المعسكر الروسي المؤمن بمبادئ الشيوعية والداعي إلى محاربة الأديان، وعدم الاعتراف بوجود إله، كان يقوده فلاديمير لينين، مؤسس الشيوعية والأب الروحي لها، ومن هنا يستطيع البعض أن يجزم بموقفه من الأديان بشكل عام، والدين الإسلامي بشكل خاص، لأنه الدين الرسمي لمنطقة الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي سيغلُب عليه الكراهية والحقد، كما يفترض العقل والمنطق.
ولكن لينين، كان له رأي آخر خارج التوقعات، ففي برقية أرسلها عام 1920 إلى أورجوندز، القائد بالجيش الروسي خلال الحرب العالمية الأولى في جبهة القوقاز، ذكر لينين فيها :«افعل كل شيء لإثبات، وعلى النحو الأكثر تأكيداً، تعاطفنا مع المسلمين، مع استقلالهم وحكمهم لأنفسهم»!
هل لينين بهذا يدعو إلى الإسلام ؟
بالقطع لا، فهو مؤمن بحق أن الإسلام والأديان هي أيديولوجيا إقطاعية، ولكنه صار وقتها مدافعاً عن البروليتاريا، كما يقول دوماً، ومروجاً لها لأن التكتيك السياسي العسكري تطلب هذا الأمر، إنها إذا «الغاية تبرر الوسيلة» على طريقة ميكيافيللي، فالشيوعية حينما وصلت الدول الإسلامية العربية، تم رفضها بقوة بسبب موقفها من الأديان، فلم يكن هناك مفر من التلاعب الإعلامي بالكلمات، وإظهار مدى ولاء الشيوعية للإسلام وقضاياه، وذلك فقط حتى يضمن لينين وقوف المسلمين إلى جانبه…وإلى جانب المعسكر الروسي الشيوعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق