الاثنين، 23 مايو 2022

الرياضي الشامل عوسي الاعظمي

 


الرياضي الشامل عوسي الاعظمي . مقال للدكتور حسين اسماعيل الاعظمي العبيدي .

الصورة : صورة ناطقة وجميلة للمرحوم الرياضي البطل عوسي الاعظمي في ريعان شبابه. على شواطيء الأعظمية عام 1936م .

المقال : عوسي الاعظمي، اسم شغل الناس جميعا سواء في مدينته الاعظمية او في الاوساط الرياضية البغدادية والعراقية بصورة عامة، اقام الدنيا ولم يقعدها، رياضي بكل ما يمكن ان تحتويه هذه الكلمة من معنى. مارس الكثير من انواع الرياضة المتداولة وغير المتداولة في بلدنا العراق، رياضة الدراجات حيث نظم سباقات الدراجات الهوائية وكان بطلاً من أبطالها، وله الكثير من الحكايات على ألسنة الناس للطافةِ معشرهِ وفكاهته. كذلك السباحة والمصارعة والزورخانة ورفع الاثقال وكمال الاجسام والتزحلق والكشافة التي كان عوسي من روادها، والالعاب البهلوانية، واعلامي اسس مجلة في ستينات القرن المنصرم اسماها –مجلة اللياقة البدنية- وعندما افتتح في بغداد عام 1956 اول تلفزيون في الوطن العربي، كان له السبق في اعداد وتقديم اول برنامج رياضي في التلفزيون اسماه –الابطال- مارس الرياضي البطل عوسي الاعظمي رياضة مصارعة الزورخانة التراثية مع ابرز ابطال ورجالات المصارعة انذاك فهم "الحاج عباس الديك ومهدي زنو والحاج حسن نصيف وصبري الخطاط ونايل الصباغ وصادق الصندوق وعباس صندقجي وحسن بن اسطة بريسم و حيدر عنجر وعوسي الاعظمي وغني القرغولي وحساني وظاهر مسعود وتوفيق الكركوكلي وصبري الجنابي وحميد عبد علي واسماعيل ابراهيم الدوري وموسى ابو طبرة وناجي زين الدين المصرف وزكي كاظم ومحمود الخشالي. هكذا كان عوسي الاعظمي، وهو الذي لايألو جهدا في التنقل والسفر وراء نشاطاته الرياضية المستمرة بلا هوادة. ويقول ولده البار السيد خالد، (ان والده عندما تجاوز سن الثلاثين عشق السياحة والسفر، حيث ألتقى بأبطال الرياضة بالمصارعة في العالم لتبادل الخبرات، وفي لبنان فاز على المصارع اللبناني زكريا شهاب، وفي تركيا فاز على المصارع التركي محمد اوغاد وكذلك فاز على عدد من مصارعي بلغاريا، وفي عام 1952م، قام عوسي الأعظمي برحلة إلى الأقطار العربية والتقى هناك بالمصارع المصري إبراهيم مصطفى في النادي الاهلي المصري، ونظمت له جولات سياحية في مختلف أنحاء مصر، والتقى برئيس مصر محمد نجيب الذي جعل نفقة ضيافة الأعظمي على حسابه الخاص. وكان يطبع الدعوات الرياضية، ويوزع النشرات الرياضية وعلى نفقته الخاصة دعما للوعي الرياضي) فضلاً عن كل ذلك اسس الرياضي البطل عوسي الاعظمي الكثير من المنجزات الرياضية، كمهرجانات الالعاب التي مارسها. وتنظيم المسابقات في مختلف الالعاب الرياضية، فكان قطعة من نشاط عجيبة غريبة لاتهدأ ولا تسكن، فقد كان عوسي الاعظمي يمتلك شخصية في المجتمع مثيرا للغاية في الجد والهزل والانجاز والعطاء والنشاط المستمر..! بهلوان الالعاب الرياضية، مارس رياضات لم يمارسها غيره في بلدنا العراق واثار فيها انتباه القاصي والداني في الاوساط الرياضية والجماهيرية. وبالتالي هو شخصية من الصعب تكرارها. يحفظ له الاعظميون الكثير جدا من مواقف المرح والهزل والنكات والجد. ليصبح اسمه جزءاً لايتجزأ من حياة اهالي مدينته الاعظمية، واخيرا فهو رائد في ممارسة كثير من الالعاب الرياضية البهلوانية في بلدنا. وله فضل كبير في ديناميكية الحركة الرياضية في مدينته الاعظمية من بغداد، منذ ثلاثينات القرن العشرين حتى وفاته في التسعينات رحمه الله. وهو ما يجعلنا ان نؤكد اهمية وقوع مدينة الاعظمية على ضفاف نهر دجلة الخالد، حيث معظم النشاطات الرياضية تفام على ارضه الرملية وتواجد معظم الشباب يوميا على ضفاف النهر للسباحة والاستمتاع والممارسة..! وكان لتأسيس وافتتاح النادي الاولمبي في مدينة الاعظمية عام 1939 أثر كبير في تنظيم الكثير من المسابقات الرياضية التي قادها ونظم معظمها الرياضي المثير للجدل عوسي الاعظمي (امتلك الرياضي البطل عوسي الاعظمي قوة جسدية غير اعتيادية جعلته متميزاً حتى بين من هم اكبر منه عمراً في السباحة والجري والمصارعة وممارسة الحركات الجمبازية الارضية. وادى كل ذلك الى ان اطلقت عليه جدته لقب "عوسي" وكان ذلك بسبب اختناقه في طفولته وبلغ حد الموت..! وبقدرة قادر عاد ليتنفس فاصبح عوسي منذ ذلك التاريخ حتى لحظة وفاته مارس المصارعة في الزورخانات في الثلاثينات وتعلم ابجدياتها على يد عباس الديك ومجيد ليلو). ولد جاسم محمد طه العبيدي القحطاني الحميري –عوسي الاعظمي- في بغداد عام1331 هـ 1913م. وعاش زمناً رياضيا بكل معنى الكلمة حيث ناهز الثمانين عاما، اذ توفاه الله عزّوجل في يوم 11  ربيع الثاني 1414 هـ/27 سبتمبر 1993م. بحادث دهس سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، التي لازمته طوال حياته، وكان ذاهباً لمسبح الصفا لتعليم الفتيان رياضة السباحة. (هناك جفر رملية تنتشر على الضفاف الرملية لنهر دجلة في منطقة السفينة اختار منها عوسي واحدة للتدرب على المصارعة وهيأها لهذا الغرض وهي بطول 6.14 متر وبعرض 5.14 متر تملأ بمزيج من الرمل والتراب وتجري التمارين حولها اما الصراع فيكون داخل الجفرة وسميت بعدها جفرة عوسي هذه الجفرة والجفر الاخرى في محلة السفينة كانت النواة التي اثمرت بجيل من المصارعين الذين رفعوا اسم العراق عربياً ودولياً وهم"رحومي جاسم واموري اسماعيل وخلدون عبدي ومهدي وحيد وقاسم السيد وكريم رشيد الاسود وحسن عبد الوهاب) . أكتفي بهذا القدر من حلقتنا هذه على ان نعود في مناسبة اخرى لاكمال سرد وسيرة حياة بطلنا الرياضي البطل عوسي الاعظمي فهناك من الحديث عن بطل رياضي بقيمة عوسي الاعظمي ما يطول ويكثر، عسى ان يمكننا العلي القدير من ذلك ان شاء وقدر. رحم الله بطلنا ابا خالد، واسكنه فسيح جناته.

أحدث مقال

[بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟

  [بعد ثلاثة عقود على وفاته] ماذا عن عوسي الضاحك أبدا ؟ الصورة : عوسي الأعظمي على إحدى الصحف الإنگليزية ، منتصف الأربعينات . المقال : جاسم م...