السبت، 26 أكتوبر 2013

جامع أبي حنيفة النعمان في عام 1979.



الاعظمية.. جوهرة الرُصافة.. ( الصورة عام 1979م ) .
هي هدب عين الساحل الشرقي لدجلة، والشبوي المخضل بروح الرازقي البغدادي على امتداد الشط من قصر شاكر الموادي ورقة الرشيد (الكريعات) شمالاً حتى جنوب البلاط الملكي، تلك هي اعظمية بغداد وليدة الامام الأعظم النعمان بن ثابت (أبي حنيفة). (عسكري المهدي) . يوم كنا صبية ، كنا نلتقي صيفاً، شباب الكاظمية والاعظمية في جزرة دجلة التي كانت تطلع لنا بمجرد ان ننهي امتحاناتنا الموسمية، فنلهو فريقا كرة قدم أو كرة طائرة جائزتنا بعد اللعب ذلك الرقي المبرّد على ساحل الجزرة. ولم نكن يومها نفهم معنى كلمة (طائفة) فلم يكن ثمة من يتداولها. والرصافة وبعضها الأعظمية، هي ـ عسكري المهدي ـ بنيت اثر شغب الرواندية على ابي جعفر المنصور حين حاربوه على باب الذهب، وقد بنيت وفقاً لمشورة قثم بن العباس بن عبد الله بن العباس حين قال للمنصور:- (ابن للمهدي قصراً في الجانب الايسر من دجلة قبالة مدينتك فيصير ذلك بلداً وهذا بلداً، فان فسد عليك اهل هذا الجانب ضربتهم باهل الجانب الآخر، وان فسدت عليك مضر ضربتها باليمن وربيعة والخراسانية). وسرعان ما عمرت الرصافة وامتدت اركانها إلى موقع الاعظمية التي اختص السكن فيها بالاجراء والرؤساء والتجار والموسورين الذين بنوا فيها القصور وزخرفوها، وازدهرت فيها الأسواق والحمامات. ومنها سوق يحيى الذي يشير المقدسي إلى انه كان قرب مشهد ابي حنيفة ـ المقدسي ـ احسن التقاسيم (130) والى ذلك يشير ابن الجوزي أيضاً في المنتظم (جـ6 ص146) وابن الحق في اخبار بغداد ص142، ويذكر اليعقوبي في (فتوح البلدان، ص 253ـ 254) ان هذه السوق أخذت اسمها من يحيى بن الوليد من حاشية الرشيد، بينما ينسبها كل من الخطيب البغدادي وياقوت إلى يحيى بن خالد البرمكي الذي كان الرشيد قد منحه اقطاعاً واسعاً في منطقة الاعظمية وقد صار ذلك الاقطاع بعد نكبة البراكمة إلى أم جعفر، ثم اقطعه المأمون بعد مقتل الأمين إلى قائده ظاهر بن الحسين. ويقول ابن الجوزي ان دكاكين سوق يحيى كانت عالية على طراز دكاكين باب الطاق وفيها دقاقون وجنازون وحلويون وهي سوق تقع بين مساكن الوزراء والامراء والرؤساء والموسورين. وعلى امتداد الطريق الصاعد شمالاً من سوق يحيى (محلة وسوق النصة حالياً) يقع سوق خالد البرمكي وعلى مقربة منه سويقة جعفر كما يذكر ابن الفقيه الهمداني في كتابه (بغداد، ص57) وياقوت في البلدان (ج5 ص1829، والى الشرق من الاعظمية تقع الشماسية وسوقها القديم وما زالت حتى اليوم تعرف بهذا الاسم، وفيها نادي الاعظمية الرياضي وساحة عنتر.
من مقال للكاتب (صافي الياسري ) .



صورة جامع الإمام أبي حنيفة (فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي ) وكانت الأعظمية تتصدر المشهد السياسي والديني والثقافي للعصر الذهبي في تاريخ العراق المعاصر

ليست هناك تعليقات:

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...