العالم الفيزيائي (ألبرت أينشتاين ) مع طبيبه النفسي . و هي من آخر الصور التي ألتقطت له .
عندما ذهبت إليه جماعة من اللاهوتيين والأخلاقيين والعقليين والماديين إلى مكتبه في معهد الدراسات العليا في جامعة برنستون ليحكم بينهم في موضوع الله بعد أن أختلفوا حوله وسألوه : ما رأيك في الله ؟! . فأجاب أينشتاين (( لو وفقت أن أخترع آلة تمكنني من مخاطبة الميكروبات فتحدثت مع ميكروب صغير واقف على رأس شعرة من شعرات رأس إنسان , وسألته : أين تجد نفسك ؟ لقال لي : إني أرى نفسي على رأس شجرة شاهقة أصلها ثابت وفرعها في السماء . عندئذ أقول له : إن هذه الشعرة التي أنت على رأسها إنما هي شعرة من شعرات إنسان , وأن الرأس عضو من أعضائه . ماذا تنظرون ؟ هل لهذا الميكروب البكتيري أو الفيروسي المتناهي في الصغر (حجمه جزء واحد من مليار جزء من السنتيمتر المكعب ووزنه جزء واحد من تريليون جزء من الجرام) أن يتصور جسامة حجم الإنسان ووزنه ؟ كلا , إني بالنسبة إلى الله لأقل من ذلك الميكروب وأحط بمقدار لا يتناهى فأنى لي أن أحيط بالله الذي أحاط بكل شيء ! )). ويواصل أينشتاين كلامه قائلا (( إن أعظم وأجمل شعور يصدر عن النفس البشرية , هو ما كان نتيجة التطلع والتفكر والتأمل في الكون ومكنوناته .إن الذي لا يتحرك شعوره وتموج عاطفته نتيجة هذا التأمل لهو حي كميت . إن خفاء الكون وبعد أغواره وحلاك ظلامه إنما يخفي وراءه أشياء كثيرة منها الحكمة وفيها الجمال , ولا تستطيع عقولنا القاصرة إدراكها إلا في صورة بدائية بسيطة . وهذا الإدراك للحكمة والإحساس بالجمال ما هو إلا جوهر العبادة عند بني البشر . إن ديني هو إعجابي بتلك الروح السامية التي لا حد لها , تلك التي تتراءى في التفاصيل الصغيرة القليلة التي تستطيع إدراكها عقولنا الضعيفة العاجزة , وهو إيماني العاطفي العميق بوجود قدرة عاقلة مهيمنة تتراءى حيثما نظرنا في هذا الكون المعجز للأفهام )) . منقول من كتاب ( للكون إله ) للبروفسور صبري الدمرداش .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق