السبت، 26 أكتوبر 2013

نوادر طاهر يحيى التكريتي


نوادر لرئيس الوزراء المرحوم ( طاهر يحيى ) .

في ستينات القرن الماضي (1964-1966) كان المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء وفي أمسية من أيام ذلك العام كان يتجول سيرا على الأقدام في شارع الرشيد حتى وصل «ساحة الميدان»،وهنا صعد إحدى باصات مصلحة نقل الركاب «الأمانة» ، كأي راكب عادي، وعندما سارت السيارة صعد ثلاثة أشخاص، ودفع كل منهم أجرة (15 فلسا) ولكن قاطع التذاكر «الجابي» قطع لهم التذاكر من الدفتر لكن لم يسلمها لهم بل أخفاها لنزولهم في المحطة التالية...وبعد فترة صعد ثلاثة أشخاص ودفعوا الأجرة للجابي فأعطاهم التذاكر الثلاثة المخفية لديه، كل هذا جرى و(دولة) رئيس الوزراء يراقب كل ما جرى أمام عينيه!!وهنا نادى رئيس الوزراء على الجابي وقال له:لماذا قمت بهذا العمل؟فتغافل الجابي وأجاب:عن ماذا تتحدث؟قال له: وهل تعرفني؟أجابه الجابي: لا....قال: أنا طاهر يحيى رئيس الوزراء...وهنا تلعثم الجابي وأرتبك وأخذ يتوسل مدعيا بأنه صاحب عائلة كبيرة، ولكن رئيس الوزراء طلب منه دفتر التذاكر وقطع منه أربعة بطاقات ومزقها أمامه!! (وهي بقيمة 60 فلسا أي غرّمه 60 فلسا).وقال له رئيس الوزراء:سوف أحيلك إلى المحكمة عن جريمة إختلاس...!!.وبقي الجابي يبكي ويتوسل..وهنا تدخل بعض الناس ممن كانوا راكبين بالباص ملتمسين (دولة) رئيس الوزراء الصفح عنه..وإستجاب طاهر يحيى رئيس الوزراء لتوسطهم، ورجائهم، وطلب من الجابي أن يكون أميناً ويحافظ على الأمانة التي أوكلت إليه، ثم مدّ رئيس الوزراء يده في جيبه، وأخرج خمسة دنانير من محفظته وسلمها للجابي.. وقال له:إصرفها على عائلتك ولا تكرر فعلتك!!ونزل رئيس الوزراء في المحطة القادمة مترجلا ليكمل سيره وجولته الحرة، وسط تحية الناس له وإعجابهم بتواضعه وإنسانيته..وقصة طريفة أخرى تروى عن المرحوم طاهر يحيى...قيل انه كان يتجول في احدى الليالي لوحده، فأوقف سيارته امام محل (كببچي) وكان طاهر يحيى يلبس (الدشداشة) وهبط وطلب (تكه وكباب) وبينما هو ينتظر أخذ يتحدث مع (الكببچي) سائلا إياه:(شلون الشغل أبو فلان)؟؟؟.فأجابه (الكببچي) دون ان يعرف من هو (ضيفه):(الحمد لله، لكن إشخلّة علينة أبو فرهود.!!،(ويعني بابي فرهود طاهر يحيى) أشو أدك ليل نهار وما جايب الراس على الراس!)فقال له (طاهر يحيى):زين وشنو دخل أبو فرهود بشغلك !!؟؟..فقال له (الكببچي):(عمي الله يخليك، من أبو فرهود يبوگ من فوگ، ويشتري سينما النصر ومدينة الألعاب، يگوم اللي وياه يفرهدون، حتى توصل لبائع الخرفان !! فأگوم آني ازيّد السعر على الزبون، لأن هي السمچه خايسه من راسها!!وحين هَمّ (طاهر يحيى) للأنصراف، سأل (الكببچي):شكد حسابك؟؟؟.أجابه (الكببچي):(عمّي خليها على حسابي)!!!.فرد عليه (طاهر يحيى):(لا شلون وبعدين تگول طاهر يحيى باگني!!)..وحينها انتبه (الكببچي) الى انه يكلم (رئيس الوزراء) بحق وحقيق فتلعثم وقال له:(لا سيدي سامحني آني ما اقصدك, لكن الناس الله لا ينطيهم همة اللي يحچون!!)....فردّ عليه طاهر يحيى بعد أن وضع خمسة دنانير على ميز الدخل: (عراقيين ما تصير إلكم چاره!!)وتحرك بسيارته.. مكملا جولته دون مرافق ولا أرتال حماية وفي زمن عبدالكريم قاسم اعتقلت أجهزة الاستخبارات العسكرية اللواء طاهر يحيى بوشاية وبعد مضي أيام على الحَدَث، وبشكل مفاجىء توقفت سيارة أمام بابِ بيتِ عائلةِ السَجين في حي دراغ، وترجل منها عبدالكريم قاسم بمفردِه.طرَقَ البابَ بهدوء فظهرت أمُّ غسان – زوجة طاهر يحيى– وهي مذهولة ظنا منها أن كارثة أخرى ستحل بها عندما رأت الزعيم على الباب، لكنَّ ظنّها تلاشى بابتسامةٍ أشرقت على مُحيّاه وهو يؤدي التحية ويدور الى خلف سيارتهِ، فأنزل بضاعَتهُ المتكونه من كل ما يحتاجه المطبخ العائلي من تموين. ووضعها أمام البيت وعاد مرة أخرى الى سيارتِه فأنزل منها دراجة هوائية صغيرة للطفل غسان – ابن المرحوم طاهر يحيى- وطمأنها مرة أخرى على صحة (أبو غسان) ، وأوعدَها خيرا باطلاق سراحه بعد أيام، وفعلا حصل!!وإنتهت القصة ولم تنتهك كرامة هذا الرجل المعتقل الذي صارَ هرًما بشموخهِ الذي فضح بهِ أقزاما من أعدائهِ وأعداء العراق والأمة. بهذه الطريقة أُعتُقِلَ اللواءُ طاهر يحي التكريتي، وبها أُطلِقَ سراحُه توفي الرجل في العام 1986 ولم يكن يملك الا داره الكائنة في حي دراغ وراتبه التقاعدي....


جمع واعداد: خالد عوسي

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

طاهر يحيى ابنه الكبير اسمه زهير والثاني غسان الله يرحمه والثالث جمال

أحدث مقال

جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ)

  جسر ونهر الخر (الشْطَيِطْ) . الصورة : ملتقطة من جهة ساحة النسور ، وعلى اليسار (قصر الرحاب) وعلى اليمين (قصر الزهور) الذي لم يظهر . شيد الع...