشكل، يفتح فيها العديد من النوافذ، وبها حوالي 300 غرفة، مجهَّزة لسكنى الفنيين القائمين على تشغيل المنار و أُسرهم. أما الطابق الثاني، فكان مُثمَّن الأضلاع؛ و الثالث دائرياً؛ و أخيراً تأتي قمة المنار، حيث يستقر الفانوس، مصدر الإضاءة في المنار، يعلوه تمثال لإله البحر و الزلازل عند الإغريق بوسايدون. و من الطريف، أن اسم جزيرة فاروس – Pharos – أصبح عَلَماً على اصطلاح منار، أو فنار، في اللغات الأوربية، واشتُقَّت منه كلمة فارولوجي –Pharology - - للدلالة على علم الفنارات. و لم يعرف أحد، يقيناً، كيف كان المنار، أو الفنار، يعمل؛ و قد ظهرت بعض الاجتهادات، لم يستقر الخبراء وعلماء التاريخ على أيٍ منها. و ثمَّة وصفٌ لمرآة ضخمة، كاسرة للآشعة، في قمة الفنار، كانت تتيح رؤية السفن القادمة، قبل أن تتمكن العين المجرَّدة من رصدها. و قد كتب الرحَّالة العربي القديم ابن جبير، أنَّ ضوء الفنار كان يُرى من على بُعد 70 ميلاً، في البحر. و هناك رواية تُفيد بأن مرآة الفنار، و كانت إحدى الإنجازات التقانية الفائقة في عصرها، قد سقطت و تحطَّمت في عام 700 م.، ولم تُستبدل بغيرها؛ وفقد الفنار صفته الوظيفية منذ ذلك الوقت، و قبل أن يدمِّره الزلزال تماماً.
و يُقال أن الصعود إلى الفنار، و النزول منه، كان يتم عن طريق منحدر حلزوني؛ أما الوقود، فكان يُرفعُ إلى مكان الفانوس، في الطابق الأخير، بواسطة نظام هيدروليكي. و قد وصف فورستر طريقة أخرى لرفع الوقود – الخشب – إلى موقع الفانوس، فذكرَ أن صفَّاً طويلاً من الحمير كان في حركة دائبة، لا يتوقف ليلاً أو نهاراً، صعوداً ونزولاً، عبر المنحدر الحلزوني، تحمل الوقود الخشبي على ظهورها!. و في مُفتتح القرن العشرين، قدَّم الأثري والمعماري الألماني هرمان ثيرش نموذجاً للفنار، في هيئة أقرب إلى نُصُب تذكاري، يرتفع كبرج فخم مكوَّن من ثلاثين طابقاً، ويحتوي على 300 غرفة. إن فريق الباحثين الأثريين، العاملين بموقع قايتباي، يسعون للحصول على كتل حجرية تنتمي لأنقاض الفنار القديم؛ وهم يعرفون أن واجهته كانت تحمل لوحةً تذكارية، منحوتة بحروف يونانية ضخمة، فإذا وجدوا تلك اللوحة، أو جزءاً منها، تأكد للجميع أن الكتل الحجرية الضخمة، الغارقة بالموقع، هي أنقاض الفنار. إن بعض علماء التاريخ يشكك في أن الفنار القديم هو مصدر هذه الكتل، ويعتقد أنها مجرَّد صخور كانت تُلقى إلى الماء، في العصور الوسطى، كإجراء دفاعي لإغلاق الميناء أمام سفن الصليبيين الغزاة. و مع ذلك، فإن جان – إيف إمبرور لا يزال متمسِّكاً باعتقاده أن بين هذه الأنقاض الغارقة قطعاً من جسم الفنار، سقطت في المياه عندما تحطَّم ذلك البرج الضخم، بفعل الزلزال. و لكي يؤكد هذه الاحتمالات، يحاول جان-إيف أن يتتبَّع كل الدلائل و الإشارات التاريخية حول حجم و هيئة ذلك المبنى الغامض، الذي ورد ذكره و وصفه في كتابات عشرات من الكتَّاب الإغريق و الرومان و العرب القدامى، الذين سجَّلوا أوصافاً عجيبةً له؛ و لكن كتاباتهم لا تشفي غليل إمبرور، لعموميتها و عدم دقتها، و أحياناً لتناقضها مع بعضها البعض.
مقالة من اعداد خالد عوسي

بـرج بـابـل



( بـرج بـابـل )
لقد اهتم نبوخذنصر - أهم ملوك بابل - اهتماماً خاصاً بالبناء الذي كان يتوّج مدينة بابل، ألا وهو برج بابل، والذي بني على أساس أنه الصرح الديني الكبير للمدينة العريقة، حسب المعتقدات القديمة.
لا يملك علماء الآثار الكثير من المعلومات عن هذا البرج سوى من الأخبار التاريخية، إذ أنه هدم ولم يبق منه سوى أنقاض الطبقة السفلية من البرج والتي لا تتجاوز في ارتفاعها بضعة أمتار.والشيء المتفق عليه هو أن البناء كان خارق العلو وأن الكلدانيين - سكان بابل وبلاد مابين النهرين - قد نصبوا عليه مراصدهم الفلكية لمعرفة شروق وغروب النجوم.وكان البرج مشيدا بالآجر - وهو نوع من الطين - بطريقة رائعة وفي القمة كانت تنتصب ثلاثة تماثيل ذهبية، حسب بعض المصادر التاريخية. وقد نسجت حوله الكثير من الخرافات التي تتحدث عن عظمته وحجمه الضخم وارتفاعه الشاهق، إلا أنه واحداً من عجائب الدنيا السبع وأثراً من الآثار المهمة لواحدة من أعرق حضارات العالم، يزوره السياح من كل مكان .
( معلومات عن البرج )
برج بابل ، بناء يعتقد انه بني في مدينة بابل في بلاد ما بين النهرين ( العـراق ) , ورد ذكر البرج في الأصحاح الحادي عشر من سفر التكوين , الابراج بدأت في بابل او بالاحرى في العراق، حيث بنى البابليون ابراجا تعلو على مائة قدم. ثم بنوا اعلى الابراج فارتفع 300 قدم وسمي برج بابل. وكانت بابل ايام نبوخد نصر الثاني أكبر مدن المعمورة، يسكنها ربع مليون نسمة (حوالي 500 قبل الميلاد)، وعندما أسر اليهود ونُقل نحو اربعين الفاً منهم إلى بابل كان أول ما بهرهم البرج العالي. فهم من مجتمع مليء بالاكواخ. وخيل اليهم ان الهدف من البرج هو الوصول إلى السماء، فشعروا بالخوف. وظنوا ان تعدد اللغات في بابل غضب رباني وانتقام من محاولة الوصول إلى السماء. وعاد اليهود من بابل بتلك الخرافة كما حملوا معهم عادات كثيرة، منها الراحة يوم السبت او «الشباتوم» بالبابلية. ومن العلوم البابلية عرف العالم الشهر وتقسيم الايام والدرجات الدائرية.
( قصة البرج )
تتميز عظمة بابل ببرجها الذي يتحدث عنه أغلب المؤرخين القدماء ومنهم التوراة ، لقد جاء في سفر التكوين(الفصل 11 من 1 - 9) أن بناء برج بابل يعزى إلى سلاله النبي نوح. فقد كان يدور في خلد بنائيه أن يوصلوه إلى السماء، ولكن الإله السرمدي فرق الألسن (أي بلبلها) بحسب السفر ليمنعهم من تحقيق أمنيتهم وشتتهم بعدئذ في مغارب الأرض ومشارقها..
وكان هذا في عصر قبل التاريخ قبل حتى ظهور الحضارة الفرعونية أو أي حضارة أخرى لأن شعب بابل كانوا كل شعوب الأرض في شعب واحد وسبب تفرق شعوب الأرض بسبب تلك الحادثة والتي نعيش نتاجها الآن من اختلاف لغات متطورة من لغات أخرى
وقد بحث جميع الرحالين والباحثين عن برج بابل وغالبا ما خلطوه بأنقاض برج الطوابق في بيرر- نمرود ( بورسيبا ) القديمة الذي كان يقيم فيه الإله نابو ، ابن مردوخ . وقد حصل هذا الاختلاط منذ أيام هيرودتس اليوناني.
( قصة البرج حسب الإنجيل )
تحدث كتاب الإنجيل عن قصة برج بابل لكنه لايمثل مرجعا بسبب التحريف. تبدأ القصة بأن يجتمع جميع البشر والمعني بهم أولاد سام بن نوح وكانوا يتكلمون اللعة العربية ليبنوا صرحا في مركزهم في بابل ثم بدأوا في بناء البرج لكن السبب من بنائه هو الصعود إلى السماء ليطلعوا على أسبابها وأسرارها وامنوا بعدم وجود إله فبلبل الله ألسنتهم فسميت المدينة بابل ونتيجة لاختلاف لغاتهم لم يستطيعوا إكمال البرج الهائل الحجم هذا فانتشروا في الأرض .
( وصف البرج )
لقد بني في وسط المحراب للهيكل الأكبر برجا ضخما طويلا وعريضا وذو قاعدة تبلغ 92 مترا، ويرتفع فوق هذا البرج برج آخر ويرتفع على هذا الأخير من جديد برج آخر حتى يصل العدد إلى ثمانية أبراج وقد بني الدرج الذي يرقى إليه من الخارج بشكل لولبي يحيط بكل الأبراج، ونجد في وسطه محطة ومقاعد للاستراحة يجلس عليها الذين يرتقونه ليستريحوا .

هيكل سليمان



فكرة مرعبة ل ( هيكل سليمان ) المزعوم .

 قبل عدة أيام قمت بعمل بحث عن هيكل سليمان او معبد سليمان
فصدمت من عدد المواقع التي تبشر بإقتراب هدم المسجد الاقصى
وإقامة المعبد المزعوم مكانه ..... اليهود في تلك المواقع يتحدثون عن(بشارات) تلقوها من كبار رجال الدين في إسرائيل بأن هدم المسجد الاقصى أصبح مسألة وقت,
وقريبا سيرون معبد سليمان شامخا وستنقل الفضائيات
هذا المنظر الذي إنتظره اليهود لاكثر من 2500 سنة
بوش ومن معه يؤمنون أن المسيح عليه السلام لن يعود الى الارض
حتى تحدث حروب هائلة تفني أكثر أهل الارض, وهذه الحروب
سوف تقع في فلسطين ....... من يتأمل في الاحداث وتسارعها الرهيب يدرك أن كل ما يجري الان هو محاولة مستميتة من النصارى لتسريع عودة المسيح الى
الارض, وأما النفط فما هو الا وسيلة يتقوون بها على تحقيق هذا الهدف .....
نحن نعيش عصر الاديان,هناك صحوة اسلامية, وايضا هناك صحوة
لدى النصارى, وكثرة كلامهم عن الدين في وسائل الاعلام يعكس
هذا الامر,بعكس العقود الماضية التي كان الالحاد يسيطر فيها على مجتمعاتهم .......
نحن نعيش مقدمات حروب عالمية بين أهل التوحيد وأهل
الكفر,وستذهب خرافة السلام العالمي الى الجحيم ,فالسلام العالمي
لن يحدث الا في عصر المسيح عليه السلام عندما يعم الاسلام كل
انحاء الارض,أما في هذا الوقت فلا يوجد الا التدافع بين الاسلام
والكفر : (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض
ولكن الله ذو فضل على العالمين) سورة البقرة **
وإليكم هذه الصورة لمعبد سليمان الذي يسيطرعلى عقول اليهود في هذه
الايام والذي يعتبرونه مركز الارض ومركز الاحداث التاريخية
والمستقبلية ( وهي تصور كيف كان المعبد قبل 2500سنة ) : (شركة أمريكية انتهت من بناء المعبد) إنهم ينتظرون على أحر من الجمر ..**

السبي البابلي لليهود




( السبي البابلي ) إن فكرة السبي البابلي لليهود ظلت مجال للبحث والتمعن من قبل الباحثين اليهود وغيرهم حيث شكلت عقيدة الشتات جوهر الشخصية اليهودية عبر عصورها وبالنسبة لشتات اليهود الأول بدأ بعد انقسام المملكة الموحدة بزعامة سليمان إلى مملكتين، إحداهما الشمالية وعاصمتها السامرة والأخرى الجنوبية وعاصمتها أورشليم.
وتروى المصادر التاريخية وجود صراع سياسي وعسكري كبير بين الإمبراطورية الاشورية والمصرية على مناطق النفوذ والسيطرة وكان محور النزاع بلاد الشام وخاصة فلسطين، في تلك الأثناء ساند يهود المملكة الشمالية الجانب المصري مما أثار حفيظة سنحاريب ملك آشور الذي صمم على إخضاع تلك المنطقة فقام بحملة على المملكة الشمالية في عام 597ق.م., فحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها، وأخذهم سبياً إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية، وبقيت المملكة الجنوبية ردحا من الزمن إلا أن عادت اليهود تغلبت عليهم فأثاروا الفتن والقلائل ضد الحكم الآشوري في ذلك الوقت فصمم نبوخذ نصر ابن نبوبولاسر في بابل في العراق القديمة على إخضاع تلك المنطقة بالكامل فحاصر أورشاليم في عام 586ق.م. ودمر هيكلها وسبى عددا كبيرا من اليهود ومع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة وقد تمت العودة لليهود إلي أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الدولة الاشورية علي يد قورش الأكبر حاكم فارس في ذلك الوقت، والذي سمح لليهود بالعودة إلي أرض فلسطين مرة أخرى.
 ويعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول وهو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود.
بعد ضعف الآشوريين ذهب البابليون من ناحية والمصريون من ناحية أخرى يتنازعون على سيادة أورشليم. بينما ازداد بنو إسرائيل في طغيانهم وبعدهم عن دين الله. في هذا الوقت أخذ نبي الله إرميا ينصح بني إسرائيل بالتوبة والعودة إلى الحق، فلم يعبؤوا به، فأخبرهم أن الله سيسلط عليهم أعداءهم الآشوريين وحذرهم من مقاومتهم، لأنهم لن يستطيعوا رد عذاب الله، فاتهمه بنو إسرائيل بأنه يمالئ الآشوريين. وبالفعل غزا الآشوريين أورشليم واستطاعوا أن يستولوا عليها، فذاق أهلها الجوع والمرض. وقام ملك الآشوري نبوخذ نصر بنهب المدينة ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه سليمان وأخلى شعبها إلى بابل فيما يسمى بالسبي البابلي فقتل منهم من قتل واستعبد من لم يقتل وهكذا انقرضت مملكة يهوذا وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم التي كان يسميها الآشوريين (أورو - سالم) وأصبحت البلاد كلها مستعمرة اشورية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب معها وأصبحت اللغة الآشورية هي اللغة الرسمية للبلاد حتى جاء الغزو الفارسي. قال الطبري وغيره: أن إرميا بن حزقيا كان من أنبياء بني إسرائيل ومن سبط لاوي، في عهد صدقيا آخر ملوك بني يهوذا ببيت المقدس. ولما توغل بنو إسرائيل في الكفر والعصيان أنذرهم بالهلاك على يد بختنصر، وكان فيما يقوله إرميا: "أنهم يرجعون إلى بيت المقدس بعد سبعين سنة. يملك فيها بختنصر وابنه وابن ابنه ويهلكون، وإذا فرغت مملكة الآشوريين بعد السبعين يفتقدكم". يخاطب بذلك بني إسرائيل في نص أخر له عند كمال سبعين لخراب المقدس. وكان أشعيا بن أمصيا من أنبيائهم أخبرهم بأنهم يرجعون إلى بيت المقدس على يد كورش من ملوك الفرس، الذي لم يكن موجودا في ذلك العهد.

البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم



البصرة عروس الخليج العربي . ( الصورة في بداية الستينات ) . كانت في الأصل منطقة ريفية سميت بالآرامية العراقية (بصرياثا أو بصريافا) ومعناها (منطقة الصرايف/ با صريفي) و(الصريفة) تعني بيت الطين العراقي وقد أصبحت مدينة عامرة بعد الفتح العربي الإسلامي .

أسماء البصرة وسبب التسمية
كان للبصرة أسماء كثيرة سميت بها و ذكرت بأمهات الكتب
فمن ذلك كانت تدعى بالخريبة قبل الفتح الإسلامي (بسبب وجود مدينة قديمة خربة قريبة من الموقع) وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها أم العراق ، خزانة العرب ، عين الدنيا ، ذات الوشامين ، البصرة العظمى ، البصرة الزاهرة , ثغر العراق الباسم ، الفيحاء ، قبة العلم ، كما تدعى الرعناء وذلك لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد وخاصة في فصل الربيع ، وتجمع مع الكوفة بالمِصْرَين إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران اعظم أمصار العالم الإسلامي بدون منازع (قبل بناء بغداد) كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما العراقيين أو البصرتين .
أما معنى أسمها الحالي فقيل فيه الكثير من الأخبار منها :
الأرض ذات الحجارة الصغيرة (فقد قال الأخفش في البصرة :حجارة رخوة إلى البياض ما هي وبها سميت البصرة)
وقال حمزة الاصفهاني إنها كلمة فارسية أصلها (بس راه) أو باصوراه أي الطرق المتشعبة . ورَدَّها يعقوب سركيس إلى الكلدانية وقال أنها تعني الاقنية أو باصرا (محل الأكواخ) .
إن كلمة بصرة أو بصيرة كلمة أكدية مشتقه من كلمة باب
وكلمة (صيري) وتعني الصحراء إذ ترد هذه الكلمة في حوليات سنحاريب كأسم قبائل حاربها لأنها تحالفت مع الثائر الكلداني مردوخ بلادان . وسماهم (صابي صيري) أي سكان الصحراء فيكون اسمها (باب الصحراء) . وهو تفسير قريب جداً إلى موقعها الجغرافي
و قيل انها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض حتى كان من يقف في ذلك الموقع يستطيع أن يرى ما حوله
والله أعلم .

ملك العراق - فيصل الأول



تمثال الملك فيصل الأول كان قد أقيم في العام 1934م ثم أزيل صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958م على يد الجماهير التي راحت تحتفل بإزالة الملكبة . نسخة جديدة من هذا التمثال أقيمت عند مدخل شارع حيفا في عام 1989م وسط ضجيج صاخب بعد واحد وثلاثين عاماً من إزالة التمثال الأول وذلك إبان الاحتفال بذكرى الثورة . قصة تمثال الملك فيصل في العراق
أمرت الحكومة العراقية عام 1933 بأقامة تمثال للملك فيصل الاول اعترافا بفضله وتقديرا لجهوده المضنية التي بذلها خلال الفترة التي سبقت دخول العراق عصبة الامم المتحدة في 30 تشرين الاول 1932 وقد استقدمت الحكومة النحات الايطالي (بياتروكا فونيكا) الى العراق لصنع التمثال وقد ذكر ناجي شوكت الجهود التي سبقت قيام التمثال فقال :
عندما دخلت وزيرا للداخلية في حكومة نورى السعيد الثانيه 1931 زرت الملك فيصل الاول وشرحت له الفكرة التي تراودني بخصوص اقامة تمثال لجلالته ..فظهرت اسارير الارتياح على وجهه وسألني قائلا .. ولكن من اين ستأتي بالمال اللازم ... فأجبته انكم اذا استصوبتم الفكرة فان ايجاد المال سهلا وبعد ان رجعت الى ديوان الوزارة اتصلت بمتصرفي الالوية كافة وطلبت الى كل متصرف ان يبعث بمبلغ يوازى خمس ميزانية البلدية كمساهمة لاقامة النصب فلما تم جمع الاخماس اضافت امانة العاصمة مالزم من المبالغ لاكمال الكلفة التي بلغت حوالي (( خمسين الف روبية )) ..لقد استغرق العمل فيه ثمانية عشر شهرا في ايطاليا وقد اقيم بساحة الملك فيصل الاول انذاك في الصالحية بجانب الكرخ

الفن التمثيلي التلقائي (الجميل السلس) أيام زمان






الفن التمثيلي التلقائي (الجميل السلس) أيام زمان


 تحت موس الحلاق (1961 - 1969)، مسلسل تلفزيوني كوميدي عراقي عرض في بداية عقد الستينيات من القرن العشرين والصورة التقطت عام 1965 في بغداد و يتوسط الواقفين المخرج محمد كريم والممثل سليم البصري والممثل حمودي الحارثي والجالسين يتوسطهم الممثل صبري الربيعي.

سلمان باك



(سلمان باك) أو (طاك كسرى) وإحتفالات الربيع أيام زمان ..............(الما يزور السلمان عمره خسارة )
هذه البستة الشعبية البغدادية تذكر اهل بغداد بموسم الربيع ايام زمان ومهرجانات الهلاي، ففي بداية موسم الربيع من كل عام اعتادت شعوب العالم ان تحتفل به بفعاليات فنية وشعبية متنوعة ضمن مهرجانات تعكس تراثها وتاريخها، وتصاف في هذه الايام الجميلة باجوائها اعياد كعيد النوروز الذي يحتفل به اخواننا الاكراد في كردستان العراق.
ونحن في بغداد نحتفل بالربيع باقامة كرنفالات فرح شعبية تقام في منطقة سلمان باك احدى القصبات الخضر القريبة من مدينة بغداد، والتي تعرف في كتب التاريخ والاثار بمدينة (طيسفون) عاصمة الامبراطورية الساسانية، وعلى مقربة من (طاك) كسرى يوجد ضريح مرقد الصحابي الجليل(سلمان الفارسي) حلاق الرسول الكريم محمد(ص) والبغداديون يتذكرون تلك المهرجانات التي تستمر عدة اسابيع تبدأ عادة منذ بداية شهر اذار وتستمر حتى تشمل عدة ايام من شهر نيسان ويسميها البغداديون بالهلاي.
حيث يشرع الناس انذاك وخاصة اهالي المحلات الشعبية القديمة مثل الفضل وباب الشيخ والكاظمية والاعظمية وابو سيفين والكرادة بالانتقال مع عوائلهم الى منطقة المدائن(سلمان باك) للتمتع باجواء الربيع ونسماته العذبة في هذه المنطقة الخضراء الرائعة المشهورة ببساتينها وهوائها العليل، ينصبون خيمهم ويمكثون هناك اياما وليالي في اجواء فرح ومتعة ناسين فيها همومهم ومتاعب حياتهم انذاك. حيث يقيمون حلقات الرقص والغناء الشعبي من المربعات البغدادية واداء المقام العراقي عصر كل يوم من ايام مكوثهم.
وجلسات السمر ولعب الجوبي والساس التي تقام بالقرب من ايوان كسرى.. وفي مساء كل يوم خميس من الاسبوع يؤلف الوافدون المحتفلون في سلمان باك موكبا كبيرا يتحرك بعد الساعة التاسعة ليلا الى مسجد سلمان باك وعلى اصوات الطبول والدفوف وانغام الفرق الموسيقية الشعبية والاهازيج البغدادية، والقصائد الحماسية الوطنية، لزيارة مرقد وضريح الصحابي(سلمان الفارسي) رضي الله عنه.وبعد الانتهاء من الزيارة، فهناك البعض من الزائرين يفضل ان يقضي ليلته في الغرف والدواوين المحيطة بالمسجد والبعض الاخر من الزائرين يعود الى خيمه والمبيت فيها.
هكذا كانت ايام البغداديين تتسم بالامان والاستقرار، كانت النفوس قنوعة مطمئنة، تشعر بالسعادة المتواضعة ضمن حياة معيشية بسيطة مقدرة لها، وتطمح بحياة اكثر رفاهية وسعادة.
واخيرا نقول: اللهم اعد الينا نعمة الامن والامان واحفظ شعبنا وعراقنا من كيد الكائدين وجور الاعداء والظالمين.. وعد لنا الايام السعيدة آمين يا رب العالمين . للكاتب ( محمد مجيد الدليمي ) .

خلع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني نيسان 1909





كشفت عائلة الشيخ محمود أبو الشامات السوري عن خطاب أرسله السلطان عبد الحميد الثاني سرا إلى شيخه الشاذلي أبو الشامات، وشرح له الأسباب الحقيقية وراء خلعه عن عرش السلطنة العثمانية ونفيه إلى مدينة "سلانيك". حيث قام عمار أبو الشامات حفيد الشيخ محمود أبو الشامات بتسليم النص الأصلي للرسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد والتي نشرتها وكالة الأنباء التركية "جيهان". ويقول عمار إنه قد عُرضت عليهم مبالغ ضخمة خلال العقود الماضية من أجل الحصول على هذه الرسالة، ولكنهم رفضوا، وبعد مرور مائة عام قرروا تسليمها إلى رئيس الجمهورية.
ويروي السلطان عبد الحميد في رسالته الخطية أن السبب الرئيسي وراء خلعه من منصب الخلافة العثمانية كان رفضه بيعه الأراضي الفلسطينية لليهود عامة، ولليهود المقيمين في فلسطين خاصة. مؤكدا على أن جمعية الاتحاد والترقي التي كانت تحكم تركيا آنذاك دبَّرت له خديعة عرفت بخديعة "31 آذار" وذلك حتى تكون مبررًا لخلعه عن السلطنة. وقد ردَّ عليه الشيخ بأنه إمام وخليفة للمسلمين يراعي دينه ورعيته، وأن الله سيجزيه الجزاء الأوفى على صنيعه. وكان السلطان عبد الحميد قد كتب رسالته إلى شيخه بعد أن نفته حكومة الاتحاد والترقي إلى سلانيك، وأرسل الرسالة سرًّا من خلال حارس قصره في سلانيك. والمعروف أن جمعية الإتحاد والترقي التركية هي حركة معارضه هدفت إلى الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية الإسلامية. وتأسست الجمعية عام 1894 ميلادية وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد انقلابها على السلطان عبد الحميد الثاني في 27 ابريل 1909 ومن ثم ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى مما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية لأراضيها. وكانت سياسات الحكومة الاتحادية بعد خلع عبد الحميد قد مهدت لأمرين هامين: أولهما : تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين و ثانيهماً : تفكيك الدولة العثمانية والعمل على إضعافها. ونظرا للأهمية التاريخية لهذا الرسالة وما تكشفه من معلومات عن هذه الحقبة التي شهدت تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين ومن ثم ضياع فلسطين حتى الآن، نظرا لهذا فإننا ننقل نص الرسالة كما نشرت مؤخرا.


رسالة السلطان عبد الحميد إلى شيخه أبي الشامات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين إلى يوم الدين.
أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العلية الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة، وإلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات، وأقبل يديه المباركتين راجيا دعواته الصالحة. بعد تقديم احترامي أعرض أني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.
سيدي : إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارا، وأعرض أنني مازلت محتاجا لدعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:
إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني - بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم - اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة. إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف، وأخيرًا وعدوا بتقديم 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبا، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضا، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: (إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا - فضلا عن 150 مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهبًا فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإسلامية والمحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا).
وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك) فقبلت بهذا التكليف الأخير. هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة فلسطين… وقد كان بعد ذلك ما كان، ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، وأعتقد أن ما عرضته كاف في هذا الموضوع الهام، وبه أختم رسالتي هذه. ألثم يديكم المباركتين، وأرجو واسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي بسلامي على جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي المعظم لقد أطلت عليكم التحية، ولكن دفعني لهذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علما، ونحيط جماعتكم بذلك علما أيضا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في 22 أيلول 1329
خادم المسلمين - عبد الحميد بن عبد المجيد

عيد المعلم


صورة بمناسبة ( عيد المعلم ) الموافق الأول من آذار من كل عام . التخرج في دار المعلمين العالية - بغداد 1958

صورة تاريخية نادرة للملك فيصل الثاني ملك العراق الاسبق 1953-1958 وهو يرعى احتفال تخرج في دار المعلمين العالية -كلية التربية فيما بعد ، والى جانبه عميد دار المعلمين العالية الاستاذ الدكتور خالد الهاشمي وهو يرتدي روب الدار الجميل ويسير خلفهما الامير عبد الاله ولي العهد واحمد مختار بابان رئيس الوزراء . ا.د.ابراهيم خليل العلاف

تجمع شباب الأعظمية مع فريق كرة القدم الجزائري في مقهى محمد غايب عام 1959م .



(صورة نادرة) تجمع شباب الأعظمية مع فريق كرة القدم الجزائري في مقهى محمد غايب عام 1959م . بغداد كلها والعراق إحتفى بالفريق الجزائري الذي كان في قمة النضال ضد الاستعمار الفرنسي - الذي إحتل الجزائر عام 1830م ولغاية يوم الاستقلال في عام 1962م - وبالمناسبة فاز الفريق الجزائري على منتخب بغداد بنتيجة ( 11 ) هدف مقابل لا شيء !! . أذكر بعض من في الصورة . الثاني من اليمين جلوساً والذي يضع السكارة في فمه يلقب ( عزاوي ) والثالث الملاصق له على يمينه (طارق حنكورة ) وأمامه المرحوم (مصعب عون ) في الوسط ممسكاً (بالميز ) والتاسع في وسط الصورة والذي يضع يده تحت رأسه هو ( عطا حنكورة ) رحمه الله والرابع من اليمين وقوفاً الحاج ( فتاح حنكورة ) والسابع صاحب النظارات هو ( نوري هويدي ) رحمه الله والوجه الذي يظهر تحت الصبي على يسار الصورة هو اللواء المتقاعد ( هشام الوادي ) حفظه الله والذي أهداني هذه الصورة . كم أنت رائعة أيتها الأعظمية .
— ‏مع ‏مصعب عون احمد الاعظمي‏.‏

دعاية اعلانية لحلويات فرج نعوش في رمضان



(الصورة _ الزمان . أثناء الحصار نهاية التسعينات . المكان . مقهى محمد غايب بمنطقة الشيوخ في الأعظمبة المناسبة . دعاية اعلانية لحلويات فرج نعوش في رمضان . الأشخاص . الممثل المرحوم سمير القاضي ( الواقف أبو الجراوية ) والجالسون من على يسار الصورة المرحوم فرج نعوش والثاني عادل ابن جمالة والثالث الشهيد باذن الله ( غانم محمد حسن ) رحمه الله ) . المحيبــس تشعل ليالي رمضان حماسة وموسيقى وحـلوى . ينشغل العراقيون في رمضان بممارسة لعبة "المحيبس" التي عادت بشكل اوسع هذا العام الى كنف المجموعات الشعبية لتملأ ليالي شهر الصوم حماسة وموسيقى، بعدما بقي تنظيمها حكرا على جهات اعلامية لعدة اعوام بسبب تردي الاوضاع الامنية.ويقصد العراقيون بعد الانتهاء من طعام الافطار مباشرة، الساحات والنوادي لممارسة لعبة العثور على الخاتم في اجواء من التنافس الذي يشمل المحافظات والاحياء داخل المدن ويتواصل حتى الساعات الاولى من الصباح.وفي نادي الاعظمية شمال بغداد الذي تأسس عام 1936، تشتعل احدى الساحات الصغيرة بأنغام الموسيقى الشعبية الممزوجة بصرخات عشرات المتنافسين في مبارة تجمع اهالي منطقة الاعظمية التي تسكنها غالبية سنية بأهالي منطقة سبع ابكار المختلطة.ويجلس اللاعبون وقد ارتدى معظمهم الدشداشة التقليدية في ثلاث صفوف متقابلة، فيما يفترش اخرون الارض.ويتمشى قحطان اعظمية بين صفوف الفريق المنافس، فيصرخ في وجه بعضهم فجأة ويطلب من آخرين فتح ايديهم بحثا عن خاتم يمنح فريقه، ان عثر عليه هو، خطوة اضافية تقربه من الفوز في اللعبة.ويقول عصام الملك (55 عاما) وهو احد منظمي بطولة "الاهل والاخوة" التي يتنافس فيها ثلاثون فريقا من بغداد ومحافظات اخرى ان "التنافس يستمر احيانا حتى الفجر وقد يمتد الى منتصف النهار حتى يتمكن احد الفريقين من تحقيق الفوز".وفي احد ايام رمضان في التسعينات، استمرت لعبة "المحيبس" في الاعظمية حتى صباح عيد الفطر، ولم تنته الا بعد عام، اذ قرر المشرفون عليها تأجيلها حتى اليوم الاول من شهر رمضان المقبل، بحسب ما قال احد اللاعبين.ويشرح الملك ان عدد لاعبي كل فريق يصل الى مئة لاعب لا تقل اعمارهم عن 18 عاما . فيخبأ بين ايدي احدهم المحبس، وعلى الفريق الآخر العثور عليه وتحقيق ما اتفق عليه من نقاط بين قائدي الفريقين.ويشير الملك الى ان "لعبة المحيبس تجري في دمنا ولم ننقطع عنها طوال السنين الماضية، وحتى خلال موجة العنف (المذهبي) الاقسى (بين عامي 2006 و2008). كنا نلعبها انما نحصر المنافسة فيها بين المناطق القريبة من الاعظيمة فقط".ويقول ان "اللعبة عادت هذا العام الى كنفنا حتى ننظمها بعدما كانت تنظمها جهات اعلامية خلال السنوات الماضية بسبب اعمال العنف".وفجأة تتعالى الصيحات واصوات الطبول بعدما سحب قحطان (30 عاما) الخاتم من بين ايدي احد اعضاء فريق سبع ابكار، ليحمل بعدها قائد الفريق على الاكتاف وسط الهتافات التي يبدا معها توزيع الحلوى على المشاركين.

الأعظمية ومحبيها وصورتها الجميلة في ذاكرتي


صورة نادرة من الجو للأعظمية في أروع ماصور لها عام 1960
في غربتنا، بعد ان شردنا من بلدنا، صادف معيشتنا الاختلاط والتعرف على مجتمع بنى لنفسه واهله مكانة أهلته ان يحوي ثقافات مختلفة وانماط من الحياة لم يألفها من قبل ومع هذا لم ينسى واقعه وجمال صورة وعادات وقيم مجتمعه، في احدى المقاهي الجميلة وعلى شاطىء البحر في المدينة التي اسكن فيها حيث الرواد من شخصيات ذلك البلد وبعض من الشخصيات العربية واصدقائنا العراقيين اللذين كانو يتبوؤون مراكز مهمة في العراق، وحوتهم الغربة في مقهى الأُونديجي كتبت مقالاتي الثلاتة المعنونة ( الأعظمية وشخصياتها الرياضية ودورهم في الحركة الرياضية العراقية، العربية والدولية ) ومقالات أخرى، راسلني واتصل بي الأصدقاء والمعارف قسم منهم عاش في الأعظمية والآخر كان في كلية العلوم من خارج المنطقة، وأقترحو ان أزيد في وصف المنطقة وما حملته الأيام الماضية من ذكريات لجزء من مجتمع العراق لتكون استمرارأً لأقلام أخرى توصف مجتمعنا المتنوع والمليء بالقصص والأحداث لتراث قل وجوده في أية بقعة في العالم لتكون نافذة لأطلاع جيلنا الحالي والقادم لأن ما يحصل الآن هو محاولة لطمس تراث وشخصية العراق العظيم، لنبتعد قليلاً عن الهموم السياسية ولنتكلم عن بعض الشواخص والأحداث لمرحلة زمنية عشتها وعاشها أبناء الأغظمية منهم من بقى، ومنهم من غادر بسبب الموت قتلاً أو وفاة أومن غادرها بسبب الخوف على أولادهم اوبسبب التهديدات الطائفية المقيتة، سأصف الأعظمية كيف كانت شواخصها على مدار السنة لفترة نهاية الخمسينات وحتى نهاية السبعينات، حيث الأن تعيش كمنطقة غير مستقرة وغير آمنة وكما أعتقد غير قابلة للعودة شأنها شأن باقي مناطق العراق بأبسط الأحوال الى ما كانت عليه.
* شارع الأمام الأعظم :- أبتدأها من ساحة البلاط الملكي وساحتها الجميلة ومسبح العاصمة الصيفي الذي يكون مليئاً بالصيف بالشباب وهناك يوما للنساء والفتيات تجري فيه السباقات والتفنن بالقفز والغطس ولا يغلق الا بسبب التيفوئيد، بعده منطقة الكشافة وملعبه المشهور يتصدره تمثال الاعب المشهور جمولي وتجرى هناك السباقات المحلية والدولية وتراه مكتظاً بالمشجعين من مختلف المناطق كما أنه ملعبا لاجراء بطولات الساحة والميدان وحتى نصب حلبة للملاكمة والمصارعة وياما خرج ابطال من هذا الملعب، انها منطقة الكسرة المشهورة بسوقها الغني بالخضروات وان احسن الاجبان تكون هناك كما توجدمقهى الكسرة ومقهى الساجي وروادهما من مشجعي كرة القدم ومحبيه وبعد العصر يجلس فيه ايضا شخصيات من المنطقة والمناطق المحيطة مثل الوزيرية والعلواصية،كما توجد مقهى لمحبي سباق الخيل(الريسز) وانت جالس هناك يمكنك لعب سباق الخيل حتى وان لم تكن حاضرا ريسز المنصور، المنطقة ساحرة وانك تشم رائحة الفشافيش والكباب والتكة والكبة قسم من البائعين يملكون العربات مع بعض المنضدات والكراسي(مطعم)، كما تشم رائحة البرتقال والقداح.
وانت مستمر ترى ثانوية الحريري وما احلاها من ثانوية للبنات حيث ينتظر الشباب خروج الطالبات ومشيتهم الجميلة وكانت ايام والحرشة البريئة من الشباب، منهم من يقف قرب النادي الملكي(الاولمبى) والاخر في شارع عمر بن عبد العزيز والآخر في شارع طه كذلك في شارع الحريري المؤدي الى كليات الادارة والاداب والحقوق، في هذا الشارع وشارع عمر بن عبد العزيز يمشي حسون الامريكي الذي فاق عصره لصرعة ملبسه وحركات مشيه، الشخصية المحبوبة يقود كلبه المدلل عصرا ولباسه الفنتازي الذي كان يفوق مالبسه البيتلز والكاوبوي وحذائه الجم جم حقا انه فلتة زمانه،لازالت هذه الشخصية الجذابة والمحبوبة عالقة بمخيلتنا.
* النادي الملكي(الاولمبي) :- في ساحة عنتر وتمثاله المشهور وبالرغم من إن الساحة او الحديقة صغيرة الا ان جمالها في العصر حيث تجلسه العوائل وتنظر لحركة السيارات وانتظام المرور وبشرطي واحد للمرور مهاب ومحترم، النادي يحوي على قاعات للملاكمة والمصارعة والبليارد وساحات وملعب للتنس ورياضة الميدان والسلة يرتاده ليس الرياضين فقط وإنما العوائل وشخصيات المنطقة لكي يلعبو البليارد والتنس كما انه النادي الاجتماعي في موسم الاعياد(الفطر والأضحى) ليتحول الى كرنفالا لالعاب التسلية والدمبلة ودولاب الهوى وغيرها وهناك يتم التعرف اواللقاء بين المحبين فتكون اياماًجميلة مفرحة وحزينة عند الانتهاء لأنتظار عيدا اخر لديمومة التواصل...
* كلية العلوم :- هذه الكلية التي خرج منها علماء واساتذة علمين وسياسين رفدو العراق بمواهبهم وقيادتهم لمجالات الحياة الفنية والسياسية كما انها شهدت الاضراب الطلابي المشهور في بداية الستينات وكانت الانشطة السياسية متوزعة بين البعثين بشقيه والقومين والشيوعين، وأتشرف بأني احد طلابها والدراسة فيها ليست سهلة لأن برامجها متطورة واساتذتها وعمادتهامن خيرة العلميين، هذه الكلية ذات دوامين صباحي لجامعة بغداد ومسائي لجامعة المستنصرية فيها قاعات للدراسة النظرية ومختبرات لكافة العلوم ومنها النباتية وتزبن بعض القاعات والنادي لوحات الفنان المبدع حافظ الدروبي، يا محلى طلاب وطالبات الكلية التي حوت على جميع شرائح العراق، فيها نادي جميل يقدم الاكلات الصباحية وما بعدها الى الساعة التاسعة مساءً يديره كل من أبو هاشم وكريم الفلوجي المحبوبان للطلبة والاساتذة والزائرين، شهدت الكلية قصص للحب قسم منها كللت بالزواج والأخر لم يكمل مشواره بسبب الظروف الاجتماعية وتعقيدات الحياة بعد التخرج ،ان الدوام في الكلية طويل ولهذا يزورها طلبة من كليات اخرى بعد الظهر ويحصل تعارف وتبدأ مسيرةمن الشجون والعواطف، يوجد اساتذة عرب وأجانب فتراهم يؤجرون بيوتا قريبة من الكلية وتعايشو مع المنطقة وعاداتها بشكل انهم عندما يغادرون يملأالحزن اهل المنطقة وهم كذلك، سنخصص مقالة عن فترة دراستنا في هذه الكلية العريقة في علمها وعمدائها وأساتذتها وطلبتها أن شاء الله. لازلنا في شارع االأمام الأعظم تأتيك كازينو العلوم، اكثر روادها من طلبة الكلية او اللذين يعيشون في الأقسام الداخلية وتبدأ اجواء لعب الدومنة والطاولي وجو المناقشات والاهات وقصص الشجون وغيرها انه مكان التغير والابتعاد عن شجون الدراسة ومن هنا يبدأ الشارع بمشاهدة الابنية ذات الطابقين او الثلاثة حيث يشغل الطابق الأرضي المخازن والمتاجر ومحلات الالبسة والاقمشة في نسق جميل ومرتب يشجع على التجمع والمشى والتبضع وهناك دوندرمة كيت كات المشهورة المعمولة باليد لصاحبها الفلسطيني ابو علي واولاده انها دوندرمة الفستق والشوكولات ولا اتصور اي فرد في الاعظمية لم يتذوق هذه الدوندرمة اللذيذة والمشهورة التي نفتقدها الان بسبب اغلاقها في فترة الثمانينيات.
* مقهى النعمان :- مقهى جلوس كبار العسكريين والساسة والادباء ووجهاء المنطقة والرياضيين يحوي على فسحة كبيرة وهنا ترى الفيصلية والسدارة والعقال واجواء المناقشات والنكت ولعب الدومنة والطاولي وشرب الشاي والقهوة ومن هناك تسمع صوت هبوبي صاحب المطعم المشهور بأسمه حيث يعمل بمعية اولاده لتقديم الكباب والتكة والفشافيش اللذيذة وذات النكهه الطيبة بجانب المكوي المشهور لعبد السميع عارف اخو المرحوم عبد السلام رئيس الجمهورية في الستينات واللذي سكن فيها.
* سينما الأعظمية المشهورة :- والتي تعرض الافلام الجميلة ولا أتصور يوجد من لم يحظر افلامها وحتى العوائل كانت ترتادها كما لاننسى( مالو) الذي يقوم بوضع لافتات الافلام باستعمال الدرج وكم من مرة سقط من اعلى السينما ويقوم سالما والجدير بالذكر انه عاش حياته كلها في السينما ولم يغادرها، من منا لم يذهب ويجلس في المقاعد الرخيصة (40 فلسا وبعد الفلم نأكل العمبة والصمون من ارزوقي صاحب انظف عربانة للعمبة والبيض، المنطقة بين راس الحوش والجامع تظم محلات الصاغة والالبسة والاكسسوارات يتوسطها بريد الاعظمية الذي منه كانت تتوزع الرسائل الواردة من مختلف بلدان العالم وهو مبنى صغير لكنه مرتب ومنظم نفتقد الان ماكان عليه سابقا.
* جامع ابو حنيفة النعمان :- الجميل في شكله وهيبته وطرازه التأريخي وفيه قبر الامام الذي يزار بعد اوقات الصلاة وبجانبه مدرسة ابو حنيفة المشهورة التي اخرجت اأمة وخطباءعراقين وعرب ومسلمين، يشمل الجامع الساعة المشهورةالتي صممها وبناها الحاج عبد الرزاق محسوب، وهي ساعة تعتبر احدى معالم بغداد التأريخية حيث عمل لأكمالها للفترة 1921-1931 وبدأت بألأشتغال عام 1960 عن طريق اولاده بعد مماته بعشرين سنة، تعرضت الساعة الى القصف الامريكي عام 2005 هذا المكان المقدس يشهد سنوياً احتفالات المولد النبوي الشريف حيث تتلألأ بالاضوية والزهور والاوراد وترى الناس يأتون من مناطق متعددة من باقي المناطق العراقية واحيانامن خارج العراق وهنا ترى كرم اهل الاعظمية للمأكل والمشرب والمبيت وتجدرالأشارة باه لا يوجد فندق في الاعظمية، كما تشهد المنطقة يوم واحد شعبان الأحتفال بيوم زكريا والصينية المملوئة بالمسقول والحلقوم والجكليت والكرزات واوراق الزيتون ويرددون(يازكريا عودي علي كل سنة وكل عام أنصب صينية) هذه خاصة بأهل المنطقة وانتشرت للمناطق الاخرى.
تضل ساحة الجامع مضيئة طوال الليل فيها من المطاعم المتنوعة من الباجة الى الكبة وشوربة الصباح والشاي السنكين ولا تنسى الكباب والفشافيش وعندما تريد ان تحلي فيوجذ حلويات نعوش حيث البقلاوة والزلابيا والقطايف بالدهن الحر كما ان مقهى رأس الحواش مليء دوما برواده من المنطقة والزائرين.
مقبرة الاعظمية قديمة وتحوي قبور شخصيات تأريخية ومتصوفة وبعض من رجالات العراق في العهدالحديث لي جد والد أبي مدفون فيها وفي بداية السبعينات قد امتلأت واغلق الدفن فيها ولكن بعد الاحتلال فتحت مقبرة اخرى بجانب الجامع من ناحية جسر الأمة ظمت الشهداء اللذين قتلو من قبل الاحتلال ومن معهم.
ينتهي شارع الأمام الاعظم عند جسر الأمة اللذي يربط الاعظمية بالكاظمية في بقعة ساحرة وجميلة لترى ماُذن مرقد الامام موسى الكاظم المتوهج بالاضوية الملونة وكنا دوما نزور الكاظمية لملاقات اصدقائنا في مناسبات الزيارات الدينية هناك.
بأتجاه محلة السفينة بشارعه الضيق بمحاذات المقبرة يتوجب عليك الوصول الى جامع صالح أفندي وبجنبه محل الطرشي المشهور (طرشي ذيب) ولا أتصور مائدة لأية عائلة معظماوية كانت تخلو من طرشي ذيب وخاصة الخيار المحشى والشلغم والفلفل، في قلب السفينة اللذي كان الجسر الخشبي يربطها بالكاظمية سابقا الا انها ضلت منطقة جمبلة بأحيائها وبيوتها وشناشيلها وتملك كورنيشا جميلاً توحد صخرة في الماء حيث القفز منها للسباحة في الصيف للعبورالى العطيفية او الوصول الى المقبرة الملكية،كنت اعشق أن أجد بيتا لاسكن واعود الى الاعظمية في بداية 2000 ولكنني وبسبب ظروف العمل لم احقق امنيتي.
شارع السفينة المتجه للمقبرة الملكية لابد ان تمر وتشاهد بيتا تراثيا تحول الى مكتبة باسم مالكها(مكتبة حمدي الأعظمي) المكتبة الغزيرة بالكتب والمجلدات ومفتوح للباحثين وعاشقي التأريخ والأدب ولا تخلو من امسيات ثقافية وأدبية.
مقهى الجرداخ، مقهى القوميين والبعثيين بأمتياز مع الرياضيين والصيادين اللذين يعشقون صيد الدراج والحباري والغزلان،منهم سعد ونة ونهاد حمادي وثامر الحافظ ولا يمكن نسيان البطل اموري اسماعيل والرياضيين الاخرين ذكرتهم سابقا ً
بالقرب من القهوة يوجد محل وحيد للألبسة والمعدات الرياضية في الأعظمية الذي يملكه ويشرف عليه الرياضي المشهور عوسي الأعظمي اللذي اشرت الى مجده وافعاله في مقالة سابقة، في محله يجتمع الرياضيون وفي جعبتهم الحلول للواقع الرياضي والمداعبات والنكت على مدار السنة.
المقبرة الملكية التي تحوي قبوربعض من العائلة الملكية رحمهم الله، وياما شعرنا بهيبة المكان كلما كنا هناك ، تأتيك ثانوية الأعضمية للبنين التي أخرجت رجالاً لعبو أدواراً في السياسة والرياضة والجيش مقابل له دار المعلمين اللذي هو بدوره رفد العراق بجيل من التربويين والمعلميين خدمو في مناطق العراق .
* نادي الاعظمية ما احلى ذكرياته، برز منه لاعبون مثلو العراق بمختلف الالعاب كما وصل البعض في قيادة الحركة الرياضية وفي ايام الاعياد يكون مهرجانا جميلا يشارك فيه جيل الشباب لمختلف الفعاليات وهنا ايضا يتم التعارف بين البنين و البنات وذكريات جميلة وقصص حلوة يتذكرها من عاش ايامها في حينه،خلف النادي ثانوية الأعظمية للبنات ويا جمال بناتها وعند انتهاء الدوام يبدأالمشي العذب المملوء بالحيوية وترى قسم من الشباب ينتظرون مع اُهات الأعجاب والتحرش البريْ دون ما يخدش الأعجاب..
حديقة النعمان وبالرغم من صغرها لكنها متنفساُ جميلا لعوائل المنطقة وخصوصا في الصيف والربيع
شارع سهام المتولي الذي يربط بين شارع الامام وشارع الضباط وهو شارع جميل حيث محلات الالبسة والمطاعم الصغيرة وبمنتصفه يبدأ شارع عشرين اللذي يمتد الى نهر دجلة وهو شارع مشهور وتراثي يوجد فيه قبر ابو رابعة ومدفون فيه اخر الخلفاء العباسيين وفيه المقهى المشهور( العروبة) التي تسمع دوما اغاني ام كلثوم ويحرص صاحبها المحبوب والمشهور داوود ابن ملكة على جودة تسجيله لأغاني الست من اذاعة صوت العرب في نفس يوم غنائها وشهرة القهوة انها تقدم اطيب شاي حليب ولعبة( الجقة) بعده تأتي منطقة المطيرجية ومحلاتهم وساحة لنفس الغرض وعادة المطيرجية النفخ حول عددطيورهم وكم اصطادو في ذلك اليوم،تقضي ساعات من المرح والكذب المسفط.
شارع عمر بن عبد العزيز الجميل بتصميمه واشجاره الباسقة هو شارع التمشي فيه البيوت الواسعة ذات الحدائق المطلة على الشارع وفيه مكتبة الصباح المشهورة لبيع الصحف والمجلات وخصوصا مجلات سمير وقصص الاطفال وحواء وغيرها وصاحبها يسمح للتصفح لفترة قصيرة، يمتد الشارع ويتفرع منه الشارع المؤدي الى كلية بغداد المشهورة ويصل الشارع الى المسناية.
شارع الضباط ذات البيوتات الجميلة وهو من الأحياء الراقية مثل الصليخ وفي منتصفه المحل المشهور اللذي يبيع الايس كريم اللذي تذوقنا حلاوته ايام الشباب انه محل( أحمد الابرص) وانت تستمر يأتيك جامع العساف وبعدها منطقة الكم(راغبة خاتون) وسوق الخضار والكيمر ومطعم الجنابي وكبابه المشهور وبقربه الحلويات اللذيذة لرعد الشكرجي وهنا تأتي قهوة ابراهيم عرب، بعد ان انتقلت من باب المعظم الى راغبة خاتون، ابراهيم عرب الشخصية الكارزمية صاحب النفخات والمداعبات الذي بحق شخصية ذكية بالفطرة وانه يعطي دوما مكانة له بحيث يريك ان المسؤلين من الملك وحتى رئيس الوزراء يستشيرونه، اذكر هنا واحدة من نفخاته(ان الباشا طلب منه اصطياد غزال لان عنده عزيمة وأعطاه بندقيتي صيد، ذهب ابو رحومي(ابراهيم عرب) لاصطياد الغزال فوجد اثنين يريدان شرب الماء ورمى بنفس اللحضة اطلاقة من كل بندقية ومن شدة الضربة سقط في النهر فطفرت سمكة شبوط كبيرة خارج الماء وبضربة واحدة استطاع اصطياد الغزاليين وسمكة شبوط وعاد بهما الى الباشا واهداه الباشا بندقية واعطاه غزالا، رواد المقهى شخصيات كثيرة ومنها الفكاهية اذكر منهم ابو عبد الستار الراوي صديق ابراهيم عرب، بعدها ادار المقهى ابنه رحومي وهو شخصية رياضية معروفة.
شارع المغرب اللذي يحوي قاعة الرباط حيث الحفلات للموسيقا الكلاسيكية والسمفونية وروادها من محبي الموسيقى وهم من الطبقات المعروفة ،يوجد المعهد المشهور ابو يوسف المهني الذي تخرج منه يعض الشخصيات السياسية كذلك بحوي الشارع النادي الاهلي المشهور الذي سنذكره لاحقا.
للأعظمية ليالي ملاح وان نسمات الربيع عذبة وحتى في بعض من أيام الصيف، في وقت العصر تبدأ العوائل والشباب بالتمشي في شارع الضباط وشارغ عمر بن عبد العزيز والكورنيش وشارع الامام ابو حنيفة حيث المحلات الجميلة والمقاهي انها الشانزليزي بنظر البعض ولم لا؟ وقسم يذهب للجلوس في ساحة عنتر او حديقة النعمان أو الذهاب لسوق رأس الحواش للخضر واللحوم والاسماك،ينتظرالشباب مرور الفتيات،كانت الاقسام الداخلية للبنات خلف ساحة عنتر وشارع الحريري وترى البنات من مختلف المحافظات يأتين للتمشي والتسوق وأحيانا تبدأ العلاقات العاطفية قد تصل الى الزواج او تكون علافات عابرة وحسب الظروف. كل اهل الاعظمية تقريبا ينامون في السطح صيفا وكثير من البيوت لهم سراديب لقيلولة الظهر،وترى انواعا عدبدة من( التنك) على السطح لشرب الماء العذب،كذلك الرقي وهذه تستمر طيلة فترة الصيف. ان لهجة المعظماويين في فترة الخمسينات وبداية الستينات كانت تختلف نوعا ما عن اللهجة البغدادية نذكر منها((انطياني،كلياني،كذالكم وانهم يمدون الكلمة..شلووون)،كما ان اولاد الاعظمية اللذين ولدو في الأربعينيات والخمسينات لهم(خوات) في وجوههم بسبب حبة بغداد والمدبغة الموجودة في النصة وشارع عشرين اغلقت بعد ذلك ويمكن تمييزهم بعدد(الخوات) في الوجه. تشاهد العوائل التلفزيون حيث مسلسل ابن الحتة وركن الهواة والافلام العربية والأجنبية والاطفال ينتظرون عمو زكي اما اشباب والكبار لايوفوتون ركن الرياضة للمبدع المحبوب مؤيد البدري والعلم للجميع اللذي يعده المبدع المرحوم كامل الدباغ،وهناك برنامج ينتظره الجميع ركن السعادة اللذي يعده المحبوب والضليع بمعرفة شخصيات الاعظمية واماكنها بحكم عمله في امانة العاصمة المرحوم فخري الزبيدي صاحب النكتة والمجالسة الحلوة في مقهى الجرداخ والنادي الاهلي . الرجال منهم من يذهب الى المقاهي والاخر مثلا العسكري يذهب الى نادي الضباط في الميدان قرب وزارة الدفاع على شاطيء دجلة ،قسم اخر وحسب طبيعة عمله والشلة المصاحبة وهي شلة الانس والطرب والنكات وجلساتهم الممتعة في النوادي(المالية،المعلميين،الكمارك،الصحفيين،الاهلي والجمعية البغدادية) ،كل النوادي لها زبائنها وتقدم الخمر(العرق،الويسكي والبيرة) كما انها عائلية يوم الدومبلة اوالسينما. فاالشرابة أصحاب غيرة ونخوة جلساتهم طرب،شعر،انهم لايفرقون بين رئيس ومرؤوس فقير وغني ،مناقشات سياسية كل واحد منهم يعتبر نفسه كارل ماركس اوسارتراو طه حسين اي بما معنى انهم جميعا ذات ثقافة ودراية سياسية جيدة،لم نسمع عن شارب الخمر مؤذيا او حاقدا او كاذبا كما نرى شكول اليوم ،في النوادي توجد غرف خاصة للعب الورق(الكونكان) لها خدمة خاصة،اما المزات فأنها متنوعة وحسب الموسم فهل سمعت بجعوب الخس في الشتاء والخيار بنوعيه الماي والتعروزي وطريقة ترتيبهما واللوبيا في الصيف كذلك الحلولو، اما الاكل هناك يوم للباجة ويوم للتشريب ويوم للكبة وسيد المائدة الكباب والتكة والشحم والفشافيش . في ايام رمضان يبدأ لعب المحيبس (البات) وتبدأ المباريات بين محلة وأخرى ومنطقة وأخرى فااللعب مع اهل الكاظمية والفضل والصليخ وباب الشيخ والكرخ وصواني البقلاوة والزلابيا سيدة لعب البات وان اللعب يستمر الى السحوروالجو يسوده المحبة والغناء للمقام العراقي يامحلاها. شباب الثانوية يتكونون من طلاب ثانوية الاعظمية،كلية بغداد،الاعدادية المركزية وثانوية التفيض المسائية تراهم يلتقون الخميس والجمعة كل يتحدث عن اسلوب الدراسة ومستواها ومغامراتهم الصدوقة والنفخيات حول البنات. اما المتوسطات فهي النعمان،المثنى والغربية والمدارس اشهرها التطبيقات والحريري والمأمونية والاعظمية والفراقد وكان أدريس ومسعود البارزاني من طلاب الفراقد. كانت باصات مصلحة نقل الركاب تغطي منطقة الاعظمية وصولا الى باب المعظم والميدان وكذلك الى الكاظمية وهي دقيقة في مواعيدها ودائما نظيفة والجابي والمفتش هندامهم نظيف ايضاً وكنت عند الذهاب الى الأعدادية المركزية التي اكملت الثانوية هناك لدي خيارات عديدة لركوب باص المصلحة ذوالارقام (7،5 ،2،1). في الصيف توجد ثلاث مناطق للسباحة وهي الكسرة جسر الصرافية،المقبرة الملكية والمسناية قرب بلاسم الياسين وهناك اكل الرقي حيث يدفن في الجرف واكل اللوبيا مع البصل والخبز من بائع اللوبيا المتجول حيث قضاء ساعات الصبح والعصر بالسباحة ولعب الطائرة والركض قسم يذهب في الصباح لمسبح العاصمة قرب البلاط وعصرا في الشط،اما الجراديخ فلها اجوائها الخاصة للطرب والرياضة وقضاء الامسيات الجميلة بكل انواعها طيلة فترة الصيف.
كانت بيوتات الأعظمية متنوعة حسب مستوى ساكنيها فاالملك اول ماسكن العراق كان في منطقة الكسرة وكذلك سكن الوزراءالملكيون منطقة الوزيرية والكسرة وشارع الزهاوي مثل توفيق السويدي ،توفيق بابان،جمال بابان وسكن نجيب الربيعي في شارع الحريري وكذلك عبد السلام عارف وعلي صالح السعدي وابراهيم الراوي وعبد الرحمن البزاز وعبد الجبار شنشل وعبد الحمن الخضير والدهان والواعظ والعمري والخضيري والمتولي وال الزهاوي وغيرهم من الاكابر وهم كثيرون. يذهب شباب المنطقة في الكرسمس ورأس السنة الى المسبح والعرصات لمعايدة أصدقائهم وحضور الاحتفالات برأس السنة هناك ،كما لاننسى للبعض محبته لشرب البيرة خارج المنطقة في بار 21 والخيام وعادتهم بوضع القناني الفارغة امامهم للمفاخرة.
في الختام ماذا حدث للأعظمية وفيها من الاسوار التي قطعت اوصالها وماذا عمل المحتل لمسح صورة ماضيها وحاضرها لكني اظن بان الاعظمية تبقى اعظمية وهي البقعة التي لا يمكن للتأريخ الا ان ينصفها بأهلها وبما حملت من ثقافة وعلم وفن وسياسة شأنها شأن بقية مناطق العراق ولا يحق الا الصحيح،ولنا مقالة أخرى لأعظميتنا الغالية والمحبوبة في قلوبنا، ومن الله التوفيق.

للكاتب (سرور ميرزا محمود) .

بغداد في الخمسينات


  
( قصيدة جميلة للشاعر نزار القباني عن بغداد )

بغداد
مدى بساطي .. واملئي أكوابي
وأنسى العتاب، فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي .. فأنت حبيبتي
وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد .. جئتك كالسفينة متعبا
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
ورميت رأسي فوق صدر أميرتي
وتلاقت الشفتان بعد غياب
أنا ذلك البحار أنفق عمره
في البحث عن حب .. وعن أحباب
بغداد .. طرت على حرير عباءة
وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشه
والفجر عرس مآذن وقباب
حتى رأيتك قطعة من جوهر
ترتاح بين النخل والأعناب
حيث التفت ، أرى ملامح موطني
وأشم في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً.. فكل سحابة
زرقاء .. فيها كبرياء سحابي
إن النجوم الساكنات هضابكم ..
ذات النجوم الساكنات هضابي..
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى
فهواك لا يكفيه ألف كتاب
يغتالني شعري .. فكل قصيدة
تمتصني .. تمتص زيت شبابي
الخنجر الذهبي .. يشرب من دمي
وينام في لحمي ، وفي أعصابي
بغداد . يا هزج الأساور والحلى
يا مخزن الأضواء والأطياب
لا تظلمي وتر الربابة في يدي
فالشرق أكبر من يدي وربابي
قبل اللقاء الحلو .. كنت حبيبتي
وحبيبتي تبقين بعد ذهابي

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

بغداد عام 1932م



(الصورة) - بغداد عام 1932م .

 بغداد الرشيد ما الذي بقى منها اليوم؟

عندما تُذكر عاصمة الخلافة العباسية، مدينة الحضارة والتاريخ والعمارة بغداد، تستحضر الذاكرة صور القصور، والجوامع، والاسوار، والدروب العتيقة، والمحلة المعبقة برائحة التاريخ، وقصص الف ليلة وليلة، لكن ملامح هذه المدينة تكاد تختفي، إذ لم يبق من ملامح بغداد تلك بشخصيتها المعمارية شيئ، بل حل محله ضجيج معماري وحضري وسلوكي لا يمثل يجمعه نسق، ولا تمثله هوية ولا ينضبط بمنهج.
محلات بأسماء العشائر والمدن
أستاذ التاريخ، الدكتور عماد عبد السلام رؤوف، يتناول المحلة البغدادية، التي تمثل نمطا سكنيا، لنسيج اجتماعي وسلوكي، طبع سكان المحلة الواحدة. فالبعض منها تميز بانتساب عشائري أو ديني أعطاها الاسم، مثل محلة المهدية لعشائر المهدية والقيسية، ومحلة ابو شبل، وعقد النصارى، فضلا عن أخرى ارتبطت أسماؤها بمدن قاطنيها الذين وفدوا الى بغداد خلال عقود سبقت مثل: محلة اليتاويين، والسامرائيين، والكريمات، والتكارتة.
قصة "خبز باب الأغا" تعود لقرون
يلاحظ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف أن بعض المحلات البغدادية اقترنت بمهن قاطنيها، مثل صبابيغ الآل، موضحا ان المثل الشائع عن خبز باب الاغا "الحار والمكسب والرخيص"، يعود الى أكثر من 800 سنة، عندما كانت هذه المنطقة تسمى "درب الخبازين" وهي جزء من محلة سوق الثلاثاء البغدادي القديم. والأمر نفسه ينسحب على تسمية "شريعة المصبغة" التي كانت قبل ثمانية قرون تسمى شريعة الصباغين.
ويوضح الدكتور عماد عبد السلام رؤوف أنه بالرغم من اقتران العديد من محلات بغداد القديمة بطابع ساكنيها الاجتماعي، إلاّ ان ذلك لم يمنع التمازج الديني، والعشائري، في المحلة الواحدة، إذ لم يتجه البغداديون الى تكوين "جيوب" أو "غيتو" مغلق، بل عرف الكثير من تلك المحلات تنوعا دينيا وطائفيا وقوميا، ترك اثره على سلوك اهل المحلة، الذين كانوا يتبادلون الاحتفال بالأعياد والمناسبات المختلفة بسهولة وسلاسة، على عكس ما حصل خلال السنوات الأخيرة من توجه لغلق بعض المناطق على نمط وهوية اجتماعية او طائفية معينة, وإستحضر خلال الحوار مشهد دربونة واحدة من محلة الكريمات قطنت فيها أسر صابئية ومسيحية ويهودية، فضلا عن المسلمة.
ما الذي تبقى فعلا من آثار بغداد المنصور؟
شهد القرن الماضي الإجهاز القاسي على جل ملامح مدينة بغداد القديمة نتيجة توسعها، وإزاحة الكثير من المشاريع والابنية والشوارع الجديدة محلات ومناطق عريقة، فها هي الكاظمية القديمة تكاد تختفي من خلال تهديم اغلب المساحات المحيطة بالصحن الكاظمي. والحال نفسه مع مدينة الاعظمية.
واوضح الباحث الدكتور عماد عبد السلام رؤوف ان مركز بغداد شهد اختفاء محلة الطوب، التي كانت في موقع بنايات قرب الميدان، منها دار الكتب والوثائق، واختفى جزء مهم من محلة السنك القديمة، قرب شارع الرشيد، ليبنى محلها مرآب للسيارات، وازالت عمارات شارع حيفا نسيجا معماريا من ازقة ودرابين، ومئات من البيوت القديمة، وهكذا أجهز الشفل والمعول على اغلب محلات بغداد القديمة. بملامحها التراثية.
لنحمي الباب الوسطاني ونعيد باب الطلسم
وفي مسعى للإبقاء على آخر ما يتيسر من الملامح المعمارية، التي تشهد على بغداد القديمة يدعو الدكتور عماد عبد السلام رؤوف الى الحفاظ على "الباب الوسطاني" وهو آخر ما تبقى من سور بغداد القديمة، ويدعو الى اعادة بناء باب الطلسم، وهو شقيق الباب الوسطاني، الذي كشفت بقاياه وأسسه أثناء أعمال تشييد مشروع المرور السريع: محمد القاسم خلال ثمانينات القرن العشرين. ويؤكد أن بالامكان اعادة تشييده اليوم وفق الطراز المعماري الرائع الذي عرف به، بالاستفادة من الصور التوثيقية للباب. (نبيل الحيدري)

الشاعر وليد الأعظمي


صورة نادرة - للشاعر والخطاط والمؤرخ والأديب (وليد الأعظمي) وهو يلقي إحدى قصائده في إحتفالية المولد النبوي الشريف سنة 1973م تحت ساعة جامع الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله ويظهر في الصورة الأول (؟؟؟؟) والثاني من اليمين المرحوم (معروف الحلاق) والثالث المرحوم امام الجامع (ملة معتوق) والرابع (؟؟؟؟) والخامس المرحوم (ابراهيم البلوة) .


 شامخة أيتها الأعظمية برجالك الأخيار وبتاريخك المجيد فأنت حقاً قرة عين بغداد وياقوتة العراق العظيم.

إبن الأعظمية (حيدر العمر) أول مخرج سينمائي عراقي



المقال : إبن الأعظمية (حيدر العمر) أول مخرج سينمائي عراقي .
الصورة : المخرج (حيدر العمر) الأول من اليسار .
وهو أبو أحمد حيدر بن شعوبي بن عمر بن عثمان بن جاسم بن محمد العبيدي الأعظمي، ولد في (الأعظمية) عام 1343هـ/1924م، وبها نشأ، وتعلم القرآن في صغره، ثم اكمل دراسته الثانوية واأشتغل في مكتب التاجر (كامل عبد الرحمن الأعظمي)، ثم أفتتح مكتبة ومحلاً للتصوير في سوق الأعظمية عام 1946م، وسماها (ستوديو ومكتبة السعدون) وأشتغل عنده عاملاً الشاعر (وليد الأعظمي) في شبابه، وكان العمر ذو نزعة وموهية فنية، ثم أشتغل بعدها موظفاً في الإذاعة العراقية، وهو أول مخرج سينمائي عراقي، ولقد أخرج عدة أفلام، ثم أنتقل بعدها موظفاً في (مديرية الأعاشة العامة). لقد كان حيدر العمر رجلاً طيباً كريم الخلق بشوش الوجه يحب الدعابة، ولقد توفي في فجر يوم 16 صفر 1388هـ/14 مايو 1968م، وشارك صاحبهُ الشاعر وليد الأعظمي في تشييعه، والصلاة عليه صلاة الجنازة في (جامع الإمام الأعظم) ودفن في (مقبرة الخيزران) . ومن أهم أعماله الفنية:-
* فيلم (فتنة وحسن)، عرض عام 1953م، وكان أول أفلام السينما العراقية.
* فيلم (أرحموني)، وهو من تمثيل المغني رضا علي والمطرية هيفاء حسين.
* فيلم (عليا وعصام). خالد عوسي الأعظمي .

مسجد الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان



صورة نادرة لمسجد الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله بدايات القرن الماضي 

 نبذة تاريخية عن مدينة الأعظمية :-
سميت بالأعظمية على أسم الأمام الأعظم ابو حنيفة النعمان، ومنطقة الأعظمية تضم جامع الإمام الأعظم والمقبرة الملكية وساعة الاعظمية إضافة إلى معالم قديمة وحديثة متعددة. وكذلك الكثير من المحال القديمة والعريقة والعديد من المدارس القديمة والحديثة النموذجية الأبتدائية والثانوية. وأيضا عدد من الكليات والمعاهد والجامعة الإسلامية.ويرجع تأريخ الأعظمية إلى العصر العباسي حيث توفي الإمام ابو حنيفة النعمان ودفن فيها فأنشئت بعد ذاك محلة صغيرة وأسواق حولها.وقد طور المدينة العثمانيون وسكنوا فيها كونهم يتبعون مذهب ابو حنيفة النعمان . وكانت مدينة الأعظمية عند دفن الإمام أبي حنيفة منطقة بساتين كبيرة وبها أسواق عامرة. وكانت آنذاك تعتبر خارج المدينة المدورة التي بناها أبو جعفر المنصور. وبعد ذلك بدأ العمران والإنتشار السكاني وبدأت القبائل العربية بالسكن فيها. حيث صار حول مرقد أبو حنيفة مقبرة تسمى مقبرة الخيزران ومدرسة وأسواق وبيوت. والأحياء الأربعة التي تعتبر من المناطق القديمة في الأعظمية هي السفينة والحارة والنصة والشيوخ. وما حولها اليوم يعتبر امتدادا لها كمنطقة (رأس الحواش) وشارع عمر بن عبد العزيز وشارع الضباط وأحياء الشماسية والوزيرية والعيواضية وراغبة خاتون وشارع المغرب. ومساحة الأعظمية حوالي 27 كيلومترا مربعا (بإستثناء مناطق الراشدية والفحامة والزهور التابعة إداريا للاعظمية) . وأغلبية سكان الأعظميه هم من المسلمين وفي عهد الأحتلال الأمريكي للعراق كثرت في هذه المنطقة عمليات المقاومة المسلحة للأحتلال والتعرض للقوات الأمريكية مما جعلها من المناطق الساخنة في بغداد.ويوجد في المنطقة العديد من الدوائر الحكومية والمدارس والمعاهد وكذلك توجد في هذه المنطقه كلية أبن الهيثم وتدرس بها الفروع العلميه لكلية التربيه التابعه لجامعة بغداد.وتحاط أجزاء واسعة ومحلات كثيرة اليوم من مدينة الأعظمية وتوجد محلات وازقة قديمة منها الشيوخ والحارة والسفينة والنزيزة والنصة وراس الحواش وهذه المناطق تعتبر هي بالاساس منطقة الأعظمية القديمة والتي تمتد من ساحة عنتر إلى جامع الإمام الأعظم .سكان معظم الأهالي من سكان الأعظمية (ان لم نقل جميعهم) عرب مسلمون باستثناء بعض البيوتات غير العربية لكنها إسلامية (ترك أو أكراد، أو الأفغان وغيرهم) وهؤلاء أصبحوا أعظميين بسبب المولد والمنشأ. وهناك من نزح إلى الأعظمية من الموصل وسامراء وتكريت وعـانة وبعقوبة وسكنوا منذ أكثر من مائة عام، وبقي بعضهم محافظين على ألقابهم الأصلية الاّ انهم أعظميين بالمولد والنشأة.ومعظم أهل الأعظمية الأصليين ينتمون إلى العشائر الكبيرة التالية: العبيد، الدليم، الجبور، النعيم، العزة، المشاهدة، الحياليون، السوامرة، المجمع، ويبلغ عدد سكان الأعظمية حوالي 150.000 نسمة أما عدد سكان قضاء الأعظمية فيبلغ حوالي 808.500 نسمة حسب تقديرات منظمة الامم المتحدة عام 2003م. ( منقول ) .

حديقة الأمـــة



 تقع حديقة الأمـة في مدينة بغداد عاصمة العراق. حيث افتتحها الملك غازي سنة 1937 وسط بغداد وسميت باسمه، لكن بعد ثورة تموز 1958 أجريت عليها العديد من التحسينات كالنافورات والبحيرات وزراعة بعض الاشجار، وتغير اسمها منذ ذلك اليوم وأصبحت حديقة الأمة، غير أن هذه الحديقة أصابها الخراب والدمار خاصة بعد عام 2003 بسبب التفجيرات المتعددة بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة إضافة إلى الإهمال لفترات طويلة. إلا ان أمانة بغداد قامت باعادة افتتاح هذه الحديقة في ال 25 من ديسمبر سنة 2008 وسط احتفال رسمي وشعبي حضره عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين. و تعتبر حديقة الأمة مركز بغداد التراثي والثقافي وتحتوي على عدد من الرموز التذكارية كنصب الحرية للفنان جواد سليم ولوحة الفنان فائق حسن و تمثال الأم لخالد الرحال.

نبذة عن سيرة الحافظ خليل رحمه الله


(صورة للمرحوم - الحافظ خليل- وهو يتوسط تلامذته ومحبيه من أهالي الأعظمية وهم وقوفاً خلف الشيخ مباشرةً الأخ - علي سليم الدباغ - وبقربه الشيخ - حبيب -(شرحبيل) وفي أسفل اليمين - باسل قريشي - وأقصى اليسار _ ياسر أبو الكهوة - ويظهر كذلك القاريء - علاء الدين القبسي -يحتضن الشيخ ويظهر جزء من شخص - الحافظ مهدي البهرزي - رحمه الله . المكان حرم جامع أبو حنيفة الداخلي والزمان سنة 1997م والمناسبة هي تكريم الحافظ خليل من قبل وزارة الأوقاف.




بسم الله الرحمن الرحيم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والصلاة والسلام على النبي محمد صلوات الله عليه وسلم .
لقد كان لي الشرف ان اتعرف على واحدا من اجمل الاصوات بتجويد القران الكريم بادائه وضبطه وبكل اصناف المقام العراقي . وقد مدحه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي قائلا انني لم اسمع صوتا جميلا كصوت القارئ خليل اسماعيل قبل ذلك . ولد المقرئ والحافظ خليل اسماعيل سنة 1920 في بغداد جانب الكرخ سوق حماده وحفظ القران الكريم وتجويده باتقان . تتلمذ على يد محمد ذويب الذي كان امام مسجد السويدي القريب من مسكنه (محلة خضر الياس ) وكذلك اشرف عليه . واحتضنه الملا جاسم سلامه كثيرا لذكائه الخلاق والاخذ بتوجيهاته السديده . وفي سنة 1937 عين الحافظ خليل اسماعيل في جامع السراي ورئيس محفل القراء في جامع الامام ابي حنيفه النعمان
وتنقل في عدة جوامع منها جامع الشيخ صندل وجامع عمر السهروردي وجامع البنيه وفي مدرسة نائله خاتون مقرئا ومتعلما , وكان يشرف عليه فضيلة العلامه نجم الدين الواعظ حيث كان له مرشدا ومعلما ومربيا وموجها , ولقد اختير مقرئا في دار الاذاعه العراقيه وكان اول تلاوة له في يوم 9-11-1941 , وفي عام 1942 منح لقب الحافظ (ولقب الحافظ يعني معرفته لعلوم القران الكريم الى جانب حفظه ) , وقرأ القران في عدد من الدول العربيه والاسلاميه ومنها المسجد النبوي في المدينه المنوره والمسجد الاقصى وجامع السيده زينب في دمشق , وتعرفت عليه عندما كان يزور منطقة الفضل وجامع الفضل بصحبة ابنه . وافاه الاجل المحتوم بعد ظهر يوم الاربعاء 5-7-2000 وفي صباح اليوم التالي شيعت بغداد فقيدها الغالي والى مثواه الاخير في مقبرة
الكرخ في ابي غريب . رحم الله مقرئنا الحافظ خليل اسماعيل بعد عمر طويل قضاه في خدمة القران الكريم والحفاظ على الطريقه العراقيه باسلوب القرائه المقاميه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


 مقالة من تأليف الدكتور رعد العنبكي .

بغداد في العهد العثماني



بغداد في العهد العثماني - المصايف والمعامل والبنوك والمطاعم -
المصايف :- المصيف لأهل بغداد هي قصبة الأعظمية وحدها ويجب أن ندعوها مصحاً أولاً لأنه لا يذهب للإقامة بها إلا من كان مريضاً يشير عليه الطبيب أو أقاربه وأصدقاؤه بالذهاب الى الأعظمية لتبديل الهواء أما الذهاب الى سلمان باك في الربيع لا يمكن أن يعد اصطيافاً فهو نزهة ربيعية لا غير.
المعامل(المصانع) :- يوجد من المعامل:-
(العبخانه) معمل النسيج
(الدبخانه) معمل دباغة الجلود
(البوزخانه) معمل الثلج
(الدكرمان) المطحنة العسكرية
وماسبق تدور بالمحركات وكلها عائدة للحكومة
أما معامل الطابوق والكوازة ودباغة الجلود في الأعظمية ومعامل الحلويات وهذه لا تسمى معامل حيث تدار باليد وليس بالمحركات ..
ولا يوجد غير ذلك.
البنوك:- كان يوجد بنكان فقط:-
1- البنك الشهنشاهي الإيراني أفتتح في 28 ذي القعدة سنة 1307هـ الموافق 16-7-1890م،
2-البنك السلطاني العثماني أفتتح في 12جمادى الأولى 1310هـ الموافق 1-12-1892م.
المطاعم:-
كان يوجد ثلاثة أو أربعة مطاعم في سوق الميدان تسمى (لوقنطه) في حالة بسيطة جداً لا أثر للنظافة فيها وعدا ذلك يوجد دكاكين الكباب المنتشرة في أكثر الأماكن ومركزها المهم هو سوق الكببجيه المعروف الى الآن بهذا الأسم ومحل آخر بالصابونجية والأخير أكثر شهرة عند أهل بغداد وبعضهم يصف الأطعمة المشهورة في بغداد بقوله (خبز باب الآغا وطرشي خان جغان وكباب الصابونجية) وهي أفضل المطاعم لمن يريد أن يتغدى خارج بيته.

(المسناية وجسر الاعظمية القديم عام 1955م) وبناء جسر الأئمة



(المسناية وجسر الاعظمية القديم عام 1955م)
المسناية عبارة عن بناء كبير في محلة السفينة بالاعظمية غمره نهر دجلة منذ حوالي 250 عاما او اكثر وهو بقايا جامع قديم لأن بعض القاشاني الأزرق الذي يستخدم بالجوامع وتكتب عليه بعض الايات القرآنية موجود بالقرب منها . البناء من الطابوق الفرشي ومادة البناء (المونه) من النورة والرماد وهي مادة اصلب من الاسمنت ومقاومة للماء بدليل صمودها بنهر دجلة كل هذه الفترة الطويلة . كان جسر الاعظمية القديم مربوط بها بسلاسل حديدية ضخمة لمنع انحداره مع الماء . ولا زال بموقها وتعتبر من معالم محلة السفينة بالاعظمية ..............




( صورة نادرة ) جسر الأئمة قيد الإنشاء بداية عام 1957م .

جسر الأئمة :- هو جسر فوق نهر دجلة يربط منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد المتاخمتين لضفة نهر دجلة، سمي بهذا الاسم لوقوع مقبرتين كبيرتين دفن فيها رفات الكثير من علماء الإسلام وهي مقبرة قريش التي دفن فيها الإمام موسى الكاظم في الحضرة الكاظمية، ومقبرة الخيزران التي دفن فيها الأمام أبو حنيفة النعمان في جامع الإمام الأعظم، بالإضافة إلى رفات الكثير من علماء وأئمة بغداد في كلتا المقبرتين.

تاريخ بناء الجسر :- كان الجسر القديم طائفاً على النهر، وكان يربط بين الضفتين مكوناً من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة، يطلق على الطوافات في اللهجة العراقية الدارجة (الدوب) ومفردها (دوبة)، (وهي عبارة عن طوافات مصنوعة من معدن الحديد وحجمها يتحدد حسب الحاجة سواء للنقل)، حيث تسحب مقطورة مع زورق بخاري أو لغرض عبور الناس أو لصناعة الجسور العائمة التي هي أشبه بالجسر العسكري المؤقت. وكان يطلق على الجسر العائم هذا اسم الاعظمية نسبة لحي الأعظمية الذي كان أكبر بكثير من حي الكاظمية وأشد أزدحاماً. وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن جسر الأعظمية العائم إذ كثيراً ما تحرر من وثاقهِ الذي يربطهُ بالضفة وأنطلق عائماً في نهر دجلة فيستيقظ الناس وقد وجدوا ان جسرهم قد هرب. ويتطوع للبحث عنهُ معظم الناس في المنطقة والذي يجدونهُ راسياً على بعد كيلو مترات قليلة وتتم اعادته مرفقاً بالعزف الموسيقي الشعبي وهلاهل (زغاريد) النسوة لمصالحتهِ ظناً منهم انهُ ترك مكانهُ زعلاً وغضباً. ولكن هذا الجسر تمت إزالته عام 1957م بعد أن تم بناء جسر قوي لا يزعل ولا يهرب من قبل شركة بريطانية، وبني جسر حديث عام1377هـ/1957م. وبني شبيهاً لجسر الأحرار من حيث التصميم إذ كان يعتبر كواحد من أجمل جسور بغداد الأربعة في ذلك الوقت وهو يشبه إلى حد كبير من حيث التصميم جسر باترسي في لندن. ولدى إنشاء الجسر الجديد عام 1957م، قرر أهالي الأعظمية، وهم من طائفة السنة، إطلاق اسم منطقتهم عليهِ واسموهُ كسابقهِ جسر الاعظمية، ولكن أهالي منطقة الكاظمية، من الشيعة، أصروا على إطلاق اسم منطقتهم عليهِ، فقررت الحكومة في ذلك الوقت (في العهد الملكي) تسميتهِ باسم يرضي جميع الأطراف وبعيداً عن الخلافات فأطلقت عليه اسم جسر الائمة.




(الصورة) يوم إفتتاح جسر الأئمة بتاريخ 23/3/1957م ويظهر في الصورة من اليمين كل من العميد المتقاعد هشام الوادي والذي أهداني هذه الصورة ومن ثم المرحوم محمود عبود ثم المرحوم منعم حمودي (فليفل) وأخيراً طارق محمد فتاح . 

من مقال (الأعظمية جوهرة الرصافة) جسر المحبة :-
الاعظمية والكاظمية حيان بغداديان تفصل بينهما دجلة وتقربهما الى بعض ارواح الائمة والاولياء المدفونين في الجانبين ومشاعر السكان المتضامنين، ويشدهما الى بعض جسر الائمة الذي يطلق عليه البعض هذه الايام اسم جسر المحبة، ويتذكر الشيوخ من الحيين يوم كادت الكاظمية تغرق اوائل الخمسينيات عندما فاضت دجلة، وكيف تنادي اهل الاعظمية لنجدة اخوتهم في الكاظمية وبنو سدتها معاً كتفاً الى كتف وهم يهزجون (اجه الروج عالسده وموسى بن جعفر رده) وهناك من يرفع اليوم لافتة كتب عليها - والاعظمية قد غدا ما نابها والكاظمية واحداً - ويوم تفجرت اجساد الزوار في عشرة عاشوراء في العام الماضي في الكاظمية، تنادى اهل الاعظمية فحملوا الجرحى الى مستشفى النعمان بسياراتهم وحملوا الماء والطعام للوافدين عبر الاعظمية الى جسر المحبة فالكاظمية، وعلقوا لافتات تدين ذلك العمل الاجرامي على جدران مشهد الامام (ابي حنيفة) وهنا تترد كثيراً عبارة تمنح القلب العراقي مساحة واسعة من الفرح والطمأنينة: ليس فينا من يفرق.. بيننا من جسور المحبة ما لا ينتهي.


مقالة للكاتب ( صافي الياسري ) .

جمع واعداد: خالد عوسي 

من احتفالات المولد النبوي الشريف


 
( الصورة ) من احتفالات المولد النبوي الشريف في جامع الامام ابي حنيفة / الاعظمية

يوم 11 ربيع الاول 1389 هـ ليلة المولد النبوي الشريف الموافق يوم الثلاثاء 27-5-1969م.

(مِن ْ ذكرياتي في مدينة الأعظمية )
 تأليف: ثائر البياتي مـِن المهجر الأمريكي .

كنت أزور مدينة الأعظمية بين فترة وأخرى مع أهلي وأنا طفل صغير، خاصة مرقد الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، بمناسبات مختلفة، كالمولد النبوي الشريف الذي يقام في كل عام، ومع كل زيارة كنا نزور مرقد الإمام موسى الكاظم في الجانب الثاني من نهر دجلة، فـَـتـَركت ْ تلك الزيارات بصماتها في ذاكرتي، حتى عشقت ُ الأعظمية وتأملت ُ ان أعيش َ فيها. تـَحـَقـَقت ْ أحلامي عندما بلغ َ عمري الثامنة عشرة، فإنتقلت من بعقوبة الى بغداد لأقيم في مدينة الأعظمية أربع سنوات من فترات حياتي، تـَذوقت ُ خلالها طعم السنين الحلوة، التي كانت فترة دراستي الجامعية في كلية العلوم من عام 1970 ولغاية عام 1974. سكنت كطالب في إحدى شقق منطقة رأس الحواش التي تبعد عن كلية العلوم بخطوات قليلة، وتتمركز في وسط زحام المدينة، حيث تحيط المطاعم والأسواق بمسكننا وتمتد المحلات التجارية بطول شارع الإمام الأعظم حتى ساحة عنتر بن شداد، وتغص بمختلف الناس، أكثرهم من شابات وشباب الكلية، ما أحلى غدوّهم ورواحهم الذي كان لا ينقطع طول النهار. أما ساحة عنتر، فإنها رمز مدينة الأعظمية، بالطبع بعد مسجد الإمام الأعظم، ما أجملها، حيث الخضرة الدائمة تغطي أرضها التي تناثرت في أطرافها الورود والزهور التي تبعث الرياحين في أنحائها. ما أحلى أمسيات شارع الإمام الأعظم، حيث كنا نتخطى على طوله، نأكل في مطاعمه الأكلات العراقية الشهية كالقوزي على التمن والفاصولية اليابسة وتبسي الباذنجان، وبعدها نحتسي الشاي في مقاهيها القديمة. أتذكر بشوق ٍ أمسيات تجوالنا على كورنيش الأعظمية الرائع، نتمتعُ بمشاهدة جمال نهر دجلة الخالد الذي يلتف ُ حول َ المدينة ِ بسحر ٍ وهدوء ٍ، يعانقها كعاشق ٍ غارق ٍ في بحر ٍ من اللذة ِ والمتعة. لا أنسى نكهة المدينة المتميزة في أيام أعراسها وبهجة أفراحها بالمولد النبوي الشريف من كل عام في يوم 12 ربيع الأول. يتهيأ عادة أهالي المدينة لإحتفالات المولد قبل أيام عديدة من حلوله، فتراهم يغسلون واجهات بيوتهم ويزينونها بمظاهر الزينة والفرح، ينظفون ويهيئون غرفها وحماماتها لإستقبال الوافدين من الإصدقاء والأحبة من المحافظات والمدن العراقية المختلفة، تـُضاء واجهة مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان وساحته بالأضوية الكهربائية الملونة وَتـُزَّين المحلات التجارية والمباني بالأشرطة الزاهية، وترفع اللافتات المعبرة عن الألفة والتضامن بين الناس. في ليلة المولد، يلبس الناس ملابسهم الجديدة، كملابس ِ عيد عرفات، يضعون على واجهات بيوتهم وعلى إمتداد الشارع باقات الآس الخضراء والورود اليانعة، يفوح منها عبير الزهور، تـُجََّملـُها شموع الميلاد الموقدة التي تجعل من عتبات البيوت وشرفاتها حـُلـَة زاهية تسحرُ الناظرين وتبعثُ الفرحَ والسرور في نفوسهم، فبعض الناس يعملون ذلك إيفاء لتحقق مرادهم، والبعض الأخر يطلب مرادا لتتحق أمنيته، وآخرون يفعلون ذلك إبتهاجا بالذكرى العطرة، وتتبادل العوائل بالمناسبة، الحلويات وطبخات الزردة والحليب وغيرها، ويوزعونها على القادمين مجانا ً. بعد غروب الشمس من ليلة الميلاد، تطوفُ مجموعات متفرقة من الشباب في أزقة المدينة وشوارعها، يحملونَ شموع الفرح المتقدة في صواني تتلألأ بالأنوار فوق رؤسهم، ينقرون الدفوف مرددين أناشيد المولد النبوي وموشحاتها البهية، ينثرونَ الجكليت والمسقول على الناس المكتظين على جانبي الطريق، تقابلهم النسوة بالزغاريد والهلاهل وبالمزيد من نثر الجكليت تكتمل الفرحة، وينتهي مسارهم في ساحة مسجد الإمام الأعظم قبل حلول صلاة العشاء. وفي نفس الوقت، يغص شارع الإمام بحركة الناس وتجمعاتهم، تنقطع عنه حركة السيارات لكثرة المشاركين، ويزدحم جسر الأئمة بالمارة من الناس القادمين من الكاظمية وصوب الكرخ لحضور الإحتفالات، وتنتعش الأسواق ومطاعمها التي تقدم أفضل أكلاتها للضيوف الى ساعات متأخرة من الليل، وفي شارع الإمام يـُهـَيء الطعام السريع كالكباب والمعلاق وغيرها في عرباناتٍ متواضعة، تـُضيئها فوانيس اللوكسات، يـُباع ُ طبيخها الى المحتفلين. وتغصُ ساحة الإمام ومسجده ُ الداخلي بالناس الوافدين، يشاركون بإعداد غفيرة في صلاة العشاء ، لتقام مراسيم الحفل بعدها. يـُفتــَتـَحُ الحفل بآيات من القرآن، تليها كلمات الوفود الحاضرة على رأسها ممثل رئاسة الجمهورية، وتشارك في المناسبة فرق الكشافة بنشاطات متنوعة وَتـَعزفُ فرقة موسيقى الشرطة العراقية ألحانها الجميلة لتضيف للفرحة بهجة ً، وتستمر المناقب والموشحات النبوية وتـنقر الدفوف لساعات طويلة، يتخللها توزيع الحلوى، وتطول السهرة الى فجر اليوم الثاني. يـُعتـَبر إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تخليدا ً لتراث شعبي، متوارث منذ مئات السنين، ينتظره الأصدقاء والأحبة بلهفة شديدة، بإعتباره فرصة لقاء مبارك، تـُعـَبرعن فرحة وتضامن الناس من كافة الطوائف والأثنيات من مختلف المدن العراقية. غادرتُ العراق في عام 1977 لغرض الدراسة وبأمل العودة للوطن، غير ان الظروف كانت أقوى من آمالي في تحقيق أحلامي في العودة، فطال غيابي وأنتظاري، ولكن بقى العراق وذكرياته قريبين من قلبي، وبقى حنيني اليه، كحنين الطفل لأمه، أترقب يوما ً قريبا ً لأعود الى أحضانه، لأستنشق هواءه العذب وأشرب ماءه الزلال وأكل طعامه اللذيد، فنذرتُ وأنا في هموم الغربة، أن أوقد َ شموع َ الفرح حال عودتي وتحقيق مرادي، ولكن مع شديد الأسف لم يتحقق كل ما كنتُ أتمناه. في عام 2004 عدت ُ من المهجر الأمريكي لزيارة العراق، بعد ثلاثين عاما ً قضيتها في الغربة، وحال الإنتهاء من زيارتي لأهلي وأقربائي وأصدقاء طفولتي في بعقوبة قررتُ زيارة بغداد، وخصوصا ً مدينة الأعظمية، لأهمية موقعها من قلبي ولإني حـَمـَلتُ معها أخر ذكريات أيامي في العراق قبل مغادرتي. كان إقتراب السيارة التي تقلنا من ساحة عنتر، قـُبـَيل َ الظهر، حيث أرسلت الشمس أشعتها الذهبية لتضيء كل مكان، الا ساحة عنتر، فكانت الشمسُ تكاد ان تغيب عنها، فماتت ْ أزهارها وجفت ْ ورودها، ولم ْ يعد ْ النسيم يهز أغصان أشجارها، ولا الفراشات تتطاير بين أورادها، وغدت ْ أرض الساحة سوداء، تهشمت ْ أطرافها وتكسرت ْ أرصفتها الحجرية من جراء حركة العربات العسكرية، وعلت ْ أكداس النفايات والأنقاض في وسطها. فقلت ُ: يا إلهي ، هل أنا في حلم ٍ مفزع ٍ، أم في ضياع؟ أما شارع الإمام الأعظم الذي يبدأ من ساحة عنتر ويشق طريقه الى وسط المدينة فلم ْ يـَعـد ْ كما ألفته، فـَتـَخللته ُ مطبات كثيرة وشقوق عميقة، خلا من زحام الناس والعربات التي عهدت ُ رؤيتها أيام كنت طالبا ً في كلية العلوم، ومع تقدم حركة السيارة ببطء، كنت أترقب ُ بلهفة شديدة مشاهدة بناية الكلية، طالما حلمت ُ التجول َ في أرجائها وبين ممرات مبانيها في أحلامي وانا في البعد، ولكن ما ان أقتربنا من البناية حتى وجدتها هي الأخرى مهملة، أبوابها موصدة، تـَبـَينَ انها تحولت الى مؤسسة بائسة أخرى، لا حياة فيها، فكلية العلوم التي شـَغـَلت ْ المنطقة وأنعشتها بروادها قد انتقلت الى الجادرية منذ عام 1982، كما أخبرني قريبي المرافق لي. كان مرورنا سريعاً من وسط المدينة، فلم نتمكن من الدخول في أزقتها وشوارعها الفرعية أو الوقوف أمام مشارف منازلها والإقتراب من ساكنيها الا لدقائق قليلة بحجة شراء بعض الحلوى من محل حلويات نـَّعوش، الذي كان لا زال يقدم خدماته للناس، من بيع الحلويات، فالمدينة متعبة، بعض من بيوتها ومبانيها مهدمة أو محروقة، أسواقها خالية من المنتوجات، فكأن العدوُ الدخيل اليها نفخ َ السـُم َ في أرجائها وَبـَثَّ الدخان في سمائها، فمات َ مـِن ْ أهلها مـَن ْ مات َ وهاجر مـَن ْ هاجر، وبقى فيها مـَن ْ بقى راقداً في مسكنه كرقود ِ أمواتها العظام في قبورهم التي كنا نزورها في كل مناسبة جميلة، نتبارك ُ بمآثرهم المجيدة ونفتخرُ بذكراهم العطرة. فتساءلت ُ وأنا أغادرُ الأعظمية، لأعود َ الى غربتي في المهجر منتظرا ً : متى ستشرق الشمس مـِن ْ جديد وتعود الحياة للمدينة وترجع الإبتسامة والفرحة في وجوه الناس؟ متى ستتفتح الزهور وينشر شذا الأقحوان رحيقه، ويعود البلبل لشدوه والحمام لهديله ليعود الناس لتجوالهم على ضفاف نهر دجلة وكورنيش الأعظمية؟ متى ستكون إحتفالات المولد النبوي كرنفالات فرحة وبهجة ليس في الأعظمية فقط، بل في سائر عموم العراق؟ فالأعظمية حقا ً عظيمة بأكابر رجالها وعزة نسائها وأصيلة بعمق تاريخها، ورائعة بجمال معالمها .

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...